الفصل 3

قوة الطلاء

بسم الله نبدأ:

فكر والتر في نفسه كيف صرخ ذاك الشخص ولم يسمعه أحد، مالذي يحدث، وقف ذاك الشخص متألما من الضربة، كان والتر يعاني من اختلال في التوازن، تقدم والتر بضع خطوات وحاول ضرب العدو أعاد العدو نفس الحركة وقام بإدخال السكين في ظهر والتر، لم يعد والتر يحمل نفسه فالسكين حمله أدخل الآخر سكينا آخر في بطنه صرخ والتر صرخة حادة ولكن لم يأتي أحد لمساعدته، تركه ذلك الشخص فسقط والتر أرضا رأى أنه أخرج سكينا حادا واقترب من كاميلا، جثا على ركبتيه ثم أمسك يدها وبدأ بقطعها، وقف والتر ثم جرى إليه قبل أن يقطع يد كاميلا، وقف ذاك الشخص وأدخل السكين في كتفه، لم يعد والتر يتحمل فصرخ بصوت عالي، خرجت دوائر من يد والتر بعدة ألوان، اطلق والتر تلك الدوائر على ذاك الشخص فسقطا كلاهما أرضا،نظر والتر إلى يده التي تركت ألوانا غريبة ثم اختفت، كان مراي قد سقط أرضا فقال أحد المقاتلين: "مجرد حشرة"

ضحك مراي بقوة وقال: "مستهزئ كعادتك"

تعجب الشخص منه فقام مراي وبدأ بضربه تقدم المقاتل الآخر من الدرجة الأولى وحاول ضرب مراي لكن مراي أمسكه ودفعه، أمسك مراي الآخر وضربه حتى أتى آرسيني و أوقفهم، قام مراي وهو ينظر بحدة ثم نظر إلى نفسه شعر أن هناك شيء ما ليس في محله فمشى وترك المكان، كان والتر على وشك الفوز لأنه كلما ضرب خرجت الدوائر الملونة، استيقظ كارو مشتتا وقد قام ذاك الشخص بالسيطرة عليه، المكان الذي يقاتل فيه والتر والباقين هو مكان يوجد به شيء يسمى الأشجار المتكلمة،هجم كارو على والتر فتجنب والتر ضربته الأولى لكن الثانية كانت أقوى من السابقة فندفع والتر بالهواء وارتطم بالأرض، ذهب آرسيني الى طبيب يدعى (جريرو) وطلب منه الإتيان لمساعدة المقاتلين فقام جريرو بالذهاب ووصل إلى هناك في أقل من خمس دقائق، عندما وصل وجد أن كلاهما مصابان فسأل جريرو: "مراي ماذا حدث"

رد مراي: "لا شيء فقط تشاجرنا"

"يبدو شجارا قاسيا"

"يمكنك تسميته شجار القيمة والمكانة"

"رائع لكنك تقلل من حمايتنا فالكرانق قد يهجموا غدا في الصباح الباكر وهم قد لا يستيقظون إلا في الظهيرة"

"أيمكنك حمل أحدهم"

"نعم"

"إذا ماذا تنتظر"

حمل مراي ذاك المقاتل وذهب به إلى المستشفى، أتت نبال إلى مراي وسألته: "أين والتر"

رد ساخرا: "ستجديه في سروالي الداخلي"

ردت: "قذر"

"حسنا لقد كان مع كارو وكاميلا، فلديهم مهمة الإمساك ب مرون"

صدمت نبال وقالت: "لكن أليس لديه مهمة مراقبة م...أعتذر يجب علي الذهاب"

نظر مراي وشعر أن هناك أمر غريب، كان كارو يحاول ضرب والتر بطريقة جنونية فقد كان يحاول الهجوم فقط لا يدافع، نهضت كاميلا وهجمت على والتر من الخلف فتجنبها والتر ولكن كارو كان بالميعاد فضرب والتر ضربة قوية قال والتر في نفسه: "ضربة فوق قوته العادية"

كانت كاميلا قد أتت من الخلف وأخرجت سكينا وطعنت كتفه الآخر،كانت نبال واقفة تقول: "حقا يا هقمي"

"ما الأمر"

"مهمة والتر"

"لقد إنتهى الأمر"

"كيف انتهى"

"ليس لدي مقاتل ضعيف"

