الفصل 210: السلاح فوق-الأسطوري، ناب التنين الغامض!
مرّت اللحظات والثواني ببطء.
ومعها أخذت نقاط حياة يي شياو تتناقص باستمرار.
ولم تمضِ فترة طويلة، حتى حينما انخفضت نقاط حياته إلى حوالي 90%، اكتشف أن مستوى تعزيز ناب التنين الغامض قد وصل إلى 100%.
غير أن هذا لم يكن النهاية.
فمع استمرار تراجع نقاط حياته، ارتفع مستوى تعزيز ناب التنين الغامض مرة أخرى بنسبة 1%.
فهم يي شياو على الفور: يبدو أن مدى قوة تعزيز ناب التنين الغامض يعتمد على الحد الأقصى من حياة مالكه.
لكن للأسف، عند امتصاص ناب التنين الغامض لدمه، فإن تأثيرات تجديد الحياة لا تعمل. وإلا، فمع معدل تجديده الحالي، لاحتاج ناب التنين الغامض إلى سنوات طويلة حتى يتمكّن من استنزافه بالكامل.
وسرعان ما هبطت نقاط حياته أمام ناظريه إلى أقل من النصف.
في تلك اللحظة، تجاوز مستوى تعزيز ناب التنين الغامض 500%.
510%... 520%... 600%... 800%...
…
وبعد فترة أخرى، حينما تراجعت نقاط حياة يي شياو إلى 10% فقط، كان مستوى تعزيز ناب التنين الغامض قد بلغ رقماً مرعباً—900%!
لكن عملية الامتصاص لم تتوقف هنا، ويي شياو لم يكن يعرف ما إذا كان هذا الشيء ينوي استنزاف جميع نقاط حياته بالكامل.
من الناحية النظرية، إذا تم امتصاص كل شيء، فإن مستوى التعزيز يمكن أن يصل إلى 1000%، أي عشرة أضعاف القوة الأصلية.
ومهما يكن، فهو يملك تأثير "تغذية الأرض" وخاتم الأرواح الناقمة كضمان، لذا لم يكن خائفاً من أن يستنزفه ناب التنين الغامض حتى الموت.
وهكذا، ومع مرور الوقت، تراجعت نقاط حياته حتى لم يتبقَّ له سوى عشرات الآلاف فقط.
وبينما نظر إلى شريط الدم الذي أوشك على النفاد، حبس يي شياو أنفاسه، مركزاً كل انتباهه على ناب التنين الغامض وعلى التغييرات التي تحدث في جسده.
وأخيراً، حينما اختفى آخر جزء من شريط حياته.
وصل تعزيز ناب التنين الغامض إلى 1000%، وفي اللحظة نفسها، تم تفعيل تأثير "تغذية الأرض".
وعاد شريط دمه الفارغ إلى الامتلاء الكامل.
لكن، وقبل أن يتمكن يي شياو من التفاعل، بدأ شريط حياته الممتلئ يتناقص مجدداً.
وفي الوقت ذاته، ارتفع مستوى تعزيز ناب التنين الغامض إلى 1001%!
اتسعت عينا يي شياو فجأة بدهشة.
«هل يمكن أن يحدث هذا أيضاً؟»
وبعد ذهوله، اجتاحه فرح هائل.
كان يظن أن عملية التعزيز ستتوقف مع تفعيل "تغذية الأرض"، لكنه لم يكن يتوقع أنها ستستمر!
وبما أن لديه أيضاً فرصة أخرى عبر تأثير إعادة الإحياء لخاتم الأرواح الناقمة...
أليس هذا يعني أن…؟
وكما توقّع تماماً.
حينما انخفضت نقاط حياته إلى الصفر مرة أخرى، تفعّل تأثير خاتم الأرواح الناقمة، فعادت نقاط حياته مجدداً.
صحيح أن تفعيل "تغذية الأرض" أسقط مستواه إلى الصفر، لكن أقصى نقاط حياته لم تنخفض كثيراً، ولا تزال تتجاوز 80 مليون.
لذلك، ارتفع مستوى تعزيز ناب التنين الغامض بمقدار 1000% إضافية، ليصل إلى 2000%!
