الفصل 195: هل تنتظر أحداً؟ آسف، أنا أيضاً كنت في انتظار نفس الشخص

ربما من أجل قتل "تشي هه"، ظهرت فجوة قصيرة في تعويذة كرة النار الخاصة بي شياو.

وكانت هذه اللحظة القصيرة بالذات كافية لتمكّن حراس الفيلق، الذين اندفعوا لتوهم خارج المدينة، من رؤية مشهد انفجار جسد "تشي هه" ومقتله بأعينهم.

في لحظة واحدة، توقفت خطوات الجميع بشكل متزامن.

"القائد!"

"القائد!"

"يا إلهي! القائد، القائد مات بالفعل!!!"

"كيف يمكن أن يكون هذا؟ القائد كان قاتلاً من المستوى 180، ولم يكن أحد في الأيام الماضية قادراً حتى على الاقتراب منه، فكيف يمكن أن يموت هكذا؟"

"لا، كيف يكون الطرف الآخر مجرد شخص واحد؟ تلك الكرات النارية لم يكن من الممكن أن يفعلها شخص واحد أبداً!"

"لقد فهمت! إنه (يي ينغ )!"

"تسس! نعم، هذا يفسر كل شيء، المهارة الأشهر ليي ينغ هي بحر الكرات النارية!"

……

ومع تعرف البعض على هوية يي شياو، انتشرت صيحات الدهشة خارج بوابة قصر حاكم المدينة.

ورغم أن هؤلاء لم يكونوا من أبناء عشيرة تشي، إلا أنهم كحراس فيالق تحت راية عشيرة تشي كانوا يعرفون عن يي ينغ أكثر من غيرهم.

أما عن قوته المرعبة، فقد سمع هؤلاء الكثير عنها.

وفوق ذلك، مجرد أن يي ينغ حطم "تشي هه" بعصا واحدة خفيفة، جعل الرعب في قلوبهم يتضاعف على الفور.

في تلك اللحظة، ورغم أن يي شياو لم يسمع ما يقولونه، إلا أنه استطاع أن يفهم تقريباً من تعابير وجوههم ما يجري.

بالنسبة له، لم يكن ذلك مفاجئاً.

فربما في الماضي، كان سيأخذ بالحسبان القوة العالية للخصم، وبالتالي يتجنب كشف هويته بسهولة.

لكن منذ أن حصل في أنقاض عشيره شي لينغ على كميات ضخمة من الموارد، وارتفعت قوته بشكل هائل.

الاستمرار في إخفاء هويته، أليس ذلك إهانة لقوته الحالية؟

على أي حال، حين جاء اليوم، لم يكن ينوي أن يخفي أي شيء عن هويته.

منذ اليوم الأول الذي دخل فيه عالم الخلود وحتى الآن، كلما أظهر ولو قليلاً من براعته، كانت تلك العائلات الثماني الكبرى، مستندةً إلى سلطتها، تحاول دائماً وبكل تعالٍ أن تقرر وترسم له حياته.

لمجرد أنه رفض الانضمام إليهم، جلبوا له التهميش والانتقام.

لم يكتفوا بجعل الصغار يتعاونون في مؤامرة لمطاردته في طريق المنفي.

بل حتى في الواقع، استخدموا السلطة والنفوذ لإجباره على الظهور.

لولا سرعة بديهته وارتفاع قوته بشكل جنوني، لكان قد تحطم حقاً في العالم الواقعي.

وبعدها، عندما اكتشفت عائلة "تشاو" إمكاناته الفريدة، لم يترددوا في إرسال 13 محترفاً من الدرجة الثامنة لمطاردته وحصاره.

ومنذ ذلك الحين، تعمد أن يبقى منخفض المستوى، فقط راغباً في رفع مستواه بهدوء وتقوية نفسه.

ومع ذلك، ظل يتصادم مراراً مع عائلة "تشي".

رغم أن هذه الصراعات كان من الممكن تفاديها تماماً.