"انت مريض بحق"

قال غاضبا جدا: "احفظي لسانك… حتى لو كنت أجعل رتبة الطبيب بالنسبة لي عالية ليحدثني بدون قول سيدي لكني لا أرضى بإهانتي"

قالت خائفة: "آسف سيدي"

"انصرفي"

لم تتكلم رعال فقط مشت وهي في حالة صدمة، كان والتر أمسك كاميلا وأخذ بيدها وسحبها نحوه ولكمها فسقطت أرضا، لكن كارو كان صعبا عليه، تقدم والتر بالهجوم وضرب كارو عدة ضربات، وقف كارو متألما ولم يستطع التوازن فأسقطه والتر بنفس طريقة كاميلا، نظر والتر إلى ذاك الشخص فقال الشخص: "اذا ماذا ستفعل الآن"

قام الشخص بإخراج مادة غريبة من الأرض وبدأ بطلاء والتر، قال والتر في سره: "تشادون… لا يمكنني الحراك… لقد نال مني… تبا"

لم يستطع والتر فعل شيء فقط اكتفى بالنظر إلى حاله، تم طلاء والتر ولكن ذاك الشخص هرب بعيدا ووصل إلى مكان غريب ثم سقط أرضا، خرج من ذلك المكان أشخاص يشبهوه وقاموا بمساعدته، قال أحدهم: "يبدوا أن والتر شخص قوي"

رد أحدهم: "لنذهب إلى ذاك المتنبئ"

ذهبوا إليه وأخبروه بالقصة فقال: "هذه البداية فقط… يمكنكم اختيار شيئ من اثنان"

في اليوم التالي تجهز جنود القبيلة الحمراء واستعدوا ليخوضوا معركة قوية ضد الكرانق ألد الأعداء، تحدث هقمي إلى آرسيني قائلا: "والتر وكاميلا ومراي وكارو سيدافعون مع بعضهم عن جهة من الحدود ونورم...آه يا ليت هذا الشخص يعود"

"لا عليك يا هقمي فهناك كثير الجنود يموتون"

"أعلم ولكن له مكانة خاصة في قلبي إنه مقاتل من الدرجة صفر"

"كان مقاتلا حارسا وليس مقاتلا مهمة خاصة… لقد أراد حمايتك"

"أعلم ذلك، أخبر كل شخص بمهامه هيا"

ذهب آرسيني بحثا عن مراي فوجده وقال له: "اذهب إلى الحدود الشمالية الشرقية فستدافع هناك مع والتر وكارو وكاميلا"

ذهب مراي إلى منزله ففتحت والدته وقالت له: "لقد جئت في وقت مناسب تفضل فهناك بعض الطعام"

رد باستحياء: أسف لقد جئت لأخذ قليلا من أغراضي فيجب عليْ التصدي لأحد هجمات الكرانق"

حسنا ربما في وقت آخر)

بينما كان يذهب لغرفته استقبله اخاه الصغير: "أخي مراي كيف تبدوا ابتدائية الكلاج ربما أخبر أصدقائي بذلك فلم يتبقى غير شهر لنصبح مبتدئين"

خفض مراي جسده ووضع يده على كتف أخيه وقال له: "أنا مشغول الأن سأخبرك فيما بعد"

وصل إلى غرفته وأخذ ما يحتاجه ثم عاد أدراجه، وجه أخيه له سؤالا آخر فقال له:"مراي لما انت دائما مشغول"

"هيا يا (جور) لا تكن أحمقا"

ذهب جور وهو حزين، وصل مراي إلى الباب وخرج من المنزل كان يفكر في أبيه المسن (درب) فهو غير معروف في القبيلة حتى والتر صديق مراي المقرب لا يعرف أبيه، كان آرسيني يبحث عن الباقين ولكن لم يجدهم، فكر قائلا: "لعلهم في المكان القديم لقد كانوا صراخهم عال جدا في الليلة الماضية"