لكن هنا ظهرت المشكلة.
لقد استُهلك تأثير "تغذية الأرض" وكذلك تأثير خاتم الأرواح الناقمة.
فماذا سيحدث إذا وصل شريط دمه إلى الصفر مرة أخرى؟
هل سيموت حقاً؟
لمجرد التفكير في هذا، ارتجف جسده قليلاً.
وسرعان ما عاد شريط دمه إلى ما دون النصف، ولم يجد يي شياو أي وسيلة لإيقاف عملية التعزيز.
أصاب ذلك قلبه بالذعر.
ومع تناقص دمه أكثر فأكثر، بدأ يشعر بثقل وضغط هائل.
بل وحتى راوده شك بأن بوتشي لم يضع في حسبانه مسألة موته من الأساس.
فهذا المجنون، من أجل صياغة هذا السلاح، لم يتردد في التضحية بحياته.
إذن، ليس مستحيلاً أن يسلب حياته أيضاً.
لكن لم يكن بوسع يي شياو أن يفعل شيئاً.
فمهما اجتهد في التفكير، لم يكن ليخطر ببال أحد أن سلاحاً يمكن أن يمتص حياة مالكه بلا حدود.
لم يحدث مثل هذا الأمر من قبل في عالم الخلود.
وسرعان ما انخفضت نقاط حياته إلى ما دون 10%.
وازداد قلبه توتراً أكثر فأكثر.
5%... 4%... 2%... 1%...
وأخيراً، وتحت نظره القلق، وصل شريط دمه إلى الصفر.
في تلك اللحظة، نسي يي شياو حتى أن يتنفس.
كان يخشى أن يصبح أول شخص في عالم الخلود يموت جراء امتصاص سلاحه له.
لكن، في اللحظة التي وصلت فيها نقاط حياته إلى الصفر—
انفجر ناب التنين الغامض المندمج بجسده بضوء باهر مذهل.
ثم تدفقت طاقة نقية هائلة في كل أنحاء جسده.
وفي لحظة قصيرة، بدأت نقاط حياته التي وصلت للتو إلى الصفر ترتفع من جديد أمام عينيه.
صحيح أن سرعة الاستعادة لم تكن بمستوى تأثير "تغذية الأرض" أو "خاتم الأرواح الناقمة"، لكنها جعلته يتنفس الصعداء.
وفي هذه اللحظة تحديداً، اكتشف أن معدل تجديد حياته بدأ يعمل.
ولم يمضِ وقت طويل حتى عادت نقاط حياته إلى أكثر من 80 مليون.
وفي الوقت ذاته، انفصل ناب التنين الغامض عن جسده وطفا أمامه من جديد.
نظر يي شياو إلى ناب التنين الغامض وهو يطفو بهدوء أمامه، وعيناه تتلألآن ببريق خاص.
ثم مد يده وأمسك به برفق.
على الفور، اجتاحته قوة دافئة.
شعر براحة لا توصف، وكأنها متصلة بدمه ونَسَبه.
أخمد أفكاره المتلاطمة وبدأ مباشرة بتفحص خصائص ناب التنين الغامض.
فقد امتص هذا السلاح أكثر من 200 مليون من نقاط حياته، وكان يريد أن يعرف ما هي خواصه الآن.
---
【ناب التنين الغامض (فائق · المرحلة الثالثة)】
【النمو】: يمنح جميع الخصائص +500 نقطة لكل مستوى من مستويات حامله.
【الجوهر】: يمنح +10000 نقطة صحه ومانا لكل مستوى من مستويات حامله.
【القوة العظمى】: يزيد ضرر جميع المهارات بنسبة 1% لكل مستوى من مستويات حامله.
【كسر القيود】: يقلل وقت إعادة استخدام جميع المهارات بنسبة 1% لكل مستوى من مستويات حامله (حتى حد أقصى 90%).
【الابتلاع】: يبتلع المعدات الأخرى ويمكنه وراثة أحد تأثيراتها. (في هذه المرحلة يمكنه وراثة ثلاثة تأثيرات).
