ريو وصل إلى بوابة أكاديمية كوه، حيث كان العديد من الطلاب يدخلون. كان من السهل ملاحظة أن عدد الفتيات يفوق عدد الفتيان بكثير. كانت سونا وتسوباكي تقفان عند البوابة، تقومان بتوجيه الطلاب ومراقبة من يحاولون اختراق القوانين، وكذلك تتبع أولئك الذين يمتلكون إمكانيات مميزة لتحويلهم إلى قطع شطرنج لنبلائهم.

سونا، على عكس رياس، اعتمدت على الذكاء والاجتهاد، واستخدمت قدراتها العقلية في وضع خطط دقيقة خلال القتال وفي اختيار القطع المناسبة لفريقها. بينما رياس تمتلك طاقة شيطانية هائلة وسحر الدمار، لكنها اعتمدت على الحظ في كثير من الأحيان في تجميع أعضاء فريقها.

السؤال الذي كان يتردد في الأذهان هو: من سيفوز في النهاية؟ نبيلة رياس أم نبيلة سونا؟

الإجابة لم تكن واضحة. رياس تمتلك أعضاء أقوياء ومميزين، في حين أن فريق سونا قد يكون فوق المتوسط، لكن ذكاء سونا واستراتيجياتها المتفوقة قد تعوض هذا الفارق في القوة.

ريو شعر بالحاجة إلى تعلم فنون التخطيط العسكري وجمع المعلومات وتنظيمها، وأدرك أن سونا هي المعلمة المثالية لذلك. ومع ذلك، لم يكن يرغب في أن يكون تحت جناحها كتلميذ، لأن ذلك قد ينشئ علاقة قوية بينهما، وهو لا يريد ذلك؛ إذ قد يتحول الوضع إلى عداوة في المستقبل. لهذا، كان يحتاج إلى صفقة متوازنة يستفيد منها كلا الطرفين.

بينما كان ريو يفكر في كيفية عرض الصفقة على سونا، اقترب منها بهدوء.

"صباح الخير، حضرة الرئيسة ونائبة الرئيسة." تكلم ريو بنبرة هادئة.

ردت سونا وتسوباكي بنفس الهدوء: "صباح الخير، ريو-سان."

تحدثت تسوباكي بنبرة لطيفة، لكن عيناها عكستا نظرة شفقة. "هل أنت بخير، ريو-سان؟"

لاحظ ريو تلك النظرة، لكنه تجاهلها. "نعم، أنا بخير، نائبة الرئيسة."

أكمل ريو طريقه بعيدًا، بينما ظلت سونا تراقب ظهره وهو يبتعد.

بعد أن تجاوزه، تمتمت سونا: "يبدو أنه أصبح أقوى منذ الأمس."

شعرت بطاقة تحيط به، كانت أقوى من المعتاد. لكنها لم تلاحظ التعبير المرعوب على وجه تسوباكي.

كانت تسوباكي تشعر برعب غريب لم تتمكن من تفسيره. عندما تحدثت إلى ريو، شعرت بشفقة عليه، لكن عينيه كانتا تخفيان شيئًا مظلمًا، وكأنها كانت ترى الموت خلفهما. شعرت أن أي كلمة خاطئة قد تؤدي إلى نهايتها.

---

ما لم يكن ريو يعرفه هو أن الخوف الذي شعرت به تسوباكي لم يكن نابعًا منه مباشرة، بل من جنوده الذين كانوا يختبئون في ظله. هؤلاء الجنود لم يعجبهم نظرة الشفقة التي كانت تسوباكي توجهها نحو سيدهم، الذي يعتبرونه كائنًا أسمى في هذا العالم، سيد الموت ذاته. كيف يمكن لشيطانة مثل تسوباكي أن تجرؤ على إظهار تلك النظرة تجاهه؟

رغم أوامره الصارمة بعدم الكشف عن أنفسهم، كانوا مستعدين للتدخل إن تطلب الأمر. في عقولهم، أي شخص يُسيء إلى ملكهم سيموت بلا شك. كانوا يتخيلون أنفسهم يلتهمون لحمها، ويشربون دمها، ويصنعون كأسًا ذهبيًا من جمجمتها ليشرب سيدهم منه نبيذ النصر.

في الممرات كان ريو يتجه نحو الفصل. كان الطلاب يفسحون الطريق له بينما ينظرون إليه باهتمام. الفتيات كن ينظرن إليه بإعجاب، بينما الفتيان ينظرون إليه بغضب وحسد، لكنهم كانوا يخفضون رؤوسهم بمجرد أن يلتقي نظرهم بنظره.

