الفصل 14: ردود الأفعال من الأطراف المختلفة، واستلام مهمة الترقية للانتقال الأول
عالم الخلود، مدينة تسوي وي.
منذ ثمانين عامًا، وبعد انتهاء الحرب بين أصحاب المهن والـNPC.
هذه المدينة العريقة التي امتلأت بالعظمة وحملت آثار السنين، وقعت في يد عائلة تشاو من عائلات الثمانية الكبرى.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت مقرًا للفيلق الخاص بعائلة تشاو — فيلق لونغ يوان.
في هذه اللحظة، داخل القاعة الكبرى للمقر.
قال قائد الفيلق الحالي، تشاو تشانغ لين بقلق:
"يا شيخ، غابة الضباب السام تم اختراقها من قِبل ذلك الرجل المسمى يي ينغ، ماذا علينا أن نفعل الآن؟"
أما الجالس على المقعد الأعلى فهو تشاو مو، الشيخ الثالث من عائلة تشاو المقيم في مدينة لونغ يوان، وهو أيضًا أحد أقارب تشاو تشانغ لين المباشرين.
ورغم أنه في الحقيقة يبلغ التسعين من عمره، إلا أن نظام لوحة عالم الخلود جعله يبدو وكأنه في الأربعين فقط، شابًا مفعمًا بالحيوية.
وهو في الواقع صاحب قوة عالية، في المرتبة الثامنة.
ما ذكره تشاو تشانغ لين كان أمرًا قد رآه تشاو مو أيضًا.
لكن مقارنةً بالقلق الواضح على وجه تشاو تشانغ لين، ظل تشاو مو أكثر هدوءًا وثباتًا.
قال بهدوء:
"هل تحققتم من خلفية هذا المسمى يي ينغ؟"
هزّ تشاو تشانغ لين رأسه قائلًا:
"لا، لكن بعد التحقيق اكتشفنا أمرًا مثيرًا للريبة."
"وما هو؟"
أجاب:
"لدينا في الفيلق قسم مخصص لبيع المواد عديمة الفائدة، ومن ضمنها حجارة المهارات عديمة القيمة. وقد اكتشفنا أن يي ينغ اشترى ما يقارب العشر حجارة مهارات من هناك.
ثم علمنا من باعة آخرين أنه اشترى أيضًا كميات كبيرة من هذه الحجارة.
وبعد إحصاء أولي، تبيّن أنه منذ دخوله عالم الخلود وحتى دخوله الغابة السامه، اشترى ما لا يقل عن مئتي حجر مهارة!"
ارتسمت علامات الاستفهام على وجه الشيخ الثالث، وقال باستغراب:
"وما حاجته لكل هذه الحجارة؟"
ابتسم تشاو تشانغ لين بمرارة:
"هل نسيت يا شيخ أن هناك مهنًا خاصة مختصة بدمج حجارة المهارات؟"
عندها تذكر الشيخ الثالث الأمر.
إذ إن الحجارة التي تسقط في مناطق المبتدئين غالبًا ما تكون من النوع العادي عديم القيمة.
لكن عند دمج ثلاث حجارة من النوع ذاته، يمكن الحصول على حجر جديد، مع احتمالية ضئيلة لإنتاج حجر أعلى جودة.
ولهذا السبب، ورغم أن الاحتمالات ضعيفة للغاية، إلا أن كثيرين — بل حتى قوى كبرى — يشترون تلك الحجارة الرخيصة على أمل الحصول على حجر عال الجودة.
فربح حجر واحد جيد كفيل بتعويض كل شيء.
لكن هناك مقولة مشهورة في عالم الخلود:
"التقوية تُدمّر الحياة، والدمج يُفقر ثلاثة أجيال."
وهي خلاصة تجارب لا تحصى من دم ودموع.
ومع ذلك، ما زال كثير من الناس يظنون أنهم محظوظون، فينتهون بخسارة كل شيء.
بينهم أصحاب مواهب خاصة تزيد من احتمالية الدمج أو تحسين الجودة، وعائلة تشاو أيضًا دربت مثل هؤلاء، لكن النتائج لم تكن مرضية تمامًا.
ولهذا، حين ذكر تشاو تشانغ لين الأمر، لم يخطر ببال الشيخ الثالث فورًا.
لكنه بعد أن تذكر، قال بتمعن:
"هل يمكن أن تكون موهبة يي ينغ مرتبطة برفع جودة حجارة المهارات عند الدمج؟"
أومأ تشاو تشانغ لين:
"أنا أيضًا فكرت بهذا، وربما بفضل تلك المهارات المتقدمة التي حصل عليها مبكرًا، تمكن من تحقيق تقييم SSS في الغابة السامه."
لكن الشيخ الثالث قطّب حاجبيه:
"حتى لو كان الأمر كذلك، فكيف تفسر وصوله إلى المستوى 20 في وقت قصير كهذا؟
أتذكر أنه قبل عامين، ولتسريع ترقية الصغير هاو ، استهلكت العائلة كل مواردها، ومع ذلك احتاج ما يقارب خمس ساعات فقط ليصل إلى المستوى 20.
ثم، حتى لو استطاع دمج مهارات عالية الجودة، فهو لم يجرِ بعدُ حتى الانتقال الأول، وعدد خانات مهاراته محدود.
فكيف تمكن من النجاة في الغابة السامه وسط السموم القاتلة؟"
صمت تشاو تشانغ لين للحظة ولم يجد جوابًا.
كان تشاو هاو، ابن العائلة المدلل، الوحيد الذي استيقظ بموهبة من الدرجة SSS في السنوات الأخيرة.
ولأجله، سخرت العائلة جميع مواردها، وساعدته على الترقية والانتقال، بل وحصل على مهنة مخفية نادرة.
