أشعة الشمس اللطيفة تغمر الغرفة ببطء، محاولة طرد بقايا الظلام الباهت. شعر ريو بدفء الشمس يتسلل إلى بشرته، محاولًا الاحتفاظ بتلك اللحظة المريحة. دون أن يدري، شد الغطاء فوق جسده وكأنه يريد احتضان هذا الدفء، إلا أن سكون اللحظة لم يدم طويلًا. رنّ المنبه فجأة، معلنًا نهاية راحته.

فتح ريو عينيه ببطء شديد، وأشعة الشمس تلقي ظلالاً خفيفة على وجهه. جلس في سريره بهدوء، عينيه تحدقان حوله باندهاش. "غرفتي؟" تساءل بصوت خافت، بينما عقله يسترجع ذكريات الليلة الماضية. آخر ما يتذكره كان سقوطه من التعب في غرفة التدريب... "كيف وصلت إلى هنا؟"

قبل أن يتمكن من الإجابة عن تساؤلاته، ظهرت فجأة أمامه ثلاثة فرسان. انحنوا جميعًا بركبة واحدة أمامه في صمت تام. ريو، الذي لم يكن قد استيقظ تمامًا بعد، شعر بالصدمة. "ما الذي يحدث هنا؟" تمتم لنفسه.

حدق في الفرسان الثلاثة. كان واضحًا أن شيئًا ما قد تغيّر فيهم. أجسادهم أضحت أكبر وأكثر قوة، والدروع التي يرتدونها باتت تبدو أكثر تفصيلًا وتعقيدًا. مدّ يده ليشير إليهم، ثم سأل بدهشة: "كيف تطورتم بهذه السرعة؟"

نظر الفرسان الثلاثة إلى بعضهم بعضًا قبل أن ينهض الفارس رقم اثنين، مشيرًا بيده في محاولة لشرح الموقف. أشار بعناية مستخدمًا حركات دقيقة، وأوضح بعد أن تلقوا أمرًا منه للبحث عن الشياطين الضالة و ملائكة ساقطة و الوحوش الشيطانية، وقد اكتشفوا مدينة باكمله حيث قتلوا تسعة شياطين. امتصوا قوتهم السحرية، مما ساهم في تطورهم.

وضع ريو يده على رأسه، ليس من الألم، ولكن لمحاولة فهم إشارات الفارس. "أوه، الأمر معقد. لكن لماذا لا تستطيعون التحدث بعد؟"

هز الفارس كتفيه، غير قادر على الإجابة. تنهد ريو بعمق وقال: "يبدو أنكم بحاجة إلى أسماء الآن."

ارتسمت ملامح السعادة على وجوه الفرسان الثلاثة، ورغم شعور ريو بأن تسميتهم ستكون مهمة صعبة، إلا أنه أومأ برأسه. أشار إلى الفارس الذي يحمل سيفًا عملاقًا وقال: "سأدعوك 'جحيمي' لأن خوذتك تشبه بوابة الجحيم." ثم نظر إلى الفارس الثاني، الذي كان يتحكم في النيران السوداء: "أنت ستكون 'نيرو'." وأخيرًا، الفارس الثالث الذي يمتلك درعًا قويًا قال له: "وأنت، ستكون 'حديد'."

توقع ريو أن يواجه اعتراضًا على هذه الأسماء البسيطة، لكن على عكس توقعاته، بدا الفرسان سعداء للغاية. ربما لم تكن الأسماء مثالية، لكنها كانت تعني لهم الكثير.

ابتسم ريو بارتياح، ورغم بساطة الموقف، كانت هذه أول مرة يبتسم فيها بابتسامة حقيقية منذ تعرضه للتعذيب على يد الشياطين الثلاثة الضالة. شعر ريو أن الموقف غريب، فهؤلاء الثلاثة هم سبب عدم ابتسامه، لكنهم أصبحوا سبب ابتسامته مرة أخرى.

عاد وجه ريو ليصبح باردًا مرة أخرى، وتحدث قائلاً: "هل تعرفون أين مواقع الشياطين الضالة القوية، والملائكة الساقطة، والوحوش الشيطانية؟"

أومأ نيرو برأسه.

أومأ ريو برأسه أيضًا وتحدث مجددًا: "سأحضر خريطة لمدينة كوه عندما أعود من المدرسة، قوموا بتحديد مواقعهم."

أومأ الثلاثة برؤوسهم.

وقف ريو ببطء من سريره واتجه نحو الحمام، بينما كان الثلاثة يتبعونه بنظراتهم. نظر ريو إليهم وسأل: "إلى أين أنتم ذاهبون؟"

أشار جحيمي إلى الحمام. "تريدون دخول معي؟"

أومأ حديدي.

