بينما كان ريو يجلس على الشرفة، نظر إلى غروب الشمس بأعين مليئة بالحزن، وكأن أشعتها كانت تُذكّره بشيء بعيد ولكنه مؤلم. تذكر ريو عندما كان طفلا حيث كان والده يحمله علي رقبته و يذهبان لمشاهدة غروب شمس .
"غروب الشمس جميل، لكنه في نفس الوقت... حزين". قالها بصوت هامس، وكأنه يتحدث إلى نفسه. بدأ يشعر بشيء ثقيل في قلبه، وبدون أن يدرك، سالت دموعه على وجهه. لم يكن حزنًا لحظيًا، بل كان المًا دفينًا خرج أخيرًا من أعماقه.
مع كل شعاع يغيب خلف الأفق، كان ريو يترك جزءًا من ألمه يتلاشى. عندما اختفت آخر بقعة من الشمس، اختفى أثر الحزن من عينيه، وتحولت إلى برودة قاتمة، بلا أي شعور.
بعد أن دخل من الشرفة، اتجه نحو الحمام، حيث ملأ الحوض بالماء الساخن. جلس في الحوض، وارتخى جسده، ورأسه مستندة إلى طرف الحوض. نظر إلى السقف بلا تركيز. "يجب أن أعرف حقيقة موت أبي..." همس لنفسه. فكر للحظة في طلب مساعدة رياس، لكنه مسح الفكرة فورًا من رأسه. لا يريد تدخل الشياطين في شؤونه الخاصة. "الشيء الأخير الذي أحتاجه هو أن أكشف قوتي لأحدهم، وخاصة رياس. لا، لا أستطيع أن أثق بها، أو بأي شيطان آخر."
ابتسم بمرارة. "يبدو أنني سأعتمد على نفسي فقط."
بعد أن أنهى استحمامه، وقف أمام المرآة وابتسم قليلاً لنفسه. "جسدي أصبح أقوى... لو كنت سأرى هذا في الماضي، لكنت سعيدًا. لكن الآن، كل ما أريده هو قوة تجعل كل من يسمع اسمي يرتجف خوفًا." لف المنشفة حول خصره واتجه نحو المطبخ ليصنع عشاءه، لكن صوت جرس الباب قاطعه.
عندما نظر إلى شاشة المراقبة، رأى رياس، أكينو، كيبا، كونيكو، وإيسي واقفين أمام الباب. تنهد، واتجه نحو الباب لفتحه.
عندما فتح الباب، توقفت المجموعة للحظة، وظهرت علامات الصدمة على وجوههم. تحول وجه رياس وأكينو وكونيكو إلى اللون الأحمر، بينما إيسي صرخ متفاجئًا، "ريو-سان! لماذا لا ترتدي شيئًا؟"
نظر ريو إلى إيسي ببرود، وقال بصوت هادئ ولكن مخيف، "لأن هناك من قاطعني عندما كنت أستعد لارتداء ملابسي."
شعر الجميع بالحرج، وحاولت رياس كسر الصمت بقولها، "كنا نريد زيارتك والتأكد أنك بخير."
نظر ريو إليها بلا تعبير وقال، "شكرًا، أنا بخير. ولكن الآن، لدي ما أفعله. كنت سأجهز عشاء"
فجأة، تقدمت أكينو بابتسامة وقالت، "ما رأيك أن أعد لك العشاء بدلًا من ذلك؟"
هز ريو راسه قليلاً، و تراجع بخطوة إلى الخلف. "أقدر عرضك، أكينو، لكنني أحتاج إلى بعض الوقت وحدي." نظرت أكينو إليه بتلك الابتسامة الدافئة، لكنها شعرت أن هناك حاجزًا بينهما لا تستطيع تجاوزه.
شعرت أكينو بالحزن العميق، فقد كانت تعرف أن ريو الطيب واللطيف قد اختفى، وحل محله شخص جديد أغلق قلبه. كسر كيبا الصمت برفق، محاولاً تخفيف التوتر.
"ريو-سان، لماذا لا تدع أكينو-سان تحضر لك بعض الطعام؟ ربما لم تلتئم إصابتك بعد."
تدخلت رياس بسرعة، وملامحها تعبر عن بعض الأمل.
"نعم، ريو. دع أكينو تطبخ لك، ونحن سنساعدك في تنظيم منزلك."
