الفصل 18 طموح باي شياو شياو، رسول الكارثة يُهزم مره اخري في لحظة
عالم الخلود، على منحدر جبلي في ضواحي تبعد عدة أميال عن بلدة يون هاي.
لو نُظر من السماء لظهر مشهد حشود كثيفة تتحرك بانضباط نحو أهداف محددة.
وخلف كل واحد منهم تقريبًا، كانت تتبعهم عدة وحوش مختلفة الأشكال.
وفي مركز هذا التحرك، وقفت باي شياو شياو برداء أبيض مقدس، تحدّق في الوحوش الساقطة أمامها، وابتسامة ترتسم على فمها.
بمساعدة رجال عائلتها الذين يجذبون الوحوش لها، ارتفع مستواها في أقل من يوم واحد ليصل إلى المستوى 25.
بجوارها، ضحك هوو تونغ وقال:
"مبروك يا آنسة، لقد ارتفع مستواكِ مجددًا. بهذا المعدل، أظن أنكِ ستصلين إلى المستوى 30 بحلول ظهر الغد."
"سرعتكِ هذه تكاد تقترب من سرعة ابن عائلة تشاو، تشاو هاو، منذ عامين."
عند سماع اسم تشاو هاو، رفعت باي شياو شياو حاجبها الرقيق، ثم هزت رأسها بابتسامة باهتة:
"مع أن موهبتي من رتبة SSS، فإنني أبطأ بكثير مقارنةً بأخي تشاو هاو."
هوو تونغ طمأنها:
"لا تقللي من شأن نفسكِ، وفق خبرتي، ستكونين أول من يكمل الترقية إلى الدرجة الأولى هذا العام. ثم إن موهبة تشاو هاو قتالية، وقد غير مهنته إلى نادرة، لذا سرعته طبيعية. أما في ساحة القتال لاحقًا، فدورك ككاهنة مقدسة لن يقل عن دوره."
ثم أضاف:
"لكن يجدر بكِ أن تنتبهي لذلك يي ينغ."
رمقته باي شياو شياو بنظرة. يعرف كيف يتحدث، لكنه في النهاية مجرد تابع.
التوابع يظلون توابع، ولن يفهموا أن منافسيها الحقيقيين ليسوا من جيلها العادي. الشخص الوحيد الذي تعتبره ندًّا لها هو تشاو هاو، الموهوب أيضًا برتبة SSS.
أما يي ينغ، فبعد تحريات باي شانهي، تأكد أنه لا ينتمي لأي قوة كبرى. حتى لو امتلك موهبة قوية، فغياب الموارد سيتركه متأخرًا عن أبناء العائلات العريقة. لذلك لم تعره باي شياو شياو أي اهتمام.
مع ذلك، وبما أن هوو تونغ شخص دعّامة مهمة للعائلة من فئة الدعم، لم ترَ داعيًا لإحراجه، فغيّرت الموضوع:
"كيف تسير التحضيرات لبطاقة مهمة الترقية؟"
أجاب: "لقد تواصلنا مع فيلق العنقاء الذهبية في مدينة الرمال السوداء. خصصوا لكِ كامل يوم الغد."
أومأت برضا. لم تكن تريد أن تؤخرها مهمة الترقية عن وتيرة رفع المستوى. أما إذا لم تُسند لها مهمة قتل رسول الكارثة، فلا مشكلة، ستنفق بعض المال لإعادة التعيين مرات عدة. مقارنةً ببقية المهام، بطاقة الترقية القابلة للشراء بالمال هي الأسهل والأسرع.
والمال بالنسبة لعائلة باي لا يُذكر.
كانت ما تزال متضايقة من أن يي ينغ سرق منها الأضواء سابقًا. حتى أن باي شانهي أراد منها استمالته. هذا ظل غصة في قلبها. لذا تبذل جهدها الآن لتثبت لباي شانهي أنها الرقم الأول هذا العام.
وبهذا التفكير، انخرطت باي شياو شياو في معركة جديدة.
---
وفي الوقت نفسه، بعيدًا في مدينة الرمال السوداء، كان يي شياو منهمكًا في قتال الوحوش.
فئران البرق المتآكلة من المستوى 30، وحوش سريعة الحركة والهجوم، بجلود متقيحة. بارعة في الكمائن والانقضاض. بالنسبة للآخرين فهي مزعجة لا أكثر، لكن أمام يي شياو، ما إن تظهر حتى يحرقها بوابل من كرات النار، لتصير رمادًا.
كان موقعه داخل وادي الرمل الأسود، لكن بعيدًا عن نقطة ظهور رسول الكارثة. التضاريس معقدة وعدد الوحوش محدود. أمضى 3 ساعات هناك ولم يرفع مستواه إلا إلى 32.
