الفصل 216: أصل وحش كلب الفراغ الوهمي، وتطور غير متوقع في المعدات
"أنتم تعرفون بعضكما؟"
يي شياو نظر بريبة إلى التنين والقط… آه، لا، إلى الكلب.
"نعرف!"
"لا نعرف!"
تكلم شياو جين والقط الكبير في نفس الوقت، لكن شياو جين قال "نعرف"، بينما القط الكبير قال "لا نعرف".
مما جعل يي شياو ينظر بين الاثنين نظرات متكررة، والغرابة ترتسم في عينيه.
عندها شياو جين أطلق شخيرًا غاضبًا، ونفث نفسًا من لهب التنين، ثم جحظت عيناه وقال:
"كيف تقول لا نعرف؟ حتى لو صرت رمادًا فأنا أعرفك."
القط الكبير لم يتراجع، بل حدق به بحدة وقال:
"قلت لا نعرف يعني لا نعرف. ثم أنا كلب الفراغ الوهمي، وإن تجرأت أيها التنين السمين ونديتني قطًا مرة أخرى، فلن أنتهي معك إلا بالموت!"
ما إن أنهى كلامه حتى فتح شياو جين فمه وأطلق نفسًا تنينيًا ضخمًا نحو القط الكبير.
شعر القط بالخطر، وشعر جسده كله يقشعر، لكن سرعته لم تسعفه، فأصابه اللهب مباشرة.
"آخ! أيها التنين السمين، ماذا تفعل؟!"
نهض القط مترنحًا، وفراؤه الأبيض الناصع صار فيه بقع متفحمة ملتفة.
شياو جين قال باحتقار:
"ألست أنت من قال لننتهي إلا بالموت؟"
كان القط الكبير على وشك أن يلعنه، لكن عندما رأى فم شياو جين يفتح مجددًا ليستعد لهجوم آخر، ارتجف بسرعة وهتف:
"قف! قف! قف! أستسلم! لا تضرب!"
ضحك شياو جين بسخرية:
"إذن الآن تعترف أننا نعرف بعضنا؟"
أراد القط الكبير المقاومة قليلًا، لكن عندما رأى نفس التنين يتجمع مجددًا عند فم شياو جين، لعن في قلبه، لكنه قال بخضوع:
"جدي التنين، كنت مخطئًا، كنت مخطئًا، نعرف بعضنا، بالتأكيد نعرف بعضنا."😂
حينها فقط توقف شياو جين ونفث ببرود:
"بعد آلاف السنين ما زلت وضيعًا كما كنت."
تمتم القط الكبير:
"أي معرفة وأي آلاف؟ قبل آلاف السنين كنتَ ما تزال بيضة."😂😂
عندها اتسعت عينا شياو جين بغضب، وكاد يطلق نفسًا جديدًا.
لكن القط تعلم الدرس، فقفز بسرعة خلف يي شياو ليحتمي به.
فهم أن علاقة شياو جين بالإنسان أمامه ليست بسيطة.
ورغم أن هذا الإنسان لا يرحم في هجماته، لكنه على الأقل ليس متفجرًا كالتنين السمين.
رؤية القط يحتمي خلف يي شياو أجبرت شياو جين على التوقف.
على العكس من ذلك، عندما رأى القط الكبير هذا المشهد، بدأ على الفور يتصرف بقسوة مرة أخرى وتحدى شياو جين:
"أليس الأمر مجرد أنني شويتك على النار لفترة من الوقت في ذلك الوقت؟ ليس من المقبول أن تحمل ضغينة كهذه طول هذه المده؟"
وهنا فهم يي شياو أخيرًا العلاقة بين التنين والكلب.
هذا القط عديم القوة الظاهرية عاش آلاف السنين؟
دهشة مرت في عينيه.
أوقف التنين الغاضب، وأمسك القط من خلفه بيد واحدة، ورفع جسده أمام عينيه ليفحصه بدقة.
لكنه بعد التدقيق لم يفهم شيئًا.
أما القط، فحين رآه يحدق فيه هكذا، غير صوته فجأة إلى لهجة رقيقة خجولة وقال:
"أيها الإنسان، أنت لعوب… أنا ما زلت قاصرًا."😂
يي شياو: "…"
في لحظة، فهم لماذا يريد شياو جين قتله.
حتى هو نفسه كاد يفقد صبره ويفتك به.
