4 - عزم،ابواب بلدة النخيل الضبابي

الصوت يصيح اهرب لكن قدميه متجذرة في المكان لا تقوى على التحرك من خوفه الذي سحب كل قوته.
دموع سالت بصمت من خديه كأي طفل في سنه لا يملك قوى للدفاع عن نفس فقط يلجا للدموع للتخفيف عن نفسه...لتخفيف خوفه او...اظهار ضعفه.
نصف ساعة من الصراخ..البكاء..الالم...والخوف انتهت اخير حيث ان المجرمين قطاع الطرق انتهوا من كل شخص في الوكب و التفتوا اخيرا للغنائم.
كل ما هو ثمين تم اخذه و ايضا العربات المحملة بالبضائع و الخيل...كل شئ ذا قيمة استحوذوا عليه حتى ان الامر انتهى بخلاف بين اثنين حول عقد يبدوا غالي الثمن حول رقبت سيدة طعنت في قلبها.
قانون قطاع الطرق القوة لذلك طعن احدهما الاخر في يده واخذ العقد لنفسه،اما بقية اللصوص فقط ضحكوا على المطعون بتبجح مع عبارات سخرية لا نهاية لها.
غضب المطعون و طعن الاول في قلبه غدرا من الخلف،تحت عيون 'زملئه'المجرمون،نظر البقية لبعضهم البعض ثم رجع كل منهم الى نهبه.
المشهد جعل قلب و اطراف لونغ يانغ تبرد فجاءة و الدم في عروق كما لو انه توقف من شدة الخوف،الوحشية و الغدر و الخبث الذي رأه اليوم لم يسبق له مثيل.
انفاسه الهائجة فجاءة اختفت تماما و اي حركة من جسده توقفت،فقط عيونه المحمرة تنظر امامه بخوف شديد...بل رعب رهيب.
ساعة من القتل و النهب انتهت و قطاع الطرق جر كل واحد منهم عربة محملة بالبضائع و عادوا من حيث اتوا سريعا تاركين ورائهم جبل من الجثث و نهر من الدم.
من شدة الخوف حتى بعد ان ذهب القتلى و قف لونغ يانغ في مكانه لنصف ساعة قبل ان يحرك ساكنا.
وقت طويل مر حتى استطاع لونغ يانغ ان يهدئ قلبه الضائع الذي اصبح يتصارع بقوة مع عقله،يتصارع حول المضئ قدما او العودة.
رفع حقيبته ببطء و وقف في نصف الطريق ينظر الى اتجاه القرية و اتجاء بلدة النخيل الضبابي،الصراع بين قبله و عقله استمر لوقت طويل.
اخير فاز عقله بالضربة القاضية عندما فكر في ما سيحدث لقريته في حالة هجم عليها وحوش بشرية كهذه،هل يستطيع اهل القرية المسالمين التصدي لهم؟!.
الجواب بالطبع هو لا لذلك اخذ لونغ يانغ خطوته نحو بلدة النخيل الضبابي بعقل و قلب ثابت حتى انه اصبح اكثر عزما لدخول مدرسة داو جاي ليحمي اهله و قريته.
خطوة ...اثنتان...ثلاثة خطوات....سار لونغ يانغ بهدوء في دربه و مع كل خطوة يزداد عزمه و روح القتال لديه.
يقال ان الرجل عندما يمر بالمحن اما ان تسقط و اما ان تصقله و يخرج منها اقوى و اكثر قوة،وفي 'محنته'الاولى استطاع لونغ يانغ الخروج منتصرا.
عندما حل الظلام اسوار البلدة في الافق لكن الابواب مغلقه فقط حارسين بالقرب من الابواب،تقدم لونغ يانغ نحوهما دون تردد.
"توقف البلدة لا تقبل الزوار ليلا تعال في الغد"عندما شاهد احد الحراس لونغ يانغ يتقدم نحوهما صاح و رفع الرمح امامه مما جعل زميله يرفعه تلقائيا.
لونغ يانغ توقف عشرة امتار بعيدا عنهما و انحنى بالتحية قبل ان يقول:"هل يمكنني ان اقيم الليلة بالقرب من هنا؟".
عندما رائيا انه صبي يافع ارتح الاثنان ثم نظر احدهنا للاخر قبل القول:
"يمكنك الجلوس معنا لكن لا تزعجنا".

2019/09/02 · 357 مشاهدة · 476 كلمة
Bushra Zahir
نادي الروايات - 2024