فى وقت العصرية كده واقفة ست فى البلكونة بتاعتها ماسكة منفضة وبتنفض السجادة اللى من كتر مهى نضيفة المنفضة بتعمل صوت عالى، ومع ذلك الست بتنفضها جامد أوى خلصت ولمت السجادة وفرشتها فى الصالة حَرَكِت الكراسى ورجعتهم مكانهم على السفرة مها بلوية بوز وهى بتبص لبنتها اللى نايمة ولا دريانة بالدنيا ومش حاسة بحاجة: أعمل إيه أكتر من كده هتجنن يا ناس قالتها بصوت عالى لتفزع الأخرى أخيرا من نومها عفوا غيبوبتها. ألاء بذعر وأثار النوم لسه على و شها: فى إيه حد مات!!!. مها: ده أنا اللى هموت من عمايلك عايزة تعملى فيا إيه يا بت إنتى. ألاء ببرود وكأن شيئا لم يكن: حصل إيه بس لده كله وبعدين متتعصبيش كده ضغطك هيعلى. مها: لا وإنتى ناعية همى أوى لو بتهتمى بيا كنت تقومى تساعدينى بدل منتى طول اليوم نايمة. ألاء : هقوم أعمل إيه بس مأنا بعمل شغل البيت كله أول مصحى الصبح هقعد أعمل إيه. مها بزعل: تقومى تقعدى وتتكلمى معايا ، حسسينى إنك بنآدمة عايشة معايا بدل مكل واحد عايش مع نفسه، يا بنتى الحياة مشاركة مش عايزاكى تفضلى كده يا بتعملى حاجة يا نايمة إنتى لسه صغيرة اخرجى شوفى صحابك وعيشى سنك. ألاء بحزن:صحابى مين اللى هخرج معاهم إحنا بعد مكل واحد دخل كلية مختلفة اتفرقنا ومبقاش حد يسأل عن التانى، أنا مثلا كنت بكلمهم وأشوفهم عاملين إيه وعلى يدك ولا واحدة عبرتنى وكأننا مكناش صحاب أبدا وكل واحد قال يالا نفسى والنبى يا ماما سيبينى فى حالى. مها وهى بتطبطب عليها: طيب خلاص بلاش صحابك تعالى معايا نزور خالتك بثينة. ألاء بتذكر: مش دى بنت عمك اللى كانت عايشة فى السعودية و لسه راجعة مصر من كام يوم. مها: أيوه هي. ألاء: بس إحنا هنروح نعمل إيه عندها وبعدين أنا مشوفتهاش من لما كنت فى ابتدائى وكمان مبحبش الزيارات والرغى اللى فيها. مها بنفاد صبر: إنتى يا بت إنتى هتقومى تغسلى وشك ده وتلبسى عشان هتيجى معايا ورجلك فوق رقبتك الست دعتنا نحضر الحفلة اللى عاملاها لابنها عشان حضر الماجستير وبقى محامى كبير، قومى يختى وهزى طولك، إنتى بنتى ولا ستى وبعدين زقتها من على الكنبة. ألاء وهى بتقوم وبتضحك: خلاص متزقيش أدينا قايمين مشت كام خطوة وبصت على مامتها لقتها متغاظة رجعت عندها بسرعة ألاء بعند ومرح: بقولك إيه يا ماما هو مينفعش أنام ساعتين كمان يكون المغرب أذن ونروح على العَشَاء علطول. مها وهى بتحدفها بالمخدة: عارفة لو مجهزتيش فى ظرف عشر دقايق هعلقك زى زمان. ركضت ألاء سريعا تجاه غرفتها خوفا من غضب والدتها لبست مها عبايتها السودة اللى اشترتها مخصوص عشان الزيارة دى واللى مجهزالها بقالها كتير كانت مضايقة من تأخير بنتها عدى نص ساعة ولسه مخرجتش كانت لسه هتناديها لقتها فتحت الباب وخرجت بصتلها بحب وفرحة وهى شايفاها زى القمر بالدريس اللى كانت لابساه وطرحتها اللى مزينة وشها بس رجعت تعابير وشها المستاءة من تانى مها بإنزعاج: ده كله عشان تلبسى إنتى مبتريحيش أبدا. ألاء بضحك: والله يا مها عيب عليكى ده بدل متقولى فيا شِعر وتعملى زى الروايات وتقوليلى طالعة زى القمر يا حبيبتى وتدعيلى ألاقى ابن الحلال اللى يصونى ويكون رجل أعمال وبعضلات وبيموت فيا ووو مها بضيق: صدعتينى إيه الرغى ده كله وبعدين تعاليلى هنا قالتها وهى بتشدها من ضهر الفستان، رجل أعمال