لكنه ضبط نفسه في النهاية وقال ببرود:
"التزم الصمت. كلمة زائدة أخرى وسأجعلك لا تنطق للأبد."
جلس القط فجأة جلسة رسمية، وعاد وجهه إلى الصرامة.
عندها فقط التفت يي شياو إلى شياو جين وسأله:
"ما أصله؟"
شياو جين ما زال غاضبًا، فأجاب بحرقة:
"محتال مختص بالخداع."
"تبًا! أنا لم أخدع أحدًا، أيها التنين السمين لا تفتري عليّ!" صاح القط.
شعر يي شياو بصداع، فوضع يده على رأس القط وقال لشياو جين بلهجة يائسة:
"اهدأ، واشرح."
رؤية القط تحت سيطرته جعلت شياو جين يتنفس بعمق، ثم قال:
"أيها الإنسان، هل تعرف متى ظهرت الوحوش لأول مرة في عالم الخلود؟"
يي شياو تذكر وقال:
"ألم تقل سابقًا إن الشقوق في الكهوف تسببت بدخول وحوش كثيرة إلى عالم الخلود، ومع آلاف السنين من التطور أصبحت الوحوش الحالية؟"
قطب حاجبيه وسأل:
"هل الأمر مرتبط به؟"
لم يكن غبيًا. فبما أن شياو جين سأل بهذه الطريقة فلا بد أن للقط علاقة. لكن كيف يمكن أن يرتبط بهذه الحادثة العظمى؟
هل كان هو من قاد الوحوش للخروج من الكهف؟
لكن حينها قال شياو جين بجدية:
"الشقوق آنذاك… هو من صنعها."
"هاه!"
يي شياو التفت فجأة إلى القط الكبير، والذي ابتسم بارتباك وقال:
"حادث، مجرد حادث."
شياو جين زأر:
"حادث؟ هل تريد الضرب؟"
رأى يي شياو الاثنين على وشك التشاجر مجددًا، فسارع لإيقافهما.
ثم، مع شرح شياو جين التدريجي، فهم يي شياو أخيرًا أصل القصة.
وعند سماع الحقيقة، لم يستطع أن يهدأ طويلًا، وهو ينظر إلى القط بنظرات مليئة بمزيج من الحيرة والامتعاض.
يا له من مخلوق.
لم يتوقع أن هذا الذي يبدو ضعيفًا وبريئًا، ولا يجيد سوى الكلام الساخر، هو وراء ما حدث لعالم الخلود كله.
بحسب كلام شياو جين:
قبل آلاف السنين، لم يكن هناك بشر ولا وحوش في عالم الخلود.
المقيمون الوحيدون كانوا السكان الأصليين البدائيين، أي المايا.
أما القمر الأحمر، فلم يكن قد انقسم إلى قطع بعد، بل كان يحرس مخلوقات الكهف، ويربي في الوقت نفسه الوحوش السبعة المقدسة ومن ضمنها شياو جين.
ثم في يوم ما، ظهر فجأة شق غريب في الجوف، واختفى بسرعة كبيرة.
رغم أن القمر الأحمر شعر به، لكنه لم يتمكن من ملاحظته بدقة.
ولم يدرك أن من خلال هذا الشق تسربت طاقة غريبة لا تنتمي للكهف.
كانت تلك الطاقة بلا شكل ولا أثر، فلم يلاحظها أحد.
لكن بالمصادفة، كان هناك مخلوق ضعيف يتجول بحثًا عن طعام، وكاد يموت جوعًا. فلامس تلك الطاقة.
وفجأة، استحوذت عليه وأعادت تشكيله.
ليصبح ما هو عليه الآن: القط الأبيض الضخم، أي وحش كلب الفراغ الوهمي.
لكن في الأصل لم يكن قطًا، بل كان كائنًا من فصيلة الكلاب.
فكان شكله الجديد مصدر ألم نفسي له.
وفي النهاية، ولكي لا ينسى أصله، أعاد تسمية نفسه "كلب الفراغ الوهمي".
كما منح نفسه اسمًا اعتبره قويًا: "لارس".
لو كان الأمر توقف هنا، لكان عاديًا.
لكن المشكلة أن الطاقة التي تسربت من الشق امتلكت قدرة على تمزيق الفراغ.
ولأن لارس كان كلبًا، يحب العبث والتنقيب بطبيعته، فقد بدأ يحفر ويعبث.