بطيء، لكن بعد الترقية الأولى، كل مستوى يمنحه سمات تكفي لصنع فارق واضح. فالترقية تظل أفضل طريق لتعزيز القوة. المشكلة أن الصيد في البرية، رغم مضاعفات الخبرة، يظل بطيئًا بسبب طول وقت البحث عن الوحوش.
كما أن كل ترقية ترفع مقدار الخبرة المطلوب للمستوى التالي بشكل ضخم. للوصول إلى 33 يحتاج 611582 نقطة خبرة. لولا مضاعفة الخبرة، لما وصل حتى العام القادم. لكنه فقير، فلا يقدر على دخول عوالم سريه مدفوعة الثمن.
أمامه خياران لكسب المال: بيع حجر المهاره الإلهي، لكنه لا يستطيع إلا بعد وصوله للمستوى 90 ودخول السوق السوداء. البيع الخاص خطير جدًا.
الخيار الثاني: فتح العالم السري غابة الضباب السام للآخرين، بصفته المتحكم في العالم السري وبوجود ريميل. لكن هذا يتطلب تكلفة كبيرة، ومعظم من يدخلون أسرار المستوى 20 فقراء، والربح ضعيف. والأهم أنه لا يريد كشف وجود ريمي، لأنه NPC.
فزفر وقتل وحشين آخرين، ثم التقط حجر مهارة:
【السرعة الفائقة: تستهلك 50 نقطة سحر، تزيد سرعة حركتك 3 نقاط لمدة 30 ثانية】
"قمامة كالمعتاد."
معدل سقوط أحجار المهارة عالٍ، لكن الجيد منها نادر جدًا. مع قيود خانات المهارات، زاد حجر المهاره الالهي قيمته بشدة. ومع ذلك تعلم الحجر. صار لديه 30 نسخة من نفس مهارة السرعة.
سرعته الأساسية بالكاد 10 (مع 2 من المعدات). بتفعيل المهارات الثلاثين ترتفع 90 إضافية، ما يمنحه قدرة على المناورة والهرب من خصوم أبطأ.
كما أن نقاط حياته تجاوزت أخيرًا حاجز 100 ألف لتصل إلى 100570.
نظر حوله، وحين لم يجد وحوشًا، حسب الوقت. حان تقريبًا موعد ظهور الرئيس. فاتجه نحو البركة المظلمة في عمق الوادي.
بعد لحظات وصل لنقطة قريبة، واختار مرتفعًا مناسبًا للترصد.
مع اقتراب وقت الظهور، امتلأت المنطقة مجددًا بالمحترفين. هذه المرة كلهن إناث. تتقدمهن قائدة بدرع أزرق وسيف فضي طويل، بهالة باردة. مظهرها حازم أنيق.
عرف يي شياو فورًا أنهن فيلق العنقاء الذهبية، أقوى فيالق مدينة الرمال السوداء الثلاثة. والقائدة هي شيوي فنغ نفسها.
تفحصت شيوي فنغ آثار احتراق التربة حيث مات الرئيس سابقًا. لا شيء مميز. عقدت حاجبيها:
"من يكون؟"
سألتها إحدى التابعات: "قائدة، هل من الممكن أن لي لاو هو و كوانغ لونغ خدعونا؟"
هزت رأسها:
"كان هناك شهود. لن يكذبوا بهذا الشكل."
أخرى قالت: "لكن هذا غريب جدًا. ربما أحد كبار المحترفين يلهو؟"
فكرت قليلًا ثم قالت:
"الرئيس سيظهر قريبًا. ربما كانت صدفة."
وقبل أن تكمل، وصل رجال فيلقَي النمر الأسود والتنين الفضي أيضًا.
سألتها تابعتها: "هل سنشارك؟"
قالت: "لا داعي. جئت فقط للتأكد كي نساعد عائلة باي غدًا في الترقية. هذا أهم." ثم ابتعدت مئة متر مع مجموعتها.
الفيلقان نظر كل منهما للآخر وبدأوا استعداداتهم.
فجأة، أضاءت البركة بوميض بنفسجي، مع زئير مكتوم. الرئيس ظهر.
لكن قبل أن يكتمل جسده، انهمر وابل من كرات النار من السماء.
صرخ الرئيس وسقط محترقًا. لم يستغرق الأمر أكثر من ثانيتين.
انصدم الجميع.
حتى شيوي فنغ وجنودها، ارتجفوا من هول المنظر لأول مرة.
قالت إحداهن مذعورة:
"قائدة… القائدة… الرئيس قُتل في لحظة فعلًا!!"