【الدموي】: عند قتل هدف، يستولي على أقصى نقاط حياته لتعزيز نفسه. (مستوى التعزيز الحالي: 3000%).
【الوحيد】: يلغي فتحة أسلحة حامله، ويصبح ناب التنين الغامض السلاح الوحيد الممكن استخدامه.
【بلا مستوى】: لا يفرض أي قيود على مستوى حامله .
---
بعد رؤية خصائص ناب التنين الغامض، ارتسمت الدهشة على وجه يي شياو.
فقد تجاوزت هذه الخصائص كل ما يعرفه.
على عكس المعدات التقليدية، لا يحتوي هذا السلاح على زيادات صفات عادية ولا تأثيرات مألوفة.
بل يتكوّن من ثمانية تأثيرات لم يسمع بها من قبل—تأثيرات يمكن وصفها بأنها قدرات خاصة.
الأول والثاني يمنحان زيادات في السمات اعتماداً على مستوى الحامل.
حسب تقدير سريع من يي شياو، لو لم يُفعل تأثير "تغذية الأرض" السلبي، فمع مستواه السابق (150)،
فإن تأثير "النمو" وحده كان سيمنحه 75,000 نقطة إضافية في جميع السمات، أي ما يعادل 300,000 نقطة موزعة على السمات الأربع.
وهذا التعزيز وحده تجاوز مجموع سماته عند المستوى 150 بأكمله.
للحظة قصيرة، شعر يي شياو بالذهول، وكأنه يحلم.
لكن سرعان ما اجتاح قلبه شعور هائل بالبهجة التي لا تُقهر.
مجرد تأثير واحد، وقد بلغ هذا الحد من القوة!
حقاً، لم يُسمَّ فائق عبثاً.
دمه الذي نزفه—200 مليون نقطة—لم يذهب سدى.
ولا حتى خبرته عند المستوى 150 ضاعت هباء.
ثم جاء دور التأثير الثاني—"الجوهر"، وهو شبيه بالنمو لكنه يركز على نقاط الصحه والمانا.
وبحساباته السابقة على مستوى 150، فإن هذا التأثير وحده كان سيمنحه 1.5 مليون نقطة صحه و1.5 مليون نقطة مانا.
في هذا الجانب، لم يكن لدى يي شياو الكثير من الأفكار.
فحتى وهو في المستوى 0 حالياً، لا تزال نقاط صحته القصوى تتجاوز 82 مليوناً، لذا فإن زيادة 1.5 مليون لم تحرّك فيه مشاعراً كبيرة.
لكن بالنسبة لنقاط المانا، فقد تضاعفت تقريباً.
ثم جاء الدور على السطر الثالث—القوة العظمى. هذا فعلاً لا بأس به، فلو كان في المستوى 150، لكان معنًى ذلك زيادة ضرر كل مهاراته بنسبة 150%، وهذا كافٍ لمنحه قفزة هائلة في قوته الهجومية.
أما السطر الرابع—كسر القيود، فمميزته الوحيدة، كما يوحي اسمه، أنه يكسر قيود قوانين عالم الخلود، رافعاً الحد الأقصى لتقليل وقت التبريد من 70% إلى 90%.
وهذا التأثير كان يي شياو لا يملكه إلا عندما يفعّل نزول ملك التنين .
لكن تأثير نزول ملك التنين لا يؤثر على وقت تبريد هذا التحوّل ذاته.
لذلك، ورغم كل تقليل التبريد الذي كان يحصده، كان يحتاج إلى 7.2 ساعة كاملة حتى يُفعّل نزول ملك التنين مرة أخرى.
أما الآن، فمع هذه الزيادة الإضافية 20%، فإذا ملأ التبريد بالكامل، فسيتقلص زمن تبريد نزول ملك التنين إلى 144 دقيقة فقط!
يا لها من فجوة ضخمة.
مع الإدارة الجيدة، سيكون بإمكان يي شياو تفعيل نزول ملك التنين مرتين في معركة واحدة.
أمر لم يكن يحلم به سابقاً.
بعد ذلك جاء الدور على السطرين—الابتلاع و الدموي. ومن وجهة نظر يي شياو، فهما جوهر هذه الخنجر الفائق.
