الفصل 196: ارتفاع المستوى بشكل صاروخي، ندم عائلة تشي
انفجرت صيحة عالية مهيبة.
في لحظة، اهتزت الأرض وتشققت بخطوط عميقة.
وفي الوقت نفسه، الهواء اللزج كأنّه تلقى صدمة هائلة، فبدأ يتدفق بجنون.
ارتفع خلف يي شياو ظل ضخم، إنه تنين أسود متغطرس يحمل آثار العصور القديمة.
زئير التنين اخترق السماء وانتشر في لحظة.
في طرفة عين فقط، الآلاف من الذين ظهروا للتو لم يجدوا وقتاً للرد.
في لحظة واحدة تقريباً، تمزقت طبلة آذانهم تحت ضغط هذا الزئير الكاسح مثل الطوفان.
الجمهور الغفير من خارج ساحة القتال رأوا في هذه اللحظة مشهداً قد يكون الأشد صدمة في حياتهم.
من مركز يي شياو، ظهرت أرقام ضرر مرعبة فوق رؤوس كل شخص ضمن مئتي متر.
---
-289522
-304851
-338741
……
---
في لمحة، ارتفعت فوق ساحة المعركة عشرات الآلاف من قيم الضرر.
الأرقام الحمراء الزاهية كانت شديدة الوضوح، مرعبة، ومزلزلة للقلوب.
لو كان هذا مجرد لعبة، لشُغلت الشاشة كلها بهذه الأرقام.
لكن هذا "عالم الخلود"، لم يكن يوماً لعبة. أرقام الضرر العالية تعني القتل والمجازر.
لم تمر ثانية واحدة، حتى سقط الآلاف مثل قطع الدومينو.
حتى قبل أن يفهموا ما الذي حدث، أو يتخذوا أي رد فعل دفاعي، كانوا قد فقدوا وعيهم بلا صوت.
في لحظة، لم يبقَ واقفاً في ساحة القتال سوى يي شياو وحده.
وفي الوقت نفسه، الجدار الخارجي لقصر الحاكم كان داخل نطاق هجوم "غضب التنين الأسود". ورغم الحاجز الدفاعي، كثير من رجال عائلة تشي على الأسوار لم يستطيعوا النجاة.
باستثناء بعض القلائل مثل تشي بو تشينغ الذين امتلكوا سرعة استجابة فائقة فتراجعوا فوراً، فإن البقية ممن تأخروا لحظة واحدة، لاقوا نفس مصير الآلاف في الخارج.
مع سقوط هذه الآلاف، أوقف يي شياو "غضب التنين الأسود".
فجأة، توقفت أصوات الحرب الصاخبة.
ساحة القصر الخارجي غرقت في صمت غريب.
كل من شاهد المشهد، سواء جاء للفرجة أو لغرض آخر، لم يستطع أن يحافظ على هدوئه.
من كان ضعيف القلب سقط أرضاً مرتجفاً، شاحب الوجه، وقد أصيب برعب قاتل.
لكن لم يجرؤ أحد على السخرية منهم.
كل الأنظار كانت مسمرة على ذلك الجسد النحيف في وسط الساحة.
للحظة، بدا وكأنهم يرون إلهاً شيطانياً مرعباً.
"زئير واحد أباد آلافاً!"
أي قدرة هذه؟
الصدمة غمرت الجميع.
حتى أولئك الذين سخروا سابقاً من تهور يي شياو، تساقط العرق من جباههم وهم يدركون الحقيقة.
الأحمق لم يكن يي شياو، بل هم أنفسهم.
أما داخل القصر، فإن تشي بو تشينغ، الذي نجا بأعجوبة، لم يعد بنفس هدوئه السابق.
هو ورجال عائلته الذين بقوا على قيد الحياة، وجوههم امتلأت بمشاعر مختلطة: خوف، ارتباك، عدم فهم، ورعشة من القلق.
كل هذه المشاعر السلبية اجتمعت في قلوبهم.
تشي بو تشينغ حدّق بصدمة في يي شياو وسط الساحة.
كان يظن نفسه سيد لي يويه سيتي، قادراً على التحكم بكل شيء.
بل إنه منذ أن علم من بعض رجال عائلة تشاو عن يي شياو، بدأ يخطط، ولم يستهِن بشخص جعل عائلة تشاو يوماً ما تجر أذيال الخيبة.
فقد استدعى الآلاف دفعة واحدة لتفعيل "تشكيلة قفل البرين".
ظن أن حتى محارباً من المستوى التاسع لا يمكنه الهرب منها.
لكن كما قال يي شياو قبل قليل، تشي بو تشينغ قلل من شأنه.
لا، بل في الحقيقة، لم يعرف أحد أبداً القوة الحقيقية لهذا المختار.
لم يتخيل أبداً أن يي شياو، منذ لحظة ظهوره عند القصر، لم يكن ينوي الهروب أصلاً.
تشكيلة الآلاف هذه، في عينيه، لم تكن سوى نكتة.
للحظة، شعر تشي بو تشينغ وكأن عائلته أثارت غضب وحش لا يقهر.
