الفصل 214: ملك الظل الغريب، القمر الأحمر الجديد
"بوم!"
كلمات ملك الظل لم تسنح لها الفرصة لتكتمل، فقد قُطعت تمامًا بدوي انفجار مدوٍّ.
ذراعه اليسرى انفجرت مباشرة تحت قوى يي شياو المرعبة، وتفجرت في مكانها.
والقوة الزائدة التي فقدت هدفها في تلك اللحظة اندفعت متطايرة في كل اتجاه، مثيرة أمواجًا من العواصف في السماء.
بعد أن أصاب هدفه بضربة واحدة، هبط يي شياو بهدوء إلى الأرض.
وبعد لحظة، عندما هدأت الطاقة في السماء، لم يعد هناك أي أثر لملك الظل.
هذه الضربة الحاسمة والسريعة من يي شياو جعلت جيلز، الذي كان قبل قليل قلقًا ومتوترًا، مذهولًا تمامًا.
أما الآخرون، فكانوا أكثر ذهولًا، بوجوه متخشبة لا تقوى على النطق بكلمة.
لكن يي شياو لم يتراخَ.
صحيح أن ملك الظل تحطم بذراع واحدة من ضربته بالـ"سلاح السحري"، لكن الغيوم الباردة الكثيفة في السماء لم تختفِ بعد.
وفجأة، خلال طرفة عين، تشكّل من الغيوم مجددًا ظل جديد لملك الظل.
لكن، مقارنةً بما سبق، فإن الظل الآن بدا أضعف بكثير، وذراعه اليسرى اختفت كليًا.
ومع ذلك، فإن ملك الظل المتجسد من جديد بظل باهت، عاد تعبير وجهه إلى ذلك الهدوء اللامبالي السابق.
عند رؤية ذلك، عقد يي شياو حاجبيه.
رغم أن الضربة السابقة حطمت الذراع اليسرى لملك الظل، إلا أن هذا الظل بلا جسد، وهجماته لم تُحدث به أي ضرر.
قدرة ملك الظل الغريبة هذه لم يسمع يي شياو يومًا أن أي إنسان قد امتلك مثلها.
وفوق ذلك، فإن هذا الرجل تعرّف فورًا على سلاحه السحري من النظرة الأولى، وهو ما أثار دهشة يي شياو.
ففي النهاية، الـ"سلاح السحري" لم يكن مهارة لها سمات واضحة، بل هو أكثر مجرد تحويل في هيئة الهجوم.
كل مرة استخدمها، لم يتعرف أحد عليها من قبل.
لكن ملك الظل هذا أدركها من أول نظرة.
عندها، نطق ملك الظل بنبرة نادرة امتزجت بالدهشة، وهو يخاطب يي شياو:
"لم أظن أنه بعد كل هذه السنين الطويلة، سأرى إنسانًا يستخدم السلاح السحري مجددًا. لقد فاجأتني حقًا."
يي شياو لم يرد، بل ركز بصره على ظل ملك الظل، باحثًا عن أي ثغرة.
ملك الظل، وقد لاحظ أفكاره، ابتسم بخفة.
"لا فائدة، هذا الظل عديم الشكل والهيئة، حتى لو بعثرته الطاقة، فسوف يعيد التشكل في لحظة. لا تتعب نفسك بلا جدوى."
ثم، دون أن ينتظر رد يي شياو، تابع ملك الظل كلامه من تلقاء نفسه:
"ولا تقلق، فقد دمرت ذراعي اليسرى، وليس لدي حاليًا أي قدرة هجومية. على الأقل في الوقت الراهن، أنت وسكان هذه المدينة من الميا جميعكم بأمان."
كلمات ملك الظل جعلت يي شياو يزداد عبوسًا.
"ما الذي تحاول قوله؟"
ملك الظل ظل مبتسمًا بهدوء.
"آمل أن تنضم إليّ في سجن الظل. سأعطيك كل ما أملك. حتى منصب ملك الظل نفسه، يمكنني منحه لك."
جيلز، الذي كان واقفًا بجانبه، تغيرت ملامحه فورًا.
"يا فتى، لا تنخدع، لا يوجد غداء مجاني في هذا العالم. سجن الظل منظمة شريرة جدًا."
يي شياو كان يفهم تمامًا كلمات جيلز، لكن مع ذلك لمعت في عينيه لمحة من الحيرة.
"حتى لو منحتني منصب ملك الظل، فما الفائدة التي ستجنيها أنت؟"
"فائدة؟"
ملك الظل ألقى أولًا نظرة باردة نحو جيلز، ثم التفت إلى يي شياو بابتسامة خفيفة وقال:
"بطبيعة الحال، لا توجد أي فائدة."
