الفصل 226: سحق مدوٍ، وهيبة التتين الذهبي الصغير

بعد عدة محاولات، اختار يي شياو في النهاية استخدام تعويذة كرة النار.

لا سبب آخر.

استهلاكها قليل، ضررها عالٍ، مداها واسع.

والأهم أنها سهلة الاستخدام.

وبينما كان يفكر، رفع يده بحزم.

رؤية ذلك جعلت وجه تشو وان ين يتجمد، ووميض من الغضب يمر في عينيها الجميلتين.

أسئلتها قبل قليل لم تكن لغرض إجبار "يي ينغ" على الاعتراف بالذنب، ولا لانتظار صحوته وندمه.

كانت فقط تريد كسب بعض الوقت.

لكن هذا "يي ينغ" أشبه بمتوحش قروي، لا يعرف سوى قبضته، بلا ذرة عقل.

والأدهى أن قوته القتالية فاقت كل تقديراتها، فجعلت جميع خططها المسبقة بلا فائدة.

لقد رأت بنفسها قوة تعويذة كرة النار الخاصة بـ يي شياو، فلم يعد هناك وقت للتفكير، فأصدرت أوامرها على عجل:

"دفاع!"

لحسن الحظ، ورغم أن هجوم يي شياو السابق أربك مقدمة قوات التحالف، فإن وحدات الدعم في الخلف لم ترتبك.

وفي لحظة، ارتفعت أصوات:

"تعويذة النور المقدس!"

"درع سحري!"

"نور الحياة!"

...

عدد لا يحصى من مهارات الدفاع وحالات التعزيز غطت جيش التحالف.

"تشكيل!"

وبسرعة، ارتفع من تحت أقدامهم تشكيل ساطع وضخم، غمر التحالف بطاقة عناصر قوية.

تشكيل الشجاعة!

كل الحلفاء المغطين به ازدادت قوتهم بنسبة 50%.

ولم يتوقف الأمر.

ظهر تشكيل آخر مشع:

تشكيل السحر!

كل الحلفاء المغطين ازدادت طاقتهم السحرية (المانا) بنسبة 50%.

ثم تبعه:

تشكيل السرعة!

كل الحلفاء المغطين ازدادت رشاقتهم بنسبة 80%.

...

تشكيل الصلابة!

كل الحلفاء المغطين ازدادت دفاعاتهم الجسدية والسحرية بنسبة 50%.

...

مع ظهور هذه التشكيلات تباعًا، بدأ جنود التحالف، الذين كانوا قبل قليل مذعورين، يستعيدون رباطة جأشهم مع تدفق القوة في أجسادهم والشعور بالدرع الحامي من حولهم.

الطاقة المتدفقة جعلتهم يهتفون جميعًا بصوت واحد.

صوت عالٍ ومنسجم اخترق السماء، وبدد الخوف الذي زرعه يي شياو.

السبع عائلات أرسلت هذه المرة صفوة مقاتليها. ورغم أنهم انهاروا للحظة خوفًا، فإنهم ما إن تداركوا أنفسهم حتى كبحوا الذعر، ووقفوا بصلابة.

باعتبارهم قدامى الميدان، فهموا أن الفوضى الآن تعني مذبحة.

المواجهة المباشرة وحدها هي الخيار الصحيح.

تشو وان ين رأت كل ذلك، وعينيها المليئتين بالغضب بدا فيهما قليل من الارتياح.

هي لم تعتقد أصلًا أن التحالف سيصد ضرر مهارة "يي ينغ" المخيفة.

خطتها الأولى كانت أن تتعاون مع تشي تيان والآخرين لتقييد "يي ينغ" حتى يصل خبراء العائلات السبعة.

كان هؤلاء الخبراء قد استعدوا سلفًا، ولن يستغرق وصولهم إلى مدينة لي يويه أكثر من دقيقتين.

