الفصل 176: حجر المهاره الإلهي؟ حجر الإلهي؟ تخمينات يي شياو
"أيها الفتى، وجهك غريب قليلًا، هل جئت من نقطة تجمع أخرى؟"
في داخل مدينة شينغ لو، أمام ورشة حدادة عادية، كان هناك رجل مسنّ ذو جسد قوي، نصفه الأعلى عارٍ، تبدو وجنتاه محمرّتَين وسوداوَين من طول تعامله مع اللهب المنصهر، يطرق بمطرقته على قطعة معدنية مجهولة وهو يتأمل يي شياو أمامه.
وفي هذه اللحظة، رفع يي شياو رأسه ليرى فوق حداد أمامه اسمًا واضحًا —— "بو تشي، كبير أساتذة الحدادة المخضرمين في مدينة لي يويه".
بالطبع، يي شياو في هذه اللحظة لم يكن ليُظهر هويته الحقيقية.
وحين سأله العجوز بو تشي بتلك النبرة، أجاب بهدوء ممهّدًا:
"نعم، جئت مع صديق، لكنه تعرّض لحادث في الدهليز، ولحسن الحظ أنه أخبرني بالإحداثيات مسبقًا، وإلا لما وجدت الطريق إلى هنا أبدًا."
بو تشي لم يشكك في كلامه، بل أطلق تنهيدة حزينة وقال:
"الدهليز مكان بالغ الخطورة، لقد رأيت ذلك بعيني في شبابي… يبدو أنك من الجيل الجديد من الميـا، أن تنجو وتصل إلى هنا، فهذا حظ كبير."
أومأ يي شياو مؤكّدًا.
قبل نصف ساعة فقط، كان قد قتل بوكس خارج أسوار المدينة، وحصل بالصدفة على حجر إلهي، ثم تسلل إلى المدينة بخفاء.
في البداية، لم يجرؤ على الاحتكاك مع الـNPC هنا، خشية أن ينكشف أمره.
صحيح أنه عرف من بوكس كثيرًا عن مدينة شينغ لو والميـا، لكنه لم يكن متأكدًا إن كان الأخير قد خدعه.
لهذا السبب لم يتردّد لحظة في قتل بوكس. فلو أحضره معه إلى المدينة، فمن يدري أي خيانة قد يقوم بها في الخفاء؟
أما عن سقوط حجر الإلهي منه، فقد صُدم يي شياو حين أمسكه أول مرة.
فما أن استلمه حتى ظهرت خصائصه أمام عينيه مباشرة:
---
【حجر الإلهي: دمجه داخل عملية صناعة العتاد قد يُفَعِّل تأثيرات إضافية غير متوقعة للمحترف.】
الوصف لم يوضح بدقة ماهية هذا الحجر، لكن يي شياو التقط على الفور الكلمة النهائيه — "المحترف".
بمعنى أن هذا الحجر مفيد فقط للمحترفين.
ومن خلال اسمه، لم يستطع إلا أن يربطه مباشرة بأداة أخرى كان قد باعها قبل أيام —— حجر مهاره الإلهي!
الذي يمنح المحترف خانة مهارة إضافية عند استخدامه.
ويعرف يي شياو يقينًا أن حجر المهاره الإلهي لا يفيد الـNPC، لأنهم لا يملكون قيود خانات المهارات أصلاً. حياتهم في عالم الخلود أكثر واقعية من البشر، كل مهارة يكتسبونها عبر الوراثة أو التدريب، لا بمجرد امتصاص حجر مهارة.
لكن هذا ليس المهم.
المهم والمثير للقشعريرة أن حجر الإلهي وحجر المهاره الإلهي لا يختلفان إلا بكلمه واحده، .
أن يكونا غير مرتبطَين؟ يي شياو لم يصدق ذلك أبدًا.
وبالعودة إلى سجلات البشر، يُذكر أن حجر المهاره الإلهي كان نادرًا للغاية في العشرين سنة الأولى من وجود البشر مع الـNPC.
