0 - أسطورة البشر القدماء The myth of ancient humans

أسطورة البشر القدماء The myth of ancient humans


بصوت الراوي:

تقول أسطورة هذا العالم عن نشأة البشر أنه منذ زمن بعيد للغاية كان الآلهة يعرفون بالأسياد و كانوا يستوطنون في "داركلاند" أو جزيرة الأسياد كما يحلو للبعض تسميتها و التي أصبحت خرابا موحشا الآن بسبب أنهم قاموا بنبذها و تركها لكن في ذلك الوقت كانت عبارة عن جزيرة سماوية تطفو في الهواء و لا أعلم إن كان هذا صحيحا تماما لأنه لا يبدو منطقيا أو ربما هناك بعض المبالغة في هذه النقطة....

كان هناك إلهة تعرف ب "أفروديت" و كانت إمرأة بالغة الجمال بل كانت الأجمل على الإطلاق و كان أخوها الأكبر "إيبريديت" واقعا في حبها تماما و أرادها لنفسه و إلى جانب ذلك كان هناك أحد الأسياد المدعو "ألسايدن" و قد كان متيما بحبها هو الآخر حيث لم يكن هناك من هو أجمل منها و يقال أنها اختزلت كل جمال العالم داخلها.

أراد ألسايدن أن يتقرب منها و يكسب ودها طمعا في الحصول على رضاها و أن يجتمع بها لكن إيبريديت علم بذلك لهذا وقف في وجهه ليمنعه لأنها ببساطة أخته و هو أحق بها من أي أحد آخر لهذا خطط ألسايدن و قام بخطفها و اتجه إلى جبل "مغارة التنين" و قتل التنين الذي كان يعيش هناك، كان ذلك تنين إيبريديت الذي يمتطيه ليتجول في العالم و عندما علم بما حدث لأخته إنطلق خلفهما لاستعادتها و وقعت معركة بين الإثنين أنتجت خسائر عظيمة و كثير من الكائنات لقيت حتفها جراء ذلك ما أدى إلى تدخل لورد كل الأسياد "أوبال" و إيقاف هذا النزاع الذي لا يليق بمقام الأسياد و بهذا استرجع إيبريديت أخته أفروديت و يقال أنه ليضمن أن تكون له أنجب منها ولدا سمي "إيدريمون" أما ألسايدن فقد سجنه أوبال على فعلته ريثما يهدأ.

حزنت أفروديت على عشيقها ألسايدن لكنها أيضا كانت تحب أخاها الأكبر إيبريديت و تحترمه و تنشد السلام لهذا انصاعت له.

توعد ألسايدن بالإنتقام و لهذا تحرر من السجن و سعى لقتل إيدريمون الذي جاء من خطيئة زواج الأخ من الأخت و تدخل إيبريديت مجددا و دار الصراع بينهما مرة أخرى و حلت الكوارث بين قوتين كونيتين ما دعا لتدخل أوبال كبير الأسياد و أعرقهم و أقدمهم من جديد.

نبذ الأسياد الأخ و أخته لفعلتهما الشنيعة و علاقتهما المحرمة و رغم ذلك قاما بإنجاب المزيد لكن لم يكن ما أنجباه مباركا ليرقى إلى درجة الأسياد بل كان جنسا وضيعا كما تقول الأساطير و هو جنس البشر فأوبال لم يبارك هذا الجنس و منع تدخل إيبريديت و أخته أفروديت في شؤون الجنس الوضيع.

إنتشرت أعداد البشر و أصبحوا يعيشون مع الأسياد و كان هذا بداية عصر البشر القدماء و يقال أيضا أن إيدريمون لم يتحمل أن يكون أخا لجنس وضيع و شعر بالعار لخطيئة من أنجبوه و أنمى له جناحين و طار بعيدا.

بعد ذلك و تنفيذا لوعده بالإنتقام حاول ألسايدن إبادة الجنس البشري و أعلن الحرب عليهم، هرب البشر إلى الجبال ليحتموا من غضبه و انتقامه و يقال أن أحد الرجال الشجعان قد صنع سيفا خارقا من ناب التنين الذي قتله ألسايدن؛ "سيف ناب التنين" و تواجه معه في معركة ضارية و ألحق به جرحا شوه وجهه ما أجبره على التراجع.

أراد إيبريديت التدخل و لكن أفروديت منعته لتجنب وقوع كارثة جديدة و بدلا من ذلك صلت ل أوبال كي يتدخل و يوقف ما يحدث.

قرر أوبال أنه لن يتدخل حتى يتم فداؤه بقربان و هذا ما قامت به أفروديت بمنحها إياه روحها عندها تدخل أوبال بالفعل و منح البشر عاما واحدا ليرحلو عن الجزيرة السماوية التي يدنسونها بتواجدهم عليها و إن لم يفعلوا فإن غضبه سيحل عليهم، كما منع الأسياد و بما في ذلك ألسايدن من التدخل في شؤونهم على الجزيرة.

إنطلق البشر في بناء القوارب للهرب من الجزيرة لكن ألسايدن كان بالمرصاد لهم و كان يكيد لهم المكائد إلا أن كبير الأسياد أوبال نفسه قد تكفل بمراقبة الوضع هذه المرة و قد منع أي تدخل للأسياد في قدر البشر.

إنطلقت الأساطيل من القوارب و السفن متجهة إلى المجهول عبر بحر الخطايا و بعد مغادرة آخر قارب تحرر أوبال من التزامه بحماية البشر و بينما كانت سفن البشر و قواربهم تسير على صفحة الماء وسط المحيط إستعان ألسايدن بقوة السماء ؛ "البرق و الرعد" و ضرب الأسطول ففرقه نصفين و حالت العواصف الشديدة دون أن يجتمعا و غرق الكثيرون و تفرق النصفان تماما حتى ظن كل واحد منهما أنا الآخر قد هلك لكن الناجين من كل نصف قد اتجوا في اتجاه مختلف.

