بدأت الملكة تأكل جثث القطيع الميت بشراهة لم تعد تهتم بفريق فيلفيت .
" انظر عن كثب انها تشفى نفسها "
قالت وايند و هي تشير الى الجروح على جسد الملكة ، كنت الجراح تندمل ببطئ بعد أكلها لجثث ضباع الاخرى
" ربما تلك مهارة الالتهام ، تسمح هذه المهارة لصحبها بستعادة جزء من صحته و فرصة صغيرة بالحصول على مهارة من الخصم الذي تلتهمه ، انها تلتهم نفس نوعها لذا الاحتمال الاخير معدوم " اكلمت وايند شرحها و هي ترفع سيفها عليا و توجهه نحو الملكة الام .
" لننها بسرعة قبل أن تلاحظ الفرق الاخرى ، انها صيد ثمين " اشار جيت هو الاخر بسهمه .
اتفق معه باقي الفريق و جهزو أنفسهم للمعركة .
" لما تظهر مهارة الالتهام في حالة الخاصة بها" هذا غريب .
"لا اعرف ... وايند لنهاجم الاقدام أولا ، كوبين حول ان تصيبها بالعمى ، جيت كريتس انتم الدعم كما في السابق انها مجرد وحش آخر فقط الحجم مختلف "
.
اول من هاجم كان فيلفيت خلال ركضه ظهر فوق جسمه طبقة من الضباب الغريب لم يزده قوة او سرعة ، لكنه جذب نتباه الملكة الام .
تبدو هذه المهارة مثل الكراهية التى يكتسبها الاعب بعد قتال مع وحش معين . في هذه الحالة لا يحتاج فيلفيت الى إكتساب الكراهية لأنها مهارة خاصة يستطيع تنشيطها في اي وقت يريد .
تحول انتباه الملكة الخير من الجثث الى فيلفيت ، ركزت اعينها البيضاء على الانسان الصغير و فتحت فمها لتظهر صفا من الأسنان و الانياب و ندفعت بتجهه .
قبل لحظت الاصتدام بينها و بين الانسان الصغير رأت من زاوية عينها شيأ يقترب من اليمين . غير إنه فات الأوان لتوقف او الابتعاد .
تمزق خصرها و بعض من قدمها الخلفية ، تدفقت دماء من الجرح بغزارة مم دفع الملكة الام للعواء من الألم .
لم ينتهى هجوم بعد .
كانت الملكة تركز على من هجمها من الخلف و نسيت الانسان الذي كانت تستهدفه .
قفز فيلفيت في الهواء و رمى رمحه بقوة كان يستهدف بهجومه رأسها لكن الملكة رفعت رأسها في اللحظة المناسبة و اصيبت في صدرها بدلا من ذالك .
.
" لقد فقدت سلاحك عد "
" لا يزال لدي رمح آخر ، إنه فقط أقل شئن من سلاحي الاساسي "
عادت وايند الى الخلف بعد نجاح هجومها الذي سبب قدرا كبيرا من الضرر . الشيئ المختلف هو سلاحها عاد الى حجمه الأصلي و خفت التوهج الذي يحيط به .
" حتى انتي سلاحك لم يعد قادرا على فعل المزيد ، مهارتك تحتاج إلى وقت حتى تعاد إستعملها مجددا"
لم تهتم وايند بكلمه و شدت قبضتها اكثر على سيفها . لم تحتاج اليه ليذكرها بخصائص مهارتها .
الهجوم السابق كان نتيجة مهارة [ فجر المحارب ] ليست مهارة خاصة بها ، هي مهارة خاصة بسلاحها .
[فجر المحارب ]
[تقوم مهارة فجر المحارب بتخزين نسبة معينة من القوة داخل السيف تعتمد القوة المخزنة على المستخدم . بعد تحرير القوة المخزنة تدخل المهارة في فترة تهدئة ]
.
..