وخلال تلك الفترة، حدثت حادثة "شوي شياو جين فوق النار".
لكن بما أن الوحوش السبعة المقدسة تحمل ذرة من الإلهية، لم تؤثر فيها النار العادية.
وإلا لكان شياو جين أول "بيضة تنين مشوية" في التاريخ.
لا عجب أنه يغضب كلما تذكر تلك الحادثة.
هذا "لارس" فعلاً…
حتى يي شياو لم يجد كلمات مناسبة لوصفه.
بعد ذلك، امتص لارس الطاقة، وأصبح ذكاؤه في ارتفاع كبير جداً، وهكذا صار يقضي أيامه بلا هدف، يتجول هنا وهناك، يعبث أحياناً بمخلوقات الكهف التي بدأت تظهر عليها بوادر الوعي، وأحياناً أخرى يحفر بلا سبب في أماكن عشوائية.
وبسبب ذلك، وفي مرة من المرات، حفر لارس عن غير قصد عند حاجز ضعيف للغاية داخل الكهف.
والنتيجة أن لارس، الذي حصل على قدرة تمزيق الفضاء، قام مباشرة بتمزيق الحاجز وفتح ثغرة.
وفي لحظة، بدأت تلك الثغرة تتسع بسرعة رهيبة.
وبما أن لارس بعد تطوره صار ذا ذكاء عالٍ، فقد كان يعرف بوجود "القمر الأحمر".
ولذلك، خائفاً من العقاب، كان أول من فرّ هارباً.
ولو كان قد فرّ وحده، ربما ما كان سيحدث تأثير كبير.
لكن المشكلة أن هذا الكائن كان حقاً "وضيعاً".
فعند رحيله، حرّض عدداً هائلاً من مخلوقات الكهف على الفرار معه.
وبحسب ما قاله هو: هذا يُسمى "تغطية بالتمويه".
😂😂
وهكذا، اغتنمت أعداد لا تُحصى من مخلوقات الكهف الفرصة وهربت للخارج.
ومن هنا، صارت الأمور بسيطة وواضحة.
الهروب الجماعي لمخلوقات الكهف ألحق ضرراً هائلاً بسكان العالم الأبدي الأصليين، وهم "الميّا"، وكاد أن يؤدي إلى انقراضهم.
أما القمر الأحمر، فقد أدرك أن التوازن بين العالم الأبدي والكهف على وشك الانهيار، فبذل كل طاقته ليسدّ الثغرة المتصدعة.
وفي الوقت نفسه، تحوّل جوهره إلى سبع قطع "رموز القمر الأحمر"، وتفرقت في أرجاء العالم الأبدي باحثة عن مستدعين مناسبين.
أما الكائنات السبع مثل شياو جين، فقد أُرسلت في وقت لم تكن قد فقست فيه تماماً، لتكون حراساً في أماكن مختلفة من العالم الأبدي.
بعد أن استمع يي شياو إلى رواية شياو جين كاملة، صار ينظر إلى القط الكبير بدهشة واستغراب متزايد.
من كان ليتصور أن المسبب الأول لتشكيل الوضع الحالي في العالم الأبدي، هو هذه القطة التي لا تبدو مميزة في شيء!
ويبدو أن لارس شعر بنظرة يي شياو الغريبة، فاعترض مستاءً قائلاً:
"لم أفعلها عمداً! وقتها كنت قد تطورت للتو، ولم أكن أستطيع التحكم في تلك القوة.
ثم إن القمر الأحمر هو سلاح الملك الرئيسي، لو كان أكثر يقظة ومنع ظهور ذلك الشرخ، لما حصل هذا كله! هذه ليست غلطتي وحدي، بل خطأ القمر الأحمر أيضاً، لا يمكن تحميل اللوم كله عليّ."
يي شياو ضرب رأس القط بقبضة خفيفة.
هذه المغالطة أعطته شعوراً مألوفاً بشكل غريب.
مع ذلك، لم يُعر الأمر اهتماماً.
بل أصبح فضوله أكبر: ما الذي كان يفعله لارس طوال هذه الآلاف من السنين في العالم الأبدي؟
فهذا يُعتبر "أحفورة حيّة هاربة"، ولابد أنه يعرف الكثير.
