الفصل 257: شروط أن تصبح حاكم، وفهم القوانين
"القوانين هي أحد الشروط الضرورية لتصبح حاكم."
حاكم؟
عندما سمع يي شياو كلمات لارس، لم يستطع إلا أن يشعر بالاهتمام.
"حاكم الذي تتحدث عنه، هل تقصد به حاكم الخلق لعالم الخلود؟"
حين ذُكر "حاكم الخلق"، بدا على لارس بعض الجدية النادرة، وصار صوته يحمل شيئاً من الرهبة، فشرح قائلاً:
"حاكم الخلق في عالم الخلود يُعد أيضاً حاكم، لكنه يختلف عن الحكام العادين. فالحاكم العادي، كما يُقال، هو الكائن الذي بعد أن يدرك القوانين، يتجاوز نطاق الكائنات العادية. قدراته في جميع الجوانب تتفوق تماماً على أي مخلوق آخر، سواء أكان من المهنيين البشر، أو من جنس الميا، أو من الوحوش الساكنة في هذا العالم."
دهش يي شياو وقال:
"إذن ما الفرق بين حاكم الخلق و الحكام العادية؟"
أجاب لارس ببطء:
"حاكم الخلق يعلو فوق جميع الحكام، الحكام أعمارهم محدودة، لكن عمر حاكم الخلق أبدي."
هسَّ يي شياو وهو يزفر بصدمة.
حاكم يعلو على جميع المخلوقات، أما حاكم الخلق فيعلو على جميع الحكام!
لم يستطع إلا أن يسحب أنفاسه بدهشة.
لكن بعد لحظة، تذكر "القمر الأحمر"، وسأل بتردد:
"قلت إن عمر حاكم الخلق أبدي، لكن في قاعدة بيانات القمر الأحمر مذكور أن حاكم الخلق قد مات، أليس كذلك؟"
هز لارس رأسه.
"الموت لا يعني بالضرورة أن العمر قد انتهى، ربما قُتل على يد عدو."
تزلزل قلب يي شياو كما لو كانت أمواج عنيفة تضربه.
حتى حاكم الخلق يمكن أن يُهزم؟ أي كائن هذا الذي يمتلك مثل تلك القوة؟
وكأنه قرأ ما في ذهن يي شياو، تابع لارس:
"وقد يكون السبب أيضاً أنه واجه خطراً لم نكن نحن لنفهمه أو نتصور ماهيته."
هز لارس كتفيه بخفة وقال:
"من يدري؟ على أية حال، ليست هذه أموراً يجب أن تقلق بشأنها، فهي بعيدة كل البعد عنك. إن وُجدت مصيبة من هذا المستوى، حتى لو لم يستطع حاكم الخلق التعامل معها، فماذا عساك أنت أن تفعل؟"
عند سماع هذا، أومأ يي شياو، وضبط مشاعره، محاولاً أن يهدأ.
كما قال لارس، هذه الأمور حقاً بعيدة جداً عنه.
حتى لو كان هناك خطر كهذا، فهو لا يملك القوة لتغييره.
بعد أن جمع أفكاره، سأل يي شياو:
"إذن، ما تقصده هو أنه طالما فهمت القوانين، فسأصبح حاكم؟"
ضحك لارس ببرود وقال:
"يا فتى، أحلامك جميلة! دعك من مسألة إن كنت ستفهم القوانين أصلاً أم لا، حتى لو نجحت في ذلك، فكل ما ستحصل عليه هو شرط من شروط أن تصبح حاكم، ولا تزال المسافة بعيدة جداً عن أن تكون حاكم حقيقياً."
قطّب يي شياو حاجبيه وقال:
"وهل يوجد حاكم في هذا العالم؟"
أشار لارس إلى نفسه بصمت.
نظر إليه يي شياو بنظرة غريبة.
فانفجر لارس غاضباً:
"ما هذه النظرة؟! ألستُ أشبه بحاكم؟!"
تردد يي شياو قليلاً ثم قال:
"في الحقيقة... لا كثيراً."