" أطلق الان عندما يكون الوحش في أضعف حالته ينخفض دفاعه كثيرا "
قال جيت و بدأ يطلق سهامه بجنون ، استهدف جيت الأعين و رأس . اما انا فركزت هجماتي على الاصابات الاخرى على جسدها .
استدعيت كرات الماء واحدة تلو الاخرة ، لا توجد فترة تهدئة سمح هذا لي بالهجوم بدون توقف .
لكن لم اضع كل امل على هذا الفريق ابقيت على بضع نقاط مانا لوقت الحاجة .
.
استهدف الجميع الملكة الام بكل ما لدينا ، هاجم فيلفيت و وايند بشراسة و قام كوبين بعمل جيد . سبب لها جراح متعددة في نقاط حيوية
لم يستطع التسبب في جروح عميقة بسبب قصر سلاحه لكنه هجماته تركت ندوب في جلد بعمق بضع سنتيمترات
البقية وقعت على عتقنا انا و جيت . مع اتحاد هجمات من الاسهم و هجماتي السحرية استطعنا ان نحافظ على مسار القتال لصالحنا في كل مرة قامت بيها الملكة بهجوم مضاد
تحركت العظام من حولها و هجمت بها حتى أنها حررت أقوى مهارتها نشر الطاعون تحرر من جسدها هواء عفن حذرنا منه فيلفيت . كان هجوم يركز على اللعن بعد ان يتأثر الهدف يفقد السيطرة على جسده و عقله و يتحول ببطئ الى جثة نافقة.
غير ان الامر لم يسر لوقت طويل كما نريد . عندما بلغ الضرر الذي لحق بها نقطة الانهيار ، رفعت الملكة الام رأسها و عوت بكل قوتها حتى كادت احبالها الصوتية ان تتمزق .
" انها ... تطلب المساعدة ؟" اول ما خطر على بالي هو انها تحول طلب المساعدة من قطيعها .
" من منا ... لقد قتلنا معظم أفراد القطيع " رد جيت .
"إذا ... من؟"
بعد لحظة من الزمن خرج عواء مزعج آخر من مدخل شبه كهف مكون من جبل العظام . ما ظهر ليس أفراد قطيع اخرين بل كان ملكة اخرى!
خرجت من الكهف انثى ضبع الجلد النتن بنفس حجم الملكة و نفس الشكل و حتى لون . الشيئ المختلف هو انها كانت في نفس الحالة ، جسدها كله دماء و أثار عض في كل جسمها.
خرجت الام الثانية و حدقت في الفريق بعدها حدقت في الام الاولى و زمجرت فيها و كأنها كانت على وشك الانقضاض عليها .
قبل أن تتحرك صرخت الملكة الاولى في وجهها و اشارة الى اتجاه الفريق و كأنها ترفض القتال و نحن هنا .
" لما توجد إثنان من هما ؟"
" كريتس ... ربما نحن قاطعنا عملية ترسيم ملكة جديدة " قال جيت وصوته يرتجف .
" في عادة صنف ضباع الجلد النتن . تقوم الأنثى الاقوى في القطيع بتولي مسؤلية القيادة و تكاثر النسل و تسمى الملكة الام ، بعد ان تستهلك كل الملكة قوتها تصبح بدون فائدة للقطيع لذا تصبح هناك حاجة لملكة اخرى "
توقف جيت عن الشرح لبرهت ثم اكمل " هناك طريقة واحدة لتصبح هناك ملكة جديدة و هي ان تقتل الملكة السابقة و تلتهم جثتها و تتطور ، الان امامنا ملكتان من الواضح ان الفريق قد اعاق عملية الترسيم و الان الملكة الجديدة تطلب المساعدة من الملكة الام القديمة ... لهذا هذا المكان مميز في كل فترة عندما تصعد ملكة جديدة تقوم بتجديد أفراد القطيع ، الذين يصبحون نقاط خبرة لنا"
" هل ستساعدها ، اعنى انها كادت ان تصبح وجبتها لما قد تسعدها " ان كان هناك شخص يرغب في قتلي من اجل منصب ثم يطلب المساعدة مني لأنقذه إذا غير معقول
الحياة والموت لا يمكن التنبؤ بهما .
