عندما دخل ريو مع كيبا إلى غرفة نادي البحث عن الغموض، أحس على الفور بجوٍ ثقيل يغمر المكان. كانت الغرفة هادئة، وكأنها تفصل نفسها عن ضوضاء الأكاديمية الخارجية، وقد أضفى التصميم القديم لمسة مهيبة وغامضة عليها.

كانت إضاءة الغرفة خافتة، تعكس ظلالًا عميقة حول أرجاء الغرفة بفضل عدد من الشموع الموضوعة بعناية في زوايا الغرفة وعلى الطاولة الرئيسية. كانت شعلة الشموع الخافتة تراقص على الجدران، مُشكلةً ظلالًا وأشكالًا غريبة تشبه الأشباح، مما زاد من الإحساس بالغموض والرهبة. كانت تنبعث من الغرفة رائحة خفيفة من الخشب العتيق والبخور، وكأنها تخفي قصصًا قديمة وسرية عن عوالم الشياطين والمخلوقات الخارقة.

في أحد أركان الغرفة، توجد رفوف مليئة بكتب ذات أغلفة داكنة ومتهالكة، بعضها تحمل عناوين غير واضحة، لكن ريو استطاع تمييز بعضها مثل "مخطوطات الجحيم القديمة" و"أساطير الشياطين". كانت تلك الكتب مغلفة بهالة خاصة، مما يدل على أنها ليست مجرد كتب عادية، بل كنوز من المعرفة حول السحر والأسرار التي قلما يستطيع شخص عادي الوصول إليها.

في منتصف الغرفة، كان هناك مكتب خشبي تجلس رياس في مقعدها بوقار، تبتسم ابتسامةً هادئة وترحب بأعضاء النادي بنظرات مليئة بالثقة. بجانبها كانت أكينو واقفة، وبابتسامتها المعتدة.

أمام المكتب، في زاوية طويلة، كانت كونيكو تجلس تأكل من علبة البسكويت التي قدمها لها ريو، وكانت تراقب ريو من حين لآخر بنظرة خافتة لم يستطع تفسيرها.

كان إيسي يجلس مقابل كونيكو، الذي تغير مزاجه مع دخول ريو إلى الغرفة. بدأت غيرة ترتفع في قلبه مباشرة، وتحولت إلى خيوط سوداء امتصها ريو.

بجانب النافذة، حيث تسدل ستائر ثقيلة داكنة، وقف تمثال معدني لحيوان شيطاني، ملامحه تعبر عن الغموض والعنف في نفس الوقت. أما المذبح الصغير الذي كان يقبع في زاوية الغرفة، فقد زُيّن بأدوات وأغراض غريبة، ربما تُستخدم للطقوس السحرية، وكان يُشع بهالة مظلمة.

تكلمت رياس: "ريو، كيبا، من الجيد أنكم وصلتم في الوقت المناسب."

ابتسم كيبا قليلاً واتجه إلى مكانه بجانب كونيكو.

أومأ ريو برأسه نحو رياس واتجه نحو النافذة ووقف بجانبها، شعر بنسيم خفيف يتسلل من فجوة صغيرة في النافذة. حدق عبر الزجاج المغطى بطبقة رقيقة من الغبار نحو ساحات الأكاديمية، وكانت تعابيره جامدة، ووجهه محايدًا، لكن نظراته كانت غارقة في التفكير.

أخذت رياس لحظة لتفحصه، وكأنها تحاول قراءة مشاعره المختبئة خلف تلك الملامح الهادئة. ثم قالت بصوت هادئ لكن حازم، "لدينا بعض المهام المهمة لهذا اليوم. أكينو، هل يمكنك إطلاعنا على المستجدات؟"

ابتسمت أكينو وبدأت بالحديث بصوتها الناعم، "هناك نشاط غير طبيعي في منطقة الغابة القريبة من الأكاديمية. لقد وردتنا تقارير عن كائنات شيطانية تقترب من الحدود. سنحتاج إلى تقسيم المهام والتأكد من حماية الحرم الجامعي."

حينها، قطع ريو نظرته عن النافذة ونظر نحو أكينو. كانت نبرتها جادة، لكن ابتسامتها المستترة تخللتها لمسة غريبة من المتعة، كما لو كانت تستمتع بالإثارة المحيطة بهذه التحديات.

لم يكن ريو مهتمًا تمامًا بتلك المهمة، لكن فكرة التعامل مع كائنات شيطانية جذبت فضوله. فكر في الفرص التي يمكن أن يستغلها لاختبار قدراته المتزايدة، ووسيلة للتمرن على استخدام سلطاته الجديدة دون أن يلفت الانتباه.

سأل كيبا بفضول، "رياس-سينابي، كيف تودين توزيع المهام؟"

أجابت رياس بتركيز، "سنقوم بتقسيم أنفسنا إلى مجموعتين. أكينو، سترافقين كونيكو وإيسي لتتفحصا الأطراف الجنوبية من الغابة. أما كيبا وريو، أريد منكما استكشاف المنطقة الشمالية الشرقية."