خاصة الابتلاع، الذي يتيح له ابتلاع معدات أخرى ووراثة خصائصها. هذا بالضبط ما كان يحتاجه.
فليعلم أن عصاه السابقة، رغم كونها أسطورية، كانت خصائصها الثلاثة ضعيفة الفائدة بالنسبة له الآن، ونادراً ما يستفيد منها في المعارك.
عندما أخبره بوتشي منذ البداية أن السلاح المصنوع قد يكون خنجراً، شعر بقلق شديد أن يكون تأثير السلاح لا يناسبه ويضيع سدى.
لكن الآن مع وجود الابتلاع، لم يعد لديه أي قلق.
يمكنه اختيار الخصائص التي تناسبه تماماً.
بل وأول فكرة خطرت له لحظة رؤيته هذا السطر كانت أن يجعل ناب التنين الغامض يبتلع سلسلة الحياة اللامتناهية، ليورث تأثيرها.
فقد باتت بلا فائدة له الآن.
لكنه سريعاً ما كبح هذه الفكرة المجنونة.
فـ سلسلة الحياة اللامتناهية عُززت سابقاً بحجر الصهر الإلهي، ولا يعرف إن كان تأثيرها بعد الوراثة سيحتفظ بتعزيز ذلك الحجر أم لا.
لذلك لم يكن يستحق المخاطرة في مغامرة غير مضمونة.
أما عصاه القديمة، فلم يفكر أبداً بابتلاعها.
فقد كانت خصائصها الثلاث بلا جدوى حالياً.
وبما أن الابتلاع يسمح الآن بثلاثة تأثيرات فقط، فلا مجال لتبديدها بلا حساب.
لكن عندما قرأ تأثير الدموي وربطه بصفة "المرحلة الثالثة" في اسم السلاح، أدرك الحقيقة:
الدموي هو قدرة التعزيز الخاصة بناب التنين الغامض، التي تعتمد على امتصاص نقاط الحياة للتحول إلى قوة.
وبسبب ضخامة نقاط حياته، ومع وجود "تغذية الأرض" وخاتم الأرواح الناقمة، استطاع من البداية أن يصل بمستوى التعزيز إلى 3000%.
أما "المرحلة الثالثة" فهي تشير إلى هذه المرحلة من القوة.
وبالتالي، إذا بلغ التعزيز 4000%، سيرتقي ناب التنين الغامض إلى مرحلة جديدة.
وبالتالي، سيحصل الابتلاع على خانة إضافية لوراثة تأثير آخر.
إدراك هذه النقطة جعل قلب يي شياو مطمئناً.
أما السطران الأخيران، فلم يعيرا اهتماماً كبيراً.
فهو لم يكن ينوي التخلي عن ناب التنين الغامض مطلقاً، لذا فإغلاق خانة الأسلحة لا يضره بشيء.
أما بلا مستوى، فأصلاً لا يحتاج إلى شرح.
أغلق نافذة الخصائص، ولوّح بالخنجر مرتين عشوائياً، فسمع همهمة تنين خافتة تتردد في الهواء.
وذلك الإحساس الفطري بالألفة جعل استخدامه للخنجر سلساً كأنه جزء من جسده.
لكن ما أزعجه فقط هو أن "تغذية الأرض" أنزلته إلى المستوى 0، فجعل تأثير الأسطر الأربعة الأولى صفراً... موقف محرج.
عليه أن يبحث سريعاً عن خبرة ليرتقي من جديد.
لكن يا للأسف، لم تصله أي أخبار من تشي يي بعد.
حتى أنه بدأ يضيق ذرعاً من بطء عائلة تشي.
"لقد مرغت وجوهكم في التراب، ومع ذلك لا تتحركون؟ هذا ليس من طبع العائلات الثمانية أبداً."
هكذا تمتم ساخطاً في قلبه.
وفجأة لمح من زاوية عينه المطرقة التي ارتطمت بالركن بفعل الانفجار السابق.
اقترب والتقطها.
كانت لا تزال دافئة قليلاً.
تنهد يي شياو طويلاً.