لكنها لم تتوقع أن تكون قوة "يي ينغ" أبعد بكثير من التقديرات، وأن تشي تيان ورفاقه، رغم كبريائهم المعتاد، كانوا أضعف مما توقعت.

وهكذا، فقدت الأمل فيهم.

ولم يتبق سوى أن تستهلك حياة جنود التحالف في تأخير العدو.

في الواقع، كل عائله أرسلت ثلاثة آلاف مقاتل نخبة، ليصبح مجموع التحالف 21 ألفًا.

صحيح أن "يي ينغ" قوي، لكنها لم تصدق أن 21 ألفًا لن يستطيعوا الصمود أمامه لدقيقتين.

تحالف العائلات الثمانية ليس جيشًا عاديًا مرتجلًا.

لقد أمضوا ما يقارب مئة عام في بناء قوتهم داخل هذا العالم الخالد، وحصلوا على موارد وكنوز لا تحصى.

منها أدوات لتعزيز قوة الجيوش.

هذه التشكيلات مثلًا، كانت من أرض محرمة استُنزفت فيها جهود وأثمان طائلة لجمعها.

جلبها معهم اليوم كان دليلًا على مدى خطورة "يي ينغ" بالنسبة لهم.

ومع هذه التشكيلات، عادت الثقة لعينَي تشو وان ين.

بقي فقط دقيقة وأكثر، ثم سيكون "يي ينغ" ميتًا.

لكن ما إن ارتسمت الثقة على وجهها، حتى تلاشت تمامًا مع هطول وابل كرات النار.

واستُبدلت بالذهول والرعب.

ففي عينيها، مرت كرات النار كأن لا عوائق أمامها، تخترق الدفاعات طبقة بعد أخرى، دون أن يبطؤها شيء.

وبلحظة، سقطت الكرات الملتهبة على صفوف التحالف، تتفجر بحرارة هائلة.

كل من لامسته كرة نار ذاب تمامًا كما حدث مع الألفين السابقين.

تشو وان ين لم تصدق عينيها، تلك التي لم تُظهر يومًا مشاعرها للعلن، صاحت لأول مرة بخوف علني:

"هــذا… كيف يمكن؟!"

لكن لم يجبها أحد.

فالجنود، وحتى المتفرجون البعيدون، تجمدوا أمام هذا المشهد.

وفجأة:

"القائدة، احذري!"

ارتجف جسدها، وشعرت بخطر قاتل يقترب.

في اللحظة التالية، اجتاحها حر شديد يكاد يخنقها من الأعلى.

مذعورة، أطلقت مهارة وتراجعت بخفة.

وعندما استقرت، رأت المكان الذي كانت تقف فيه قبل لحظة وقد غمرته النار تمامًا.

والحراس الخاصون المكلفون بحمايتها حولها، تبخروا بلا أثر.

صدمة هائلة اجتاحت قلبها.

فموقعها كان وسط الجيش.

ما يعني أن مقدمة القوات قد أُبيدت بالكامل.

ولا حاجة للتخمين.

فالنار أمام أعينهم كشفت كل شيء.

لولا التحذير ورد فعلها السريع، لكانت لاقت نفس المصير.

رغم صخب تشكيلاتهم وأساليبهم العديدة قبل قليل،

لم يحتج "يي ينغ" سوى أقل من خمس ثوانٍ ليمحوها كلها.

وبقي الجنود الناجون، مشدوهين، أفواههم مفتوحة، وجوههم شاحبة من الرعب.

رغم أنهم قدامى المعارك، فإن هذا المشهد كان كفيلًا بتحطيمهم.

بعضهم سقط على الأرض من شدة الفزع، عاجزًا عن الوقوف رغم محاولاته.

فالموت الفوري لآلاف، دون أثر لجثث، خلال ثوانٍ معدودة، كان صدمة تفوق طاقاتهم.

شجاعتهم التي استعادوها للتو تبخرت في وهلة أمام نار "يي ينغ".

ولم يبق في عقولهم سوى فكرة واحدة:

الهرب!