رمق ريو كيبا بنظرة خاطفة وأومأ برأسه دون اعتراض. رغم أنه عادةً يفضل العمل بمفرده، إلا أن وجود كيبا معه قد يكون مفيدًا، حيث إنه يمتلك خبرة عالية في التعامل مع الكائنات الشيطانية.

بينما كانت رياس توضح تفاصيل المهمة، كانت كونيكو لا تزال تنظر إلى ريو، لكن نظرتها لم تكن مجرد فضول. بدت وكأنها تبحث عن شيء مفقود، شيء كان يشع منه قبل أن يتحول إلى هذه النسخة الأكثر برودة وغموضًا من نفسه.

أنهت رياس حديثها بابتسامة طفيفة، "حسنًا، لنبدأ. لا نريد أن نضيع الوقت."

استدار ريو نحو الباب، مستعدًا للمغادرة مع كيبا، لكن قبل أن يخطو خطوة، سمع صوت رياس مرة أخرى، "ريو، كن حذرًا. نحن لا نعرف طبيعة هذه الكائنات بعد."

أومأ ريو بهدوء، وقال بنبرة هادئة "سأكون حذرًا."

خرج ريو مع كيبا من غرفة نادي البحث عن الغموض، متجهين نحو الغابة القريبة. كان الجو خارجيًا مشبعًا ببرودة خفيفة، مع نسيم لطيف يحمل رائحة الأرض المبللة وأوراق الشجر. ومع كل خطوة، كان صوت خطواتهم يتردد في الصمت المحيط، وكأن العالم من حولهم يترقب ما سيحدث.

كان مظهر الغابة عاديًا، كما أنه لم يكن هناك شيطان هنا.

عندما دخلا الغابة، تحول المنظر بشكل ملحوظ. الأشجار الكثيفة تمتد عالياً، تفصل بين ضوء الشمس وكأنها تحجب كل شعاع يود الدخول. كان الهواء هنا أكثر برودة، والهدوء المخيف الذي يحيط بهما يزيد من حدة التوتر. كانت أشجار البلوط القديمة تبدو وكأنها تتجسس عليهما، كل فرع وكل ورقة، وكأنها تحفظ أسرارها منذ قرون.

كان ريو يعرف أن هذه الغابة لم تكن هكذا من قبل، لكنها الآن تحولت إلى هذا الشكل، كما لو أنها لم تكن نفس الغابة في مدينة كوه.

تجولت عيون ريو في الأرجاء، ولاحظ أن الظلال التي تلقيها الأشجار كانت تخلق أشكالًا غريبة على الأرض، مما زاد من الشعور بالقلق. "هل تشعر بشيء غريب، كيبا؟" سأل ريو وهو يتوقف للحظة، محاولًا استشعار أي شيء غير عادي.

أجابه كيبا، وهو يتفحص محيطهم بحذر، "نعم، الجو هنا ثقيل. وكأن شيئًا ما ينتظرنا." كانت نبرة صوته تشير إلى عدم ارتياحه، وبدأت الغريزة القتالية فيه تستعد لتقبل أي تهديد.

تابعا السير في صمت، وحينما اقتربا من منطقة أكثر ظلمة، سمعا همسات غريبة، كأن هناك كائنات تتحدث فيما بينها. ترددت الأصداء عبر الأشجار، مما جعل ريو يشعر بشيء غير عادي يحيط بهما.

فجأة، ظهرت أمامهما عشرة وحوش شيطانية من بين الأشجار، تتدفق نحوهم بشكل غير متوقع. كانت أشكالها مشوهة، عيونها تتلألأ في الظلام، وأسنانها الحادة تتلألأ تحت ضوء القمر الخافت.

"استعد، ريو!" صرخ كيبا، بينما تأهبا لمواجهة تلك المخلوقات.

في تلك اللحظة، شعر ريو باندفاع قوي من القوة داخله. استحضر سلطاته وصنع سيفًا على طراز أوروبي من ظلام كما تدرب. لم يكن هناك ذرة خوف بل حماس؛ إنه يستخدم هذه الفرصة لاختبار قدراته.

تقدمت الكائنات نحوهم، ولكن ريو كان مستعدًا. استشعر قوة شيطانية تنبض في جسده، وكأنها تريد الخروج وتدمير كل شيء. فتح عينيه على اتساعهما، وكأن كل شيء من حوله أصبح واضحًا.

"هيا، دعنا نرى ما يمكننا القيام به!" قال ريو بثقة، وهو يندفع نحو الوحوش الشيطانية.

رفع ريو سيفه من أجل قطع عمودي، انقبضت عضلاته واستعمل قوته الجسدية ودعمها بقوة شيطانية.

"شكل أول: قطع تنين الظلام!"

انطلق تنين شرقي مظلم من هجوم سيف ريو، مدمّرًا الأرض حوله وقطع وحشًا شيطانيًا.

كما أن كيبا لم يتأخر، واستعمل عتادًا مقدسًا، حيث أنشأ سيفًا شيطانيًا وانطلق بسرعة كبيرة نحو وحش شيطاني وقطعه بسرعة كبيرة.