وآنذاك، اجتاح قلبه شعور قوي بالندم.
ربما لم يكن عليهم أن يستمروا في معاداة هذا الشاب.
---
خارج القصر.
يي شياو نظر بهدوء إلى الأعداء الذين ماتوا. لم يبدُ عليه أي اضطراب.
وبمجزرة "غضب التنين الأسود" الواسعة هذه، ظهرت رسائل لا حصر لها أمامه.
ابتسم بخفة.
---
【دينغ! لقد قتلت……】
……
【دينغ! مبروك ارتقيت إلى المستوى 95】
……
【دينغ! مبروك ارتقيت إلى المستوى 96】
……
【دينغ! مبروك ارتقيت إلى المستوى 120】
……
---
آلاف الإشعارات المتتالية رفعت مستواه دفعة واحدة إلى 120.
وصل إلى عتبة التحول الرابع.
القتل، هو الطريق الأسرع للترقية.
حين قال لتشي بو تشينغ إنه أيضاً ينتظر، لم يكن يتظاهر ولا يحاول الخداع.
بل كان بالفعل ينتظر. ليس عائلة تشو كما ظن الآخر، فلم يحسب قوتهم ضمن معادلاته أصلاً.
الاعتماد على قوة خارجية غير مضمونة للحفاظ على سلامته، تصرف غبي.
مثل اليوم، رغم أنه باغت عائلة تشي بهجوم مفاجئ، إلا أن ردهم كان سريعاً جداً.
لم يتوقع أن يتصرف تشي بو تشينغ بهذه الحدة تجاه عائلة تشو. ومع أن معظم مقاتلي لي يويه سيتي اجتمعوا هنا، إلا أنه لم يرَ أي أثر لتشو يي ورجاله.
من المحتمل أن تكون عائلة تشو قد تعرضت لاجتثاث كامل.
لكن بالنسبة له، لم يكن الأمر يهم كثيراً. مجرد أسف بسيط.
ما كان ينتظره حقاً، هو نفس ما كان ينتظره تشي بو تشينغ: دعم عائلة تشي.
كان يظن أنهم سيجلبون مئتين أو ثلاثمئة رجل على الأكثر.
لكن لم يتوقع أبداً أن يُستدعى آلاف دفعة واحدة لمطاردته.
عندما ظهر هذا العدد الهائل، كاد أن ينفجر من الضحك لولا أنه ضبط نفسه.
هذا هو النفوذ وهذه هي الهيبة التي تليق بعائلة من الثمانية الكبار.
أما وصوله السريع إلى المستوى 120 فقد أدهشه بدوره.
للحظة، فكر إن كان سيبقي على حياة تشي بو تشينغ.
لكن سرعان ما قطع الفكرة.
لا يمكن أن يُترك حياً. ربما فقط سيحرص على أن يكون موته بلا ألم، كعرفان على هذه "الهدية العظيمة".
لم يلتفت للحشود المصدومة، ولا لتشي بو تشينغ ورجاله.
فتح يي شياو لوحته وأضاف كل نقاطه.
---
【الاسم: يي ينغ】
【المستوى: 120】
【المهنة: ساحر الدمج】
【نقاط السمات الحرة: 0】
【السمات: القوة 45836؛ البنية 8172؛ الرشاقة 23657؛ الذكاء 27389】
【نقاط الحياة: 53721649/53721649؛
نقاط المانا: 480771/480771】
【المهارات: كرة النار، نبع السحر، تدفق الخبرة…… عرض】
【القدرات: نصل الحمم، فرن الصهر، مجال الموت، البعث المظلم، اندفاع العاصفة، بركة الريح…… عرض】
------------------------------
الضربة السابقة "غضب التنين الأسود" رفعت مستواه 26 مستوى دفعة واحدة، وزادت سماته الأربعة بمجموع 6617 نقطة.
بالحساب، يي شياو يحصل في المتوسط عند كل مستوى على 255 نقطة سمة.
مع العلم أن أصحاب المهنة من المستوى التاسع عند مستوى 270 وما بعده، لا يزيدون سوى 96 نقطة فقط عند كل ترقية.
أما يي شياو، وهو لا يزال في التحول الثالث، فقد تخطى 2.5 ضعف أصحاب المستوى التاسع.
مستواه الواحد يعادل مستويين ونصف لهم.
ومع كل ترقية لاحقة له، ستتسع الفجوة أكثر.
حتى لو صادف الآخرون نفس الحظ، فلن يستطيعوا مجاراته.
مجرد نقاط السمات كافية ليمسح كل المقاتلين.
أما زيادة نقاط الصحه بعشرات الآلاف، فلم يشعر بها على الإطلاق.
ولا غرابة، فمن يملك أكثر من 50 مليون نقطة حياة، لن يشعر بأي فرق بزيادة قليلة.
------------------------------
بينما كان يي شياو منشغلًا بتوزيع النقاط وتسجيل سماته، انفجرت الأصوات على بعد مئتي متر بعد صمت طويل.