اشتعل وجه لارس خجلاً وغضباً.
"أيها الصبي! أقول لك، هذا تجديف! أنا قد اندمجت مع سيد الفراغ، وفي عالم الفراغ أنا حاكم القادر على كل شيء!"
لكن يي شياو لم يشعر بشيء من الرهبة تجاه كلامه.
مع ذلك، لم يرد أن يثيره أكثر، وأراد أن يُبقي بعض الاحترام لما يُسمى بـ"حاكم".
"بجانبك، هل هناك حكام أخرى؟"
بدت على لارس علامات الامتعاض وقال:
"هذه الأمور لا تزال بعيدة جداً عنك، إن أخبرتك الآن فقد يؤثر ذلك على إدراكك القادم للقوانين. حين تفهم القوانين وتصبح حاكم، ستعرف بنفسك."
أنهى كلامه، ثم اختفى دون أن يلتفت، وكأنه تبخر في الهواء.
ضحك يي شياو بخفة، ولم يُعر الأمر اهتماماً.
فحتى "الحكام" لهم طباع، وهذا يمكن تفهمه.
عاد الهدوء مرة أخرى إلى فضاء الوعي.
بدأ يي شياو يُعيد ترتيب كل ما تعلمه من لارس، دون أن يُهمل أي تفصيل.
كما قال لارس، في الوقت الحالي هو لا يفهم حتى معنى القوانين، والحديث عن أن يصبح حاكم لا فائدة منه الآن.
لكن يي شياو أدرك في الوقت نفسه سبب ظهور لارس المفاجئ وحديثه الطويل.
على السطح، بدا وكأنه يتحدث بكلام غير ذي صلة، وكأنها هراء لا معنى له.
لكن في الحقيقة، كانت كلماته ذات أهمية كبيرة.
وفقاً لما قاله لارس، فالبشر بسبب امتلاكهم لوحات البيانات أصبحت قوتهم تتطور بسرعة تفوق أي كائن في عالم الخلود.
لكن في المقابل، بسبب هذه اللوحات، صار من الصعب جداً للبشر أن يفهموا القوانين.
وكون يي شياو استطاع أن يحصل على فرصة كهذه، فهذا أمر نادر للغاية.
ثم أضاف لارس تلميحاً له أن فهم القوانين لا يجعله حاكم بعد، لكنه هو الخطوة الحاسمة نحو ان يصبح حاكم.
لذلك، يجب عليه أن يأخذ هذه الفرصة على محمل الجد، ويغتنمها جيداً.
أما ما يخص القوانين نفسها، فلم يتحدث لارس عنها بالتفصيل، لكن يي شياو فهم قليلاً من خلال الحوار.
فكل شخص يدرك القوانين بطريقته الخاصة.
ولو شرحها لارس بشكل دقيق، فقد يحدّ من تفكير يي شياو، ويمنعه من إدراك القوانين التي تناسبه شخصياً.
بكلمات أخرى، على الرغم من أن لارس يبدو غير جدي أحياناً، إلا أنه في الواقع يفكر لمصلحة يي شياو بصدق.
"يبدو أن هذا الأحمق لديه بالفعل بعض حس المسؤولية ككائن مُستدعى."
ابتسم يي شياو بخفة، ثم طرد من ذهنه كل تلك الأفكار المشتتة، وركّز انتباهه على ما أمامه.
كان المشهد أمامه مظلماً تماماً، أشبه بفراغ لا نهاية له، تتناثر فيه نقاط صغيرة من الضوء.
قبل حديث لارس، لم يكن يي شياو يهتم كثيراً بهذا الظلام.
لكن بعد تذكيره، بدأ يهدأ ويشعر بتلك المساحة بعمق.
ولم يعلم كم من الوقت مضى، حتى ظهرت على وعيه لمحة من الفرح.
في تلك اللحظة، شعر أن في هذا الفضاء قوة لا يمكن وصفها بالكلمات، تملأه من كل اتجاه.
"هل هذه هي القوانين التي يتحدث عنها؟"
فجأة، أحس يي شياو أن روحه تُسحب بلطف إلى حالة غريبة يصعب وصفها.
