الفصل 229: نزول ملك التنين، القتل الساحق

هل تندم؟

شفاه تشاو تشانغ لين تحركت قليلًا.

ثم على الفور، عيناه تشتتتا، ووعيه تلاشى تمامًا، ولم يتسنَّ له التفكير في إجابة سؤال يي شياو هذا أصلًا.

أو بالأحرى، تشاو تشانغ لين لم يفكر يومًا في هذا الأمر.

مبتدئ فقط، حتى لو كان قويًا، فماذا يمكن أن يفعل؟

هم هنا يملكون أربعة عشر خبيرًا من ذوي التحول التاسع، فمع مثل هذا التشكيل، كيف يمكن أن يخسروا؟

هو لم يفكر في هذا مطلقًا.

ولم يكن هو وحده، بل كذلك تشو تيان با و هان تشي شان وغيرهم.

لكن حين رأوا تشاو تشانغ لين يموت فجأة أمامهم بهذه الصورة، تجمدوا لحظة، وبدت على وجوههم صدمة يصعب تفسيرها.

تلك الصدمة جعلت بقية الثلاثة عشر شخصًا يتوقفون للحظة من دون اتفاق مسبق.

في هذه اللحظة، تحرك يي شياو، وظهر من جديد خلف أحد خبراء التحول التاسع غير المعروفين.

من دون أي كلام زائد، استغل شرود خصمه للحظة، وأطلق كرة النار على ظهره فجأة.

كرات نارية لا تُحصى انهمرت كالمطر المجنون.

المسافة قريبة للغاية.

ذلك الخبير لم يتمكن حتى من رد الفعل، فجسده انفجر مباشرة.

دماء تناثرت كالمطر، وفي اللحظة نفسها تبخرت تمامًا تحت حرارة اللهب العالية.

في لحظة واحدة، استيقظ بقية خبراء التحول التاسع من صدمتهم.

تشو تيان با نظر إلى يي شياو بغضب وذهول، وتراجع بضع أمتار بلا وعي.

فعله هذا لم يكن خوفًا، بل لأنه ساحر، ولا يناسبه القتال القريب.

في البداية اندفع بلا مبالاة لأنه رأى أن خصمه مجرد مبتدئ لا يستحق الحذر.

لكن الوضع الآن مختلف.

يي ينغ أمامه قتل شخصين في لحظة.

رغم أن قوة الاثنين لا تضاهي قوته، فحتى تشاو تشانغ لين كان قد ترقى حديثًا للتحول التاسع.

لكن مهما كان، يبقى خبيرًا من المستوى التاسع.

و يي ينغ الذي يقدر على قتل خبير من المستوى التاسع بلحظة، جدير بالتحذير.

والبقية في قلوبهم نفس فكرة تشو تيان با.

وفوق ذلك، غير قتل يي شياو لتشاو تشانغ لين ورفيقه، فإن قوة مهاراته التي أطلقها للتو أشعرتهم بشيء غير طبيعي.

صحيح أنهم تفادوا أغلبها بمرونة، لكن بعض المهارات أصابتهم بالفعل.

مع أن لديهم مهارات دفاعية قوية لصدها، إلا أن مهارات يي شياو العشوائية سببت لهم أذى غير بسيط.

لكن هذا لم يكن ما أرعبهم أكثر.

الأمر الذي أذهلهم حقًا، أن كل هجماتهم التي سقطت على يي ينغ، لم يحاول حتى أن يتفاداها.

بل واجه هجمات ثلاثة عشر خبيرًا من المستوى التاسع مجتمعين.

ويي ينغ صمد أمامها!

وهذا هو ما جعلهم في أقصى صدمة.

فلو أخذنا أي واحد منهم، باستثناء هان تشي شان وبعض أصحاب المهن الدفاعية، لما استطاع تحمل قوة هجوم الآخرين مجتمعين.

في هذه اللحظة، تبادل تشو تيان با وبقية الأحد عشر نظرات بينهم، ورأوا في أعين بعضهم الخوف.

تشو تيان با نظر إلى يي شياو، وكان على وشك الكلام.

لكن يي شياو لم يكن ينوي إضاعة الوقت في الأحاديث.

هو منذ لحظة لم يتفادَ الهجمات، وتحمل ضرباتهم لقتل تشاو تشانغ لين بسرعة، كان هدفه الحسم السريع.

فقوة هؤلاء تختلف تمامًا عن تشو ون ين ومن قبلها.

هجمات الثلاثة عشر معًا نزعت منه عشرات الملايين من نقاط الحياة.