بداية بصيحة مبحوحة لم تُكتم، ثم دوّت الجلبة كأمواج البحر، كسرت الصمت.
الجميع عند تلك اللحظة، لم يستطيعوا كبح حماسهم، صدمتهم، وجنونهم.
“هذا سحر خيالي، زئير واحد أباد آلافًا! هذا لا يفعله إلا مقاتل من المستوى التاسع!”
“خطأ! ألم تروا قيم الضرر؟ حتى أصحاب المستوى التاسع، مهما أبادوا آلافًا، لا يمكن أن تصل أرقام ضررهم لتلك الدرجة.”
“صحيح! لقد لاحظتُ أن القيم ظهرت بفارق نصف ثانية تقريبًا، وأدناها كان 300 ألف.”
“يا إلهي! نصف ثانية 300 ألف، أي 600 ألف في الثانية! أي درع أو خزان دم سينهار فورًا.”
ابتلع أحدهم ريقه بصعوبة، صوته يرتجف:
“ليس هذا فقط، الزئير استمر 3 ثوانٍ على الأقل. لو حسبنا الضرر، فهذا 1.8 مليون نقطة ضرر!”
وأضاف آخر بجانبه:
“ولا تنسوا، هذه ليست ضربة فردية، بل هجوم جماعي. هذه هي النقطة المرعبة!”
“لكن كيف لشخص عادي أن يكون بهذه القوة؟ ألم يصبح ملكًا للمنفيين منذ شهر فقط؟ أسرع تسجيل للتحول الرابع استغرق مدة مماثلة.”
“سواء كان في الرابع أو الخامس، فمثل هذا الضرر مستحيل في المنطقة الاساسيه.”
“أليس ساحرًا؟ ربما هذا تعويذة محرمة حصل عليها صدفة. يقال إن تعويذات السحرة المحرمة تدمر الأرض والسماء.”
“لكن إطلاق التعويذات المحرمة ثمنه باهظ، على الأقل يجعل الساحر عاجزًا عن القتال بعدها.”
“إن كان هذا صحيحًا، ولو تحرك أحد من داخل القصر الآن، فموته مؤكد.”
جميع العيون عشرات الالاف تجمعت على يي شياو.
إن كان ما فعله تعويذة محرمة، فبلا شك عائلة تشي ستتحرك.
ولم يلحظ أحد أن أربعة من الناجين في القصر اختفوا.
------------------------------
خارج القصر.
يي شياو أغلق لوح السمات، ثم نظر نحو الحاجز الدفاعي أعلى القصر.
غضب التنين الأسود لم يكسر الحاجز.
لكن لأن الضرر كان ذا طبيعة خاصة، لم يعمل الحاجز، فقتل من في الداخل مباشرة.
والآن لاحظ أن طاقة الحاجز ضعفت بشكل واضح، ربما لأن مشغليه ماتوا.
لكن السبب لا يهم.
الأهم أن لا يفلت أحد من الداخل.
هذا هو هدف يي شياو اليوم.
------------------------------
في تلك اللحظة، أربع هالات باردة مليئة بالقتل قفزت نحو يي شياو.
وبسرعة فائقة، أحاطت به أربع شخصيات.
بلمح البصر، لمع بريق أربع خناجر تسد كل طرقه.
اغتيال.
مرّت الكلمة في عقله.
إذن هم يظنون أنه بعد غضب التنين الأسود لم يعد قادرًا على القتال؟
ابتسم بخفة، متفهمًا قرارهم.
لكنه يعرف أنهم واهمون.
لم يستخدم مهارة "بوابه الوهم "، فهي مهارة إنقاذ لا تهدر على مثل هؤلاء.
حين اندفع الأربعة نحوه، لم يتراجع.
الخناجر غاصت فيه.
“شاح شاح شاح!”
-4743
-4372
-3835
-5447
أرقام الضرر ظهرت.
لكن الأربعة فوجئوا.
حتى تشي بو تشينغ الذي يراقب من بعيد صرخ:
“هذا مستحيل!!!”
المنفذون هم نخبة فرقة الاغتيال.
مقارنة بهم، تشي هه الذي قُتل سابقًا ليس بشيء.
لكنهم الآن لم يُسقطوا سوى بضعة آلاف من دماء "ساحر رقيق الجلد".
كانوا يتوقعون أن دمه لا يتجاوز 10 آلاف، وضربتهم المشتركة ألحقت 16 ألفًا.
لكنه لم يسقط.
بل وقف ثابتًا.
وجوههم تشوهت بالرعب.
ومع فشل الهجوم الأول، حاولوا طعنًا ثانيًا.
كل الخناجر أصابت.
لكنه ما زال واقفًا.
الصدمة التي أصابتهم لم تقل عن غضب التنين الأسود.
خبرتهم الطويلة على حافة الموت صرخت لهم بالهرب.
وبالفعل، تفرقوا في أربع جهات بلا كلمة.
وهنا تحرك يي شياو أخيرًا.
الهواء من حوله أصبح حارًا.
كرات نارية غطت السماء.
“جئتم، فابقوا.”