الفصل 23: خصائص الهجين، والأخبار في العالم الواقعي
العالم الواقعي.
مقاطعة يون، مدينة يون. في داخل منزل عادي.
لمع ضوء خافت.
وفي اللحظة التالية، ظهر جسد يي ينغ في وسط الغرفة.
نظر إلى البيئة المألوفة من حوله.
وفجأة شعر وكأنه مرّ دهر كامل منذ أن كان هنا آخر مرة.
رحلته في عالم الخلود خلال هذا اليوم، كانت بالفعل رائعة بلا حدود.
"هــو!"
بعد أن أطلق زفرة طويلة، حاول يي ينغ فتح لوحة بياناته.
---
【الاسم: يي ينغ】
【المستوى: 35】
【المهنة: ساحر】
【نقاط السمه الحرّة: 0】
【الخصائص: القوة 82؛ البنية 94؛ الرشاقة 153؛ الذكاء 1476】
【نقاط الحياة: 101090/101090؛ نقاط السحر: 17110/17110】
【المهارات: كرة النار، نبع المانا، تدفق الخبرة… عرض المزيد】
---
بمجرد أن ينجح الشخص في إيقاظ موهبته ويدخل عالم الخلود، فإن مستواه وخصائصه يتم توريثها بنسبة 1:1 في العالم الواقعي.
وبالنظر إلى لوحة بياناته المذهلة، شعر يي شياو بسعادة كبيرة.
فهذا يمنحه أخيراً بعض القدرة على حماية نفسه.
لكن وفقاً للتجارب السابقة، لم يتبقّ سوى وقت قصير قبل أن تجتاح وحوش الهاوية العالم الواقعي بأعداد كبيرة.
ومع ذلك، في وضعه الحالي، ما زال غير قادر على مواجهة تلك الكائنات المفترسة.
إذن، يجب أن يقوى في أسرع وقت ممكن.
بهذا التفكير، كاد يي شياو أن يعود فوراً إلى عالم الخلود ليرفع مستواه.
غير أن زمن البقاء داخل عالم الخلود محدود.
فعندما يصل الجسد إلى أقصى قدرة على التحمل، يجب العودة إلى العالم الواقعي للراحة.
وإذا أصرّ المرء على البقاء أكثر، فمن السهل أن يتضرر عقله.
النتيجة قد تكون الجنون، أو حتى الموت الدماغي.
أما مدة البقاء في عالم الخلود، فتعتمد على مستوى الممارس وارتفاع خصائصه.
وبما أن يي ينغ حالياً في المستوى 35، وذكاؤه يصل إلى 1476 نقطة، فقد تمكن من البقاء في الداخل ليوم كامل.
وكان واثقاً أنه هذا العام، لا أحد سيستطيع البقاء أطول منه.
في وضعه الحالي، يحتاج فقط إلى 3 ساعات من الراحة ليعود مجدداً إلى عالم الخلود.
وعندها، سيكون أمامه الوقت الكافي للحاق بموعد ظهور "رسول الكارثة".
إذن، لم يضع وقتاً عبثاً.
أما بالنسبة لــ "شيوي لنغ"، فقد تركها في مدينة الرمال السوداء.
وفقاً لما قالته، فإن أكبر اختلاف بين "الهجينين" والبشر هو أنهم لا يملكون أي مواهب فطرية.
وعندما يرتقون في المستوى، فإن خصائصهم تنمو تلقائياً بناءً على ظروفهم الجسدية.
على عكس البشر الذين يحصلون على نقاط سمات حرّة كثيرة يمكنهم توزيعها.
كذلك، لا يستطيع الهجناء استخدام أحجار المهارة مباشرة مثل الممارسين.
بل عليهم إدراك جوهرها شيئاً فشيئاً عبر التأمل والممارسة، حتى يتقنوها حقاً.
ومن هذين الجانبين، فإن كلفة تطور الهجناء أعلى بكثير من البشر.
لكن هذا لا يعني أنهم أضعف بالضرورة.
فقد ورثوا أيضاً بعض قدرات الـNPC، مثل القدرة على صقل المهارات عبر التدريب المستمر، ورفع مستوى إتقانها.
أي مثلما يفعل يي ينغ باستخدام "أحجار ترقيه المهاره".
بل إن بعض الهجناء ذوي الموهبة الاستثنائية يمكنهم ابتكار مهارات جديدة تماماً.