لم يحصل عليه سوى قلة محظوظة من الـNPC، ولم يكن له مصدر آخر معروف.
حتى إن تسعين بالمئة من المحترفين البشريين لم يكونوا يعرفون أصلًا بوجود هذا الحجر.
لكن هذا الوضع تغير فجأة بعد اندلاع حرب الإبادة.
فقد انتشر حجر المهاره الإلهي بغزارة لسبب مجهول أثناء تلك الحرب.
غير أنه سرعان ما عاد ليختفي تدريجيًا بعد انتهاء الحرب.
أما السبب، فلم يذكر في السجلات.
بل إن تفاصيل الحرب نفسها كانت مبهمة، حتى أن الأجيال اللاحقة — ومنهم يي شياو — لم يملكوا تصورًا واضحًا عنها.
لكن الآن، مع ظهور حجر الإلهي أمامه، بدأ يي شياو يشكّ أن سر تلك الحرب مرتبط بهذه الأحجار.
غير أنه لم يملك دليلًا قاطعًا.
فقد قتل من قبل بعض الـNPC.
أولهم في "غابة الضباب السام الخفية"، حين قتل الـNPC الذي حاول تسميم ريمي، حتى أن ريمي لفظ أنفاسه أمامه. ولم يسقط أي حجر آنذاك.
ثم في قرية لينغهاي حين قتل العمدة هناك، أيضًا لم يسقط حجر كهذا.
هل كان الأمر محض صدفة إذًا؟
يي شياو لم يجد جوابًا، وقرر أن يتحقق لاحقًا إن سنحت الفرصة.
قطع شروده والتفت إلى بو تشي، وسأله بتجربة:
"يا معلم، لدي هنا مادة، هل تستطيع أن تصنع منها شيئًا؟"
توقف بو تشي عن الطرق، ورفع رأسه ينظر إليه، ثم ابتسم:
"إذن جئت لتصنع عتادًا. كنت أتساءل لِمَ غامرت بالعبور من الدهليز إلى شينغ هو. الآن اتضح الأمر. فحسب ما أعرف، معظم الحدادين في المدن الأخرى ماتوا أو أُصيبوا، وقليل منهم نجا إلى هنا. لذا أظن أن حدادتكم هناك انقطعت."
ارتاح يي شياو قليلًا، فقد ساعده العجوز باختلاق عذر مناسب دون أن يتعب نفسه. فسارع بتأييده:
"صحيح! قبل مجيئي سألت الجميع، لم يعرف أحد وظيفة هذه المادة. ولحسن الحظ أن صديقي أخذني معه إلى هنا."
وقد تأكد يي شياو أن بوكس لم يكذب حين ذكر اسم "مدينة شينغ لو".
فالاسم الأصلي لهذه المدن الثمانية كان "البوابات السرية بلا قواعد".
كل مدينة منها كانت تضم NPC واحدًا يتمتع بأعلى صلاحية في تلك البوابات.
مع مرور الزمن، صارت هذه البوابات مقرات للميـا، وأطلقوا عليها اسمًا موحدًا —— مدينة شينغ لو.
لكن لاحقًا، مع تزايد عددهم، أُعيدت تسمية كل مدينة باسم منفصل، ومنها هذه التي تدعى "شينغ هو".
حين سمع بو تشي كلام يي شياو، ازداد فضولًا وقال:
"أرني هذه المادة."
أخرج يي شياو من حقيبته "النموذج الغامض للعتاد" الذي اشتراه من تجربة اللانهاية بمليار نقطة، وقدّمه له.
وما أن رأى بو تشي القطعة حتى تغيّر وجهه تمامًا، وقفز إلى أمام يي شياو، وأمسك بها متفحصًا بعناية.
تفاجأ يي شياو من رد فعله، وبدأ يشعر بالقلق.
فهو نفسه لا يعرف طبيعة هذه القطعة، فهل سينكشف أمره؟
كان بإمكانه العودة فورًا عبر حجر النقل تشنغ لو إلى الدهليز، لكنه جاء هنا خصيصًا ليجد من يستطيع التعامل مع هذه القطعة.