يي شياو ازداد ارتباكًا.
دون منفعة، لا أحد يفعل ذلك.
ملك الظل قرأ أفكاره بوضوح، فأجاب ببساطة: "لقد رأيت فيك أملًا، وأردت أن أساعدك فحسب."
"بالطبع، أعلم أنك لا تصدقني. فحتى لو قال لي أحدهم هذا الكلام، أنا نفسي ما كنت لأصدقه."
"لكن لا بأس، يمكنني أن أقدم لك هدية لقاء أول لقاء. لست مضطرًا للموافقة الآن، يمكنك أن تفكر وتأتيني متى شئت."
أنهى كلامه، فانفجر من الغيوم شعاع أحمر ساطع.
وفي اللحظة التالية، اشتعلت فجأة علامة القمر الأحمر في جبين يي شياو.
اتسعت عينا يي شياو فجأة.
هذا… رمز القمر الأحمر؟
هذا التغير المفاجئ جعله أكثر حيرة.
لكن قبل أن يفهم ما يحدث، كان الشعاع الأحمر قد طفا أمامه مباشرة.
وشعور الحرارة في جبينه ازداد اشتعالًا.
يي شياو نظر إلى رمز القمر الأحمر أمامه بعين متفحصة.
لم يفهم لماذا، بعد أن حطم ذراع ملك الظل، يعطيه هذا الأخير رمز القمر الأحمر.
لكن من تصرفات ملك الظل، فهم يي شياو أنه على الأرجح واحد من المختارين بالقمر الأحمر.
إلا أن قدراته الخاصة جعلت يي شياو لا يشعر به من قبل.
بينما حقيقة أنه مختار بالقمر الأحمر كانت واضحة لملك الظل منذ البداية.
ولأجل هذا السبب تحديدًا، التفت ملك الظل إليه.
ملك الظل، وهو يرى يي شياو مترددًا في قبول الرمز، لم يتمالك نفسه وقال مبتسمًا: "هل تخاف؟"
يي شياو أومأ بصدق.
"لو كنت مكانك، ألا تخاف؟"
"كان خطئي." أومأ ملك الظل دون مفاجأة، "لكن، لا داعي للقلق. إن أردت قتلك، فلن أنتظر. كل ما علي هو أن أستعيد جسدي، ولن أحتاج إلى إضاعة رمز القمر الأحمر."
نبرة ملك الظل كانت هادئة، لكنها حملت ثقة مطلقة.
يي شياو لم يشأ أن يعترف، لكنه كان مضطرًا للاعتراف أن ملك الظل بالفعل يملك الحق في قول ذلك.
فلو لم يكن قد حصل على قفزة هائلة في قوته، لما كان قادرًا على تحطيم ذراع ملك الظل بتلك السهولة.
وإذا ما استعاد ملك الظل جسده وجاء بنفسه، فمن الصعب القول من سيكون الفائز.
لذلك، بالفعل لم يكن بحاجة لإعطائه الرمز دون سبب.
ومع ذلك، ظل يي شياو ثابتًا في مكانه دون أن يمد يده.
حينها، صار ظل ملك الظل يزداد خفوتًا، فصار يتكلم بسرعة أكبر:
"أنا رجل أوفي بوعدي. ما أقوله أنفذه. لا أمارس الخداع. إن لم تصدقني، يمكنك أن تسأل جيلز بجانبك."
يي شياو وجه نظره إلى جيلز.
الأخير، ورغم امتلائه بالغضب تجاه ملك الظل، لم يتفوه بكلمة باطلة، بل قال بصوت مكتوم:
"رغم أنه شخص حقير، وأضر بالكثير منّا نحن الميا، إلا أنني لا أستطيع إنكار أنه رجل يفي بوعوده، باستثناء وعد واحد."
ملك الظل عند سماع ذلك، أضاف موضحًا: "قلت منذ البداية، جئت فقط للبحث عن سلاح، وما أرسلته كان مجرد ذراعي اليسرى، ولم يحضر جسدي الحقيقي، لذا هذا لا يُعتبر إخلالًا بالوعد."
جوابه لم يقابل إلا بزمجرة باردة من جيلز، لكنها كانت إقرارًا ضمنيًا بكلامه.
عند ذلك، عبس يي شياو أكثر، وسأل بحيرة: "ما الذي تحاول فعله بالضبط؟"
ملك الظل ابتسم وقال: "حين تنضم إلى سجن الظل، سأخبرك."
