الفصل 194: بداية المذبحة!

في الوقت الذي كان فيه "تشو يي" يستنفر على عجل ليستدعي رجاله، كان "يي شياو" قد وصل بالفعل إلى جوار قصر المدينة في لي يويه.

لا بد من القول إن ذوق "الميآ" في البناء كان لا بأس به، فمن بعيد بدا هذا القصر الضخم مليئًا بالجلال والرهبة.

وفوق ذلك، كانت وظائف القصر متعددة.

لم يقتصر على فتح التشكيل الدفاعي للمدينة كلها، بل كان مرتبطًا بممرات نقل تصل إلى الأبواب الأربعة: الشرقي، الغربي، الجنوبي، والشمالي.

بل إنه في زمن "الميآ"، قبل أن يُبادوا، كان القصر يضم أماكن تجريبية عجيبة تساعد المقاتلين على رفع مستوياتهم بسرعة، وتعلم المهارات، والحصول على المعدات.

لكن للأسف، منذ إبادة "الميآ"، وقعت كل القصور في المناطق الاساسيه والعليا تحت سيطرة العائلات الثمانية الكبرى.

وبفضل هذه الموارد الضخمة، وعلى مدى قرن كامل، لم يجرؤ أحد على زحزحة مكانتهم.

فكر "يي شياو" بهذا، وحدق في قصر المدينة أمامه، وفي عينيه بريق حارّ.

وبينما كان لتوه قد وصل إلى أطراف القصر، اعترضه شخصان، وأحدهما صاح بحدة:

"ما الأمر؟ ألا تعرف القوانين؟ ألا تعلم أن الغرباء لا يُسمح لهم بالاقتراب من قصر المدينة؟"

ألقى "يي شياو" نظرة عليهما. كانا يرتديان معدات مقاتلين، وفوقها أزياء حراس.

قال بهدوء:

"أنتم حراس القصر؟"

"أنت أعمى؟ مش شايف هدومنا؟"

أومأ "يي شياو" ولم يتكلم.

في اللحظة التالية، وقبل أن يستوعبا ما حدث، كان قد تحرك بالفعل.

لم يستخدم أي مهارة، ولا حركات مبالغ فيها.

اقترب ببساطة، وضربهما بعصاه مرتين.

ضربتان عاديتان جدًا.

لكن رأسي الحارسين انفجرا مباشرة.

حصل "يي شياو" من قتلهما على 300 ألف نقطة خبرة، وزادت أرواح "خاتم الأرواح الناقمة" بروحين إضافيتين.

منذ أن حصل على الخاتم، لم يقتل كثيرًا من الأعداء ذوي الذكاء.

والآن وجد فرصة مناسبة.

لكن للأسف، مستوى قوة الحارسين لم يكن كبيرًا. وزيادة الخاتم منهما لا تقارن بزيادة الحراس بجانب "تشي مينغ يويه"، حتى إنها تكاد تكون معدومة.

هز رأسه، نفض الدم عن عصاه، وأكمل سيره للأمام وكأن شيئًا لم يكن.

هو لا يعرف هذين الحارسين، ولا يحمل لهما ضغينة.

لكن قتلهما لم يشكل عليه أي عبء، فما داما تابعين لعائلة "تشي"، فلا بد أنهما ارتضيا بما يفعله آل "تشي".

والآن وقد قرر "يي شياو" إبادة آل "تشي" من مدينه لي يويه، فمن الطبيعي أن يجرهما ذلك للهلاك.

الغريب أنه من لحظة دخوله وحتى بلوغه بوابة القصر، لم يعترضه أحد.

ربما لأن آل "تشي" لم يتخيلوا أن أحدًا في هذه المدينة الضخمة يجرؤ على اقتحام قصرهم.

أحس "يي شياو" بخيبة أمل طفيفة، إذ كان ينوي استغلالهم للتدريب وجمع الأرواح.

لكن هذه الخيبة لم تدم طويلًا.

لأنه رأى عند البوابة فرقة من الحراس، نحو عشرة، بدوا وكأنهم في دورية.

في نظره، لم يكونوا سوى كومة خبرة سائرة.

ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه، وفوق رأسه توهجت حرارة شديدة.

"كرة النار!"

في تلك اللحظة، لاحظ الحراس وجوده، لكن قبل أن يستعدوا، تساقطت عليهم عشرات الكرات النارية من السماء.

"بووم! بووم! بووم!"

انفجارات متتالية غطت صرخاتهم الحادة.

