الفصل 1



بسم الله نبدأ:

أشرقت الشمس فأنارت هذه الدنا، وأتت نسمات الهواء فهزت الأشجار، وسقطت قطرات الندى على (والتر)، استيقظ، نظر حوله لم يجد غير النبات فقط، أمامه أرض مسطحة ليس بها أشجار لكن الأرض متسخة نوعا ما، لم يكن يتذكر لما هو هنا لكن سرعان ما تذكر حفل الكلاجات الأخير تذكر انهم ناموا على الارض وكان الجو ممطر مع ذلك تحملوا بينما هناك من مناعته ضعيفة فمرض، تذكر ايضا انه يجب عليه تصدي أحد هجوم الكرانق، ذهب ليوقظ الآخرين لكنه وجدهم مصطفين من داخل القبيلة، يعلم الج شعر والتر بالفخر لان هؤلاء يدافعون من داخل القبيلة بينما كان قائد القبيلة (هقمي) يجعله يدافع عند الحدود وميزة الحدود هي أن القتال هناك دموي أكثر وأسرع أكثر أي باختصار هناك تثبت نفسك والجميع يعلم ان القائد يعطي الأوامر للنائب وهو يخبرهم بها، لم يجد والتر النائب فذهب مباشرة للقائد لأنه يعلم مكانه، ذهب اليه فوجده فقال والتر له: "سيدي القائد هقمي اين اقف"

كان والتر يقف مستقيما ينظر للأسفل بأدب أمام قائده المبجل، وضع والتر يديه خلف ظهره، رد القائد هقمي متسائلا بصوت مهيب: "الم يخبرك النائب"

"سيدي القائد لم اجده"

ابستم القائد هقمي وقال: "إذا أخبرني ما اسمك"

"اسمي والتر يا سيدي مقاتل من الدرجة الثالثة وأعد بأن أصبح أقوى كراتشي"

كان والتر مازال شابا ويافعا، كان منذ أيام قد أصبح مقاتلا هو ودفعة معه، شكل والتر هو عبارة عن شخص عينه اليمنى لديها لون رمادي لا يستطيع أحد معرفة السبب وعينه الاخرى عادية، لون عينيه أسود، والتر حنطي نوعا ما ولا يلبس إلا الملابس مقطوعة الكتف، ويلبس بنطال قصير، رد القائد: "لا تتصرف وكأنك مازلت مبتدئا والكراتش طريق طويل"

شعر والتر بالسخرية فقال: "سيدي القائد أنا لا أتصرف هكذا ولكن هذه نيتي"

ابتسم القائد هقمي مباشرة وقال: "من مدربك؟"

"مدربي هو (كينشي) يا سيدي"

"اظن انني عرفتك يجب ان تدافع من داخل القبيلة اعلم انك عادة ما تدافع على حدود القبيلة لكن اليوم ستقوم بالعكس"

لم يكن والتر يستطيع معارضة قائده، فجأة جرى كلاجي نحو القائد وقال: "لقد رصدنا الكرانقيين يا سيدي"

أشار القائد ل والتر أن يذهب لمكانه، وصل والتر الى مكانه فرأى احد المقاتلين الذين يكرهونه قادم اليه فقال والتر له: "اهلا (كارو)، هل جئت لتسخر مني؟"

"انت سريع البديهة"

"اعلم ذلك"

"لما تدافع هنا هل قل مستواك بالنسبة للقائد؟"

"كلا يا احمق"

اتى النائب لي والتر فقال كارو: "علي الذهاب فتعلم ان الجميع يهاب النائب (آرسيني) العظيم"

"اذا لما لا تذهب... اوه ولا تنسى ثرثرتك"

كان كارو نحيلا هو وسيم جدا لذا حتى مع أنه ضعيف نوعا ما إلا إن الكلاجيات النساء لا يتركونه وحد، لم يستطع الرد فقد وصل آرسيني وقال ل والتر: "عرفت اين تقف… خذ الآوامر مني، يفضل ان تذهب لي في المرات القادمة"

"اسف يا سيدي آرسيني"