مع أن بوتشي لم يكن من جنسه، إلا أن تضحيته أثارت في قلبه مشاعر معقدة.
وبينما هو غارق في تفكيره، بدأت تتشكل من المطرقة صورة طيفية شفافة، على هيئة وجه بوتشي العجوز المجعد.
وفي اللحظة التالية، سمع صوته الأجش المألوف:
"هاها! أيها الصغير! إن كنت تسمع هذه الرسالة فهذا يعني أنك نجوت… لديك حياة صلبة حقاً!"
ارتعشت زاوية عين يي شياو.
من هذا الكلام، تأكد أن بوتشي كان يتوقع مسبقاً أن امتصاص ناب التنين الغامض لدمه قد يقتله، ولم يكن واثقاً أبداً من نجاته.
لقد استخدمه كفأر تجارب.
فارتعد قلب يي شياو للحظة.
وكما توقع، تابع الطيف باعتذار:
"أعتذر لعدم إخباري لك مسبقاً، خشيت أن تتراجع. لكن تبيّن أن قراري كان صائباً، أنت حقاً مميز. أنت ثاني إنسان منذ سنوات طويلة يجعلني أشعر بالذهول."
لكن يي شياو شعر أن هذا الاعتذار سطحي. وبما أن بوتشي قد مات بالفعل، فلا فائدة من الغضب.
إنما شدّه قوله الأخير:
هو ثاني إنسان يذهله؟ فمن كان الاول؟
هل يمكن أن يكون ملك الظلال؟
للأسف، هذه مجرد رسالة، لا جواب له.
"ما رأيك؟ أليست معدتي رائعة؟"
"طبعاً رائعة، فقد ضحيت بحياتي لصنعها، سلاح فوق-أسطوري(فائق) بحق."
"يا للأسف! لم أستطع أن أراها بنفسي."
"أيها الفتى! أتمنى أن تحمل هذا السلاح يوماً وتصبح مشهوراً، وأرجو أن تذكر اسمي حينها، ليعلم العالم كله أن هذه التحفة هي أروع ما صنعه الحداد الأسطوري بوتشي."
"هذا كل ما أطلبه، لا أظنك سترفض؟"
"لقد راهنت بحياتي على هذه الشهرة، بالتأكيد لن تخذلني، صحيح؟"
"إن تجرأت على الرفض، أو إن قُتلت قبل أن تصير مشهوراً، فسألعنك حتى في قبري! هل سمعت؟"
"هاها! اقترب الموت فكثر الكلام، عذراً."
"لكن دعني أزيد شيئاً أخيراً… أهل سجن الظلال يراقبونني منذ زمن، ولن يتخلوا عن هذا السلاح. إن أردت أن تعرف عنهم أكثر، خذ مطرقتي وابحث عن سيد المدينة…"
"حسناً، يكفي هذا. شكراً لأنك حققت حلمي. أنا الآن أموت بلا ندم."
…
وتلاشى الصوت مع الطيف.
بقي يي شياو صامتاً طويلاً، ممسكاً بالمطرقة، ثم تمتم بأسى:
"لا تقلق أيها العجوز، سأبني لك يوماً تمثالاً نحاسياً بعلو عشرة أمتار وسط الشارع الرئيسي للمدينة، وأكلف أحدهم بكتابة سيرتك."
"حينها، شئت أم أبيت، ستصير مشهوراً."
"هاها! هاها…"
ضحك ضحكة جافة، غريبة.
ثم أطبق شفتيه، متوقفاً عن الضحك.
حمل المطرقة، واستدار خارجاً من غرفة بوتشي.
وعندما وصل إلى فناء الدار، لم يلتفت خلفه.
بل أطلق كرة نارية بيده.
ففي لحظة، اشتعل الفناء بألسنة اللهب.
"أيها العجوز، أحرقت أدواتك لك… عسى أن تجد شيئاً تتسلى به في العالم الآخر."
وبعد أن أنهى كل شيء، رحل دون أي تردد.
من البداية إلى النهاية، لم يقل بوتشي لماذا صاغه هكذا.
لكن ذلك لم يعد مهماً.