الفصل 165: من هو بالضبط؟

التحرك المفاجئ ليي شياو أصاب تشو وان والآخرين الثلاثة بالذهول.

أغمضت تشو لينغ عينيها، ولم تستطع منع نفسها من الصراخ، وكأنها قد رأت مسبقًا نهاية يي شياو.

أما تشو وان، فبعد أن تخلصت من صدمتها، صوبت سهمها نحو فهد عُرف التنين، وأطلقت بلا تردد.

كان السهم سريعًا وحادًا، لكن فهد عُرف التنين كان شديد الحذر وغاية في الرشاقة.

قبل أن يصل السهم، دار جسده الضخم في الهواء بحركة غريبة، وتفادى الهجوم بخفة.

ثم ارتكزت قوائمه على جذع شجرة قريبة، وانقضّ فجأة على يي شياو.

في لمح البصر، أصبح أمامه.

وفي الوقت نفسه، كانت بقية الفهود التي لم تُعاق قد وصلت بالفعل خلف يي شياو، ليجد نفسه محاصرًا بثمانية فهود عُرف التنين دفعة واحدة.

رأت تشو وان هذا المشهد، وأدركت أنه لم يعد بوسعها إنقاذ يي شياو، فعضّت شفتيها بشدة.

يبدو أن هذه المهمة محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ.

منذ أن خسروا يانغ جيان، لم تكن تُعول كثيرًا على نجاح هذا الغزو.

والسبب الوحيد الذي جعلها تستمر، هو تقدير تشو يي الكبير ليي شياو. لكن الآن، هذا الشاب الذي اعطاه عمها ثقة كبيرة، سيدفع ثمن غروره.

وبالتالي، لم يعد هناك داعٍ لهم للاستمرار، فذلك مجرد انتحار.

تنهدت في سرها، وهمّت أن تدعو تشو لينغ وتشو وو للانسحاب.

لكن فجأة، دوى صوت اصطدام هائل.

ثم تبعه صراخ بائس مروّع.

ارتعدت فروة رؤوسهم الثلاثة من شدته.

أما تشو لينغ، فصرخت برعب شديد وعينيها لا تزالان مغمضتين.

قالت بخوف:

"مات… مات، ذلك الأحمق لا بد أنه قُطع إربًا، وإلا لما كان صرخ بهذه البشاعة."

لكن تتابعت بعدها عدة صرخات متلاحقة.

هذه المرة، حتى تشو لينغ التي أغمضت عينيها، أدركت أن شيئًا غير صحيح يحدث.

هذه الصرخات لم تأتِ من شخص واحد.

بل في الحقيقة، لم تبدُ وكأنها أصوات بشرية أصلًا.

وبينما تملكتها الحيرة، فتحت تشو لينغ عينيها لا إراديًا.

وما رأت في اللحظة التالية جعل عينيها تتسعان، ويدها ترتفع لتغطي فمها.

"هذ… هذا…"

ارتجفت شفتاها طويلًا قبل أن تتمكن من التحدث بصعوبة:

"أختي وان، ما… ما الذي حصل؟"

أما تشو وان، فكانت أكثر تماسكا منها قليلًا، لكن ملامحها الأنيقة كانت غارقة في صدمة عميقة وعدم تصديق.

وأما تشو وو، الذي كان يلعب دور الدرع البشري، فقد بدا متحجرًا بالكامل.

ففي نظرهم جميعًا…

كان من المفترض أن يتمزق يي شياو إربًا على يد ثمانية فهود عُرف التنين.

لكن، الواقع أنه لا يزال واقفًا هناك سالمًا تمامًا.

بينما تلك الفهود، التي اعتُبرت دائمًا خصومًا صعبين، لم يبقَ منها أي واحد واقف.

لا!

الأدق أن ما تناثر على الأرض من قطع لحم ممزقة مختلفة الأحجام لم يكن يُعرف أصلًا أنها تعود لتلك الفهود، لولا أنهم رأوها بأعينهم قبل لحظات.

لم يفهم الثلاثة ما الذي جرى.

يي شياو، الساحر ذو المستوى 95، لم يستخدم أي مهارة سحرية.

بل بمجرد عصاه، قاتل ثمانية وحوش من المستوى 100، فهزمها جميعًا في ثوانٍ معدودة، دون أن يُمس بأذى.

تشو لينغ لم تر ما حدث لأنها كانت مغمضة العينين. لكن تشو وان رأت كل شيء بوضوح.

يي شياو لم يفعل أكثر من حركة بسيطة بعصاه. ومع ذلك، تحولت أجساد الفهود الصلبة إلى أشلاء، وكأنها مجرد قطع من التوفو.

ولم يلمسوا حتى طرف ثوبه.

أما العملية كلها، فلم تستغرق أكثر من ثلاث ثوانٍ.

