عندما فتح نجم عينيه قابل سقف منزله الخشبي القديم ، يشعر بأنه مقيد بحيث لا يستطيع تحريك جسده و لا حتى النطق بحرف ، ينظر فقط للسقف

مرت بعض دقائق و بدأ ببطء تعود حواسه ليشم بعدها رائحة دم كثيفة فى الهواء و فى نفس الوقت يشعر بشئ بارد يمسح جسده بلطف و حذر ، و سمع صوت تنفس ثقيل بجانبه كما لو أن أحد يبكى

استطيع ان يدير عينيه لينظر لمن ينظف جسده ، لمقابلة وجه بحاجبين كالسيف و عينان سوادء عميقة و أنف حاد و ملامح وجه بوسامة شرسه لم تخفها دهون الأطفال ، كان أخيه نوار يجلس بجواره يبكى و هو يمسح جسده بالماء البارد

حاول أن يتكلم لم يستطيع ، ليتحول نظره الى أرضية الغرفة ليجدها نظيفة ثم رفع نظره مره أخرى لنافذة فوق سرير نوار المقابل له

فكانت الشمس تميل للغرب و لونها ضوئها المحمر يغطى الأرض

و ما هى الا دقائق قليله ليحاول نجم مرة أخرى أن ينهض من السرير و لكنه لم يستطع الا تحريك أصابع يده و لكنه ذالك كان كافيه لجذب إهتمام نوار

نظر نوار لنجم بسعادة مع بعض القلق و هو يمسح دموعه التى نزلت سهواً و هو يسأل " نجم انت بخير "

و عندما لم يجب نجم ذاد قلق نوار و هو يقف من على الأرض ليظهر جسده الطويل بالنسبة لطفل فى السابعة من العمر

نظر نوار لنجم بقلق ثم ألبسه قميصه و أسرع مهرولا الى خارج الغرفة فى ثوانى

و ما هى إلا دقائق حتى دخل نوار و الجد و طبيب ثلاثيني يرتدي رداء أزرق

إقترب الطبيب منه دون كلمه و اشمئزاز واضح فى عيونه و هو ينظر الى الغرفة البسيطة ، أخذ ذراعه، ليشعر نجم بدخول دفء غريب يسرى فى كل مكان فى جسده

كان نجم متوتر وخائف كما لو أن هذا الدفء الغريب سيتحول لسيف سيقتله فى اى لحظة

نظر نجم للطبيب بحذر ليرفع الطبيب حاجبه بسخرية و هو يقول لجد نجم بإختصار " الطفل بخير " و يمسح يده بمنديل كما لو لمس شئ قذر ثم رمها على الأرض ..

... .....

.......

.........

لاحظ نجم أن جسده أبتلع الدف الغريب بجنون ، و بعدها القيود التى تربطه تحطمت ليستطيع تحريك جسده و الكلام مرة أخرى

أغمض عينيه أستطاع أن يرى جسده من الداخل و لكن لثواني فقط

تذكر المكتبة فى القصر البدائى و تذكر الصوت الغامض و هو يسأله أول طريق القوة

كانت إجابته حينها المعرفة

هذا صحيح الان يشعر بالغضب من جهله فهو لا يعرف أى شئ فكيف يصل للقمة و يصبح أقوى أو يغامر فى الكون و هو حتى لا يستطيع حتى حمايه عائلته بل يجعلهم قلقين عليه و يتحملون سخرية الطبيب لأجله قبض على يده بقوة و غضب و لمع اللون الذهبي و الفضي فى عيناه بحزم و رغبة قوية للقوة و المعرفة ..

.....

..........

..............

...... . ..........

و فى نفس الوقت كان نوار يحدق فى الطبيب بغضب فقد أدرك اشمئزازه من منزله و كيف عامل أخيه الان

كان يريد القوة ليحمى أخيه و جده ، يريد أن يصبح مثل وحش يحترمه و يخفوه الجميع ، ان يتحكم بحياته و ليزرع و يتحد السماء كالتنين

رفع يده يلمس قلادة بشكل تنين ضخم ، عيناه سوداء كهاوية و مقاييس حمراء كالهب يلمع بحده و صلابة و لولوة دموية مكان قلب التنين و أجنحة كبيره سوداء و أقدام بمخالب سوداء

كانت معه منذ صغره موجود فوق قلبه، تلتحم مع الجلد و اللحم و العظام ،كانت اللولوة فى البداية بيضاء كالثلج و لكنها شربت دمه حتى أصبحت دموية

شعر بشكل غريب بأنه عندما تندمج القلادة فى قلبه سيتغير

....

.......

.............

..................

سأل الجد بقلق ليسيقظ نجم و نوار من أفكارهم "اذا ما به لقد أغمى عليه نصف شهر تقريبا "

صدم نجم لقد شعر أنه لم يكن فى ذالك المكان إلا يومان أو ثلاثة

و على عكس صدمة نجم تكلم الطبيب ببرود و هو يفسر بنفاذ صبر " أنه طفل موهوب قليلاً ، قام جسده بتنقيه نفسه لازالة الشوائب و لكنه لم يستطيع تحمل الألم ففقد الوعي"

انتهى الطبيب من الكلام و بدأ يخرج من الغرفة و هو يلوح بيده بقرف ، نظر الجد لنجم بسعادة و تبع الطبيب إلى خارج الغرفة

....

...........

...................

تحرك نجم ليجلس على السرير و هو ينظر الى نوار الذى بادله بالنظر إليه

رأى نجم فى عيون نوار رغبة قوية للقوة وشراسة وحش بدائي

مر ثوانى ينظر الأخوان لبعض يعرفون أنهم فكروا فى نفس الشئ

إقترب نوار من سرير نجم و جلس عليه " أريد أن أزرع اريد إحترام و خوف وأريد حماية من حولى "

" سنفعل ، سنفعل "

كان ينظر لظلام الليل الذى حل على العالم بهدوء يفكر فى القصر البدائى و المكتبة الغريبه

و المشاهد الذى رائها و كلام الصوت الغامض و سخرية الطبيب

و جده الذى باع بالتأكيد سيفه العزيز على قلبه لأجل المال للطبيب

...

.....

.........

2022/10/30 · 69 مشاهدة · 769 كلمة
Menaa Alamer
نادي الروايات - 2025