وبهذه الوتيرة، حتى مع أن نقاط حياة يي شياو تجاوزت المئة مليون، فلن يتحمل أكثر من عشرين جولة.

ومن هذا يتبين مدى قوة خبراء التحول التاسع.

ليس غريبًا أن يطمح الجميع للوصول إليه.

لكن قتل يي شياو لم يكن بالأمر السهل.

عدا عن خاتم الأرواح الناقمة، وقوة إحياء تغذية الأرض، فإن سرعة استشفائه المدهشة وحدها تكفي لجعل ضرباتهم بلا قيمة تقريبًا.

وبعد أن قتل الاثنين، تعافت نقاط حياته بالكامل من جديد.

بمعنى آخر، حتى لو تركهم يضربونه تباعًا، قد لا يستطيعون قتله.

فما بالك وهو لا ينوي ذلك أصلًا.

بل وقرر أن يستخدم أعنف وسيلة ليرهب العائلات الثماني.

وهكذا، في اللحظة التي فتح فيها تشو تيان با فمه، دوّى زئير تنين من الفراغ.

نزول ملك التنين!

ظل تنين أسود ضخم اندمج بجسد يي شياو، وزوجان من الأجنحة السوداء العملاقة انبسطا من ظهره.

ارتفعت هالته بقوة لا تتوقف.

تشو تيان با والبقية شعروا بضغط غريب من جسده، فحدقت عيونهم وانكمشت حدقاتهم لا إراديًا.

تشو تيان با صرخ: "بسرعة! اقتلوه! لا تدعوه يطلق هجومه!"

لكن الموجودين خبراء تحول تاسع متمرسون في القتال، لم يحتاجوا لتذكير، فمع صرخته الأولى اندفع الجميع بأقصى مهاراتهم القاتلة، مصممين على إسقاط يي شياو.

اثنا عشر شخصًا أطلقوا مهاراتهم القاتلة معًا، قوة لا مثيل لها.

وفور ظهورها، امتلأ الفضاء بالبرق والرعد، وأصوات القصف.

الضغط المخيف غطى مدينة لي يويه كلها في لحظة.

الجماهير من بعيد تراجعوا مرارًا، ومع ذلك أثقلت أنفاسهم من شدة الهالة.

العيون كلها اتسعت بالذعر، تحدق في مركز المعركة، ولا أحد يجرؤ على أن يرمش.

مثل هذه المعركة المدوية، قد لا تُرى مرة أخرى في العمر، ولم يشأ أحد أن يفوّت مشهدها.

أما داخل قصر الحاكم، حتى زو يي الذي كان يثق تمامًا في يي شياو، حين رأى المنظر، لم يستطع إخفاء ارتجاف قلبه.

فإن كان هناك أحد يهتم أكثر من غيره بمصير يي شياو، فهو زو يي.

لكن رغم ثقته، المشهد أمامه جعله يرتجف خوفًا.

قوة خبراء التحول التاسع تثير الرعب فعلًا.

زو يي ابتلع ريقه بصعوبة.

أما باقي عائلة زو، فقد جمدوا تمامًا، لا يجرؤون على رفع أبصارهم.

فالمعركة هذه لا تحدد مصير يي شياو فقط، بل مصيرهم هم أيضًا.

في الميدان، حين رأى تشو تيان با أقوى ضربة جماعية يشكلونها معًا، زال خوفه.

باستثناء أولئك الثلاثة من تحالف الأوهام الثلاثة، لم يظن أن هناك من يقدر على صدها.

الضربة القاتلة التي أطلقها الاثنا عشر معًا، وصلت أمام يي شياو في لحظة، وتركزت طاقاتهم كلها في نقطة واحدة.

الفضاء التوى في تلك اللحظة، وكل الأصوات المحيطة امتصتها الطاقة الهائجة.

وأحاط الصمت الغريب بالمكان.

لكن تلك الطاقة المندمجة لم تتوقف، بل اندفعت بانفجار مروع نحو يي شياو.

وفي الوقت نفسه، يي شياو الذي أطلق لتوه نزول ملك التنين لم يتفادَ.

عيناه تألقتا بضوء بنفسجي غامق، ومع اقتراب الطاقة رفع رأسه قليلًا، وفتح فمه.

غضب التنين الأسود!

في لحظة، زئير تنين لا يُوصف شق هجمة تشو تيان با والبقية، أقوى ضربة جماعية لهم.

وبقوة ساحقة، حطم الطاقة أمامه تمامًا.

ولم يهدأ الزئير، بل هبط عليهم مباشرة.

ثم، أمام أعين الجميع المذهولة.

انبثقت أضواء بيضاء متتالية من أجساد تشو تيان با والبقية.