ذهب إلى هناك فوجد كاميلا ساقطة أرضا ويدها شبه مقطوعة ورأى كارو متورم الوجه، أخيرا نظر ل والتر فوجده مطلي قام بكسر الطلاء الذي على والتر فكان الدم قد سقط لأنه لم يسيل بينما كان مطليا، صرخ آرسيني بقوة وسالت منه الدمعة الأولى في حياته، عندما صرخ كان قد آتى خمسة عشر مقاتل خلفه وعشرة مبتدئين وطبيبان وهما رعال و جريرو صدمت رعال من المشهد، وضعت رعال أغراضها وبدأت بتفحص كارو، وكان جريرو قد بدأ بعلاج والتر فتقدم آرسيني وحمل كاميلا وذهب بها إلى المشفى واستلمتها نبال وكان جريرو قد نقل والتر إلى المشفى وأيضا كارو، ذهب آرسيني إلى هقمي وقال له ما حدث فقام باختيار مقاتلين آخرين وتم إحضار مقاتلين ليحلو المشهد خرج جريرو وقال لهقمي: "الأمر يتطلب تضحية"

رد: "تعني ماحدث مع المقاتلين"

"نعم سيدي"

"اذا تعني أنه يجب استخدام تقنية الروح الآخيرة"

"نعم سيدي"

"اذا ستصدى للقتال ثم نتكلم بالأمر"

كانت محاولة الدفاع عن القبيلة بلا جدوى فالعدو لم يهجم كما كان النمط المتوقع، جلس مراي على ضفة النهر يفكر بصديقه والتر كان يتخيل شكل خريطة الكلاج فيقع شمالا منطقة الكراتش و غربا تقع المنطقة الشجرية وتسكنها قبيلتان وهي الحمراء والخضراء وأما شرقا فتقع المنطقة الجبلية وتسكنها قبيلتان وهي الزرقاء والصفراء وفي الجنوب تقع أكبر منطقة وهي المنطقة البحرية التي تسكنها القبيلة البنفسجية وفي وسط المكان تقع منطقة الاجتماع التي سيذهبون اليها القبائل، كان يتساءل لما قبيلة بعيدة مثل الزرقاء تنقل جنودها لقتل القليل منا، كان يعلم أن العداوة الكبيرة بين القبيلتين تسبب مشكلة لكن ليس لتلك الدرجة، هجموا الكرانق بالليل ولكن التصدي كان سهلا جدا على الكلاج، وقف هقمي في اليوم التالي وسأل قبيلته: "هجوم الكرانق يتغير ويزداد كل يوم"

صاحت رعال: "قد تكون تهجم علينا فقط ولا تهجم مع القبائل الأخرى، فقد فعلتها مع القبيلة الصفراء، يمكننا شن غارة عليهم"

حاليا الوقت صعب فلو تعلمي كم سيكون بردا في منطقتهم، الجميع يعلم أن هناك ثلاث قواعد لهم، قاعدة بالقرب منا وقاعدة بالمنطقة الجبلية وأخرى بالبحرية ولديهم منطقتهم البعيدة والباردة يمكننا شن غارة عليهم لكن ماذا ستفعل القبيلة الخضراء، من المقاتلين الأقوياء الذين سنقاتلهم، غدا الاجتماع وكنت أفكر بأخذ والتر وكاميلا وكارو ومراي ويبدو أن مراي هو الوحيد الذي يستطيع الذهاب، خرجت المقاتلة كاميلا وقالت: "يمكنني الذهاب أيضا"

خرج كارو خلفها وقال: "أنا أيضا"

وكانو قد تم شفاء جروحهم كاملة، انتظر هقمي على أمل أن يخرج الأخير وهو والتر لكن بلا فائدة فقال هقمي: "اذا سيذهب (نوردن) بدلا من والتر"

نوردن مقاتل من الدرجة صفر مفعل قوى وأيضا تشادون وليس حارس بل مهمة خاصة، أكمل هقمي: "بالنسبة ل والتر فأنتم من ستختارون"

نظر مراي نظرة خوف وذعر وقال في نفسه: "لن ادع صديقي يموت"

قال هقمي: "سنذهب غدا"

وقف مراي ذاهبا إلى منزله وبدأ بقلب عملة معدنية بيده، رمى العملة المعدنية فاخترقت الجدار، في اليوم التالي استعد الجميع لكل شيء من حراسة واستعداد للذهاب لمنطقة الاجتماع وقف الجميع أمام مدخل القبيلة فقال هقمي: "انطلقوا".

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تأليف: assadbenkhadra

2018/12/11 · 438 مشاهدة · 1329 كلمة
Assadbenkhadra
نادي الروايات - 2024