وصل ريو إلى غرفة الصف، وعند دخوله كانت النظرات مزيجًا من الصدمة والإعجاب والغضب. اتجه نحو مقعده، وبمجرد جلوسه أحاطت به الفتيات وبدأت الأسئلة تتوالى.

"ريو-كون، هل أنت بخير؟ سمعت أنك تعرضت لحادث."

"نعم، ريو-كون، هل تحتاج إلى أي مساعدة؟"

"ريو-كون، إذا فاتتك بعض الدروس، يمكنني مساعدتك في شرحها."

على الجانب الآخر، بدأ الفتيان يصرخون بغضب مكتوم.

"لماذا يحظى بكل هذا الاهتمام؟"

"أنا أيضًا وسيم وتعرضت لحادث، أين اهتمام الفتيات؟"

"أنا لا أفهم الدروس، لماذا لا تعرضن علي المساعدة؟"

ردت الفتيات بحدة: "هل تقارن نفسك بريو-كون؟"

"ريو-كون وسيم وأنت؟ انظر إلى نفسك في المرآة!"

شعر ريو بصداع خفيف من الضجة، لكنه شعر بالارتياح عندما دخل الأستاذ وبدأ الدرس. بعد تحية قصيرة، شرع في شرح درس الرياضيات. مر الوقت ببطء حتى رن جرس انتهاء الحصة.

ما إن خرج الأستاذ حتى تجمعت الفتيات حول ريو مرة أخرى. لكنه هرب منهن بسرعة، متجهًا إلى سطح المدرسة حيث كان يبحث عن بعض الهدوء.

هناك وجد كونيكو، زميلته. أومأ ريو برأسه نحوها، فردت هي بتحية هادئة عبر هز رأسها. جلس ريو في الطرف الآخر من السطح، وبدأ في تناول طعامه.

لكن، لم يدم الهدوء طويلاً؛ عيون كونيكو كانت تراقبه.

نظر إليها ريو وسأل: "ما الأمر؟"

"لا شيء."

عاد ريو إلى طعامه، لكن نظراتها لم تتوقف.

"ماذا هناك؟" سأل مجددًا.

"لا شيء."

"إذن، توقفي عن النظر إلي. لا أستطيع تناول طعامي بهدوء."

أبعدت كونيكو نظرها بصمت. لكن بعد لحظات تكلمت فجأة: "لقد تغيرت كثيرًا."

لم يرفع ريو عينيه نحوها، وأجاب بهدوء: "أدركتِ ذلك الآن فقط؟"

"لا أعني شكلك فقط. أصبحتَ باردًا."

أجاب ريو ببرود: "هذا طبيعي. ريو القديم مات."

"لكنني أريد ريو القديم... اللطيف."

نظر ريو إليها بعينيه الباردتين التي تشع غضبًا مكتومًا. "ريو القديم كان ضعيفًا وغبيًا، وأنا لا أريد أن أكون كذلك."

"لكنك... لكنك..."

لم تستطع كونيكو التعبير عن مشاعرها. صرخ ريو بغضب: "هل هذا مهم؟ هل تعرفين ما مررت به؟ شعور أن يتخلى عنك من كنت تظن أنهم عائلتك؟"

بدأت دموع كونيكو تتساقط بصمت. تنهد ريو وأغلق علبة طعامه، ثم وقف واتجه نحوها، مسح شعرها الأبيض الفضي برفق، وأخرج علبة بسكويت من جيبه ووضعها أمامها. ثم قال بصوت هادئ لكنه حازم: "ريو القديم مات. ريو الجديد ولد من قلب الظلام واليأس والخوف وخيبة الأمل. أنا الآن ريو كوجين الجديد. أنا شيطان، ولا مكان للعواطف في قلبي."

ثم غادر السطح دون أن يلتفت. نظرت كونيكو إليه وهو يختفي، ومسحت دموعها، ثم همست لنفسها: "أعلم أن ريو اللطيف لا يزال موجودًا."

أخذت علبة البسكويت وبدأت في تناولها.

بينما كان ريو يسير، كان يفكر في أن الأمور خرجت عن سيطرته. لقد أدرك أنه بحاجة إلى تحكم أكبر في مشاعره.

عاد إلى الفصل حيث انتهت الحصة الأخيرة، وسمع صوت رنين الجرس. في الممر قابل كيبا.

"ريو-سان، من الجيد أنني وجدتك. الرئيسة ستبدأ الاجتماع قريبًا."

"كيبا-سان، هل هناك شيء مهم في الاجتماع؟"

"لا، فقط بعض الأعمال وجداول التدريب."

"حسنًا، لنذهب."

---

رايك في فصل

2024/10/19 · 67 مشاهدة · 915 كلمة
Mohamed 2004
نادي الروايات - 2025