لم يرد عليه فقط رمقه بنظرة، تذكر والتر مسن القبيلة (فراء) كان يريد زيارته لكن سمعو صوت نداء المدافعين عن الحدود بقدوم الكرانق فهذا يعني انه فات الآوان، نظر في كل مكان ليحاول رؤية الكرانق قرر النظر للأعلى فوجد بعض الكرانق يقفون عند الشجرة فقال بصوت مسموع: "انهم مختبئون"

وانقض على الذين على الشجرة فبدأ كرانقيون بالخروج والانضمام إلى القتال قفز والتر للأعلى وتسلق لكي يصل الى الكرانقي، هجما على بعضهما، بعدما تسلق والتر الشجرة جرى بالتجاه الكرانقي وقام بضربه، تراجع الكرانقي للخلف قليلا، أكمل والتر هجومه وأنهاه بضربة قاضية، لم يستطع والتر التوازن على الشجرة اكثر فسقط أرضا، قام متألما بينما كان هناك كرانقي يريد ضربه رأى والتر تلك القبضة القادمة باتجاهه، لم يستطع تجنبها، قام متألما، حاول والتر الانقضاض عليه لكن أتى (مراي) صديقه المفضل وقام بضرب الكرانقي وقتله، شكر والتر صديقه باحترام، جرى والتر نحو كرانقي ثم قفز وتشبث به وبدأ بالتدحرج معه على الأرض النباتية، اتسخت أجسادهم، بينما يتدحرجون أمسك والتر رأس الكرانقي وثبته في الأرض، سمر والتر الكرانقي بالأرض، ضرب والتر العدو ضربة قاضية، نظر للنائب فرآه يستخدم قواه، تذكر والتر كلام مدربه كينشي عندما قال له: "انت لديك قوى خاصة يمكنك استخدامها عندما تثق بك القوة"

كان والتر يفكر هل حقا كل من استخدم قواه الخاصة تكون القوى قد وثقت به، رأى والتر الكرانق يهربون فذهب إلى مراي وقال له: "قتال رائع ياصديق"

فرد عليه: "مثل اي قتال"

شعر والتر بحزن صديقه لأنه دائما ما يتم اخبار المقاتلين بالمهام الصعبة: "اعلم اننا لم ندخل مهمات قوية لك…"

قاطعه مباشرة: "اتوقع انها تحدث للقليل من الأشخاص، يبدوا انه حقا قل مستوانا"

"سنكون من قليل الأشخاص… ألم نعد بعضنا بأن نصبح الكراتش"

تجاهله وذهب بطريق آخر، رأى والتر آرسيني يكلم هقمي، آرسيني عبارة عن كلاجي ضخم ومختلف عن أي كلاجي ومع ذلك جسده رياضي ومرن وهو شخص سريع نوعيا، بعد بضع دقائق قدم آرسيني لـ والتر وقال: "كن جاهزا فهناك ترقية ومهام خاصة لك ولصديقك"

"حسنا"

ذهب وهو يكاد يصرخ من الفرح لكن اتى كارو اليه ليكدر عليه فرحه وقال له: "لا تستحق ترقية فالقائد اعادك للصفوف الخلفية"

"على الأقل كنت في الماضي في الصفوف الأمامية"

نادى القائد الجميع فقال كارو: "استمع جيدا للقائد"

اتى مراي فرحا إليه وقال: "هل سمعت ما قاله النائب"

لم يرد والتر كان ينظر للأرض بحزن وقال: "سأضع الغائط تحت وسادة كارو"

"سأساعدك بذلك"

"شكرا"

فكر والتر بأنه يرى دائما أن صديقه يساعده عندما يكون حزينا والعكس صحيح،

كانت (رعال) احد افضل الطبيبات واجددهن هي والطبيبة (نبال)، كانت نبال تنتظر رعال تكلم القائد فقالت رعال للقائد هقمي: "بشأن (نورم) فأمره لم يعد بيدي فهو يحتضر لكني انا ونبال قررنا اخبار والتر بمرضه، نادى القائد هقمي والتر وقال له: "اذهب مع رعال ستخبرك شيئا مهما"

رد والتر: "س… سيدي المبجل ولكن الترقية والمهام"

تدخلت الطبيبة رعال: "انا انتظرك يا والتر"