على سبيل المثال، قدرة "شيوي فنغ" على معرفة مستواه بمجرد النظر، وحساسيتها المذهلة لتقلبات الطاقة، لم تكن من موهبة فطرية.
بل كانت نتيجة ما أدركته لاحقاً بفضل كونها هجينة.
وبفضل مهارتها العالية، استطاعت الهيمنة على باقي الفصائل الثلاثة الكبرى في مدينة الرمال السوداء، رغم أن مستواها لم يكن الأعلى.
لو لم تصطدم بـ يي شياو، لكان مستقبلها أكثر ازدهاراً.
لكن حظها كان سيئاً.
أما قدرة "شيوي لنغ"، فهي فريدة من نوعها.
إنها قدرة تشبه العدوى: عبر دمها تستطيع جعل الآخرين يتغيرون تدريجياً ليكتسبوا سمات الهجناء.
غير أن هذه القدرة محدودة الفائدة، لذا استعملتها "شيوي فنغ" فقط للسيطرة على أتباعها.
لكن الآن، بعد موت "شيوي فنغ"، وبقاء مئات النساء في "فيلق العنقاء الذهبية" محملات بدم "شيوي لنغ"، صار بوسع الأخيرة أن تسيطر عليهن بسهولة.
أما خيانة "شيوي لنغ"، فلم يكن يي شياو يخشاها.
إن التزمت بوعدها، فخير.
أما إن خانته، فسوف يُبيد "فيلق العنقاء الذهبية" من الوجود.
لم يكن يعتبر نفسه متسلطاً أو قاسياً.
بل كان يرى أن أي عدو يهدده، يجب أن يُقتل فوراً إن استطاع.
وإن لم يستطع، فعندما يحين الوقت، سيفعل بلا تردد.
لا مجال لترك فرصة للخصوم.
هذا ما استقر عليه بعد أن فهم طبيعة هذا العالم.
بعد أن استعاد أفكاره، أعدّ لنفسه شيئاً بسيطاً يأكله، وفتح هاتفه ليتصفح منتدى الممارسين.
كان يريد البحث عن معلومات تخص "ختم القمر الأحمر".
ذلك الشيء الذي دخل جسده من تلقاء نفسه، جعله يشعر بالقلق.
لكن للأسف، بعد بحث مطوّل، لم يجد أي معلومة مفيدة.
فأصبح أكثر حذراً.
تنهد بخفة، ثم بدأ يتصفح الأخبار الأكثر تداولاً.
ظهورعبقري يحطم الرقم القياسي في السراديب السرّية.
يي ينغ! اسم قد كُتب في التاريخ.
بعد سبعين عاماً، عالم سري جديد بلا مالك يُستكشف، من هو هذا يي ينغ الغامض؟
يي ينغ، موهبة قد تصل أبعد من أي أحد.
……
لم يكن غريباً، فجميع الأخبار تقريباً تتحدث عنه.
وكانت أغلبها تكهّنات حول هويته.
كما تلقى عروضاً من فصائل كبرى تريد ضمّه.
ما فاجأه هو أن من بينها "عائلة باي".
عندها ابتسم بخفة.
فهو يتساءل: لو عرفوا أن من يريدون تجنيده هو نفسه من رفضوه يوماً كأنه نفاية، فكيف سيكون ردّ فعلهم؟
لكن بالطبع، لم يكن يفكر بكشف هويته في العالم الواقعي الآن.
ففي هذا العالم، لا توجد حماية لأصحاب المستويات المتدنية.
وحتى يمتلك القوة الكافية، لن يُفصح عن نفسه أبداً.
وفجأة، لفت نظره خبر آخر:
تحليل موهبة ملك العباقره يي ينغ، والسرّ وراء شرائه الجنوني لأحجار المهارة.
ضغط لقراءة التفاصيل، وشعر بالمفاجأة.
فقد كتب صاحب المقال تحليلاً استنتج فيه أن سبب شراء يي ينغ المتكرر لأحجار المهارة لم يكن لتصنيع أحجار عالية المستوى كما يظن الجميع، بل لسبب آخر.
فالاعتماد على الأحجار عالية المستوى غير منطقي، لأن استهلاكها مرتفع، وليس بوسع الممارسين تحمّله.
ومع ذلك، استطاع يي ينغ تحقيق تقييم SSS في السرداب السري، بل وتجاوز غابة الضباب السامه (الوباء الملعون).