فقد سبق أن جرّب مع بعض الحدادين البشر، لكنهم عجزوا عنها لضعف خبراتهم ومهاراتهم بعد انقطاع ترقية المهن مع غياب الـNPC.
حتى حدادو العائلات الثمانية لم يكن بوسعهم ذلك.
لذا كان أمله كله على هذه المدينة.
وبينما كان قلقًا، استعاد بو تشي هدوءه، ورفع رأسه بملامح جادة قائلًا:
"أيها الفتى، من أين حصلت على هذه القطعة؟"
كان يي شياو قد حضّر جوابه مسبقًا:
"صدفة… قتلت محترفًا بشريًا، وسقطت منه."
ساد الصمت، وتفحّصه بو تشي بعينيه.
شعر يي شياو بالتوتر، لكن بعد برهة، قال بو تشي:
"حظك عظيم."
تنفس يي شياو بارتياح، لكنه سأل بفضول:
"ولِمَ تقول هذا يا معلم؟"
ابتسم بو تشي:
"أتدري ما هذا؟"
يه شياو سخر في نفسه: لو كنت أعلم، هل كنت سأسألك؟
لكنه تظاهر بالجهل وقال:
"لا أعلم، أرجو أن توضّح لي."
هز بو تشي رأسه وأجاب بوقار:
"هذه القطعة تُسمى (البلورة الأسطورية)."
"البلورة الأسطورية؟"
كان هذا الاسم جديدًا على يي شياو، لكنه لم يستغرب، فبعض الأدوات كان لها أسماء أخرى عند الـNPC.
قال بو تشي متابعًا:
"البلورة الأسطورية معدن عجيب يتكون طبيعيًا، لا أحد يعرف أصله. يظهر من حين لآخر في هذا العالم."
سأل يي شياو بحذر:
"وما أثره إذن؟"
أجاب بو تشي بلهفة:
"أستطيع أن أقول لك شيئًا واحدًا فقط: العتاد المصنوع من البلورة الأسطورية، أدنى مستوى له هو… الأسطوري اللامع."
"الأسطوري اللامع؟!"
تجمد يي شياو للحظة. فالأسطوري اللامع أصلًا أعلى تصنيف للعتاد. فهل يوجد ما هو أعلى؟
ابتسم بو تشي وقال:
""يعتقد الجميع أن المعدات الأسطورية الامعه هي من أعلى مستويات الجودة. ومع ذلك، فإن الحدادين ذوي الخبرة مثلنا فقط هم الذين يعرفون أن هناك جودة أخرى أعلى من المستوى الأسطوري الامع. يسميه العديد من كبار السن في مجالنا —— المستوى ما فوق الأسطوري!"(الاسطوري الفائق)
دوّت الكلمة في عقل يي شياو كالبرق.
"ما الأسطوري الفائق؟!"
وهذا نفس مستوى موهبته!
هل هي مجرد صدفة؟ أم أن هناك رابطًا خفيًا؟
ظل صامتًا يفكر، فيما أكمل بو تشي كلامه:
"كل الحدادين يسعون طوال حياتهم إلى صنع عتاد أسطوري لامع، أما نحن — قلة قليلة من الحدادين الكبار — فهدفنا الأسمى هو الوصول إلى (ما فوق الأسطوري)."
ثم نظر إليه بعينين ملتهبتين:
"أيها الفتى، أعطني هذه البلورة. لن آخذ منك مالًا، وسأبذل كل خبرتي وكنوزي لأصنع لك سلاحًا فائقاََ لا مثيل له. ما رأيك؟"
_________________
( لاحظ الاختلاف بين
حجر المهاره الالهي
حجر الصهر الالهي :دا الي اشتراه من متجر التجربه الانهائيه
الحجر الالهي)
الكاتب عايز يلغبطنا
فصل متعب في ترجمته ان شاء الله متتلغبطوش