بل وخطر في ذهن تشو وان شئ مجنون:

"لو لم أُطلق سهمي الذي أخّر أحد الفهود لحظة، ربما كان يي شياو سينهيهم بسرعة أكبر!"

فارتعدت من نفسها.

لكنها لم تستطع إنكار أنها ربما أعاقت سرعته فعلًا.

ورغم أنها لم تفهم كيف تمكن ساحر من فعل هذا، إلا أن نظرتها إليه تغيرت كليًا.

في هذه اللحظة، أدركت لماذا كان عمها تشو يي يُعلّق عليه كل هذه الآمال، ولم يتردد في قتل يانغ جيان، رغم أنه كان أكثر خبرة بتضاريس "غابة اللعنة".

لو كانت مكانه، لفعلت الشيء نفسه.

بعد أن أنهى أمر الفهود الثمانية، أعاد يي شياو عصاه بهدوء.

لم يستخدم أي سحر، كما أن عصاه لم تكن تحمل تأثيرات سحرية خاصة.

لكن قوة صفاته الجسدية وصلت إلى 39225 نقطة. وبمثل هذه القوة، لا يمكن لوحوش المستوى 100 أن يتحملوا حتى هجمة عادية منه.

وحوش الفهود الثمانية لم تمنحه سوى حوالي عشرة آلاف نقطة خبرة، وهو مقدار لا يُذكر بالنسبة له، إذ اعتاد أن يحصل على مئات الآلاف من قتل اللاعبين.

وهدفه الآن لم يكن التدريب، بل التقدم بسرعة، لذا كان منزعجًا من أن هذه الوحوش أضاعت وقته.

في هذه الأثناء، تراكمت عليه لعنة الضعف مرتين، فضعفت خصائصه بنسبة 2%.

نظر للخلف إلى تشو وان والآخرين الذين ما زالوا مصدومين. كان يتفهم صدمتهم، لكن لا وقت لذلك الآن.

قطّب حاجبيه وقال ببرود:

"لا تهدروا الوقت في التحديق. تحركوا."

لو لم تكن له صلة بتشو يي، لما كلف نفسه عناء تذكيرهم.

استفاق الثلاثة تدريجيًا من ذهولهم، لكن وجوههم ما زالت تحمل آثار الصدمة.

فساروا خلفه في صمت، متابعين تقدمه.

كانت "غابة اللعنة" واسعة جدًا، والأشجار الكثيفة حالت دون ظهور الوحوش بكثرة.

فلم يكن يخرج سوى قلة متناثرة كل بضع مئات من الأمتار.

لكن يي شياو لم يُتح لهم فرصة القتال، إذ كان يفتك بكل شيء بعصاه وحدها.

لم ينجُ أي وحش، بغض النظر عن صفاته، من هجمة واحدة له.

أما عن سبب عدم استخدامه للسحر، فهو أنه لا يريد إثارة ضوضاء تجذب المزيد من الوحوش، فيُهدر وقته.

وبالنسبة لتشو وان ورفيقيها، فقد تدرج شعورهم من الذهول، إلى الصدمة، ثم إلى البلادة والاعتياد.

حتى تشو لينغ، صاحبة الشخصية الساذجة، أدركت أن قوة يي شياو ليست على الإطلاق بمستواهم.

وأصبح واضحًا لها الآن سبب احترام تشو يي الكبير له.

لكن رغم ذلك، لم يستطيعوا هضم الحقيقة بسهولة، وظل السؤال يتردد في أذهانهم:

"هذا الرجل لا يزال عند المستوى 95 فقط… كيف يُمكنه أن يفعل كل هذا؟"

تشو وان، بمستواها 120 ورمايتها الموهوبة من الفئة S، كانت واثقة أنها قادرة على التعامل مع هذه الوحوش. لكنها تعلم تمامًا أن فعل ما يفعله يي شياو مستحيل عليها.

مر أكثر من عشرين دقيقة منذ دخولهم الغابة، وكان تأثير اللعنة قد خفّض صفاتهم جميعًا إلى 80% فقط.

(تاثير اللعنه 20٪)

لكن يي شياو لم يُظهر أي تأثر، وما زال يقضي على أي وحش بضربة واحدة، حتى دون أن يترك لهم جثثًا سليمة.

لم يكن هناك تفسير سوى أن قوة يي شياو الجسدية تفوق قوة هذه الوحوش بأضعاف كثيرة، فلا تتحمل أجسادهم ضرباته.

وهذا جعل قلب تشو وان يرتجف.

نظرت إلى ظهره، وعيناها تلمعان بالدهشة والفضول.

"هو… من يكون بالضبط؟"

---

2025/09/06 · 247 مشاهدة · 998 كلمة
Medo s
نادي الروايات - 2025