أحدهما وصل إلى السواحل الشرقية للماذرلاند و أسموها بالقارة الأم لأنها احتظنتهم و أسموا المنطقة التي أهلوها ب "لوست فاين" أي "فاين الضائعة" نسبة إلى المكان الذي كانوا يعيشون فيه و الذي يحمل نفس الإسم.

النصف الآخر بلغ سواحل أبوكسيسوس و وجدوا فيها السهول الخصبة و الخيول السريعة فامتطوها و أصبحوا يلقبون ب
"ملوك الخيل".

هذا كان عصر البشر القدماء و عصر الإستيطان، لاحقا بدأ عصر جديد في تاريخ البشر يعرف بعصر الملوك الأوائل بعد تمدن البشر و لكن هذا كله طبقا للأساطير المحكية و الحكايات التي يتداولها الفلاحون فلا أحد قد عاش في عصر البشر القدماء و لا شيئ يدل عليهم من عصر الإستيطان في كلا القارتين و لا أحد عاد من داركلاند و كما يقولون فإن ألسايدن قد جعل بحر الخطايا مظلما فيه ليل سرمدي فقط و لكن و كما قلت يفترض أن تكون هذه الأساطير مصدرا غنيا للشعراء و المغنيين ليكتبوا عنها و كل من له قريحة شعرية يستطيع أن يكتب الأغاني حول جمال أفروديت الخلاب. يقال أنه عندما أخذ أوبال روحها لتكون قربانا له ألقت أفروديت جمالها لنساء البشر و يقال أن كل من تمتلك عينين أرجوانيتين فقد حظت ببعض جمالها.


عرف الناس القارة المظلمة على أنها مهد البشر القدامى لكن لا أحد عرف بالضبط أين تقع حيث يفترض سكان المذرلاند "القارة الأم" أنها تقع في الشرق طالما أن أبوكسيسوس تقع في الشمال.

موطن القرن الغابر أو العصر الغابر تعرف بين سكان المذرلاند بالقارة المظلمة لأنها مجهولة لديهم و حسب ما تقوله أساطيرهم فماضي البشر فيها كان مشؤوما و كذلك يطلقون على أبوكسيسوس إسم قارة العبيد لأنهم عرفوا العبيد من هناك بينما و في الشمال و تحديدا في أبوكسيسوس يطلقون على القارة المظلمة أو الداركلاند إسم جزيرة الأسياد و المذرلاند إسم أرض الجنوب و ديار الأعداء.

أما الآن فسأخبركم بالجزء الحقيقي من القصة فبالطبع لم يكن هذا هو الجزء الحقيقي لأنه لا أحد يعرف ما حدث بالفعل لا أحد يتذكر و كل ما يقال هي حكايات الفلاحين و الأساطير المكتوبة في الملاحم الشعرية. الحقيقة هي أن للعالم سيدا واحدا و لا سيد لنا غيره و هو من قام بإنشاء هذا العالم و خلق الكائنات و ابتكارنا للعالم حيث أنه مطلق القوة كامل الأوصاف.

إذن لماذا فعل ذلك ؟ لماذا أوجد جنس البشر ؟ هل شعر بالضجر ؟


لكن ما هو تفسير وجود الآلهة و الأساطير المحكية عنهم ؟

الجواب يمكن أن يكون بسيطا فبالرجوع إلى المعطيات التي بين أيدينا و بتحليل العناصر و ربطها معا يمكن القول أن من يسمون بالآلهة قد كانو بشرا و لربما أول البشر و الملوك لكن بمرور العصور ألف الناس عنهم الحكايات و الأساطير حتى أطلقوا عليهم لقب الآلهة و صنعوا لهم التماثيل للإستدلال على وجودهم و الشعور أنهم مجودون بالفعل.

يختلف الكثيرون حول حقيقة الداركلاند فلا أحد يعلم إن كان ماضي البشر فيها صحيحا. لا أحد يعرف إن كانت هذه الجزيرة موطن الأسياد أو الآلهة أو أيا كان، البعض يفسر و يقول أنهم كانوا بشرا فقط و مع الوقت جرى تعظيمهم أما البعض الآخر لا يؤمن بهذه الفرضية و يقول أن أصل البشر غير معروف إطلاقا هم فقط كانوا هناك و قد يقود هذا إلى الإعتقاد بالإله الواحد فقط أيضا.

لو أن الجميع يعبدون نفس الآلهة سيكون جليا أنهم من أصل واحد و لكن آلهتهم مختلفة و البعض يشير إلى أن الآلهة تفرقت بتفرق البشر أو العكس فيما يدحض الكثيرون هذه الفكرة تماما.

___________________________________

معلومات متوفرة حاليا:

أفروديت : إلهة الجمال أخت إيبريديت.

إيبريديت: أخ أفروديت سيد الأراضي و الثروة.
إيدريمون: إبن كل من إيبريديت و أفروديت على شكل نسر و يقال أنه ليس نسرا و إنما يركب مخلوقا مجنحا.

ألسايدين: سيد القتال و الإنتقام و الغضب.


أوبال: سيد الآلهة و كبيرها. صورة متخيلة لأفروديت و شقيقها إيبريديت

صورة متخيلة لأفروديت.

صورة متخيلة لإيدريمون.

2019/07/01 · 568 مشاهدة · 1293 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024