لكن يي شياو فهم أخيراً، سواء أخفى هويته أم لم يُخفها، طالما أنه موجود في عالم الخلود، فلن يستطيع أبداً تجنب الصراع مع العائلات الثماني الكبرى.

أو بالأحرى، ليس فقط مع العائلات الثماني.

طالما أن الأمر يتعلق بالمصالح، فإن هذه القوى، التي استمرت قرابة مئة عام، لن تتركه أبداً، فهم قادرون على التخلي عن شرفهم وحدودهم من أجل المصلحة.

وهذا هو قانون بقاء القوى.

يي شياو وإن كان يفهم ذلك، لكنه لم يكن يعني أنه سيقبل به.

خصوصاً عندما تمتد يد هذه القوى نحوه، فمن المستحيل أن لا يقاوم.

لقد تحمل العائلات الثماني طويلاً.

واليوم سيغتنم الفرصة ليفرغ كآبته المكبوتة.

وبينما يفكر في ذلك، رفع يده مجدداً.

" كرة النار!"

وفي لحظة، تحولت آلاف مؤلفة من الكرات النارية إلى وحوش شرسة، تنهمر وتغطي السماء والأرض.

في غمضة عين، تحولت المنطقة أمام قصر الحاكم إلى بحر من اللهب.

الموجات الحارقة انتشرت للخارج.

وسرعان ما، أصبح الهواء في نطاق مئة متر يحمل حرارة لاهبة.

هذا اللهيب المفاجئ أخاف كثيراً من المتفرجين الذين هرعوا إلى المكان.

"يا له من مشهد مرعب لتلك الكرات النارية! كل المحيط الخارجي تحول إلى بحر من اللهب، يبدو أن عائلة تشي غاضبة بالفعل."

"هذا أمر طبيعي، فرغم أن النتيجة واضحة، لكن بعد كل هذه السنين، هذه هي المرة الأولى التي يتجرأ فيها أحد على مهاجمة قصر الحاكم، في النهاية هذه خسارة لسمعة العائلة، ومن الغريب ألا يغضبوا."

"هاها! ربما لم تتوقع عائلة تشي أن هناك قوى بهذا الغباء."

"هاه؟ انظروا، يبدو أنه لم يتبق خارج الأسوار سوى شخص واحد، أليس هذا القتال أسرع من اللازم؟"

"تسك تسك! لقد وصلت في أسرع وقت، ومع ذلك لم ألحق أن أرى من هو الذي يملك هذا القدر من الجرأة."

"لكن، بالعودة للموضوع، ذلك الرجل يبدو شاباً نوعاً ما، لم أتوقع أن تكون قوته بهذا القدر، أن يتمكن بمفرده من الصمود لهذه المدة، لا عجب أنه تجرأ على مهاجمة قصر الحاكم."

"هه! قوة بلا عقل، ما الفائدة منها؟"

……

استمر تدفق المحترفين باتجاه قصر الحاكم، وعندما رأوا الكرات النارية المنتشرة أمامهم، بدأ كثير منهم يشعر بالشماتة.

غير أن بعضهم شعر بخيبة أمل، لكن بما أنهم في مدينة لي يويه، لم يجرؤوا على إظهار هذا الشعور.

ومع ازدياد تدفق الناس واقترابهم.

فجأة دوى صوت صراخ من وسط الحشد.

"ليس صحيحاً! انظروا جيداً، هذه الكرات النارية أطلقها ذلك الشخص!"

"هاه؟ تبا! هل أصابتني الهلوسة؟"

"لم تخطئ، أنا أيضاً رأيت ذلك، ما هذا الوضع مع عائلة تشي؟ لم يخرج أحد لمواجهته؟ كيف يتركون عدواً غريباً يستفزهم بالخارج؟"

"ألا تلاحظون أن عدد الكرات النارية التي يطلقها ذلك الشخص مبالغ فيه للغاية؟"

"تسس! هذا…"

……

ساد الذهول بين الحشد.