" انهم وحوش ليس بشر لا تستطيع ان تسقط فطرة السليمة للبشر على مفهومهم الخاص " رن صوت في الهواء بنغمة غريبة للغاية .
قبل أن استدير امسك جيت يدي بشدة و منعني من استدير للخلف .
" ابقى رأسك منخفظ " قل و هو يهمس حتى كدت ان لا اسمعه .
من طرف عيني رأيت وجهه يتعرق و عيناه تبدو مفزوعة و مضطربة . لم اعرف لما او كيف ... فقط هناك شيئ بداخلى اهتز ... هذا الشعور ليس خوف و ليس الفزع إنه ...احساس مثل الذي لدى جميع الحيوانات الصغيرة إحساس لا يمكن تفسيره بالأزمة ، وهو نوع من الإحساس الفطري المهم للغاية قبل حدوث الأزمة.
اهرب هذا ما كان يقوله عقلي كل خلية في عقلي كانت تطلب من جسدي ان يتحرك الا ان جسدي لم يستمع تجمد هناك و حسب .
" اوه . لم هذا الصمت انتم الان في ساحة معركة اليس من المفترض ان تكون هناك صيحات حرب و مشابه ذالك"
قال نفس الصوت . هذه المرة كان يقترب و يقترب اكثر
ابقت على راسي للأسفل كما طلب مني . و انا استمع لصوت الذي يقترب ، اين صوت الخطوات . نحن في الصحراء و من الطبيعي ان لا تكون هناك اصوات خوطات لكن يبقى هناك صوت وقع اقدام .
قبل أن تخطر لي فكرة ثانية . مر من امامي شخص مجهول كل ما لحظته هو رداء فظفاظ غريب اللون ، الشخص كان يمشي في الهواء ؟
قدامه لم تلامس الارض و هو يشمي هناك مسافة صغيرة تفصل قدمه عن الارض . المهم الان ليس كيف يمشي في الهواء او من هو ....لما توقف امامي .
" انتم يا صغار من نقابة الهيكل على ما أظن ... اه انظر الى هذا إثنان من الملكات في نفس الوقت ..مر وقت منذو ان رأيت شيئ مسلي بين الوحوش منخفضة المستوى " كنت استمع لصوته جيد بحكم انه قريب مني ... لما لا أستطيع تحديد ان كان رجل او مرأة في العادة يستطيع أي شخص ان يعرف جنس الاخر من الصوت ... لكن هذا الشخص غريب نغمة صوته لا يمكن تميزها أبدا .
" سيدي ... نحن من نقابة الهيكل صحيح كنا في مهمة صغيرة الى ان صدفنا هذه الحادثة الغير متوقعة " الذي تجرأ على الكلام كانت وايند .لم تتحدث بفخر او غطرسة كانت مهذبة في كل كلمة تقولها .
" سيدة صغيرة وايند هنا .. يالصدفة .. بما ان هذا الفرق يظمك سأمد لكم يد العون "
" شكر لك سيدي .شكر لك "
" لا داعي يا صغيرة من الجيد مساعدة الضعفاء في بعض الأحيان يجعلك ذالك تشعر بتحسن ، اقترح عليكم ان يعود كل منكم الى الوراء . "أنتم البشر يجب أن تكونوا حذرين في المستقبل ، وحش صغير مثل هذا يمثل تهديدا على حياتكم . مهمة صغير لم يستطع اي منكم انجزها... إذا لم تكن لديكم قيمة الاستخدام ، فسيكون ذلك مزعجًا للغاية.""