رعال فتاة جميلة تماما عيناها زرقاوان براقتان، جسدها أبيض ولديها نهد يغري أي كلاجي مع ذلك هي ليست مهتمة بذلك، كان والتر يريد الرد لكن بالفعل رعال ذهبت فقال القائد هقمي: "اتبعها"

حزن والتر وذهب لها فأدخلته غرفة وقالت له: "تفضل بالجلوس"

قالت بصوت حنون: "انت مريض يا والتر"

"هذا جيد شكرا، هل يمكنني الذهاب"

"لا أعني ذلك... اعني انت بالفعل مريض"

"إذا كنتي تمتلكي علاج فأعطيني إياه"

لدي علاج صعب، انت مصاب بمرض يسمى: "الجثة الهامدة"

"تعني بانني عندما اموت سأصبح جثة هامدة"

"كلا يا أحمق"

"اذا اشرحي"

"مرضك يجعلك تفقد ثلاثة حواس وعندما درسنا عليك المرض وجدنا انك ستفقد حاسة السمع والبصر والشم وان فقدت السمع لن تتكلم"

صدم والتر وكان ما قالته أشبه بانعزال له، شعر والتر وكأنه هو الوحيد الذي يسكن الأرض وهي تهطل أمطارا، أنزل رأسه للأرض من الحزن اكملت كلامها قائلة: "هناك علاج واحد وهو ان نقطع لسانك فقط فتفقد لسانك مقابل ثلاث حواس"

"هل يجب علي فعلها الآن"

"كلا"

"ح… حسنا"

"سنبلغك حين يجب عليك فعلها، اخبرني ان كنت تريد فعلها أو لا، يمكنك الانصراف الآن"

خرج والتر خائب الظن وقال في نفسه: "لن افعلها لن افعلها"

كان يمشي لوسط القبيلة حيث مكان تعيين المناصب والمهام، لحقت به نبال وقالت له بصوت جازم: هذه البطاقة تجعلك تستطيع الدخول لي ولرعال، تحدث مع مساعدي الاطباء في وقت إرادتك الدخول)

أخذ والتر البطاقة وهو حزين تقدم اليه مراي وقال له: "بدد عنك الحزن فهناك حفل"

رد والتر عليه متعصبا: "لا اعرف لما ولا اريد ان اعرف"

"لقد رقيت ولديك مهمة خاصة سيخبرك بها القائد"

نظر والتر له وقال: "شكرا"

كان صوته حزينا احتفل بالليل مع الجميع تظاهر بالفرح مع انه فرح قليلا فقد تم ترقيته للمستوى اثنان ولكن في صباح اليوم التالي كانت هناك صدمة أحزنت الجميع وهي موت نورم كان والتر يبحث عن فراء لكنه لم يعثر عليه توتر قليلا فبحث عن فراء ولم يجده سمع صوت خشخشة بين النبات يتحرك قريبا منه فوجد كلاجيان من القبيلة الزرقاء يجريان، كانا يبدوان مقاتلان من الدرجة الاولى علم والتر انه لا فرصة له امامهم فهو من الدرجة الثانية نظر حوله، رأى والتر جثة فراء كان يريد مناداة احد لمساعدته لكن لم يستطع التكلم من الصدمة وشعر بانقطاع الزمن حوله، نظر اليه كلاجي من القبيلة الزرقاء فقال للآخر: "لما لا نقتله أيضا"

"لما تريد ذلك"

"هل تعلم من هذا"

"لا أعرفه ولا اريد معرفته"

"انه ابن كارل"

"انت تكذب!"

"كلا هذه الحقيقة"

"لا تقل لي أن أباه هو الكراتشي الخامس"

"نعم هو كذلك، تعلم أنه مات في فراشه ولم يقتله احد فلم لا نقتل ابنه وتعلم ان ذلك الكراتشي قتل الكثير منا"

"ل...لا...لا يمكننا ذلك"

ثم لاذ الكلاجي بالفرار، قال له بينما ذاك يبتعد ويهرب: "هل تخاف من مقاتل ضعيف"