اندفعت النيران عاليا، ملتهمة بوابة القصر.

أثارت هذه الانفجارات المرعبة ذعر كل من في الداخل والخارج.

"من يجرؤ على القتال في قصر المدينة؟ ملّ من الحياة؟!"

قبل أن يتلاشى اللهب، هرع عدد من الشخصيات من الداخل.

لكن "يي شياو" لم ينظر حتى.

أطلق موجة جديدة من الكرات النارية.

أول من صاح مات متفحمًا، لم يرَ أحد ملامحه حتى، وسقط من السماء جثة سوداء.

ثم آخر، ثم آخر…

تساقطت الجثث المحترقة واحدة تلو الأخرى.

في ثوانٍ، تحولت البوابة ومحيطها إلى محرقة.

في الوقت نفسه، ارتفعت خبرة "يي شياو" بجنون، حتى ارتقى في المستوى مباشرة.

وفجأة، دوى إنذار حاد من داخل القصر.

فتحت كل الأبواب في اللحظة نفسها.

تدفقت منها جموع الحراس، ومعهم وابل من المهارات المتنوعة.

غمرت الطاقات السماء فوق القصر، وصوت الانفجارات لم يتوقف.

في تلك اللحظة، كل من في لي يويه رفع بصره مذهولًا:

"ما الذي يحدث؟ كيف هذا الكم من الطاقات فوق قصر المدينة؟"

"غريب! كأنها معركة!"

"أي أحمق يتحدى عائلة تشي هنا؟ القصر نفسه له تعزيز دفاعي ذاتي. كم من الغباء ليفعل أحد ذلك؟"

"لكن… يبدو الوضع شرسًا فعلًا."

"شرس؟ لا يا رجل، هذه مذبحة من طرف واحد. مثل هذه المشاهد حدثت أحيانًا قبل عقود، لم أتوقع أن أراها مجددًا بعد كل هذه السنين."

"لحظة! سمعت قبل نصف ساعة أن آل تشو اصطدموا بآل تشي، وقُتل 'تشي شوان' بيد 'تشو يي' علنًا. هل يكون هذا هجومًا من آل تشو؟"

"تشو يي قتل تشي شوان؟ مستحيل! هذا الرجل السمين كان دائم التملق لعائلة تشي، خصوصًا لتشي مينغ يويه. حتى لو رأى تشي شوان، كان سينحني له. من أين أتيت بهذه الأكاذيب؟"

"بل صحيح. كنت حاضرًا وقت مقتله. تشو يي ثار فجأة وقتله كالمجنون."

"ماذا…؟ مستحيل. آل تشو بالكاد قوة من الدرجة الثانية، كيف تجرؤ؟"

"من يعرف… لكن الآن صرت مهتمًا. أريد أن أرى من هذا الذي فقد عقله ليفعلها."

"هاها! انتظروني، أنا أيضًا قادم!"

وهكذا، بدأ كثير من المقاتلين يتجمعون باتجاه القصر.

---

【دينغ! مبروك ارتقيت للمستوى 93…】

【دينغ! مبروك ارتقيت للمستوى 94…】

---

في هذه اللحظة، رغم أن الحراس كانوا يتدفقون باستمرار، وينظمون صفوفهم دفاعًا وهجومًا، إلا أن كل ذلك بدا بلا جدوى أمام وابل كرات النار.

حتى إن الحرارة والانفجارات لم تترك لهم فرصة لرؤية شكل العدو أو عدده.

كل ما في الأمر أنهم واحدًا تلو الآخر وقعوا فريسة للنيران.

واستغل "يي شياو" هذا التدفق الغزير من الأعداء، فارتفعت مستوياته بسرعة هائلة.

وبالموازاة، ارتفعت زيادة خصائص "خاتم الأرواح الناقمة" إلى 55%، أي بزيادة قرابة 5% جديدة، فيما امتلأ الخاتم بمئات الأرواح الأخرى.

جولة واحدة فقط جلبت له مكاسب هائلة.

لكن، جنود الحراسة في قصر الحاكم لم يكونوا حمقى، فعندما أدركوا أن الوضع غير طبيعي، انسحبوا جميعًا على الفور، وتراجعوا إلى داخل الأسوار العالية لقصر الحاكم.

ومع ذلك، وجوه هؤلاء الحراس كانت جميعها شاحبة للغاية، مليئة بالخوف والهلع.

فقط في تلك اللحظة القصيرة من الاشتباك، التي لم تتجاوز عشر دقائق ذهابًا وإيابًا، فقدوا ما لا يقل عن ثلاثمائة رجل.