سحب جيت يدي بسرعة و ترجع الكل المئات من الامتار لم يهتم احد بمشاعره او من السخرية القاسية التى تعرضنا لها .. في نهاية لن نستطيع القيام بأي شيئ حيلها .
بعد تراجع استعاد الجميع أنفسهم و ختفى بعض ذالك الإحساس الغريب .
" لم لا نهرب " مزلت مصرا على الهرب من ذالك الوحش .
" لن نستطيع حتى ان حولنا .. كما انه سيعتبر ذالك وقاحة" حدقت وايند في بعيون باردة .
" وايند كان ذالك خطرا لا تتحدثي مجددا أن لم يطلب من كي ذالك سنموت قبل أن نعرف "
" فيلفيت من ذاك "
" إنه رئيس نقابة الأولى في المدينة ... درايهن الجميع يلقبه بي القلب الدنيوي . راقب هجومه و حذر من أن تحدق في وجهه عندما يستدر "
القلب الدنيوي! هذا لقب له وزن . أتذكر إنه قال انتم البشر اليس بشري بدوره !
.....
.
.
في الهواء ظهرت العديد من الأعين من. الفراغ كانت كل عين مختلفة عن الاخرى تزايد عدد الأعين حتى وصل الى عشرين تقريبا . فتحت العيون جفونها و حدقت في الملكة الام و الملكة السابقة المصابة .
لم تستطع الوحوش التفكير في سبب جعلها تقابل مثل هذا المصير حتى الهرب لم يعد خيار .
من حدقات الأعين ظهر توهج أحمر . اعمى الجميع لدرجة ان حدقت فيه مباشرة يمكن أن تصاب بالعمى .
حاولت الملكات المقاومة لكن اجسدهم بدأت ترتفع درجة حرارتها قبل أن يصلها الهجوم .
في نهاية احرق الشعاع من الأعين العديدة اجساد الملكات و الجبال العظمية خلفهم الى رماد . إختفى ما كان يوم ما عرين ضباع الجلد النتن الى الأبد .
.
" ما كان ذلك " هذا اول هجوم ساحق رأيته في حياتي حتى تلك المقاطع التى شهدتها من قبل لم تكن بهذه الروعة و هذه القوة
"كان الهجوم مهارة بصرية فريدة."
"سوف يهاجم أي شيء تراه مباشرة. يمكن للهجوم أن يقفز من خلال المسافات في لحظة ، ويطلق من العين هجوم مباشرة على الهدف الذي تلتقطه داخل رؤيتها من فراغ. انها مهارته البصرية لا مفر منها تقريبًا للأشخاص و الوحوش الذين كانت قوتهم القتالية أقل من قوته " قال فيلفنت .
بلع الجميع اي فكرة كانت عن الهروب الان .
" هل كان عليه ان يسبب كل هذا الدمار . مجرد تلويحة بسيطة منه يمكن أن تدمرهم بلا مجهود "
" جيت هدفه لم يكن قتل الوحوش بل تدمير مكان حصولنا على نقاط الخبرة ... ولقد و جد السبب المناسب.. "
" اه وجدتكم " .
"..."
صمت الجميع ... هل سمعنا لتوى ؟ هذه الفكرة الوحيدة التى مرت في اذهان الجميع . لاول مرة افكر انا الافكار دخليا يمكن أن تكون صاخبة...... و كأنه يستطع سماع افكرنا الداخلية توقف الجميع عن التفكير .
"لطالما قلت ان صمت مثل الموت الاكثر دموية على الاطلاق .امم انظر الى الوقت ان بحاجة للمغادرة ... اه ارسلو سلام الى قائدتكم بالنيابة عني "
مثلما ظهر إختفى من جديد هذا ملقب القلب الدنيوي.
لكنه لم يقل اي احد ولا كلمة . حتى في طريق العودة لم يلفظ حرف واحد . التأثير الذي تركه كان لا يوصف .... ماذا لو تحدثنا مجددا و ... هو لا يزال يراقب من مكان ما .