مين يختى اللى يبص لواحدة زيك حياتها كلها كسل ونوم ده ميرضاش يشغلك عنده خدامة آه والله، ده أنا الشاب اللى هيتنازل وهيتجوزك المفروض نكافئه على المصيبة اللى هتقع عليه. ألاء وهى بتعدل طرحتها: لأ مأسمحلكيش ده أنا لابسة الحتة اللى على الحبل طب ده أنا أى واحد فى الدنيا يتمنى يتجوزنى بس أنا اللى مش عايزة طب أشاور بس وهتلاقيهم اترصصوا قدام البيت يا مها. مها بزهق: طيب يلا نمشى اتأخرنا على الناس. نزلت مها مع بنتها بعد مقفلت شقتها وصلوا على الشارع الرئيسى وفضلوا واقفين. ألاء: يعنى فضلتى تستعجلينى دلوقتى واقفين ليه إحنا مش المفروض نروح نركب ميكروباص من آخر الشارع. مها: لأ أنا مستنية تاكسى. ألاء وهى حاطة إديها فى وسطها بإستغراب: تاكسى إيه اللى هنركبه ده إحنا هنصرف معاش بابا كله عشان نوصل، المسافة طويلة. مها وهى بتوقف تاكسى عشان يركبوا: ملكيش دعوة إنتى أنا عاملة حسابى. ألاء:ماشى يلا قلبى مش مطمن. ساعة كاملة مرت لحد موصلت مها هى وألاء لمنطقة راقية غير المنطقة الشعبية اللى ساكنين فيها الشوارع نضيفة ومفيش صوت نهائى الشجر مزروع وفيه حديقة كبيرة مليانة ورود جميلة بألوان مختلفة ألاء كانت بتبص بتبريقة، دى أول مرة تشوف الأماكن دى على الحقيقة بعد مكانت بتشوفهم بس على التليفزيون حست بإبنبهار فضلت ماشية مع نفسها بتستكشف المكان مخدتش بالها إنها بعدت عن مامتها لحد مسمعت صوت حد شخط فيها أمير بغضب: إنتى يا غبية إنتى مش تفتحى. ألاء وهى فاتحة بوقها مصدومة: إيه ده إنت حقيقة إزاى فضلت تبربش بعنيها كذا مرة يمكن بتحلم وهتفوق أهوه غمضت عنيها كام ثانية ورجعت فتحتهم تانى لقته لسه واقف قدامها... أمير وهو بيحرك إيده قدام وشها: إنتى عامية كمان ولا إيه. ألاء بعد مرجعت لوعيها: لا مش عامية بس مش مصدقة هو إنت حقيقة بجد رفعت إيديها وهى بتلمس وشه اللى اتعودت تشوفه فى أحلامها دايما ،حست إن قلبها بيدق بسرعة أوى ركزت فى ملامحه اللى حفظتها من كتر مبتحلم بيه عينيه وخدوده ودقنه كل حاجة. أمير وهو مستغربها شال إيديها اللى لامسه وشه مش مستوعب أى حاجة ولسه هينطق ويسألها عملت كده ليه لقى مامته جاية ووراها مها وهى متعصبة مها: روحتى فين وسيبتينى يا أخرة صبرى تخلينى أطلع وأبص حواليا ملاقكيش يا بنت ردى عليا إنتى مالك مسهمة كده ليه. بثينة مامت أمير وهى بتبص لآلاء: بسم الله ماشاء الله بنتك كبرت وبقت عروسه زى القمر. آلاء سمعت كلمة عروسه وبعدين بصت لأمير اللى ملامحه وسيمة جدا واتمنت لو حلمها يتحقق وتتجوزه رجعت بصت لمامت أمير وراحت سلمت عليها ألاء برقة غير معتادة: إزيك يا طنط وحشينا أوى مصر نورت والله، أول مماما قالت إنك رجعتى من السفر قولتلها لازم نروح ونسلم على طنط بثينة وابنها ركزت أوى فى عينين أمير وهى بتقولها لدرجة إنه بص فى الأرض من كتر مهى بصاله حس بالإحراج فرحت بثينة جدا بيها وحست فى نفسها إنها ممكن تكون عروسة كويسة جدا لأمير، أما مها فكانت مستغربة بقا دى آلاء اللى كانت بتتحايل عليها من شوية إيه سر التغيير اللى جالها ده يا ترى. بثينة: سلم يا أمير على طنطك مها بنت عمى وعلى الأمورة دى. سلم أمير بإحترام على مها وبعدين مد إيده يسلم على ألاء اللى قلبها كان هيقف فضلت ماسكه إيده جامد ومش راضية تسيبها ، أمير حس بحاجة غريبة