على وجوههم ظهر القليل من الترقب، يأملون في أن يوافق ريو. لكن جوابه جاء ببرود قاسٍ كعادته.
"لا، لست بحاجة لذلك."
كان إيسي هو الوحيد الذي شعر بشيء مختلف. لم يلحظ أحدٌ غيره ما دار في داخله، لكن ريو كان قد شعر بذلك. بطرف عينه، نظر إلى إيسي وفكر بصمت:
"مشاعر مظلمة... هل هو غضب؟ أم شيء آخر؟"
سريعًا، بدأ ريو يحلل المشاعر المنبعثة من إيسي. تذكر طبيعته المنحرفة وابتسم ببرود في نفسه:
"هل يغار مني؟ من المعاملة التي أتلقاها؟"
فجأة، رأى خيوطًا سوداء تتصاعد من إيسي باتجاهه. قبل أن يتمكن من فعل أي شيء، بدأ ريو في امتصاص تلك المشاعر المظلمة، وكل هذا حدث في لحظة. خلال أجزاء من الثانية، كان قد امتص كل شيء.
نظر إلى إيسي نظرة خاطفة قبل أن يحول بصره بعيدًا، ثم قال ببرود:
"آسف، لكن يجب أن أذهب الآن. قد يراني الناس بهذه الحالة."
أغلق ريو الباب خلفه بصمت. كان الجميع، بما في ذلك رياس وأكينو، يشعرون بالحزن العميق. أما إيسي، فقد ظل يشعر بالغيرة، ليس فقط لأن ريو رفض طلب أكينو، بل لأن أكينو لم تعرض عليه الطهي له.
خلف الباب، وقف ريو وهو لا يزال يمتص خيوط المشاعر السوداء المتبقية. كانت مشاعر غيرة صافية. ابتسم بركن فمه، ثم تمتم بهدوء:
"لا أعرف سبب امتصاصي لهذه المشاعر، لكن هناك شيء واحد مؤكد: أصبحت أقوى. ويبدو أن لدي الآن القدرة على استشعار المشاعر."
وسع ريو نطاق إحساسه ليغطي دائرة واسعة قطرها خمسمائة متر. شعر بمشاعر السكان المحيطة: مشاعر سعادة، غضب، حزن، غيرة، كراهية، وشهوة. حاول امتصاص تلك المشاعر ولكنه فشل.
تمتم بينما كان يسير نحو غرفة نومه:
"يبدو أنني لا أستطيع امتصاص هذه المشاعر. ربما لأنها ليست موجهة نحوي، أو لأنها ليست بالقوة الكافية... أو ربما لأنني لست سببًا لها."
قام ريو بارتداء ملابس خفيفة واتجه نحو المطبخ، حيث أعد طبقًا مكونًا من أرز وبيض ولحم مقدد. بعد تناول الطعام وتنظيف المكان، اتجه نحو غرفة تحت الأرض.
عندما دخل الغرفة، أضيئت المصابيح تلقائيًا. نظر ريو إلى الغرفة التي كانت بحجم ملعبين لكرة السلة، واقترب من الجدار ليجد أن هناك تعويذة سحرية لعزل الصوت، كما كانت الجدران مغطاة بطبقة من الحديد.
"يبدو أن هذه غرفة مصممة لتدريبي على القتال."
بدت عروق ذراعه في بروز، وتحولت أظافره إلى مخالب حادة. نظر ريو إلى يده ثم هجم على الجدار، لكنه لم يتسبب إلا في ترك علامة خدش.
"يجب أن تكون هذه الجدران قابلة لتحمل هجوم من شيطان من درجة عليا."
بعد التأكد من قوة الجدران، اتجه نحو منتصف الغرفة. رفع يده وأرسل طاقته الشيطانية، حيث نجح في تشكيل سيف من عنصر الظلام، كان سيفًا على طراز أوروبي كان حاد كأنه يستطع تقطيع كل شي .
كان ريو سعيدًا لأن فكرته نجحت وتمتم لنفسه.
"منذ قتال ضد شياطين ضالة وتحولي، أصبح في إمكاني التحكم في الظلام. يبدو أنني استطعت تشكيل أي شيء من عنصر الظلام."
حاول ريو تشكيل رمح خلفه لكنه فشل.
"حسنا، هذا متوقع. لن يكون الأمر بهذه السهولة."