لكن بالمقارنة مع العائلات الثماني الكبرى، لم يكن معظم من هنا يعرفون يي شياو.

ففي النهاية، كل إنجازاته السابقة كانت قد حدثت في مناطق المبتدئين.

ومناطق المبتدئين، بالنسبة للناس العاديين، ليست مهمة، وبالتالي لم يتعرفوا على هويته فوراً.

---

كما لاحظ يي شياو تجمع المزيد من المحترفين من حوله.

لكنه لم يعرهم أي اهتمام، وركز كل انتباهه على قصف أسوار القصر أمامه.

فمنذ أن مات "تشي هه" قبل قليل، كان أفراد الفيلق قد أصابهم الرعب وتراجعوا جميعاً إلى الداخل.

مما جعل يي شياو لم يحصل على أي خبرة منذ عدة دقائق.

وهو ما جعله منزعجاً بشدة.

وكلما نظر إلى الأسوار أمامه، زاد شعوره بالضيق.

لم يصدق أن هذه الأسوار قادرة على صد كراته النارية طويلاً.

وكما توقع، ومع استمرار تساقط عشرات الآلاف من الكرات النارية على الأسوار، لم تمض لحظات حتى بدأت الأسوار تتصدع.

وعندما رأى ذلك، نهضت عزيمته، وهمّ بأن يحطم الأسوار بضربة واحدة حاسمة.

وفي لحظة، تضاعف عدد الكرات النارية في السماء.

ولكن، تماماً في تلك اللحظة.

"تشكيلة الدفاع! تفعيل!"

وفي الثانية التالية، غطت طبقة مرئية من الطاقة الصفراء كامل قصر الحاكم.

وقبل أن تصل كرات يي شياو إلى الأسوار، تم صدها بالكامل.

ارتجت الطبقة الصفراء بأمواج متتالية، لكنها ظلت صامدة، مانعةً كل كرات النار.

يي شياو لم يفهم بعد مصدر هذه التشكيلة الدفاعية.

لكن أصوات الصراخ ارتفعت من الحشود القريبة.

"تشكيلة الدفاع! عائلة تشي أطلقت تشكيلة الدفاع! يا إلهي! منذ أن سيطرت عائلة تشي على مدينة لي يويه، أليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تفعيل التشكيلة؟"

"هذا… هذا مبالغ فيه جداً، عائلة تشي تشغل تشكيلة الدفاع من أجل شخص واحد، هذا اليوم حقاً عجيب!"

"لا، ما الذي يحدث هنا؟ هل عائلة تشي لم تعد تهتم بسمعتها؟ الخصم شخص واحد فقط، كيف يفعلون هذا؟ أليس لديهم في قصر الحاكم فيلق النمور الزائرة؟ ذلك الفيلق يضم ألف رجل على الأقل! أليسوا قادرين على مواجهة شخص واحد؟"

"ليس فقط هؤلاء الألف، مؤخراً عاد قائد فيلق النمور الزائرة، تشي هه، إلى هنا أيضاً، إنه قاتل من المستوى 180، سجله في الاغتيالات ما زال بنسبة نجاح 100%، وحده يكفي لحماية القصر، لماذا لم نره؟"

"حتى لو لم يعد تشي هه، ماذا عن باقي أفراد عشيرة تشي في القصر؟ أليس هناك مجلس الشيوخ وقاعة التنفيذ؟ جميعهم من نخبة خبراء العشيرة، لماذا لم يظهر أحد منهم؟"

……

ولم يُعرف إن كانوا قد سمعوا أصوات الحشود.

لكن مع لحظة تفعيل التشكيلة الدفاعية، قفزت عدة ظلال فجأة إلى السماء فوق الأسوار.

