الفصل الثاني

ذكريات 2 : موت

صف من العمارات يمكن انت تراه في اي مكان ولكن دعنا من كل هذا ولنتجه يمينا..نعم..هذا القصر الصغير هو مقصدنا..دعك من كل تلك الشياطين التي تتحرك فلن تمسك باي ازي وانت في رفقتي..

لنتقدم عبر الحديقة لنصل لباب القصر..وها هو

عجوز يستند علي عصاه السوداء المرصعة بمئات الاحجار الكريمة وكأنها سماء الليل نفسه..نعم هو العارف ويبدو ان مهمته لم تنتهي لليله..يرفع عصاه ليطرق الارض

الطرقة الاولي : يضرب الهواء لتبدأ الشياطين داخل حدود المنزل بالاحتراق

الطرقة الثانية : ليتكون درع حول المنزل

الطرقة الثالثة : حاجز وهمي يبقي المشهد ثابتا فلا يري من بالخارج المعركة

لن يقترب احد من هذا المنزل اليله..حتي ينتهو علي الاقل...

******

"داخل المنزل"

دائرة من سبعة اشخاص-ست رجال وامرأة-يحيطون بطفل لم يكمل يوم من حياته في دائرة مغمضي الاعيين وفوقهم يطفو مايبدو كهيكل لجسد رجل..هيكل من الطاقة الصافية..هيكل لم يكتمل بعد... متصل بالطفل وسطهم

تتشابك بينهم خيوط بسمك الحرير من الطاقة تمر عبر اجسادهم وصولا للرجل المقابل للمرأة ومنه تخرج تلك الخيوط للهيكل المتصل بالصبي


رجة عنيفة تهز المنزل ليفتحو اعينهم


-"لن يدخلو..لاتقلقو..فالعارف بالخارج"

..قالتها المرأة

*******

"ف الخارج"

تغيرت الامور قليلا..

ففي وسط حشود الشياطين خرج عملاق..مارد..يحمل هراوة هي اقرب لجزع نخيل ضخم..ويستمر بضرب الدرع

...

-"كم اكره المردة..تصنعون الكثير من الضوضاء..افضل خصم اكثر هدوء"

يتحرك العارف ضاما يده علي عصاه..يحرك يده لتعبر هراوة المارد ويده اليمني فجوة سوداء..وما ان قبضها حتي اختفت الفجوة قاطعة يد المارد مع هراوته...صرخ المارد وتراجع ليدهس الشياطين..وما ان تمالك نفسه حتي نظر للعارف

...

-"هو اقوي منا جميعا..لو اراد قتلي لكانت رأسي هي من قطعت وليس يدي..لكنه يراني خصم لايستحق..وسيندم علي هذا"

صراخ المارد : "من اجل سيدي" وابتلع جوهرة حمراء بينما يركض نحو الحاجز..وقبل ان يتحرك العارف كان الانفجار..ليتحطم الدرع دافعا العارف ليصطدم بباب المنزل

****

"في الداخل

رجفة سرت في الجميع مع انفجار من جانب الدائرة ليطير الجميع بعيدا..نظر الجميع ناحية الشخص الذي سبب هذا الضرر

كان فتي يبدو اشبه بالقائد ولكنه في بداية العشرينات مع جسد نحيل وعيون رغم انها ضيقة الا انها كانت تضئ ببريق دموي في هذه اللحظة ..لتنطلق ضحكة منه..ليقف الجميع متراجعين بينما تختطف المرأة الطفل بين ذراعيها

"-سقط العارف..كما وعدني..سقط"

قالها بجنون..لتبدأ في الظهور..فرقة كاملة مسلحة من الشياطين وعلي رأسهم عفريت بدرع احمر..ويختفي الخائن...

توجه الخمسة رجال بجانب القائد لموجهتهم بينما تولت المرأة حماية الطفل.. كونه كان اساس التشكيل فقد تلقي الضرر الاكبر كان يتسرب الدم من جانب شفته ورغم ذلك وقف اولا لضرب قائد الكتيبة

من مفاجأتهم بسبب رد فعله السريع تراجعو جميعا بضع خطوات

ليتراجع قافزا للخلف لينضم للباقين

طالما هناك مسافة أمنة ف يمكنهم الدفاع بشكل افضل فأهم شئ في هذه اللحظة هو حماية الطفل

ضرب كل منهم الهواء ليستل سيف في اليد اليمني ودرع يحمل شعار شمس متفجرة في اليد اليسري..ليتجه قائدهم بسيف كريستالي لقتال العفريت....

لتتلقي عقولهم رسالة العارف

-"لم يأتو للقتال..انها مهمة انتحارية"

ليصرخ قائدهم

-"تجمعو"

فيتكون جدار من الدروع امام الطفل والمرأة..و..انفجار...

نهر من اللهب الاسود ينساب من اجسادهم متحطما علي الدروع في امواج تبدو وكأنها بلا نهاية ....