لو لم يكن لارس قد نبهه مسبقاً، لربما كان قد رفض هذه الحالة بشكل غريزي.
وفي تلك اللحظة، بدأت العناصر الستة التي تحيط به تتغير ببطء.
شعر يي شياو بها وكأنها تتحرك وفق نمط معين، وكأنها ترقص بتناغم غامض.
وبعد فترة، بدأ يلاحظ القاعدة التي تحكم تلك الحركات.
القانون!
نعم، لا شك في ذلك!
كل حركات هذه العناصر تتبع نمطاً محدداً — قانوناً دقيقاً!
"إذن، هذا هو المقصود بالقوانين!" قال يي شياو بفرح كبير.
"هذا ما قصده لارس بالضبط!"
كبح حماسه سريعاً، وغاص بكل وعيه في الإحساس بتلك القوانين.
وسرعان ما شعر بأشياء مختلفة تماماً عن أي وقت مضى:
الريح... خفيفة ورشيقة.
النار... حارّة ومشتعلة.
الماء... ناعم ولطيف.
التراب... ثقيل وثابت.
الضوء... دافئ ومشرق.
الظلام... عميق وغامض.
فهم يي شياو أخيراً — هذه العناصر الستة هي ما يشكل جزءاً من عالم الخلود، بل هي جوهره الأساسي.
وقف بهدوء وسط دوامة هذه العناصر، مستشعراً تجاربها الفريدة واحدة تلو الأخرى.
أغمض عينيه، وتنفس بعمق، محاولاً أن يدمج وعيه بها تماماً.
ومع مرور الوقت، بدأ يلاحظ أن هذه العناصر ليست كيانات منفصلة، بل هي مترابطة ومتشابكة معاً.
فالريح حين تهب، تُحرّك لهيب النار،
والنار بحرارتها تُبخر الماء،
والماء في تدفقه يروي الأرض،
والأرض بثباتها تمنح الضوء أساسه،
وتحت نور الضوء، يصبح الظلام أكثر عمقاً،
أما الظلام، فباحتوائه، يمنح الرياح حرية لا حدود لها.
كل عنصر يجد معناه ووجوده في العناصر الأخرى، مكوِّناً توازناً دقيقاً ومتناغماً.
لقد حطم ذلك تماماً كل ما كان يعرفه عن العناصر من قبل.
بل أدرك أنه لم يسبق له أن فكر يوماً في أن لهذه العناصر علاقة ببعضها.
فبالنسبة للبشر الذين يملكون لوحات بيانات، يكفي أن تكون لديهم القيم الصحيحة ليتمكنوا من إطلاق أي قوة يريدونها.
لكن بعد كلمات لارس، فهم يي شياو أخيراً — أن هذا العالم لا يقوم فقط على البيانات، بل على القوانين التي تحكم كل شيء في الوجود.
بعد أن أدرك هذا الأمر، بدأت وعيُ "يي شياو" يتجول تدريجياً بين تلك العناصر، مستشعراً العلاقات فيما بينها.
شيئاً فشيئاً، راحت العناصر في وعي "يي شياو" تتغير وتتداخل، مكونة تدريجياً شكلاً جديداً تماماً من الطاقة.
كانت هذه الطاقة تتجاوز حدود أي عنصر منفرد، وتصل إلى مستوى أعلى تماماً.
وفي تلك اللحظة، بدا أن روح "يي شياو" قد خضعت لتطهيرٍ عميق، فارتقت وعيه إلى مستوى أسمى.
في الخارج، لم يكن "يي شياو" يدرك أن جسده بدأ تدريجياً يصبح شفافاً، كأنه يندمج مع العناصر المحيطة به.
كان المشهد غريباً للغاية.
سرعان ما بدأت خصائص كل عنصر تعيد التشكّل داخل جسد "يي شياو"، لتكوّن نوعاً فريداً من الطاقة.