"لكنني قلت لك، لن أؤذيك. كل ما قلته من قبل قائم. وهذا رمز القمر الأحمر هو دليلي على صدقي."
يي شياو غيّر نظرته قليلًا، ثم قال:
"حسنًا، لو انضممت الآن إلى سجن الظل، ستخبرني بما تريد مني أن أفعله؟"
ملك الظل ضحك بصوت عالٍ.
"مهلًا، أنا رغم كل شيء زعيم سجن الظل، فلا تعاملني كالأحمق."
يي شياو رفع كتفيه بلا مبالاة، فقد كان يقولها عرضًا لا أكثر، ولم يظن حقًا أنه سيعامله كالأحمق.
مجرد أن فكّر يي شياو: لو أن الطرف الآخر صدّق، ألن يحصل على مكسب مجاني؟
في تلك اللحظة، صار ظل ملك الظل أكثر ضبابية، وعرف أن وقته في هذا المكان شارف على الانتهاء، فقال أخيرًا:
"أنت تملك القمر الأحمر، وتستطيع أيضًا استخدام السلاح السحري. والأهم من ذلك أنك جئت إلى مدينة شينغ لو (مدينة الميا). كل هذا قَدَر. البشر هناك لن يتركوك."
يي شياو حدّق فيه وسأل ببطء: "تبدو وكأنك تعرف الكثير؟"
ملك الظل لم يُجب، بل اكتفى بابتسامة غامضة، ثم قال بخفوت: "أتطلع إلى لقائنا القادم."
وفور انتهاء كلماته، تلاشى ظل ملك الظل تمامًا، وتبع ذلك الغيم الذي يخصه، فاختفى مع الرياح.
الآن، لم يتبقَّ سوى الجثث الملقاة على الأرض، والخراب الذي عمّ المكان، والمنازل المهدمة. وعادت مدينة شينغ لو إلى هدوئها.
في الحقيقة، ظهور ملك الظل من بدايته حتى نهايته لم يتجاوز عشر دقائق.
لكن بالنسبة لجيلز وبقية من خلفه، كان وقتًا طويلاً للغاية.
أما الأكثر حيرة بينهم فكان يي شياو، إذ إن دعوة ملك الظل المفاجئة له جعلته مشوشًا.
أمام عينيه، كان رمز القمر الأحمر يطفو بخفة، لكنه لم يمد يده ليأخذه.
قدرة ملك الظل كانت شديدة الغرابة، ويي شياو خشي أن يكون الرمز قد لُعّب به بطريقة ما.
صحيح أن رمز القمر الأحمر يرفع من موهبته، لكنه لا يريد حمل قنبلة موقوتة غير مضمونة.
لكن، في تلك اللحظة—
جاء صوت مألوف بعد طول غياب:
"سيدي، رمز القمر الأحمر هذا فيه مشكلة."
يي شياو جمد للحظة، ثم أدرك أن "شياو جين" قد استيقظ.
هو يعرف أن شياو جين، كونه أحد الوحوش السبعة المقدسة، يرتبط بالقمر الأحمر بشكل وثيق. فإذا قال إن هناك مشكلة، فلن يكون مخطئًا.
لم يستطع يي شياو إلا أن يحمد حظه سرًّا.
بصراحة، قبل قليل كان على وشك أن يمتص هذا الرمز بالفعل.
لحسن الحظ أن شياو جين ظهر في الوقت المناسب.
فاندفع يي شياو يسأل: "هل تستطيع أن ترى ما المشكلة؟"
شياو جين أومأ أولًا، ثم هز رأسه، وأخيرًا قال بتردد: "من خلال حواسي، رمز القمر الأحمر هذا مغطى بطبقة من الموجات الطاقية التي يصعب على الآخرين ملاحظتها. لكنها ليست كافية لإيذائك، بل فقط لمراقبة كل حركاتك وأقوالك."
مراقبتي؟
يي شياو ضحك ساخرًا. لحسن الحظ أنه لم يتسرع.
لكن لم يفهم لماذا يبذل ملك الظل كل هذا الجهد لمراقبته؟
لقد التقوا للتو، والآخر لا يعرف عنه شيئًا تقريبًا، فما هدفه من المراقبة؟
يي شياو ضيّق عينيه، واضعًا يده على ذقنه متفكرًا.
وفجأة، تذكر كلمات ملك الظل منذ قليل.
ملك الظل قال له إنه يملك القمر الأحمر وأيضًا السلاح السحري.
بمعنى أن ملك الظل قابل من قبل بشريًا آخر يملك هذين معًا.
