الفصل 45: الزعيم المخفي، خُطة شِن يويه
"بوم!"
سقط عنكبوت الوهم العملاق تحت هجمات شِن يويه وفريقها غير راضخ حتى النهاية.
أحد أعضاء الفريق بجانبها مسح عرقه البارد بخوف وقال:
"لحسن الحظ أنكِ كنتِ سريعة يا شِن يويه، وإلا كنت انتهيت هنا."
عندها، سأل أحد الأعضاء:
"شِن يويه، لقد مضى أكثر من ساعة منذ أن دخلنا، لماذا نشعر وكأننا ما زلنا ندور في نفس المكان؟"
فور سماع ذلك، التفت الجميع إلى شِن يويه.
نظرت حولها وقالت:
"طرق متاهة الوهم تتغيّر كل فترة. فقط أعطوني بعض الوقت."
قال آخر بقلق:
"نحن نريد أن نعطيك الوقت، لكن الضباب مزعج للغاية. لم نستأجر مستكشف الضباب، وهذا خطير جداً."
"صحيح! قبل قليل لم نكتشف العنكبوت الوهمي العملاق إلا عندما اقترب خلفنا. لو تأخرنا لحظة لكنّا انتهينا جميعاً."
"أنا لا أريد أن نموت قبل أن نحصل على أي كنز."
"ألا يجدر بنا التراجع؟ إذا كان حتى الوحوش العادية خطيرة إلى هذا الحد، فهل يمكننا فعلاً هزيمة الزعيم؟"
عندها، بدأ التردد يظهر على وجوه بعضهم.
شِن يويه اضطربت داخلياً.
انتظرت هذه الفرصة طويلاً ولن ترضى بالتخلي عنها الآن.
فكرت بسرعة ثم قالت بحزم:
"فقط أعطوني بعض الوقت، طالما أن الجميع يبقى حذراً فلن تكون هناك مشكلة. لن أخاطر بحياتي عبثاً."
نظر بعضهم إلى بعض، ثم سكتوا وتابعوا السير خلفها بصمت.
---
"بوم!"
في نفس الوقت، داخل نفس متاهة الوهم.
على بُعد كيلومتر من مجموعة شِن يويه.
أطلق يي شياو كرة نارية، فانهار أمامه وحش الـ"سلايم الوهمي" متحولاً إلى غبار أسود اختفى في الهواء.
وبنفس اللحظة، ظهرت أمامه جوهرة قلبية الشكل من كريستال بنفسجي غامق، تبعث ضوءاً باهتاً.
التقطها يي شياو وتنفس بارتياح.
بعد أكثر من ساعة، أخيراً وجد أول "قلب وهم".
حسب المعلومات، "قلب الوهم" يسقط فقط بشكل عشوائي من الـ"سلايم الوهمي".
وليس كل واحد يسقطه.
الأمر يعتمد على الحظ البحت.
حتى لو كانت نسبة الإسقاط مضاعفة آلاف المرات فلا فرق.
إما يسقط أو لا يسقط.
خلال الساعة الماضية قتل ثلاثة وحوش "سلايم وهمي"، ولم يحصل إلا على هذا القلب الوحيد.
كان حظه جيداً نسبياً.
كما لاحظ أن المتاهة ضخمة بشكل مبالغ فيه.
رغم امتلاكه رؤية في الضباب لمسافة 150 متراً، إلا أنه كاد يفقد الاتجاه.
لكن بفضل مقاومته العقلية العالية، لم يجد أي صعوبة حقيقية.
فقط شعر بالملل.
ما أنقذه هو أنه استعد مسبقاً.
وإلا فحتى بيوم كامل ما كان ليُكمل مهمة الترقية.
وبعد ساعة أخرى حصل على القلب الثاني بسهولة.
ازداد ثقته بنفسه.
لكن بعدها، على مدى ساعتين، قتل وحوشاً كثيرة وجمع عشرات آلاف العملات.
ومع ذلك لم يعثر على أي "سلايم وهمي" إضافي.
بل بدأ يشعر بالضياع.
اضطر أن يسير عشوائياً حسب إحساسه.
وفجأة، لفتت انتباهه غابة كثيفة بعيدة.
وبفضل مهارة "عين وانهونغ"، رأى مجموعة أشخاص يمرون داخلها.
"هل هؤلاء نفس الذين التقيت بهم في الخارج؟"
تساءل.
لو لم يرهم هنا، لكان قد نسي أمرهم.
زاد فضوله.
كلهم بين المستوى 80 و90، فلماذا يأتون إلى هنا؟
لم يسمع عن أي كنز مهم في متاهة الوهم.