ثم نظر ل والتر وارتعد خوفا فقد كان والتر قد تفعل عرقه، جرى ذلك الكلاجي الأزرق هاربا من والتر ،معروف ان العرق يفعل لك مستوى اخر من القوة يجعلك اقوى واسرع لحق والتر بهم فأمسك بالأول ودفعه وطرحه أرضا رأى أن التالي كان بعيدا فأمسك بالأول وكان يريد الإجهاز عليه لكن كان النائب آرسيني يبحث عن والتر ليخبره أن القائد يريده فتحدث مع مراي وسأله قائلا: "هل تعلم اين والتر؟"

كان مراي يتكلم مع احد المقاتلين من نفس درجته فرد على آرسيني قائلا وهو يمضغ طعامه: "قال لي أنه ذاهب لفراء"

"حسنا هذا جيد فلم أرى فراء منذ مدة"

أكمل مراي طعامه بينما ركض آرسيني بحثا عن فراء ووالتر لم يعثر على فراء فتوتر فعادة هذا المسن لا يتحرك من مكانه ذهب بحثا عنه في كل مكان فوجد جثته ووجد والتر على وشك قتل احد الكلاجيين الزرقاوين ولكن كان والتر بالفعل قد أذى الكلاجي فضربه آرسيني ضربة ابعدته من مكانه فهرب الكلاجي وهو يعرج فأمسك آرسيني به بينما كان عرق والتر قد أطفئ ولم يهجم والتر على آرسيني لأن العرق يهجم على كل من هو من عروق مغايرة، قال آرسيني ل والتر: "أحمل فراء وذهب به إلى رعال"

"سيدي لكنه م.."

"لقد قست نبضاته انه حي"

"حسنا سيدي"

ذهب آرسيني الى رعال وغرفتها في المستشفى لكنه لم يجده فأرى البطاقة لأحد الأطباء فأخبره أن نبال ورعال ليسوا هنا وقال له: يمكنك أن تأتي إلي الأن و...)

رد والتر عليه: اين هما)

في منزلهما)

إنهما أمهر أطباء هنا، حسنا وداعا)

ذهب الى منزل رعال ودق الباب، لم ترد أو تفتح الباب فقام بخلع الباب وأيقظ رعال فرأته يحمل فراء الملطخ بالدماء فأحضرت أغراضها لمساعدة فراء، قالت له: "يمكنك الذهاب"

سألها: "هل سيعيش"

"ربما لكني لست متأكدة"

"ح...ح...حقا...هااااه...هذا جيد"

سقط والتر أرضا فرأت جرح والتر بسبب آرسيني عندما قام بدفعه عن الكلاجي الأزرق ، دخل عليها آرسيني فقال لها: "كيف حال…"

قاطعته وقالت: "نادي نبال"

أحضر آرسيني نبال فطلبت رعال من نبال معالجة والتر فسألته عن سبب جرح والتر فقال لها: "أوه أسف لقد كاد أن يقتل كلاجي أزرق"

"لما"

"لانه حاول ق…"

"هل تعني كلاجي أزرق قام بمحاولة قتل فراء"

"نعم"

"أين ذلك الكلاجي"

"أعطيته ل هقمي"

"يمكنك الذهاب"

"وماذا عن والتر"

"انه مصاب بسببك، تعلم أنه مقاتل ليس ذو كفاءة عالية"

تعصب من قولها فقال لها غاضبا: "انه قوي بشكل لا يصدق، إسألي هقمي"

"حسنا يمكنك الذهاب"

"لا تنسي أن ترسليه ل هقمي بعد الانتهاء"

ذهب آرسيني ونادى كارو ومقاتلة من الدرجة الأولى تدعى (كاميلا) وقال: "مهمتكم غد"

سألت كاميلا: "لا تقل لي لأن والتر قد بلل نفسه"

"كلا بل اصيب"

"إنه أحمق"

سأل كارو: "لما"

"كاد ان يقتل كلاجي ازرق"

"مالذي يجعل كلاجي ازرق يذهب الى حدودنا"

"سيخبركم هقمي، والأن استعدا فقط"

ذهبا كلاهما لمنزلهما وناما.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

سؤال: هل طول الفصل مناسب أم لا

تأليف:assad ben khadra

2018/11/29 · 525 مشاهدة · 1765 كلمة
Assadbenkhadra
نادي الروايات - 2024