وتشو وان ين، ببصيرتها، أدركت ما يفكر فيه جنودها.

لكنها لم تنطق بكلمة لمنعهم.

لأنها كانت تعلم… لم يعد هناك جدوى.

في تلك اللحظة، رفعت تشو وان ين عينيها مجددًا نحو ذلك الظل البعيد، وبؤبؤاها المتقلصان فضحا تمامًا اضطراب أفكارها المعقدة.

من الواضح أنها ارتبكت.

أساليب "يي ينغ" المرعبة جعلتها عاجزة.

فحتى مسألة الصمود حتى وصول خبراء العائلات السبع، أصبحت مشكوكًا فيها، إذ إن مجرد بقائهم على قيد الحياة صار مشكلة كبرى.

ابتلعت لعابها بصعوبة، ورعبها الغامر دفعها بلا تفكير لاستدعاء تنين الأرض من جديد.

وفي لحظة، دوّى زئير هائل اخترق أرجاء مدينة لي يويه.

رؤية ذلك الوحش الأسود الهائل في السماء هدأت قليلًا من خوفها.

وحتى جنود التحالف الذين كانوا على وشك الانهيار شعروا ببعض الأمان، وإن لم يكن كافيًا ليمنعهم من التفكير بالهرب.

لكن، عند ظهور تنين الأرض…

انفجرت من جسد يي شياو فجأة أشعة ذهبية.

الجميع رفع نظره مذهولًا.

ثم ظهر فوق رأسه جسد صغير بلون الذهب.

ومع انحسار الضوء، ظهرت ملامحه.

المتفرجون البعيدون من مهنة المحاربين في مدينة لي يويه شهقوا جميعًا:

"يا إلهي! هل أخطأت بصري؟! أليست هذه أيضًا تنينًا فرعيًا؟"

"بالفعل يشبه تنين الأرض الخاص بتشو وان ين بعض الشيء!"

"مستحيل! يي ينغ ساحر، كيف يستدعي تنينًا؟"

"لكن لماذا تنينه الذهبي صغير هكذا؟"

"واضح، كل التنانين في مرحلة الطفولة هكذا، حتى التنانين الكاملة. كتب التراث والآثار في عالم الخلود تؤكد ذلك."

"لكن ما نوع هذا التنين الذهبي؟ لم يُذكر في أي كتاب."

"أنا أيضًا لم أره من قبل…"

بدأ الناس يتناجون حول نوعية التنين.

ثم قال أحدهم متعجبًا:

"مهلًا، بغض النظر عن نوعه، لماذا أطلقه الآن؟ هل ينوي استخدام هذا التنين الصغير لمواجهة تنين الأرض؟"

"هذا جنون! هو ساحر، بينما تشو وان ين مستدعية. استخدام المخلوقات المستدعاة ضدها انتحار."

"صحيح، تنين الأرض ضخم جدًا، أما هذا الذهبي فضعيف نحيل. كيف يصمد؟"

"يي ينغ ما الذي يفكر فيه؟ لقد أظهر قوة ساحقة قبل قليل، ما حاجته لهذه الحركة؟"

الجميع حائر. فالمعروف أن قوة التنانين تتناسب طرديًا مع حجمها.

حتى تشو وان ين نفسها شعرت ببصيص أمل.

كانت غارقة في العجز، لكن حين رأته يتخلى عن ميزته ويستدعي تنينًا صغيرًا، عاد الأمل لقلبها.

هي في أمسّ الحاجة لوقت، ولم تصدق أن خصمها بنفسه يهديها الفرصة.

ظهر السرور في عينيها، وأرسلت أمرًا لتنينها بألّا يقتل التنين الذهبي بسرعة.

بما أن يي ينغ متعجرف وأراد مواجهة بالمخلوقات، فلن تخيّب أمله.

تنين الأرض أطلق زئيرًا ساخطًا، ووجه عينيه الحمراوين نحو الجسد الذهبي الصغير.