اقترب متخفياً.
عندها سمع صوت شِن يويه:
"نعم، هذا هو المكان، لن أخطئ هذه المرة."
رد أحدهم بحدة:
"قلتها من قبل! ضيّعنا ساعات ونحن ندور بلا جدوى. هل تستطيعين حقاً؟ إذا وجدنا الزعيم المخفي بفضلنا، بحالتنا هذه لن نصمد أمامه."
قالت بإصرار:
"صدقوني هذه المرة. لو كنت مخطئة نغادر فوراً."
يي شياو كان يستمع باهتمام.
كلمة "زعيم مخفي" جعلت عينيه تتألق.
هو يعرف أن في المتاهة زعيماً عاديّاً، يسقط مجموعة تجهيزات من المستوى 60، لا شيء مهم.
لكنه لم يهتم أبداً بذلك.
لكن كلمات شِن يويه أكدت له أن هناك زعيماً آخر مخفياً.
الآن فهم سبب حذرهم منه في الخارج.
كانوا يخفون هذه المعلومة.
فوراً تبعهم بصمت.
بل ساعدهم أحياناً بإلقاء حجر لتنبيههم من الوحوش القادمة، حتى يسيروا بسهولة أكثر.
ظنوا أن حظهم ممتاز.
حتى وصلوا إلى شجرة ضخمة.
وضعت شِن يويه يدها على الجذع، بحثت قليلاً، ثم التفتت بحماس:
"وجدته! هذا هو المكان."
فرح الجميع.
"رائع! أخيراً!"
"ظننت أننا سنفشل."
"الكنز لنا الآن."
دخلوا واحداً تلو الآخر إلى داخل الجذع.
يي شياو اندهش.
"ممر مخفي؟ لا عجب لم أسمع عنه من قبل."
انتظر قليلاً حتى يتأكد من الوضع، ثم تبعهم.
لكن بمجرد دخوله، سمع همساً غريباً في أذنه، كاد يفقد وعيه.
لكن مقاومته العقلية العالية أنقذته سريعاً.
تابع بحذر آثار أقدامهم.
وفجأة سمع صوتاً غاضباً:
"شِن يويه! ماذا تفعلين؟"
أسرع ورأى المشهد.
ظهر أمام المجموعة مخلوق يحمل منجلاً، يرتدي تاجاً مظلماً، طوله ضعف الإنسان.
---
【 ظل الموت (زعيم)】
المستوى: 60
نقاط الحياة: 150000
الهجوم: 3000
الدفاع: 1000
المهارات: لعنة الوهم، نسخ الوهم، منجل الموت
الوصف: كيان تجمّع من أرواح ماتت في أوهام قاتلة، يطلق هجمات وهمية لا يستطيع البشر مقاومتها.
---
قوة الزعيم ضعيفة نسبياً.
لكن يي شياو لاحظ أن كل أفراد الفريق جُمدوا مكانهم، عيونهم فارغة، باستثناء شِن يويه.
أحد القادة صرخ:
"شِن يويه! لقد خدعتنا؟!"
قالت ببرود:
"الهجوم الوهمي لهذا الزعيم قوي جداً. لا بد من تضحية."
ردّ الرجل غاضباً:
"أنتِ خططتِ لذلك منذ البداية؟ أردتِنا طُعماً؟!"
لم تنكر، وقالت ببرود:
"أنا فقط لا أريد أن أعيش كإنسانة عادية. لا بد أنك تفهم شعوري."
طلب منها الرجل برجاء:
"لقد اعتنيت بكِ طوال الشهور الماضية. ساعديني الآن، سأقاتل معك. لن يعلم أحد بالأمر. وإذا قتلنا الزعيم سأعطيك التعويذة الوهمية، وسأظل بجانبك كما كنت."
لكنها ردت بلا مشاعر:
"أنت عادي جداً. عادي لدرجة تجعلني أشعر بالاشمئزاز كلما رأيتك."
صرخ غاضباً، لكنه كان عاجزاً أمام سحر الزعيم.
شِن يويه استغلت الفرصة وهاجمت الزعيم باستمرار.
خطتها كانت واضحة: تسعة أشخاص يضحون بوقتهم لتمنحها الفرصة.
حينها، بقوتها الحالية، يمكنها قتله قبل أن يصل إليها.
تخيلت نفسها تضع يدها على التعويذة الوهمية.
عينيها امتلأتا بالهوس.
لكن فجأة، سقطت وابل من الكرات النارية من السماء، انفجرت فوق جسد الزعيم.
---
ايه رايكم بالروايه