أحدهم، عندما رأى الشخص الوحيد واقفاً خارج الأسوار، صرخ بغضب لا يُكبح:

" يي ينغ! أنت مطلوب من التحالف ولم تختبئ، بل تجرؤ أيضاً على مهاجمة عائلتنا تشي دون سبب، وقتل أبنائنا، هل تبحث عن الموت؟!"

عند سماع الصوت، رفع يي شياو رأسه ونظر إليهم.

"أخيراً ظهرتم؟ حقاً أنتم بطيئون للغاية."

ومن نبرة أصواتهم، أدرك أنهم على الأرجح من أفراد العائلة الحقيقيين، ومن الواضح أنهم عرفوا هويته من خلال الحراس.

وهذه التشكيلة الدفاعية بالتأكيد من تفعيلهم.

يي شياو، غير مقتنع، أطلق مرة أخرى تعويذة كرة النار، لكنه وجد أنه ما زال غير قادر على اختراق هذه التشكيلة الغريبة، فتوقف ببطء وقال:

"قلتَ قبل قليل بلا سبب؟ هذا ليس صحيحاً."

على الأسوار، يبدو أن أولئك قد علموا بخبر موت "تشي هه"، لذلك لم يهاجموه مباشرة، بل صرخوا بغضب:

"ماذا تقصد؟ أنت مدرج في قائمة المطلوبين من التحالف، وعائلتنا تشي إذا أرادت الإمساك بك فهذا أمر طبيعي، أتعني أنك تريد معاداة البشرية جمعاء؟"

لم يتمالك يي شياو نفسه فضحك.

"مطلوب من قبل الاتحاد؟ أليست هذه قراراتكم أنتم العائلات الثمانية فقط؟"

"همف! نحن العائلات الثمانية نمثل مجلس الاتحاد، وما نتخذه من قرارات يمثل الاتحاد وإرادة البشرية جمعاء."

يي شياو لم يتفاجأ من مثل هذا الكلام، لكنه لم يعاود الهجوم.

لقد لاحظ أن هؤلاء من عائلة تشي على ما يبدو كانوا مشغولين بأمرٍ ما.

وإلا لما تأخروا كل هذا الوقت وهو يهاجم عند بوابتهم.

بما أن القادمين ليسوا كثيرين، ومع وجود هذا الحاجز الدفاعي المزعج، قرر يي شياو أن ينتظر أكثر، مستغلًا الوقت لاستهلاك طاقة الحاجز.

وقد خطر بباله الفضول فسأل:

"بما أننا نتحدث عن هذا الأمر، عندي فضول، لماذا بالضبط وُضعت على قائمة المطلوبين؟"

ضحك أحد رجال عائلة تشي ساخرًا:

"تتظاهر بالغباء؟ لقد قتلتَ عشرات من نوابغ إقليم يون، هذا جُرم شنيع ضد البشرية، والاتحاد كله متفق على هذا، فهل تظن أنك تستطيع التملص؟"

وفي هذه اللحظة، الجمهور الذي كان يتجمع حول المكان فهم أخيرًا من خلال الحوار هوية هذا الشاب الذي تجرأ بمفرده على مهاجمة قصر حاكم المدينة.

ولم يصدقوا أن الفتى أمامهم هو نفسه ذلك المطلوب من العائلات الثمانية، ملك المبتدئين لهذا العام، ذو الشهرة الكبيرة —— "يي يينغ"

فارتفعت الأصوات والضجيج أكثر وأكثر.

فالخبر صادم للغاية.

مطلوب يتوجه بنفسه إلى باب الذين يلاحقونه، أي منطق أعوج هذا؟

يي شياو شعر بالضوضاء من حوله، فابتسم ببرود:

"نوابغ؟ مجرد حثالة لم تصمد ضربة واحدة أمامي، وتسمونهم نوابغ؟"

صرخ رجل تشي غاضبًا:

"هذا تحريف للحقائق، كما أن وحشيتك ودمويتك لا يمكن تبريرها."

بالنسبة له كان كلام يي شياو مجرد هراء، لكنه لم يجد ردًا مقنعًا.