كان ريو منزعجًا، كيف يمكنه أخذ راحته في الحمام مع وجود ثلاثة عملاقين ينظران إليه. لذلك صرخ منزعجًا: "لا! ابقوا خارج الحمام!"

لكن جحيمي وحديدي ظلا مصرين على دخول الحمام. كان ريو على وشك الانفجار من الغضب، وفجأة، قام نيرو بضربهم على رؤوسهم بقبضته.

نظر الاثنان إليه ثم إلى ريو، وطلبا منه معاقبة نيرو، إذ كانوا جميعًا يتصرفون مثل الأطفال. كانت عروق الجبهة لدى ريو بارزة من الغضب، فصرخ: "جحيمي وحديدي، كلكم معاقبون! اضغطوا برؤوسكم على الأرض!"

بدأ كلهم بالدفاع عن أنفسهم، مدعين أنهم لم يفعلوا شيئًا، وأنهم كانوا يحاولون حمايته، لكن نيرو هو من أخطأ.

"نفذوا الأمر، أو سيكون عقاب أكبر!" كانت هالة مظلمة تحيط بريو، وعيناه تلمعان باللون الأحمر، مما أظهر غضبه. لذا لم يكن أمام حديدي وجحيمي سوى الخضوع لأوامر سيدهم.

نظر ريو إلى نيرو قليلاً ثم دخل الحمام. نزع ملابسه ووقف تحت رشاش الماء، بينما بدأ في الاستحمام وهو يفكر: "يبدو أن نيرو هو الأقوى و اكثر ذكاء بينهم. حسنًا، هذا متوقع. حتى قبل أن يصبحوا جنود الظلام، كان نيرو قائدهم. كما أنهم اكتسبوا مشاعر خاصة، وتحسن ذكاؤهم. لكن رغم ذلك، يبدو أن اخلصهم لي لم يتغير."

شعر ريو أن ارتفاع ذكاء جنوده سيكون مفيدًا لتسهيل تنفيذ أوامره بدقة.

بعد دقائق، انتهى ريو من الاستحمام وخرج ليجد جحيمي وحديدي يتعرضان للعقاب، بينما كان نيرو يسير أمامهم ويرفع إصبعه كأنه يقوم بتوبيخهم. كان مشهدًا مضحكًا.

لحظ نيرو أن ريو قد خرج، فتوقف عن توبيخهم ونظر إلى ريو في انتظار أوامره.

"حديدي، جحيمي، قفوا!" كان صوت ريو هادئًا.

بسرعة، وقف كل من جحيمي وحديدي بجانب نيرو في انتظار أوامره.

توجه ريو نحو الأريكة وجلس، ثم نظر إلى نيرو وجحيمي وحديدي. "هل حصلتم على أرواح الشياطين الضالة التي قتلتموها؟"

أخرج كل واحد منهم أرواح الشياطين الضالة التي قتلوها. كان نيرو يمتلك خمسة أرواح، بينما كان جحيمي وحديدي يمتلكان أربعة أرواح. وضعوا أرواح الشياطين التسعة على الطاولة أمام ريو.

وقف ريو وأخذ ثلاثة أرواح وبدأ في إرسال طاقته الشيطانية إلى الأرواح. وبكلمات هادئة لكنها تحمل قوة وجبروتًا، قال: "انهضوا!"

بدأت الأرواح في النهوض، ونشرت هالتها المظلمة في جميع أنحاء الغرفة. بدأت الأرواح في الوقوف، كان أولهم يرتدي درعًا أسود لفارس عادي، ويظهر من خوذته بريق بنفسجي. وفي يديه رمح. وكان اثنان آخران يرتديان رداءً أسود قديمًا، ووجوههما تشبه الجماجم، مع نيران بنفسجية في محاجر أعينهم، وفي أيديهما عصي سحرية.

حيث حصل علي فارس رمح و سحرين.

تفاجأ ريو، فلم يتوقع أن تكون الأرواح بهذه القوة. كان يعتقد أنهم سيكونون مثل نيرو وجحيمي وحديدي، لكن هذه كانت جنودًا جددًا. ورغم ذلك، لم يمنعه ذلك من إخفاء ابتسامة مرعبة على وجهه.

ركع جنود الظلام الجدد أمام ريو. نظر ريو إلى الأرواح المتبقية ثم إلى نيرو وجحيمي وحديدي وتساءل إذا كانوا يستطيعون أيضًا استدعاء جنود الظلام، لأن ذلك سيساعد ريو كثيرًا. لذلك قرر تجربة الأمر.