كان ريو يتوقع الفشل في هذا الأمر، لأنه لم يكن يعرف الكثير عن سحر آخر، ولم يكن لديه القدرة على إنشاء سلاح لم يكن يعرف شيئًا عنه، مثل الحجم والوزن. لكن لماذا نجح في صنع سيف؟ لأنه عندما نظر إلى النبلات وعرف أنه لا يمتلك كمية كافية من القوة السحرية، قرر التدريب على سيف كيبا.
لكن أسلوب كيبا يعتمد على الزخرفة والسرعة، وبفضل قطعة الفارس لديه، كان يتمتع بسرعة كبيرة. لذلك قرر ريو زيادة سرعته، لكنه فشل في النهاية.
"إن كان سيف كيبا يمثل سرعة، إذن سأتعامل بطريقة مختلفة. فأنا لست مبارزًا نقيًا، سأستخدم سيفًا لقطع الأعداء، لذلك سأركز على القوة والدقة ليكون سيفي واحدًا ضربة واحدة موت واحدًا، ومن أجل ذلك أحتاج إلى أساسيات سيف قوية."
بدأ ريو في تدريب على القطع العمودي.
1
2
3
تدرب لعدة ساعات، وفي كل مرة كان هناك خطأ في موقفه، يعيد من البداية حتى ينجح في الوصول إلى ألف حركة قطع عمودي.
لم يعد ريو يستطيع التحمل، وبعد أن أنهى القطع العمودي الأخير، كان يتعرق بغزارة ويداه ترتجفان من الألم الناتج عن التلويح، وقدماه لم تعد قادرة على حمله، فسقط ريو مغمى عليه من شدة التعب، واختفى سيف الظلام من يده.
فجأة، ظهر فارسان ظلام في الغرفة، لكن أشكالهم تغيرت وأصبحت أوضح. الأول أصبح ضخمًا وقوي البنية، لونه أسود داكن مع تفاصيل بنفسجية متوهجة. كان يرتدي درعًا أسود وسيفًا عملاقًا في حزامه، ولديه رأس كبير مع خوذة سوداء وعيون نارية بنفسجية متوهجة. كانت مخالب يده طويلة وحادة.
كان الثاني ضخمًا وطويلاً، يرتدي درعًا أسود مع لمعان بنفسجي، مما يضفي عليه مظهرًا شبه آلي. كان يغطي رأسه خوذة سوداء ضخمة ذات قرنين طويلين، مما يزيد من إحساسه بالقوة والسيطرة. توجد فتحتان صغيرتان في الخوذة تشبهان العينين، وتشع منهما وهجة بنفسجية باهتة.
كان يحمل سيفًا طويلًا ورفيعًا، ومقبضه يتناسب مع حجم يده الضخمة. شفرة السيف زرقاء لامعة، وتبدو وكأنها مصنوعة من مادة سحرية.
أما الثالث، فكان يبدو ضخمًا وقويًا، يرتدي درعًا أسود مع بريق بنفسجي يبدو وكأنه جزء من جسده، مما يضفي عليه مظهرًا شبه آلي. كان يضع على رأسه خوذة سوداء ضخمة ذات قرنين طويلين، مما يزيد من إحساسه بالقوة والسيطرة. توجد فتحتان صغيرتان في الخوذة تشبهان العينين، وتشع منهما وهجة بنفسجية باهتة.
كان يحمل فأسًا عملاقًا على كتفه ودرعًا عملاقًا على ظهره.
كان يحيط بهم هالة من الضباب الأسود البنفسجي المتوهج.
كان التغير واضحًا عليهم، لأنهم عندما خرجوا كانوا يحملون نفس الأسلحة ونفس الشكل تقريبًا، لكنهم تغيروا كثيرًا.
نظروا إلى بعضهم بعضًا ثم إلى ريو النائم على الأرض.
أومأ جميعهم برؤوسهم، وتقدم رقم 2 وحمل ريو برفق، وكان سعيدًا جدًا لأنه يستطيع حمل سيده.
بينما شعر الاثنان الآخران بالغيرة، كل واحد يريد حمل سيدهم، لكنهم كانوا أضعف من رقم 2، لذلك يجب أن يخضعوا لأمره عندما لا يكون سيدهم موجودًا.
بعد التأكد من أن ريو نائم بسلام، خرج الثلاثة لحماية المنزل.