فالحقيقة أن عشرات الشباب الذين قُتلوا كانوا يملكون مواهب من المستوى A وما فوق، وفيهم من استيقظ على مواهب S وSS بل وحتى واحد بمستوى SSS.

مثل هذا الفريق لا يمكن اعتباره ضعيفًا في أي حال.

ومع ذلك، هزمهم شخص واحد بسهولة.

الأمر أشبه بالمعجزة، أو بالأحرى الكابوس.

فقد أظهرت السجلات أن يي شياو لم يستيقظ إلا على موهبة من المستوى F فقط.

ابتسم يي شياو ساخرًا:

"إن لم تخني الذاكرة، عبر التاريخ قُتل كثيرون في طريق المنفى، خذ قبل عامين مثلًا، هناك من ذبح أكثر من عشرة مبتدئين، لماذا لم يُلاحقه اتحادكم؟"

ثم دون أن يدعهم يجيبون تابع:

"آه صحيح، تذكرت الآن، اسمه تشاو هو، من عائلة تشاو… الآن فهمت."

كلامه المليء بالسخرية جعل رجال عائلة تشي يعجزون عن الرد.

وبينما هم على هذا الحال، ظهر بضعة أشخاص آخرين متأخرين فوق أسوار القصر.

تقدّم رجل منهم وقال ببرود:

"أنا تشي بو تشينغ، سأجيبك عن سؤالك."

كان كثير من الحاضرين قد تعرفوا عليه فور ظهوره.

إنه المسؤول الأعلى لعائلة تشي في مدينة لي يويه، المشرف على كل شؤون المنطقة الاساسيه ، بل يمكن القول إنه سيد المدينة الفعلي.

حضوره شخصيًا صدم الجميع، لكن التفكير قليلًا جعلهم يدركون أن الأمر ليس غريبًا، فالعدو طرق أبوابهم، ومن الطبيعي أن يظهر بنفسه.

قال تشي بو تشينغ:

"أما بخصوص تشاو هو، فالضحايا الذين قتلهم كانوا قد عقدوا معه اتفاق قتال حياة أو موت، وحين هُزموا لا يُلام هو.

أما أنت، فلا اتفاق، ولا سبب وجيه للقتل، ومع ذلك ذبحت الناس أمام عشرات الآلاف من الشهود، وحتى عندما طلبوا الرحمة لم ترحم أحدًا.

لذلك قرار الاتحاد بإدانتك أمر منطقي."

ضحك يي شياو ساخرًا:

"منطقي؟! حين تآمروا جميعًا على قتلي قبل أن أتخطى المستوى 0(قصده تقريباََ يعني قبل التحول الاول) ، هل لم يكن هذا سببًا كافيًا؟"

سأله تشي بو تشينغ بهدوء:

"ومن يشهد على هذا؟ أما تشاو هو فقد كان لديه عشرات الآلاف يشهدون لصالحه."

هز يي شياو رأسه كأنه موافق، لكنه تابع ببرود:

"لكن أليس هناك أيضًا من شهد بالحقيقة؟ أن أولئك لم يوافقوا على الانصياع لتشاو هو فقتلهم؟"

أجاب تشي بو تشينغ دون تردد:

"هؤلاء إما حسدوه، أو كانت لهم صلة بالضحايا، أو أعداء له، وكلامهم لا يُعتد به."

ابتسم يي شياو.

لقد عرف أن هذه العائلات عديمة الخجل، لكن أن يصل بهم إلى هذا الحد فالأمر يثير السخرية.

فتكاسل عن الجدال وقال وهو يضيق عينيه:

"بما أن كلامكم هكذا، أفلا يمكنني أن أقول إن آلاف الناس الذين قالوا إني قتلت ظلمًا إنما يفترون بدافع الحسد، أو لأن عائلاتهم مرتبطة بالضحايا، أو لأنني رفضت الانضمام إليكم فأردتم الانتقام؟"

سقط صمت مفاجئ على الحشد.