لكن حتى الآن، لم يلتقِ يي شياو إلا باثنين من المختارين بالقمر الأحمر: جيانغ وي الذي وجده في القصر تحت الأرض، وتشي زي جيو الذي قتله مؤخرًا.
كلاهما لم يكن يملك قدرة السلاح السحري.
وفي معرفته، لم يكن هناك من امتلك السلاح السحري سوى شخص واحد:
قبل ثلاثين عامًا، العبقري العابر كالنيزك، تشين وومينغ من عائلة تشين.
في الواقع، هذا السلاح السحري كان ابتكار تشين وومينغ نفسه.
ومنذ اختفائه، طوال ثلاثين عامًا، لم يظهر شخص آخر يملكه—إلى أن جاء يي شياو.
إذن… هل التقى ملك الظل بتشين وومينغ قبل ثلاثين عامًا؟
عندها تذكر يي شياو المعلومات التي جمعها من بوكس عن منظمة "سجن الظل".
سجن الظل ظهر أيضًا قبل ثلاثين عامًا.
وفي نفس العام، اختفى تشين وومينغ فجأة بعدما لمع نجمه.
وفي ذلك العام نفسه، برزت منظمة سجن الظل الغامضة، وقائدها كان بشريًا.
ثم إن ملك الظل تعرّف على سلاحه من أول نظرة.
فلو قال إن لا علاقة بين الأمرين، فلن يصدق يي شياو أبدًا.
بل حتى الآن، فكرة مجنونة خطرت بباله:
هل يمكن أن يكون ملك الظل نفسه هو تشين وومينغ الذي اختفى آنذاك؟
ومن حوار جيلز مع ملك الظل، عرف أن سجن الظل يملك تقنية صهر "اححار المهاره الالهيه"، وقد قتلوا كثيرًا من الميا من أجلها.
وفي الخارج، كانت العائلات الثماني الكبرى تبيع وتشترى سرًا هذه الأحجار مع NPCs، وكل أولئك الـNPCs كانوا من سجن الظل.
فلو كان ملك الظل هو تشين وومينغ، المنتمي إلى عائلة تشين، فالأمر كله يبدو منطقيًا.
كما أن تحذيره له منذ قليل أن العائلات الثماني لن تتركه، كان دليلاً على أنه يريد ضمّه لصفه.
هل معنى ذلك أن اختفاء تشين وومينغ كان بسبب مؤامرة من العائلات الثماني؟
لو صحّ ذلك، لكان كل شيء منطقيًا.
لكن، إن كان يحمل عداءً لهم، فلماذا يتاجر معهم؟
أليس هذا دعمًا لعدوه؟
يي شياو فكّر طويلًا، ولم يجد جوابًا.
خصوصًا سبب مراقبته.
ورغم معرفته أن الرمز مراقب، ظل مترددًا في تركه.
ففي النهاية، رموز القمر الأحمر سبعة فقط.
وكل واحدة تعني له قفزة قوية.
في تلك اللحظة، قال شياو جين، المرتبط بعقل يي شياو:
"سيدي، هل أنت غبي؟ نسيت قدرتي؟"
يي شياو ارتبك: "أي قدرة؟"
شياو جين تدحرج بعينيه في فضاء القمر الأحمر وقال بانزعاج: "هذه الحيلة ليست أكثر من نوع من القيود، وأصلها كالأحاجي والحواجز الطاقية."
يي شياو حين سمع ذلك، أضاءت عيناه.
"تقصد…"
"بالضبط. أخيرًا فهمت." شياو جين أومأ بجديّة.
يي شياو ابتهج، وكان يثق بشياو جين ثقة عمياء.
بما أن شياو جين قال ذلك، فالأمر آمن.
فورًا، وبمساعدة قدرة شياو جين على كسر الحواجز، مد يده والتقط رمز القمر الأحمر.
في لحظة، أضاء وهج أحمر، وتدفقت طاقة هائلة إلى جسده.
الإحساس المألوف بالنشوة جعله يغمض عينيه جزئيًا.
بعد لحظات، ومع اندماج كامل ضوء القمر الأحمر بجسده، ظهر أمامه إشعار جديد. فتح يي شياو لوحة مواهبه فورًا.
---
【خانة مهارات لا نهائية (مستوى فائق)】
【التأثير الأول: تملك خانات مهارات لا نهائية، ولا تخضع لشروط تعلم المهارات.】
【التأثير الثاني: كل مهارة لديك تمنحك 5 نقاط في سمة الذكاء.】
---
مع ترقية موهبته، قفزت سمة ذكائه فورًا بمقدار 8630 نقطة.
هذه النتيجة جعلت يي شياو يبتسم فرحًا.