خرز النجاة!

الزئير الأول للتنين فجّر أدوات النجاة الخاصة بالاثني عشر.

الزئير الثاني، جعل أجساد خبراء التحول التاسع ينفجرون تباعًا بلا سابق إنذار، وكأنهم ألعاب نارية.

هذه المشهد الغريب، جعل مدينة لي يُويه كلها تسقط في صمت تام في تلك اللحظة.

لم يكن هناك أي شخص قادر على إصدار صوت في ظل هذا المشهد المرعب.

عدد لا يحصى من الناس اتسعت أعينهم، ينظرون بعدم تصديق إلى هذا المشهد الدموي أمامهم.

بل إنهم شكّوا للحظة أنهم في حلم.

فبعد كل شيء، باستثناء الحلم، من ذا الذي يجرؤ أن يصدق أن ما يحدث أمام أعينهم حقيقي؟

اثنا عشر قوياً من المستوى التاسع جاءوا بقوة عارمة، والنتيجة أنه خلال ثانيتين بالكاد، ماتوا جميعاً بشكل غريب.

حتى مع إضافة الاثنين السابقين، فإن العملية كلها لم تتجاوز عشر ثوانٍ مطلقاً.

ما هو مستوى "يي ينغ"؟

مجرد مبتدئ دخل عالم الخلود منذ بضعة أشهر، في أفضل حالاته يكون قد وصل للتحول الرابع فقط، أليس كذلك؟

حتى لو افترضنا أن "يي ينغ" موهوب بشكل استثنائي، وبلغ الحد الأعلى للمنطقة المتوسطه، فلن يكون إلا التحول الخامس، المستوى 180.

وإن كان أقوى قليلاً، فربما يكون أنهى مهمة الترقية للتحول السادس.

لكن، أيًّا كان الاحتمال، فالفارق بين ذلك وبين قوة المستوى التاسع كهوة لا يمكن عبورها.

فكيف بمن يقف وحده ضد أربعة عشر قوياً من المستوى التاسع؟

هذا لا يمكن وصفه بالهوة فقط، بل هو فجوة لا يمكن تخطيها إطلاقاً.

ومع ذلك، الحقيقة أن "يي ينغ" استعمل زئير تنين واحد، لم يكتفِ بعبور تلك الفجوة فحسب، بل وبسهولة ذبح أربعة عشر قوياً من المستوى التاسع.

في قلوب الجميع، لم يجدوا سوى تفسير واحد: معجزة.

عند انتهاء زئير التنين، لم يلغِ يي شياو حالة نزول ملك التنين، بل خطا بهدوء، وخلال لحظة وصل أمام إحدى جثث الأقوياء من المستوى التاسع.

أو بالأحرى، أمام الجثة الوحيدة المتبقية الكاملة.

نظر يي شياو إليها، وارتسمت على شفتيه سخرية خفيفة، وكأنه يحدّث نفسه:

"على الأقل أنت قوي من المستوى التاسع، ألم تعلم أن القتل يعطي إشعارات معلوماتية؟ هل نسيت ذلك أم أنك كنت تأمل في الحظ؟"

مع انتهاء كلماته، اهتزت الجثة على الأرض بشكل لا إرادي.

ابتسامة يي شياو ازدادت اتساعاً.

وفي النهاية، لم يجد الجسد على الأرض مهرباً، ففتح عينيه ببطء.

ظهر على وجه تشو تيان با لم يعد هناك أي كبرياء سابق، بل حلّت مكانه ملامح الانهيار والرعب وهو يحدق في يي شياو.

بعد محاولات، تمكن بصعوبة من الكلام:

"أنت… أنت لم تمر بمرحلة التحول الملكي ، فكيف حققت ذلك؟"

(المترجم :التحول الالهي انا غيرتها للتحول الملكي عشان اللفظ)

ظهر الارتباك على ملامح يي شياو:

"التحول الملكي؟ ما هذا؟"

اختنق نفس تشو تيان با، وحدق فيه بعدم تصديق:

"أنت… لا تعرف؟"

أجاب يي شياو بهدوء:

"لا أعرف."

فجأة، أطلق تشو تيان با ضحكة هستيرية:

"هاهاها! لم أتخيل أبداً أنني سأُهزم على يد مبتدئ لا يعرف حتى ما هو التحول الملكي! هاهاها!"

يي شياو عبس وهو ينظر إليه بجنون:

"ما هو إذن؟"

ضحك تشو تيان با مرة أخرى:

"تريدني أن أخبرك؟ في أحلامك."