ومع ذلك، حتى وهو بهذه المكانة، احتاج خمس ساعات ليصل إلى المستوى 20.
أما يي ينغ، فمنذ دخوله إلى الآن، لم تمر حتى أربع ساعات — بما في ذلك وقت اجتياز الغابة السامه.
أي أن وصوله إلى المستوى 20 كان أسرع بكثير، وهو أمر يتجاوز حدود الإدراك.
أما مسألة كيف نجا داخل الغابة، فهذا ما لم يستطع تشاو تشانغ لين تخيله.
في هذه اللحظة، دخل أحد الحراس مسرعًا، ولما رأى القائد والشيخ الثالث، لم ينتظر حتى ينحني بالتحية، وصرخ:
"يا شيخ، يا قائد، خبر سيء… اسم تشاو شيون أصبح رماديًا!"
في عالم الخلود، يمكن لأصحاب المهن إضافة بعضهم كأصدقاء.
وعندما يتحول اسم الصديق في القائمة إلى اللون الرمادي، فهذا يعني أنه مات.
تسعرت عينا تشاو تشانغ لين فجأة، وقال بصوت مبحوح:
"متى حدث هذا؟"
أجاب الحارس:
"بعد الإعلان العالمي مباشرةً، بأقل من ثلاث دقائق."
غضب تشاو تشانغ لين وصاح:
"لا بد أنه يي ينغ…!"
لكن الشيخ الثالث قاطعه بصرخة غاضبة:
"اصمت!"
ثم أشار للحارس بالانصراف، والتفت إلى تشاو تشانغ لين موبخًا:
"كيف لك كقائد لفيلق لونغ يوان أن تفقد أعصابك هكذا؟"
ارتجف تشاو تشانغ لين مدركًا خطأه، وأخذ نفسًا عميقًا محاولًا التماسك.
لكنه لم يستطع إخفاء قلقه وقال:
"يا شيخ، اليوم كان يوم ذهاب تشاو شيون لاستلام الغابة السامه. والآن يي ينغ أصبح المتحكم فيها، وتشاو شيون لقي حتفه… هذا سيجلب لنا المشاكل."
صمت الشيخ الثالث للحظات ثم قال:
"مهما تكن موهبة يي ينغ، اجعل الناس يشترون كميات ضخمة من حجارة المهارات الرخيصة.
إن كان قد وصل لما هو عليه عبر المقامرة بالحجارة، فسوف نراهن نحن أيضًا.
قد تكون احتمالات الدمج هذا العام قد تغيرت."
تألقت عينا تشاو تشانغ لين:
"فكرة ممتازة! إن كان شخص عادي استطاع بلوغ هذا المستوى عبر المقامرة، فما بالك نحن عائلة تشاو، أغنى من أن نهتم."
وبالفعل، خلال أقل من عشر دقائق، نفدت معظم الحجارة الرخيصة من السوق.
وأثار هذا موجة تعليقات بين اللاعبين:
"يا لها من صفقة ضخمة، من هو المجنون الذي بدأ المقامرة بالحجارة من جديد؟"
"من يدري؟ على كل حال، لم أسمع أحدًا خرج بشيء جيد منها من قبل."
"اللعنة! أرخص حجر الآن صار سعره عشرات الآلاف، لقد اشتروا السوق كله!"
"إن كانت قوة كبيرة فلا بأس، أما لو كان فردًا عاديًا، قد ينتهي به المطاف يقفز من السطح!"
"تبًا، كنت أراقب حجرًا محددًا وأنتظر انخفاض سعره، والآن لا أستطيع شراءه حتى لو أردت!"
"لو كنت تبخل على نفسك ببضع آلاف، تستحق أن تأكل حساءً بلا لحم طوال عمرك!"
"آخر الأخبار تقول إن عائلة تشاو هي من تشتري، يبدو أنهم يستعدون لخطوة كبيرة!"
"أها، إن كانت عائلة تشاو، فلا عجب إذن. بالنسبة لهم هذه مجرد حصى."
…
وفي حين كان العالم منشغلًا بخبر اختراق يي ينغ للغابة السامه، كان المتسبب بكل ذلك — يي شياو — قد خرج للتو من السراديب.
ورأى بنفسه خبر نفاد حجارة المهارات من السوق، فابتسم ساخرًا:
"ألهذا الحد صدفة؟"
لكنه لم يعتبرها مجرد صدفة، ومع ذلك لم يقلق كثيرًا.
ففي النهاية، هناك دومًا من سيعرض المزيد من الحجارة في السوق، وإن ارتفعت الأسعار قليلًا.
وحتى لو لم يحدث، فهو يملك في يده حجر المهاره الالهي، ويمكنه تدبير أمره.
أما الآن، فهناك ما هو أهم بكثير أمامه: مهمة الانتقال الأول.
عاد سريعًا إلى بلدة يون هاي، وفي الوقت الذي كان الناس لا يزالون يتناقشون حول إنجازه، كان قد توجه إلى قاعة المهن، حيث توجد مهام الترقيات.
ولحسن الحظ، لم يكن مضطرًا لإيجاد NPC معين، فكل ما يحتاجه هو لمس اللوح الحجري الخاص بالمهنة.
اقترب يي شياو ووضع يده على الحجر.
---
【دينغ! تم الكشف عن مؤهلاتك لاستلام مهمة الترقية للانتقال الأول… جاري إنشاء المهمة】
【تم إنشاء المهمة بنجاح】
【الرجاء التوجه إلى مدينة الرمال السوداء وقتل "رسول الكوارث" للحصول على لوحة الترقية. بعد استخدام اللوحة ستتمكن تلقائيًا من إتمام الانتقال الأول.】
---