ووشه احمّر من الاحراج أما مها وبثينة فضحكوا وعرفوا إن الاتنين دول لبعض أكيد.... شد أمير إيده وكان نفسه الأرض تنشق وتبلعه أما آلاء فكانت طايرة من الفرح معقول أحلامها هتبقى حقيقة يعنى ده مش وهم، أخيرا القدر هيبتسم ويمدلها إيده. مها: ألف مبروك يا حبيبى وعقبال متحضر الدكتوراة ونفرح بجوازك قريب. أمير بإحترام ورقى: شكرا جدا لحضرتك ده من زوقك. آلاء فى نفسها: لأ أنا مينفعنيش الكلام ده الواد شكله مؤدب وهيتعبنى معاه وأنا كان نفسى فى باد بوى يعلمنى الأدب وكل يوم نتخانق لكن ده بسكوته يختى قمر . بثينة: يلا اتفضلوا نطلع فوق. آلاء بخطوات سريعا: أيوه يا طنط يلا اتفضلى معايا مشت آلاء قدام بثينة اللى كتمت ضحكتها بالعافية ومها حاسة بالغيظ من عمايل بنتها وأمير كان حاسس إنها هبلة. ركبوا كلهم الأسانسير اللى وقف فى الدور السابع فتح أمير الباب وهيدخل وفجأة اتخض لما سمع آلاء بتزغرط وراه بصوت عالى آلاء: فى إيه بتبصيلى كده ليه يا مها أنا قولت أفرحكم يعنى ده جزاتى يعنى. مها بغيظ: معلش يجماعة أصلها نفسها تفرحوا بس. أمير بإستئذان: بعد إذنكم ثوانى هعمل مكالمة وجاى. مها: إذنك معاك يا حبيبى. آلاء ببرطمة: مكالمة إيه اللى هيعملها دلوقتى ليكون بيكلم بنات يلهوى بيخونى ماشى استنى عليا يا أمير إما وريتك مبقاش آلاء. بثينة بمكر: خدى راحتك يا لولو عايزاكى تتفرجى على البيت وأنا هاخد مها معايا المطبخ نجهز العشاء. آلاء بتمثيل: أنا ممكن آجى أساعدك يا طنط. بثينة: متقلقيش إنتى يا حبيبتى يلا يا مها شدتها من إيدها وبصوا لبعض وضحكوا. فضلت آلاء تبص حواليها وبعدين مشت فى ممر طويل فى الشقة اللى كل حاجة فيها تجنن حست بسعادة كبيرة لما فكرت إنها ممكن تبقى شقتها فى يوم من الأيام فى آخر الممر لقت أوضة بابها موارب بصت من الفتحة دى لقت أمير واقف بيلعب فى موبايله ومديلها ضهره فضلت متنحة فيه شويه مكنش لابس التيشرت بتاعه وجسمه باين من فوق زى التمثال المنحوت عضلات ضهره باينة قدامها آلاء بتتنيح: الله يخربيتك إنت حلو كده ليه سندت على الباب جامد من غير متحس فاتفتح وخدها معاه فوقعت أمير وهو بيتلفت فجأة: إنتى إيه اللى جابك هنا. آلاء وهى بتحاول تقوم: إيه اللى جابنى هنا طب تعالى ساعدنى أقوم الأول ولا العضلات دى عضلات صينى. انتبه أمير لكلامها وبص لنفسه واتكسف إنها شافته كده خده تيشرته بسرعة ولبسه أمير: أنا آسف عشان مخدتش بالى إنى مش لابس. آلاء بدون وعى: ياريتك مخدت بالك. أمير بصدمة: إنتى بتقولى إيه. آلاء بنحنحة: احم مبقولش ممكن بس تساعدنى أقوم. مد أمير إيده ليها مسكتها آلاء ونفس الاحساس جالهم آلاء مقدرتش تسيب إيده وأمير قلبه دق لما لمس إيديها بصلها لقاها مركزه جدا فى عنيه شاف ملامحها الرقيقة عجبته بساطتها اللى تشد أى حد حس إنه متلخبط فشدها جامد لحد موقفت حست آلاء على نفسها عمرها مكانت كده طول عمرها strict فى التعامل مع الشباب محدش كان بيفكر يقربلها بس أحلامها اللى كانت بتشوفها واللى حبت النوم علشانها بقت حقيقة ملموسة قدام عنيها مجرد مبتبص لأمير بتحس إنها معزولة عن العالم كله. آلاء وهى لسه بصاله وبنفس التركيز: تتجوزنى يا أميرى. يتبع....... #لم يكن حُلماً# بقلم#سلوى رمضان#

2022/03/20 · 111 مشاهدة · 1512 كلمة
نادي الروايات - 2025