أغمض يي شياو عينيه قليلاً، ولم يعد يهتم بسبب بقاء تشو تيان با حيّاً بعد هجومه الأقوى.

أشهر سلاحه "ناب التنين الغامض" الذي أطلق بريقاً بارداً واندفع ليقتله.

لكن تشو تيان با بدا وكأنه مستعد، ابتسم بسخرية، وفجأة أصبح جسده شفافاً.

"لا فائدة، بما أنك لم تقتلني قبل قليل، فلن تملك الفرصة مجدداً."

ثم قال بسخرية:

"طالما أنني فعّلت حجر الانفصال البُعدي، سأكون في حالة لا تُقهر لا يمكن إيذاؤها.

أنت قوي، قوي جداً، لكن لا تفرح كثيراً، فاليوم سطع نجمك، وغداً ستصبح مطارداً. لن أحتاج أن أفعل شيئاً، سيأتون هم إليك."

يي شياو لم يتغير تعبيره، ولوّح بيده.

"الحاجز المحرم: ختم السحر!"

في لحظة، غطى حاجز غير مرئي المكان، حابساً كلاهما داخله.

صوت تشو تيان با دوّى غاضباً ومرعوباً:

"ما هذا؟ لماذا حجر الانفصال البُعدي فقد مفعوله؟"

لم يرد يي شياو، بل أطلق عليه مئات الكرات النارية من مسافة قريبة.

"أنت…"

لم يكمل كلمته، قبل أن يبتلعه لهيب النيران تماماً ويتحول إلى جثة متفحمة.

إلى هنا، قُتل جميع الأربعة عشر قوياً من المستوى التاسع.

عندها ألغى يي شياو حالة نزول ملك التنين، ودخل جسده في فترة ضعف.

جلس متربعاً وأطلق حاجزاً من جديد، منتظراً انتهاء فترة الضعف.

وفي ذهنه، كان يعيد التفكير فيما قاله تشو تيان با:

"التحول الملكي؟ ما هو هذا؟"

بالنسبة له، كان هذا أكثر إثارة لاهتمامه من سبب نجاة تشو تيان با من زئير التنين الأسود.

لكن للأسف، لم يكن لدى تشو تيان با نية أن يخبره.

يبدو أنه سيضطر للبحث عن إجابة من شخص آخر.

فهذا المصطلح لم يظهر لا في المدرسة، ولا في أي من الكتب القديمة التي قرأها.

مما زاد شكوكه أكثر.

---

بسبب جلوس يي شياو بلا حركة، ظل الهدوء المخيم على خارج قصر الحاكم مستمراً.

لا يُعرف كم مضى من الوقت، حتى مرّت نسمة هواء خفيفة، تحمل رائحة الدماء الكثيفة وتنشرها في الأجواء.

وبعد لحظات، عندما وصلت الرائحة إلى أنوف الجميع، صرخ أحدهم لا إرادياً:

"يا إلهي! يي ينغ فاز! لقد هزم الأقوياء من المستوى التاسع!"

كالحجر في الماء، أثارت هذه الكلمات أمواجاً هائلة.

فجأة، انفجر صخب هائل أمام قصر الحاكم.

"لا يُصدق! هذا غير معقول! أشعر وكأني لم أستيقظ من حلم!"

"لا، حتى أنا لم أستيقظ! هذا مستحيل تماماً!"

"لقد كانوا أقوياء من المستوى التاسع! كيف يحدث هذا؟!"

"متى صار الأقوياء من المستوى التاسع مثل القطط والكلاب، يُذبحون بسهولة؟"

"هذا… هذا مرعب جداً… يي ينغ ليس إنساناً… ليس إنساناً…"

لم يكن هناك هتاف ولا فرح، بل صار الجميع يتكلمون بكلمات متقطعة غير مترابطة، غير قادرين على استيعاب ما حدث.

ما فعله "يي ينغ" حطم كل مفاهيمهم.

لا أحد أراد أن يصدق أن هذا حقيقي.

فالأمر كان أشبه بالخيال.

حتى زو يي نفسه، أنفاسه مضطربة وملامحه وكأنه يحلم.

أدار رأسه بصعوبة نحو عائلته ليتأكد مما رأى، لكنه لم يجد سوى عيون حائرة مذهولة.

من الواضح أن لا أحد من آل زو يصدق ما جرى.

في تلك اللحظة، غمرت أجواء مدينة لي يُويه كلها حالة غريبة.

باستثناء وسط ساحة المعركة، حيث جلس ذلك الظل، في منتهى الهدوء والراحة.

🔥🔥🤯

2025/09/12 · 161 مشاهدة · 1919 كلمة
Medo s
نادي الروايات - 2025