بالنسبة لحراس قصر الحاكم الذين تعودوا على الترف والراحة، كان هذا الواقع صادمًا للغاية، ولم يستطيعوا تقبله أو التكيف معه.

وفجأة، ظهر ظل إنسان خلفهم.

"ما الذي يحدث؟! كيف يمكن أن يهاجم أحد قصر الحاكم؟!"

التفت الجميع، وعندما رأوا القادم بوجه مغطى بالصقيع والبرود، ارتجفوا على الفور.

القادم لم يكن سوى قائدهم القاسي والشرس — تشي هه.

قاتل من المستوى 180، وخامس انتقال وظيفي.

لولا أنه مضطر لإدارة فيلق "زئير النمر" في مدينة لي يويه، لكان قد أنهى مهمة الانتقال بالفعل ودخل المناطق العليا.

للحظة، امتلأ الجو بشعور قاسٍ خانق.

وبسرعة، تقدم رجل في منتصف العمر يبدو أنه مسؤول، بخوف واضطراب.

"ق، قائد… في اللحظة التي هاجمنا فيها العدو، نظمنا الدفاع فورًا… لكن العدو قوي جدًا، خلال عشر دقائق فقدنا على الأقل ثلاثمائة عضو من المستوى 120 فما فوق."

ومع ازدياد برودة ملامح تشي هه، ابتلع الرجل ريقه بصعوبة، لكنه واصل الكلام مضطرًا:

"العدو يبدو وكأنه فريق مكون من سحرة… تعويذة كرة النار لديهم غريبة جدًا، عددها هائل، سرعتها فائقة، وقوتها مرعبة، لم نستطع الصمود، فانسحبنا إلى داخل الأسوار."

"يبدو؟"

نطق تشي هه الكلمة فجأة، ثم من دون أي إنذار سحب خنجره، وقام في لحظة بقطع موضع مميت في جسد الرجل.

اندفع الدم عاليًا، فاستيقظ الحراس المذهولون من صدمتهم.

"نفايات… مات أكثر من ثلاثمائة شخص، ومع ذلك لا تعرفون من هو العدو، ولا عددهم… ما فائدة بقاء مثل هذا القمامة على قيد الحياة؟!"

ثم نظر تشي هه ببرود إلى الحراس المذعورين، وقطب حاجبيه قائلًا:

"اتبعوني للخارج، من ينسحب مرة أخرى بلا قتال، سيكون مصيره مثل مصيره."

ترك جملته الباردة، وتقدم وحده نحو الخارج.

مظهره بقي متماسكًا، دون أي إرباك أو قلق من خسارة هذا العدد من رجاله.

بل إنه رأى أن وقوع مثل هذا الأمر ضرب من الخيال.

فهذا قصر الحاكم تحت سيطرة عائلة تشي، وفي هذه المنطقة الاساسيه ، حتى العائلات السبع الأخرى لا يمكنها أبدًا أن تهاجم قصر عائلة تشي علنًا.

قصر الحاكم في الظاهر مجرد مبنى، لكن في الحقيقة هو أشبه بمدينة داخل المدينة.

فهو مزود بنظام دفاعي قوي، وأي شخص داخله يحصل على تعزيزات، مما يزيد من قوته القتالية بنسبة 20–30%.

إلا إذا اتحدت العائلات الأخرى، أو جلب أحدهم مقاتلين من المنطقة العليا.

وإلا، دعك من احتلال قصر الحاكم، حتى اقتحامه أمر مشكوك فيه.

لكن في الوضع الحالي، رغم أن عائلة تشي تكون الأضعف بين العائلات الثمانية، إلا أن الأمور كانت مستقرة طوال الفترة الماضية بلا صراع.

العائلات الأخرى لا تملك سببًا للتحرك.

إذن، ليسوا هم.

وباستبعاد ذلك، لم يستطع تشي هه أن يجد تفسيرًا لمن سيأتي ليبحث عن الموت في قصر الحاكم.

في هذه الأثناء، في الخارج.

يي شياو لم يوقف هجومه بكرة النار لمجرد أن العدو انسحب خلف الأسوار.

مع مقدار طاقته السحرية ومعدل تعافيه، لم يكن هناك حدود لاستخدام كرة النار.

وبما أنهم احتموا بالأسوار، فقد قرر أن ينهي الأمر من جذوره، ويفجر الجدار العالي بكامل طاقته.