الجميع كان يعرف الحقيقة، لكن لم يجرؤ أحد على التصريح بها.

أما يي شياو فقد مزّق قناعهم علنًا.

بدا الأمر تحديًا سافرًا، عزمًا على القتال حتى النهاية.

ابتسم بعضهم بمرارة، فالجميع يعرف أن بين يي شياو وعائلة تشاو عداوة دم، فما الضرر أن يضاف إليهم عائلة تشي؟

أما تشي بو تشينغ فظل هادئًا، وقال ببرود:

"أنت مجرد شاب ذو موهبة بسيطة، عائلاتنا الثمانية تخرج سنويًا نوابغ أقوى منك بكثير، ولن نضيع وقتنا عليك. كلامك سخيف ولا يُصدق حتى من نفسك."

يي شياو لم يرد فورًا، بل رفع رأسه ينظر إلى سور القصر.

لقد فهم أن تشي بو تشينغ كان يماطل في الوقت، ينتظر وصول الدعم.

لكنه هو الآخر كان ينتظر —— أيضًا ينتظر وصول دعم عائلة تشي.

هكذا تبادلا الكثير من الكلام الفارغ.

وفجأة، تعالت الفوضى من كل الجهات.

رفع يي شياو نظره فرأى آلاف الأجساد تخرج من الظلال.

ما لا يقل عن أربعة إلى خمسة آلاف شخص، كلهم من نخبة مدينة لي يويه.

وقفوا على بعد مئة متر تقريبًا، ثم فجّروا طاقة متزامنة هائلة.

"تشكيل قفل البريه!"

صرخوا معًا، وارتفعت الطاقة إلى السماء.

في اللحظة التالية، صار الهواء حول القصر لزجًا خانقًا.

ولأول مرة، ظهر تعبير على وجه تشي بو تشينغ، فضحك عاليًا:

"يي يينغ، هل عرفت الآن لماذا كنت أضيّع وقتي معك؟ كنت أعلم أن لديك طرقًا غريبة للهروب، وأردت فقط كسب الوقت حتى يكتمل هذا التشكيل."

يي شياو جرب قوة الحاجز الجديد، فلم يشعر بتأثير كبير على قوته.

ابتسم بدوره:

"وأنت، ألا تعرف لماذا أنا أيضًا ماطلت معك؟"

"هاه؟ تنتظر دعم عائلة تشو؟"

ابتسم تشي بو تشينغ بخبث:

"يا فتى، ما زلت ساذجًا. تظن نفسك سندًا لعائلة تشو؟ لقد قضيتُ على قواهم قبل أن آتي إلى هنا، فلا تنتظر دعمًا منهم، لقد انتهوا.

والآن، وأنت محاصر في تشكيل قفل البريه، لن تفلت مني."

ابتسم يي شياو له ساخرًا:

"بخصوص ما قلته، هناك نقطة أود تصحيحها."

سأله تشي بو تشينغ:

"وما هي؟"

أجاب يي شياو وهو يهز رأسه:

"أنتم تسيئون فهمي كثيرًا."

"همف، وأي سوء فهم في وجود الأدلة؟"

يي شياو شدد صوته:

"لا، لستُ أقصد ذلك… بل أعني أنكم أسأتم فهم موهبتي، قوتي، وحقيقتي."

ثم، وتحت أنظار الجميع، أضاءت عيناه ببريق بنفسجي، ورفع رأسه قليلًا، وفتح فمه مطلقًا نغمة غريبة.

في اللحظة التالية، تصدّعت الأرض تحت قدميه، وارتسم خلفه ظل ضخم لتنين أسود.

وفور ظهوره، دوى زئير التنين المهيب من مركز يي شياو، وانتشر صداه في كل الاتجاهات.

غضب التنين الاسود

2025/09/08 · 184 مشاهدة · 2411 كلمة
Medo s
نادي الروايات - 2025