في عصر انقراض التنانين، كان هو تنينًا فرعيًا من أنبل الكائنات في عالم الخلود.

لولا أن البشر اقتحموا عشه يومًا، مستغلين ضعفه، وأجبروه على عقد عقد الاستدعاء، لما خضع أبدًا.

كان ذلك مهانة كبرى له.

ورغم تقبله الواقع مع الوقت بفضل قوة تشو وان ين في الاستدعاء، إلا أنه الآن أُجبر على التظاهر بمبارزة مخلوق ضعيف مجهول.

هذه إهانة مضاعفة!

لكنه لا يستطيع خرق العقد، فاكتفى بزئير مليء بالغضب.

ونظراته إلى التنين الذهبي الصغير امتلأت حقدًا.

وأقسم أن يذيقه أبشع عذاب قبل قتله.

فتح جناحيه الضخمين وانقضّ عليه.

أما يي شياو، فقد نظر بدهشة إلى ظهور "شياو جين":

"ماذا الآن؟ رأيت أحد بني جنسك فخرجت تلقي التحية؟"

لكن "شياو جين" لم يرد سوى بنظرة ازدراء:

"مجرد زاحف بأربع أرجل، نال صدفة قطرة دم تنين، ويجرؤ أن يدعي أنه تنين؟"

يي شياو رفع حاجبه:

"وهذا أنت إذًا…؟"

"شياو جين"، وقد تأثر بطول ملازمته لسيّده، ضيّق عينيه مثل يي شياو، وحدق ببرود في تنين الأرض المندفع:

"لا تسيء الفهم. أنا فقط أنوي محو هذا العار الذي لوّث إرث التنانين."

يا له من كبرياء.

يي شياو وجد المنظر ساخرًا:

"أنت ما زلت في طور الطفولة، لا تبالغ. لو انهزمت وبكيت ترجوني التدخل، سيكون الأمر محرجًا."😂😂

لكن "شياو جين" لم يعره انتباهًا، وحرك جناحيه بخفة وانطلق نحو تنين الأرض.

يي شياو لم يتدخل. فهو يعرف قوة "شياو جين"، ويعلم أنه يحرص على حياته، ولن يتهور.

فاكتفى بتركه، بينما ألقى نظرة على لوحة حالته.

فابتسم برضا.

يا للعجب.

في أقل من خمس ثوانٍ فقط، قفز مستواه إلى المستوى 154.

أخيرًا تجاوز المستوى الذي كان عليه حين غادر مدينة لي يويه.

ومع الزيادة، وتحت تعزيز ناب التنين الغامض ، ارتفعت قوته إلى 598,822، ولم يعد يفصله عن بلوغ مجال القوة المستوي السادس سوى خطوة.

وبضع ثوانٍ أخرى ستكفي.

ابتسم بثقة.

إلى جانب القوة، ارتفع بنيته إلى أكثر من 170 ألف، ورشاقته وذكاؤه تجاوزا 200 ألف.

المجموع الكلي لسماته بلغ أكثر من 1.21 مليون نقطة.

ومع أنه في المستوى 154 فقط، إلا أن هذه القيم تفوق حتى قدرات بعض ذوي المهن من التحول التاسع.

هذه القوة الهائلة جعلته يشعر بالرضا.

لكن فجأة دوى زئير تنين غاضب في السماء.

يي شياو عرفه فورًا.

هذا لا يمكن أن يصدر إلا من تنينه "شياو جين".

رفع رأسه، ورأى نفَسًا تنينيًا ذهبياً يشق السماء.

تنين الأرض الأسود الهائل لم يحظَ بفرصة للرد، فقد ابتلعه اللهيب التنيني بالكامل.

ثم انبعث من داخل ألسنة اللهب صوت صرخة يائسة مليئة بالرعب.

وفي تلك اللحظة…

كل من كان على الأرض تجمّد مذهولًا.

2025/09/12 · 171 مشاهدة · 1549 كلمة
Medo s
نادي الروايات - 2025