لونغ يانغ يدخل يده الصغيرة بين الصخور التى تشكل بينها فتحة صغيرة في دخلها زهرة لوتس حمراء تتلئلئ مع اشعة الشمس الدافئة.
يبدو لونغ يانغ بحوالى خمسة عشر الى ستة عشر عاما مع جسد بداءت تبدوا عليه علامات البلوغ لكن رغم ذلك وجهه الوسيم و شعر الملفوف و المثبت بعود مزخرف و عينينيه اللتان مثل جوهرتين تعكسان مظهرا البراءة.
في هذه اللحظة يحاول لونغ يانغ بكل قوته ادخال يده في الفتحة الضيقة بين الصخرتين يريد الوصول الى الزهرة يبدو من تعابيره الحماس و القلق.
هذا طبيعي ان يقلق لان الزهرة ثمينة و نادرة جدا و في العامين المنصرمين استطاع ان يجمع العديد من الفاكهة و الاعشاب الطبية الاخرى لكن لم يستطع يوما ان يجد شيئا ثمينا مثل هذه الزهرة.
الزهرة لديها رسم و توضيح في كتاب'الكنوز الالف للمغامرين' حيث ان سعرها في نقابة التجارة يتعدى الخمسمئة قطعة فضية.
لشخص مثل لونغ يانغ الذي يعيش حياته على الاكتفاء الذاتى من زراعة الارض في القرية و حرث الثمار هذا المبلغ ضخم حتى شيخ القرية لا يملك نصفه.
في القرية تقاس المكانة بالمال و مقدار الاراضي التي تزرعها بالطبع اذا كنت ممارس فانت شيخ موقر في القرية في مكانة عالية جدا.
الممارسون هم اسياد العالم و الملوك الحاكمون هنالك لكل واحد منهم قوة تفوق البشر العاديين بعشرة و احيانا مئة المرات اى لكمة منهم قد تؤدي لقتل شخص عادي.
لونغ يانغ يحلم منذ صغره ان يجد معلما لتعلم تقنيات تاي تشي-التأمل اثناء التحرك-و انماط تدريب ليصبح ممارس و يدخل الى عالم جديد.
العقبة ان جميع معلمي تاي تشي في القرى حولهم و حتى الشيخ في قريته يطلبون مبالغ كبيرة للتعلم و هنالك ايضا اختبار بعد دفع المبلغ اذا فشل الشخص فيها فسيرمي خارج المدرسة.
يمكن للزهرة التى امامه ان تؤمن المبلغ المطلوب للدراسة تحت ممارس لتعلم انماط التدريب و 'التاي تشي' الغامض و الذي يعتبر سر قوة الممارسين.
يده مثل ثعبان صغير تلتوي بين بين الصخور داخل الشق و اخيرا بعد عناء طويل استطاع لونغ يانغ امساك ساق الزهرة الصغيرة.
بهدوء و عناية رفع الساق ببطء كما لو ان الزهرة سوف تنكسر اذا سحب اقوى من هذا.
الجزور واحد تلو الاخر خرجوا للهواء الامر استمر لبعض الوقت قبل ان و اخيرا يسحب لونغ يانغ يده خارج الشق و في يده زهرة صغيرة.
بالقرب منه سلة من السعف الجاف دخلها العديد من الفواكه و الاعشاب و ايضا صندوق اخضر صغير.
اخذ لونغ يانغ الصندوق و فتحه ليظهر داخله تربة سوداء تتلئ مع اشعة الشمس،وضع الزهرة فى التربة و دفن الجذور ثم اغلق الصندوق مع لمحة بهجة في عينيه.
بحذر نظر حوله لبعض الوقت ثم اخذ السلة و التى في داخلها الصندوق في ظهره ثم عاد من الطريق الذي اتى منه.
عينيه مثل صقر فى صفحة السماء تلتق اي تغير حوله في لحظة،خطوات قدمه سريعة يبدوا انه يحفظ الطريق عن ظهر قلب لانه لا ينظر امامه بل الى جانبه.
فجاءة صوت حديث وقع في اذنه مما جعله يفزع و يختبئ على جانب الطريق خلف صخرة مثل ارنب خائف.
عينيه تجولان في الطريق امامه دون توقف عندها رأى رجلين يبدوان في الاربعينيات من عمرهما و يحملان اكياس و امور اخرى يتحدثان بأرياحية دون علمهما بوجود ارنب خائف بينهما.
"هل سمعت بما يحدث في بلدة النخيل الضبابي؟"احدهما سأل الاخر.
"لا ماذا حدث؟"استعلم الثاني.
"لقد سمعت ان ممارس يدعي داو جاي قد عاد من مدينة يان و فتح مدرسة له فى بلدة النخيل الضبابي و افضل ما في الامر ان المبلغ الذي يطلبه مقابل تعليمه صغير..."تحدث الاول بشغف واضح.
"ها يبدو عظيما ربما ارسل الصغير ياوزو هنالك"قاطع الثاني حديثه.
"انت حقا لا تكف عن مقاطعتي،همف...كنت اريد القول انه لم يستطع اي شخص اجتياز اختبار القبول لديه لانه يرغم الاخرين على التدريب دون استعمال اي عقاقير مساعدة من الخيميائين"تحدث الاول بتنهد.
"هاااا كيف يستطيع الشخص الصمود في انماط التدريب و التاي تشي دون اي مساعدة من العقاقير الطبية"تعجب الثاني بشدة بينما يتحدثان.
دون شعور منهما ب'الارنب الخائف'صعدا الى قمة الجبل...يبدو انهما من القرية المجاورة و انهما تاجرين متجولان.
لونغ يانغ يختفى خلف الحجر مشوش الراس لبعض الوقت و بعدها ضحكة مبتهجة ملاءة المكان حوله،هو لا يستطيع تصديق ما سمعه لبعض الوقت.
اخيرا سوف اجد معلما...

2019/09/01 · 375 مشاهدة · 656 كلمة
Bushra Zahir
نادي الروايات - 2024