ومع التغيرات التي أصابت جسده، بدأ "يي شياو" يحاول جذب قوى العناصر تلك إلى وعيه، ليشعر بتدفقها وتغيرها في داخله.
وفي تلك اللحظة بالذات، بدأ جسده يُشعّ بضوءٍ خافت، والهواء من حوله امتلأ بقوة غامضة يصعب تفسيرها.
لكن بعد قليل، شعر "يي شياو" أن هناك شيئاً غير طبيعي.
من بين العناصر الستة، كان هناك عنصر يبدو أضعف من البقية.
بعد أن ركّز قليلاً، أدرك أن هذا العنصر الضعيف مصدره الضوء.
عنصر الضوء!
فجأة تذكّر "يي شياو" أنه من بين العناصر الستة الكبرى: الرياح، النار، الماء، التراب، الظلام، والضوء، كان قد حصل على جوهر جميع العناصر الخمسة الأولى، باستثناء الضوء.
"هل هذا هو السبب؟"
تساءل في نفسه بشكٍّ خافت.
إذ لم يكن هناك تفسير آخر منطقيّ.
لكن الخطير في الأمر أن ضعف عنصر الضوء أدى إلى خللٍ في محاولة دمج العناصر الستة داخل بحر وعيه، حيث بدأت قوى العناصر تتنافر وتتضارب.
وفي لحظة واحدة فقط،
انفجرت الطاقة المتوازنة بين العناصر في اضطرابٍ شديد.
أدى ذلك إلى اهتزازٍ هائل في وعي "يي شياو" نفسه.
شعر كأنه عالق في دوامةٍ ضخمة تسحبه بلا توقف.
الألم الناتج عن هذا التمزق كان مروّعاً إلى حدّ أنه كاد يفقد وعيه.
تحمّل "يي شياو" الألم بصعوبة، محاولاً استقرار التوازن بين العناصر الستة، لكن جهوده كانت بلا جدوى.
في تلك اللحظة، بدأ يشعر بالذعر.
فكلما تعمق في فهمه لقوانين العناصر، أدرك أكثر أنه إن لم ينجح في تثبيتها، فستبتلعه طاقاتها العنيفة بلا رحمة.
بدأ العرق البارد يتصبب من جبينه، وكأن وعيه نفسه يتصبب عرقاً.
ثم فجأة...
انشقّ الظلام اللامتناهي في وعيه، واندفعت منه شعاع خافت من الضوء.
"همف! كنتَ تسخر مني، والآن من الذي سيُنقذك سواي؟"
رافق الصوت الممتعض لـ "لارس" ظهور الضوء الخافت، الذي اندفع مباشرة إلى داخل وعي "يي شياو".
وفي لحظة،
هدأت العناصر الستة التي كانت تقترب من الانفجار بشكلٍ معجِز.
تجمّد "يي شياو" بدهشة، ثم لاحظ أن طاقة عنصر الضوء التي كانت باهتة سابقاً قد غُلّفت الآن بوميض رماديّ خفيف.
على الفور، أدرك ما هي تلك الهالة الرمادية.
الفضاء!
إنه "لارس".
"لا تتجمّد مكانك، لا أستطيع مساعدتك أكثر من هذا."
لم يفكر "يي شياو" طويلاً، فسارع بتركيز وعيه ليغلف العناصر الستة معاً من جديد.
"حقاً... لولا أنك سيدي، وأن موتك يعني نهايتي أيضاً، لما كنتُ ساعدتك أصلاً..."
وصل صوت "لارس" المتعب والمتقطع إلى أذن "يي شياو"، لكن الأخير لم يكن قادراً على الالتفات إليه.
فبفضل الطاقة الفضائية التي أرسلها "لارس"، نجح أخيراً في السيطرة على العناصر الستة مجدداً.
وسرعان ما دخل وعيه في حالة غريبة وعميقة للغاية.
رأى "لارس" هذا، وتنفس الصعداء.
لكن ما لم يره "يي شياو" هو الدهشة العارمة على وجه لارس.
"يا له من وحش! هذه الموجات الناتجة عن طاقة القوانين... هذا الفتى مرعب فعلاً!"