وفوق ذلك، ساوره الشك: لماذا ظهر هذا الكائن في مدينة "شينغ لو"؟ هل من الممكن أنه كان ضمن الميّا الذين لجؤوا إليها قديماً؟
يي شياو عازم على كشف الحقيقة وراء حرب الإبادة، وربما لارس يعرف شيئاً ما.
لكن، وقبل أن يفتح فمه ليسأل، شعر فجأة بحرارة لاهبة في جبهته، ثم انطلقت منها أشعة حمراء مباشرة.
في لحظة، غمرت تلك الأشعة الحمراء جسد لارس بالكامل.
"الـ… القمر الأحمر! اللعنة! لماذا في جسدك طاقة القمر الأحمر؟ ولماذا هي ضخمة إلى هذا الحد؟"
تغير وجه لارس فجأة إلى رعب شديد، وأخذ يصرخ ويقاوم بجنون، محاولاً الإفلات من ضوء القمر الأحمر.
لكن، مهما فعل، لم يُجدِ شيئاً.
وأمام أعين يي شياو المندهشة، بدأ جسد لارس الضخم ينكمش تدريجياً بفعل الضوء الأحمر.
وفي النهاية، تحت سيطرة هذا الضوء، اختفى كلياً داخل جبهة يي شياو.
كل شيء حدث بسرعة وبشكل مباغت.
يي شياو لم يفهم حتى ما الذي وقع.
وفجأة، شعر بحكّة في جبهته.
وفي اللحظة التالية، ومضة أخرى من ضوء القمر الأحمر، ثم ظهر لارس مجدداً أمامه.
"ماذا… ماذا حدث للتو؟" سأل يي شياو مذهولاً.
لكن لم يجبه سوى أنين خافت من لارس، يئن بصوت ضعيف.
بينما شياو جين، على الجانب الآخر، أظهر ابتسامة مشفقة شامتة:
"هي هي! يا طيب، هذه أم القمر الأحمر التي تدخّلت."
"ماذا تعني؟" سأل يي شياو في حيرة.
أجاب شياو جين مبتسماً: "يعني أن أم القمر الأحمر جعلته يصبح وحش استدعاء لك."
وحش استدعاء؟؟
يي شياو تجمد مكانه.
ثم تنبّه فجأة لواجهة بياناته، حيث ظهر سطر جديد:
---
【دينغ! وحش الكلب الفراغي الوهمي صار وحش الاستدعاء الخاص بك.】
---
مجرد جملة بسيطة، بلا أي تفاصيل إضافية.
مما جعل يي شياو أكثر حيرة.
فهو مجرد ساحر، وليس مستدعياً، كيف أصبح لديه وحش استدعاء فجأة؟
والأكثر إحباطاً أنه رغم أن هذا القط عاش آلاف السنين، إلا أنه، كما رأى بنفسه قبل قليل، لم يكن يملك أي قدرة قتالية حقيقية، سواء أمامه أو أمام شياو جين، باستثناء لسانه السليط.
فما الفائدة من وحش استدعاء كهذا؟
هل سيعتمد على "الجدال" لقتل الأعداء؟
مجرد التفكير بالأمر مضحك.
وبينما كان حائراً، شعر فجأة بحرارة لاهبة في صدره.
وحين خفض رأسه، رأى أن مصدرها هو "تعويذة الوهم" التي كان يرتديها.
هذه الاستجابة المفاجئة جعلته يتوقف بدهشة.
وفي اللحظة التالية، ظهرت نافذة بيانات جديدة:
---
【دينغ! تعويذة الوهم امتصت قوة الفراغ، وهي في طور التطور…】
---
"هذا…"
ارتجفت جفون يي شياو بشدة.
فجأة تذكر أصل لارس العجيب: لقد تحول بعد أن امتص طاقة غريبة من الشرخ، وصار وحش القط الفراغي الوهمي.
ومن اسم هذا المخلوق، لاحظ أن به تشابهاً مع أحد مهارات "تعويذة الوهم" وهو " بوابه الوهم".
وما زاد الأمر أهمية أن هذه المهارة حين تُطلق، تسحب يي شياو إلى بُعد الفراغ.
وهكذا تساءل في نفسه: هل من الممكن أن الجانب الآخر من ذلك الشرخ كان هو بُعد الفراغ نفسه؟
لكن، هل يعقل أن تحدث مصادفة عجيبة إلى هذا الحد؟
تكوّن في قلب يي شياو سؤال ضخم لا إجابة له.