******

"في الخارج"

لم يكن المارد الوحيد..انطلق سيل منهم مع الشياطين نحو العارف الذي قرر ان وقت الدفاع انتهي..استل عصاه وطوحها لتتغير لمنجل اسود

-"وقت الحصاد"

رأس تلو اخر تتكوم بينما يدوي انفجار اللهب من المنزل خلفه..لكن لا وقت للمساعدة..اذا ترك الجبهة الامامية لمساعدتهم قد يستغل الشياطين الموقف بهجوم اقوي

****

"في هذه الاثناء"

"لن نستطيع الحراك..اي ثغرة ف الدرع ستحرقنا جميعا باللهب الاسود..ولن نستطيع الدفاع طويلا..فالدروع بدأت بالانهيار بالفعل"

كانت تلك افكار الجميع

-"ثغرة"

صرخ احدهم..ليضع القائد يده عليها

"هي لن تؤثر بي مثلهم..قدراتي قادرة علي امتصاص الهجمات العنصرية..لكن تلك ليست بطاقة عادية اذا انتشرت الثغرات اكثر فلن يستطيع السيطرة عليهم وسينهار دفاعهم..العارف لن يأتي قريبا..انه يحارب جيش وحده


"نظر خلفه للفتاة والطفل

-"استمعي لي..يجب ان يعيش ويجب ان احميه"

"من اجل كل ما تؤمن به"قالها لنفسه

-"تراجعو"

وجهها للاربعة رجال بجانبه

نظر له الاربعة بنظرات قاتمة مرتبكة


-"هذا امر من قائدكم"


نظرو لبعضهم لثانية ليترجعو ليتمبفتح الدرع...لهب اسود كالموت ولن يأتي الا بالموت ولكن جسده اعاق تقدمه..وكأنه مغناطيس جذب كل السيل نحوه ليمتصه...لحظة مرت وبدأ جلده يتشقق بشقوق سوداء..تمتد عبر جسده كله اقرب لكرمة عنب تتغذي علي حياته


"لا..يجب ان اصمد..اكثر قليلا"


يبدأ السواد ينتشر ليتحول لما يشبه جثة متفحمة ولكنه استمر..صوت بكاء الطفل سيحفزه كلما وصل الي حافة فقدان الوعي ..و..انتهي الامر


بجسد متهالك سقط علي ركبتيه امامهم..ليسقط امامه جسد اخر...


عجوز مرهق بجرح اعلي جفنه الايمن وعينين دامعتين


-"كان زياد.. ادخلهم"


=سامحني


ليرسم عابد بصعوبة ابتسامة ويقول


-"لا تأسف..انه واجبي..والان عليك ان تعطي تضحيتي اهمية..جسدي مشحون بالكامل..لن اصمد اكثر..ارجوك..من اجله" قالها وهو يجاهد ليلتفت بطرف نظره للطفل


وقف العجوز واخذ الطفل من المرأة ووضعه امام جسد عابد ..ووضع يده علي رأسه ليبدأ الامر ثانيتا...لهب اسود يخرج منه ليحلق بجانب هيكل الطاقة المتصل بالطفل ليندمج به وبدأ يتكون..فارس اسود..جسده منقوش بكريستال ازرق فاتح وعيون زرقاء غامقة...نظر عابد للطفل ليقول

-"شمس ..حتي وان مت..فجزء مني سيبقي معك..يستمر بمراقبتك..ويحميك ..اعلم اني احبك يابني"

"ندي..اياكي ان تحزني..انتي ام الوريث والقائدة بعدي..احرصي علي ان يكون مثال للفارس"

"رفاقي .. لقد عانيتم بما فيه الكفاية من الان انتم معفيون من تعاهدكم يمكنكم الرجوع لعائلاتكم "

"صديقي العجوز..كان شرف لي ان احارب بجانبك لمرة اخيرة..

وتذكر انه هكذا يموت الفارس الحقيقي..موتي ليس ذنبك ابدأ..انه اختياري"

واغمض عينيه للابد...

لحضات من الصمت المقبض..رغم كل جهوده..شبح الموت حل علي المكان...

"يجب ان ندفنه

" قالتها ندي ليومئ الجميع برأسه موافقا

بدأ العارف باصلاح المكان وعاد كل شئ لطبيعته وابتلع الجحيم جثث الشياطين..

لو انه يستطيع اعادته..لكنه الموت ، حتي هو يصبح عاجز امامه...

رفع الاربعة جثته ليخرجو لحديقة خلفية حيث سبق وحفرو قبر..وضعو به جسده وبين يديه سيفه الكريستالي..و وضعو علي رأس قبره درعه...

وقف الخمسة بينما تقدمتهم ندي

"بالنور ستضئ روحك الطريق

وبالنار سيحترق الظلام

فارس النجم الازرق

الان انتهت خدمتك"

وما ان انتهت حتي اضاء الدرع ليتحول لتمثال ابيض يغطي قبره...


2021/01/14 · 125 مشاهدة · 929 كلمة
ismat
نادي الروايات - 2024