3 - وداع،قطاع طرق،مجزرة

صباح اليوم التالى
الشمس مشرقة بقوة هذا اليوم تنشر اشعتها الدافئة بين الحقول و الوديان لتبدل برد الليل القارص دفئنا و تخرج الحيوانات من اماكنها.
خرج لي يان كعادته في الصباح الباكر و في يده المعول...قريبا الحصاد لذلك هذه الايام لديه عمل كثير.
اما لونغ يانغ فلا يزال يغط في النوم حتى داعبته اشعة الشمس في وجهه.
لونغ جينغ بو و الصغير فانغ في غرفة الجلوس،جينغ بو تقوم بخياطة ثوب جديد للونغ يانغ المغادر و الصغير يغبس بالقرب منها.
خرج لونغ يانغ مع نصف جوزة هند فارغة و ذهب الى الحظيرة نحو الاغنام ليحلم بعضه للرحلة الطويلة.
بلدة النخيل الضبابي ليست بعيدة جدا فقط يوم و قد بضر الشخص احيانا للمبيت في الخارج و المتابعة في صباح اليوم التالي.
انتهت لونغ جينغ بو من الثووب سريعا....يبدو انها محترفة في الحياكة.
عينيها حمراون من البكاء طوال الليل،طوال خمسة عشر عاما من حياتها لم يفارقها الشقي لحظة واحدة.
اليوم سيفرد الفرخ جناحيه و يطير عاليا في السماء مغادرا العش الصغير،بقيت تبكى طوال الليل حتى تعبت و نامت.
رتب لونغ يانغ اشيائه بتأني و بعدها وضع الصندوق الخشبي الاخضر في الحقيبة و اغلق بأحكام.
خرج و تناول الافطار مع اخته و حاول اثناء ذلك ارضئها بكثير من الطرق حتى تكف عن البكاء.
بعد ساعة من الحوار و الضحك حمل لونغ يانغ حقيبته وخرج من المنزل التفت و لوح لاخته من بعيد ثم جرى الى خارج القرية.
فى حقل لي يان لا يزال المالك نفسه ينظر حوله عن كثب في الطريق للحظة وصول لونغ يانغ المسافر و لم يخزله الاخير حيث وصل بعد قليلا من الوقت.
"اخى لي يان سوف اذهب اعتنى بأختى و الصغير فانغ جيدا"رغم انه يحمل حقيبة في ظهره فركضه لم يتعبه على الاطلاق.
"اعتني بنفسك جيد و اذا وجدت لصوص طريق حاول الا تغضبهم هل تفهم؟"تحدث لي يان بقلق و عناية.
اؤما لونغ يانغ مع ابتسام و تابع مسيرته ركضا يبدو انه متعجل حقا للوصول الى بلدة النخيل الضبابي.
من بعيد نظر لي يان الى ظهر لونغ يانغ و تنهد قائلا:"اتمنى ان ينجح في مساعيه".
.........
بلدة النخيل الضبابي تبعد عشرة اميال يمكن الوصول الى هنالك في يوم اذا عجل الشخص خطواته اما اذا اصبح يمشي على مهله فيوم و ليلة.
لونغ يانغ ركض نصف الطريق قبل ان يتعب و يجلس بجانب الطريق فتح اناء من الجلد فى داخله الحليب الذي اخذه صباح اليوم و بداء يشرب بنهم.
سائل بارد تسلل الى صدره المحترق و جعله يهداء قليلا،احساس بالراحة تسلل الى جميع اطراف جسده و بالاخص القدمين و باطنهما.
ابتسم لونغ يانغ برضي و وضع رأسه في العشب ليرتاح قليلا...النسيم العليلا داعب العشب حوله و ايضا شعره المربوط برفق...اه الجو جميلا.
"اررررغ"
فجاءة صوت احافير الخيول و صهيلها جاء من بعيد جعل لونغ يانغ المنتشى يستفيق من احلامه و يختبي سريعا خلف شجرة قديمة.
الركب ظهر بعد دقائق مع صياحات و بكاء و ضحكات شريرة،تغير تعبير لونغ يانغ و اصبح شاحبا بعض الشئ و خوف بداء يملاء قلبه.
المشهد امامه مجزرة مطلقة رقاب تطير من اجسادها و ايادي و اقدام دون استثناء ،في عقل لونغ يانغ صوت واحد فقط.
'اهرب!!'.

2019/09/02 · 309 مشاهدة · 490 كلمة
Bushra Zahir
نادي الروايات - 2024