استمر القتال بينهما لمدة ربع ساعة قبل أن يموت آخر وحش شيطاني على يد ريو.

كان كيبا يلهث بسبب استهلاك طاقته الشيطانية، وكانت حالته مزرية، ملابسه ممزقة وجسده كله جراح كبيرة وصغيرة. حتى ريو لم يكن في حالته أفضل، لكن جراحه كانت تشفى تدريجيًا.

نظر ريو إلى جثث الوحوش الشيطانية وبدأ في امتصاص الطاقة الشيطانية وجمع أرواحهم.

ثم وجه نظره إلى أعماق الغابة، شعر أن هناك شيئًا مميزًا جذابًا في هذه الوحوش الشيطانية، مما تسبب في تغيير الغابة، لكنه في نفس الوقت شعر أن هذا الإحساس مألوف ويطلب منه القدوم.

لكنه قرر العودة إلى نادي البحث عن الغموض وأرسل نيرو ليتحقق من الأمر.

نظر إلى كيبا وتحدث بهدوء. "تم قضاء جميع الوحوش، لنعود إلى نادي البحث عن الغموض."

"نعم، لنعد."

عندما عاد ريو وكيبا إلى غرفة نادي البحث عن الغموض، كانت الأجواء مشحونة بالتوتر والقلق. في البداية، كان الهدوء في الغرفة قد أحاط بهم مجددًا، لكن كان هناك شعور غريب بأن الأمور قد تغيرت.

توقفوا عند الباب، واستدارت رياس نحوهم، وقد ظهرت على وجهها ملامح القلق عندما لاحظت التعب الذي ظهر على وجهيهما. "كيف كانت المهمة؟" سألت، لكن النبرة في صوتها كانت تدل على أنها تتوقع شيئًا غير جيد.

أخذ كيبا نفسًا عميقًا، محاولًا جمع أفكاره قبل أن يجيب، "كان هناك عشرة وحوش شيطانية. قضينا عليهم، لكن... الغابة لم تكن كما تتوقعون. هناك شيء غريب يحدث."

رياس استدارت تجاه ريو، وكأنها تبحث في عينيه عن إجابة أكثر عمقًا. كانت تعابير ريو غامضة، متجمدة كعادته، لكن كان هناك شعور مخفي يتجاوز ذلك. "ما الذي رأيته في الغابة؟" سألته رياس بحدة.

فكر ريو للحظة، واسترجع الانطباعات الغامضة من الغابة، "أعتقد أن هناك شيئًا ما يتسبب في تغيير الغابة، وليس مجرد الكائنات الشيطانية."

أكملت أكينو، التي كانت تستمع باهتمام، "إذاً، نحن بحاجة إلى معرفة المزيد عن هذا التغيير. يجب أن نتأكد من عدم وجود تهديد أكبر."

في تلك الأثناء، كونيكو، التي كانت صامتة طوال الوقت، نظرت نحو ريو بنظرة خوف. "هل تعتقد أن هناك المزيد من الكائنات في انتظارنا؟" سألت بصوت خافت.

رد ريو بهدوء، "لا أعتقد أن هناك ما يدعو للقلق الآن. لكن يجب أن نكون حذرين."

كان على الحاضرين أن يشعروا بالقلق. كانت كونيكو تتأمل فيه، وكأنها تحاول فهم ما حدث. لكن ريو كان قد قرر أن يبقى بعيدًا عن التفاصيل، فقد كان يفضل عدم إثارة المزيد من الأسئلة.

تحدثت رياس مرة أخرى، "سنقوم بتشكيل فريق آخر للتحقيق في الغابة. أكينو، كونيكو، هل يمكن أن تذهبا مع ريو وكيبا مرة أخرى؟"

"بالطبع،" أجابت أكينو بنبرة عازمة. "نحتاج إلى استكشاف المزيد، وسأكون مستعدة"

قطعه ريو قائلاً: "آسف، لكني مصاب، كما أن كيبا مصاب. وأين إيسي؟"

فجأة، شعر أن إيسي قد أصيبت.

كانت رياس تشعر بقلق لذلك، فتوجهت مباشرة نحو دائرة سحرية للانتقال إلى موقع إيسي.

نظر ريو بهدوء، لكنه لم يستطع منع شعوره بخيبة الأمل من تصرف رياس.

نظر إلى كيبا وأكينو وكونيكو. "سأعود إلى منزلي."

حاولت أكينو إيقافه، لكن ريو قد خرج.

بينما كان ريو يسير، تمتم بهدوء: "نيرو، اذهب إلى الغابة واكتشف ما هو موجود."

بعد أن تلقى نيرو الأمر، انفصل عن ظل ريو مع بقية جنود الظلام.

"يجب أن أكتشف ما هو موجود في الغابة قبل أن تصل رياس أو تتدخل سونا."

وقف ريو بهدوء، وظهرت دائرة سحرية سوداء مع أحرف غامضة واختفى داخلها.

2024/10/26 · 45 مشاهدة · 1538 كلمة
Mohamed 2004
نادي الروايات - 2025