وهذا مستحيل عبر بعض المهارات فقط.
لذلك استنتج الكاتب أن موهبة يي ينغ تمنحه تعزيزاً غير منطقي للمهارات.
بل وربما تكون موهبة من رتبة SSS لم يُر مثلها من قبل.
وسرعان ما حصل تحليله على دعم واسع، وبدأ الناس يختلقون نظريات حول طبيعة موهبة يي ينغ.
لكن يي ينغ هز رأسه بابتسامة.
فالاستنتاج لم يكن صحيحاً تماماً، لكنه قريب من الحقيقة.
وهذا دليل على أنه لا يمكن الاستهانة بالآخرين.
غير أنهم، مهما بلغ ذكاؤهم، لن يتخيلوا أن موهبته ليست SSS، بل "فائقه".
……
واصل تصفح المعلومات عن عالم الخلود، لكن معظمها لم يكن ذا صلة مباشرة به.
فأغلق المنتدى.
وعندها لاحظ أن هاتفه مليء بالرسائل غير المقروءة.
كانت من صديقه الصدوق "تشو شياو فنغ" (الفتى السمين)، وقد أرسلها قبل عودته إلى العالم الواقعي.
“يي شياو، هل خرجت؟”
“يي شياو، أي مهنة اخترت؟ أنا اخترت لصّاً، ومستواي وصل 15! كلّمْني بسرعة إذا قرأت هذا، سأحتفظ لك بمعدات وأحجار مهارة.”
“يي شياو، هل رأيت إعلان العالم؟ هذا اللاعب المسمى يي ينغ مذهل! حطم الأرقام في السرداب، ثم استكشف غابه الضباب السام التي لم يجرؤ أحد على دخولها منذ عشرات السنين. يا إلهي، لقد صار قدوتي!”
“اللعنة، أنت لديك موهبة F فقط، ألا تخاف أن تموت في الداخل؟”
……
“تباً! لماذا لا ترد؟ هل أنت نائم من التعب؟”
“أُف، عليّ الذهاب، أبي يطلب مني التدريب. بالمناسبة، اسمي داخل اللعبة: ‘اللص الأنيق’. تواصل معي عندما تدخل، وسأرافقك للصيد.”
……
ترك له تشو شياو فنغ عشرات الرسائل المليئة بالقلق.
فأطلق يي ينغ ابتسامة دافئة، وشعر بالامتنان.
وعندما قرأ إعجاب صديقه الأعمى بــ "يي ينغ"، لم يستطع إلا أن يبتسم بمرارة.
إذ في هذا العالم، يبدو أن الصديق الوحيد الذي يثق به بصدق هو هذا الفتى السمين، الذي لم يتخلَّ عنه حتى بعدما عرف أنه صاحب "موهبة F".
وضع الهاتف جانباً، واستلقى ليستريح.
لكن ما إن أغمض عينيه، حتى ملأ ذهنه التفكير بختم "القمر الأحمر".
ما هو حقيقته؟
صحيح أنه عزز موهبته الفائقة، لكن المجهول دائماً يثير القلق.
وفجأة، سمع صوتاً خافتاً:
---
【دينغ! هل ترغب بدخول "القمر الأحمر"؟】
---
فتح عينيه فجأة، ونهض جالساً.
"هل كان وهماً؟"
لكن بعد لحظة، تكرر الصوت ذاته:
---
【دينغ! هل ترغب بدخول "القمر الأحمر"؟】
---
تأكد يي ينغ أنه لم يتخيل.
هل يدخل… أم لا؟
تردد قليلاً.
لكن سرعان ما تذكّر أن "شيوي فنغ" امتلكت الختم قبله، ولم يحدث لها شيء.
وبما أن قوته تفوقها بكثير، فلن يكون المكان خطيراً عليه.
ثم إن عالم الخلود واسع للغاية، ويخفي الكثير من الأسرار المجهولة.
ربما يكون هذا "القمر الأحمر" فرصة عظيمة.
وإلا، كيف امتلكت "شيوي فنغ" قوة ومكانة لا تتناسب مع مستواها؟
والدليل أختها "شيوي لنغ".
بعد أن استوعب الأمر، لم يتردد وقال بحزم:
"نعم!"
وفي اللحظة التالية، بدأ بصره يبهت.
ثم انجذب جسده إلى فضاء غريب وغامض…
-