للحظة، خطرت لـ "لارس" فكرة غريبة:
ربما لم يكن من العار أن يكون هذا الفتى سيده.
وما إن خطرت الفكرة، حتى فزع بنفسه، وهزّ رأسه بقوة.
"اللعنة! ما الذي أفكر فيه؟
لا بد أن الإرهاق أضعف إرادتي…"
"آه… جسدي أصبح ضعيفاً جداً… لا بأس، سأعود للنوم الآن."
وبعد أن قال ذلك، اختفى "لارس" مجدداً داخل وعي "يي شياو".
وفي الوقت نفسه، عاد بحر وعي "يي شياو" إلى الهدوء الكامل.
---
في العالم الخارجي،
لم ينتبه أحد لما يجري لـ "يي شياو".
كانت أنظار الجميع مركزة على ما يحدث أمام قصر الحاكم.
ومع مرور الوقت،
استمرت المعركة بين "زو آو" وتسعة من رجاله ضد أكثر من ثلاثين من أقوى محاربي العشائر السبع من مستوى التحول التاسع.
في البداية، أظهر "زو آو" ورفاقه قوة مذهلة لا يمكن تخيّلها، فقتلوا اثنين من خصومهم في لحظات.
لكن العشائر الثمانية لم تصمد لقرون عبثاً.
فما إن أدركوا الخطر، حتى بدؤوا بالرد بقوة.
ورغم أن "زو آو" ورفاقه أظهروا طاقة خارقة تتجاوز حدود البشر، إلا أنهم لم يستطيعوا تحقيق تفوقٍ واضح.
فخصومهم كانوا أكثر من ثلاثين مقاتلاً من أعلى المستويات.
ومع مرور الوقت، بدأت مساحة تحرك "زو آو" ورفاقه تضيق شيئاً فشيئاً، وأصبح القتال أصعب عليهم.
من يملك أدنى بصيرة، كان يعرف أن الكفة بدأت تميل ضدهم.
داخل قصر الحاكم، تلاشت الحماسة من وجوه أفراد عائلة "زو"، وحلّ محلها القلق واليأس.
فهموا تماماً أن حتى أسلافهم الأقوياء بدأوا يفقدون اليد العليا.
وإن سقط الأسلاف التسعة، فبماذا سيدافعون هم عن أنفسهم؟
خيمت أجواء ثقيلة من الرعب واليأس داخل القصر.
"زو يي" عبس بشدة، لكنه لم يقل شيئاً، وظل يحدّق في ساحة المعركة بترقبٍ شديد.
وفجأة—
دوّى صراخٌ مروّع في الهواء.
ارتجفت القلوب.
نظر "زو يي" بسرعة، فتقلصت حدقتاه رعباً.
"الشيخ الخامس!"
ترددت صيحات الذهول من خلفه.
وفي تلك اللحظة، رأى الجميع أحد محاربي عائلة "زو" وقد اخترقه فجأة كرة نارية أطلقها "تشاو هي"، فاشتعل جسده بالكامل قبل أن يسقط أرضاً متفحماً.
كان هذا التغيير المفاجئ كفيلاً بقلب موازين المعركة تماماً.
زاد العبء على "زو آو" ورفاقه الذين كانوا بالكاد يصمدون.
لم يتوقع أحد أن "تشاو هي" — المشهور بكونه ساحراً عنيف الهجوم — سيتخلى عن أقوى تقنياته ويستخدم أبسط تعويذة ممكنة: كرة النار.
لكن هذه المفاجأة كانت هي الضربة التي كسرت التوازن.
في لحظة صراخ الشيخ الخامس، لم يلتفت "زو آو" إلى الوراء، بل تلألأت عيناه بضوءٍ أخضر ساطع، وانطلقت تسع أوراق خضراء ضخمة تخترق الفضاء نحو "تشاو هي " بسرعة تفوق كل مرة سابقة.
لم يتمكن "تشاو هِي" حتى من الرد، إذ وصلت الأوراق التسع أمامه في لحظة.