"نيرو، استخدم قوتك السحرية لاستدعاء جنود من خلال الأرواح."

كان نيرو في حيرة، لكنه لم يستطع عصيان أوامر سيده، فتقدم وأخذ أحد الأرواح وطبق ما قاله ريو. ولدهشته، نجح الأمر. تحولت الروح إلى فارس يشبه نيرو، لكنه يبدو أصغر حجمًا وأقل جاذبية. لكن هذا الأمر جعل ريو متحمسًا.

لذلك طلب ريو من البقية فعل الأمر، لكن جحيمي وحديدي هما الوحيدان اللذان نجحا.

فكر ريو في شيء: "يبدو أن نجاح الاستدعاء يحتاج إلى أن تتطور من جنود عادية إلى جنود نخبة مثل نيرو وجحيمي وحديدي."

لذلك طلب من نيرو وجحيمي وحديدي استدعاء بقية الأرواح، ونجح الأمر. كان أمام ريو اثنا عشر جنديًّا من الظلام يركعون أمامه.

لكن ريو لاحظ شيئًا في الترتيب؛ الجنود الذين استدعاهم هم في المقدمة، بينما الجنود الذين استدعاهم نيرو وجحيمي وحديدي يقفون خلفهم مباشرة. كان هذا ترتيب جيش الظلام، لكنهم فعلوا ذلك دون أوامر ريو.

ابتسم ريو بشراسة عندما رأى جيش الظلام يتبلور.

ثم قام ريو بتقسيم جيش الظلام إلى:

جنود نخبة: نيرو، جحيمي، وحديدي.

جنود عاديين: الجنود الجدد.

نيرو: قائد جيش الفرسان.

جحيمي: قائد جيش البربري.

حديدي: قائد جيش الدبابة.

أما الجنود الذين استدعاهم، فسوف ينتظر أن يتطوروا ويقوم بتعيينهم قادة أو يجد قادة مناسبين. كما عيّن نيرو قائد جيش الظلام.

جلس ريو علي كرسي و يدعم راسه علي ذراعه كان ينظر الي جنوده بعينين هادئتين وكان جميع جنود الظلام يركعون، وكان نيرو في المقدمة.

"جيش الظلام بدأ في التشكل، وأنا سوف أزحف بجيشي في جميع بقاع العالم وأرتفع إلى السماء."

كانت كلمات ريو تتردد في الهواء، مما جعل جنود الظلام يشعرون بهدف سيدهم، الهدف الذي سيسخرون أسلحتهم من أجله.

نظر ريو إلى الساعة على الجدار واكتشف أن الوقت قد حان للذهاب إلى أكاديمية كوه. رغم أن ريو أراد الخروج والبحث عن مزيد من القوة، إلا أنه كان بحاجة إلى السير خطوة بخطوة وعدم التسرع.

وقف ريو وبدأ بالسير، بينما وقف الجنود وفتحوا له طريقًا، ففي كل خطوة يخطوها، كان كل جندي يمر أمامه يطبع سيلًا من الظلام ويدخل في ظله.

انطلق ريو إلى أكاديمية كوه، وفي طريقه لاحظ أن جميع الفتيات والنساء ينظرن إليه.

تنهد ريو وقال: "أن تكون وسيمًا أمر صعب، لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟"

فجأة، لاحظ ريو أنه يتصرف بطريقة غريبة ومغرورة.

"يبدو أنني تأثرت بمعدل ذكاء جحيمي وحديدي."

هز ريو رأسه ليخرج الأفكار الغبية من ذهنه واستمر في طريقه.

عندما وصل إلى الأكاديمية، كان يسمع نقاشًا بين الفتيات والفتيان.

"من هذا الوسيم؟"

"نعم، منذ متى لدينا هذا الوسيم؟"

"اللعنة! أليس كيبا كافيًا؟ من أين ظهر هذا الوغد؟"

"انتظر، أنا أعرفه، إنه ريو."

"مستحيل! ريو، هل كنا هكذا؟"

"آه، إنها ريو، إنه شخص بارد لكنه وسيم!"

فجأة، سمعت صوت فتاة تقول: "ريو سيكون منذ هذا اليوم أمير كوه البارد."

كاد ريو أن يقع من هذا اللقب، وأيضًا ألم تقُل سونا إنهم اعتنوا بمظهره الجديد؟

2024/10/18 · 59 مشاهدة · 1340 كلمة
Mohamed 2004
نادي الروايات - 2025