وبهذا، يمكنه اقتحام القصر مباشرة، بدلًا من الانتظار حتى يخرجوا هم.

لكن بعد وابل متواصل من القذائف، اكتشف يي شياو أن الجدار أكثر سمكًا بشكل مبالغ فيه.

هو يعرف جيدًا قوة كرة ناره.

ومع ذلك، لم يتمكن من إسقاط الجدار رغم الهجوم المطول، مما جعله يتفاجأ بشدة.

وفجأة.

فُتِح الباب الكبير الذي كان مغلقًا بإحكام، وخرج منه ظل إنسان بسرعة أشبه بالشبح.

يي شياو انبهر قليلًا، فسرعة هذا الشخص كانت أعلى بكثير من الآخرين الذين واجههم من قبل.

وبينما يراوغ كرات النار المتساقطة، وصل خلال لحظات إلى مسافة أمتار قليلة أمام يي شياو.

"أخيرًا خرج شخص بقوة ليست سيئة."

ألقى يي شياو نظرة على نقاط خبرته، وظهرت شرارة من الحماسة في عينيه.

وفي نفس اللحظة، بدا أن الرجل القادم أصيب بالدهشة حين رأى يي شياو، وتوقف حركته لجزء من الثانية.

ثم سمع صوته المذهول:

"كيف لا يوجد سوى شخص واحد؟ من أنت؟!"

يي شياو لم ينوِ إضاعة الوقت على ميت. فأطلق فورًا دفعة جديدة من كرة النار، مئات الكرات ظهرت دفعة واحدة.

لكن هذه المرة، لم تكن موجهة للجدار البعيد، بل نحو الرجل أمامه.

وعندما رأى الرجل مئات الكرات تظهر فجأة، تغير وجهه جذريًا.

"مستحيل… لا، أنت يي ينغ !!"

وقبل أن يكمل، أمطرت السماء بالكرات النارية.

لحسن الحظ، كان رد فعله سريعًا للغاية، فعلى الرغم من صدمته، استخدم كل ما لديه من مهارات للبقاء.

رآه يي شياو يراوغ بسرعة شديدة، ويظهر أمامه فجأة.

وفي تلك اللحظة، لمح على وجه الرجل المذعور ابتسامة مليئة بالقسوة.

"ظهورك فاجأني، لكن هل تستطيع تفادي سرعتي؟!"

في الوقت نفسه، لمع خنجر في يده، مشبع بطاقة قوية، وهجم به نحو يي شياو.

يي شياو استمع لكلماته الواثقة، وظهرت ابتسامة غريبة على وجهه.

صحيح، بعد أن انخفضت نسبة مراوغته بمقدار 30%، فمن المستحيل تقريبًا أن يتفادى هجومًا بهذه السرعة وهذا القرب.

لكن المشكلة أن يي شياو لم يفكر أصلًا في المراوغة.

بل لم يكلف نفسه عناء الدفاع، فبينما انقض الخنجر نحوه، رفع عصاه السحرية عاليًا، ولوّح بها بقوة نحو الرجل.

أمام عدو سريع الحركة، تبادل الضرب المباشر بالدماء هو أسرع طريقة لإنهاء القتال.

لكن من الواضح أن خصمه لم يدرك نية يي شياو.

فعندما رآه يتخلى عن الدفاع، بل ويهاجمه بعصا سحرية كما لو أراد تبادل الضربات، كاد ينفجر ضاحكًا من حماقته.

"ساحر… يريد مقاتلة قاتل بالضرب المباشر؟!"

"هذا هو بطل الوافدين الجدد؟ يا للغباء."

وفي ذهنه، قفز تساؤل:

كيف تمكن آل تشاو من الخسارة مرارًا أمام هذا الأحمق؟ هل كان ضعفًا منهم؟

لكن في اللحظة التالية.

قوة هائلة جامحة اخترقت جسده بالكامل.

اتسعت عيناه بدهشة.

"هذا…"

وفي لحظة، وجد الجواب على تساؤله.

لكن للأسف، لم يعد قادرًا على التفكير أكثر.

منذ أن لامست عصا يي شياو جسده، فقد الإحساس بكل شيء، وسرعان ما تلاشى وعيه بالكامل.

حتى لحظة موته، لم يفهم ما الذي حدث.

وعلى عكسه، أضاء جسد يي شياو بضوء ساطع.

لقد ارتقى لمستوى أعلى.

2025/09/08 · 213 مشاهدة · 1826 كلمة
Medo s
نادي الروايات - 2025