11 - بلا مشاعر without feelings

دي روز: بلا مشاعر.

جلست تتأمل شقيقها الأصغر بينما راحت الخادمة تعقم جرحه بمستخلص خمري.

إرتسمت على وجهه الشاحب نظرة جامدة بينما غطت الخادمة الجرح بقماش نظيف و قالت بتأن: آمل أنني لم أتسبب لك بالألم يا سمو الأمير!

أجابت سارة: هو لم يتحرك أبدا.

قالت الخادمة: حتى لو كان الجرح بسيطا يفترض أن يشعر بالوخز من أثر التعقيم لكنه لم يحرك ساكنا و هذا ما أجده غريبا.

- حتى أنه لا يقول أي شيئ، أحيانا أريد أن أعرف ما الذي يشعر به أخي ألكس و ما الذي يفكر فيه أيضا. رددت سارة.

فكرت الخادمة لوهلة ثم قالت: أعتقد أنني أعرف شخصا يستطيع المساعدة.

- أحقا ما تقولين؟ سألتها سارة في بهجة.

أجل يا سمو الأميرة، هناك معالج بارع في المدينة لكن إيجاده صعب للغاية فهو كثير الترحال لانشغاله الدائم بالمرضى و بحثه الدائم عن الأعشاب و المكونات الطبية المختلفة التي يستعملها في صنع الأدوية.


- و كيف نستطيع إيجاده إذا؟

- إذا حصلنا على إذن بالخروج نستطيع البحث في المدينة لربما يسعفنا الحظ في إيجاده.

قالت سارة و هي تنظر إلى ألكس: لا مشكلة سيسمح لنا والدي بالتأكيد بالخروج، لابد و أن نعرف ما به.

توجهت الأميرة الصغيرة في غبطة إلى غرفت المجلس الملكي حيث يعقد أبوها الملك إجتماعا مهما في هذه الأثناء، لكن لا يبدو أن أطفال هذا الجيل يعلمون أن الإجتماعات و خاصة الملكية منها لا ينبغي أن تتم مقاطعتها.

وقف حارسان أمام باب قاعة المجلس، كان الباب شاهقا لفتاة في مثل عمرها، ذا قوس و بأطراف غليظة بلون الذهب بينما لونه كان أحمرا قانيا و نقش برسوم ذهبية لورود ذات أشواك و أغصان متشابكة، لم يترك أي من الحارسين مكانه بينما اعتقدت سارة أنه لكونها أميرة فقط فإنه مخول لها أن تدخل دون طلب و أن كل الأبواب في قصر أبيها ستفتح من طرف الحراس لمجرد أن يلمحوها قادمة لكن الأمر مختلف فهي بالفعل لم ترى ما يوجد داخل هذه القاعة من قبل و فتحت فمها الصغير لتأمر الحارسين بسلطتها قائلة: إفتحا الباب أريد الدخول!

لم تكن هنالك أية إجابة بل صمت مطبق ما دفعها لتقول مجددا: إفتحا الباب! و أردفت بسلطتها: الأميرة تأمركما بذلك!
لكن استجابة الحارسين كانت معدومة، لن يفتح هذا الباب دون أمر من الملك بنفسه.

كانت ردة فعلها الطبيعية هي الصراخ و مناداة أبيها لعل ذلك يفلح لكنه لم يفعل، بدأت بضرب الحارسين بقبضاتها الهشة حتى دب الألم فيهما بسبب الدروع القاسية التي ارتدوها، ظلت تفعل ذلك حتى أدركت أنه عليها التراجع فقد جربت كل ما بوسعها لكنه لم ينجح و دفعها ذلك لتعود أدراجها بعد التفكير.

جلست الخادمة "صوفيا" تراقب ألكس الذي كان يحملق فيها بعينين شاردتين في صمت و لكنه كسر ذلك الصمت قائلا في حدث غير معتاد: عيناك! إنهما أرجوانيتان و جميلتان للغاية.

إحمر وجهها خجلا و ابتسمت ضاحكة في غبطة: يالها من مجاملة رائعة أيها الأمير الصغير، عيناك أيضا جميلتان واحدة خضراء و الأخرى أرجوانية كما أنك أمير وسيم للغاية أيضا.

- أنا لست كذلك يا...

صوفيا... يمكنك مناداتي باسمي إذا شئت و سأناديك ألكس بدوري إذا لم يكن لديك مانع يا أميري الصغير.

إبتسم ألكس بغرابة و قال: لا مانع بشرط أن تصيري مرافقتي يا صوفيا، إذا وافقتي فسأخبرك بسر.

وجدت الخادمة هذه المناقشة ودودة للغاية و أرادت أن يستمر الأمير في الكلام فهو غير معتاد على ذلك. أجابت صوفيا: بالتأكيد لا مانع لدي، و لكنني بحاجة إلى استأذان رئيس الخدم أولا.

- حسنا!

قالت صوفيا بتأن: هل يمكنني سؤالك شيئا يا أميري الصغير؟

أومأ ألكس برأسه إيجابا و هو ينظر بعيدا.

سألت صوفيا قائلة: لماذا لا تتحدث كثيرا طالما أنك تجيد الكلام؟ أنا أجد ذلك غريبا خاصة و أنك تبدو ذكيا و واعيا بما يدور من حولك.

إرتبك ألكس بعض الشيئ لكنه لم يبدي ذلك على وجهه و فتح فمه ليجيب: ذلك بسبب....و فتح الباب لتندفع سارة من الخارج قائلة: لنسرع يجب أن نتحرك.

قالت صوفيا سائلة: هل يمكننا ذلك؟ هل حصلت على الإذن من الملك؟

- لا لم أستطع مقابلة أبي.

- إذا كيف سنذهب خارجا من دون علمه؟

- نتسلل. قالت سارة في تذاك.

- هذا خطير، لا يمكننا الذهاب خارجا سيعرضكما هذا إلى الخطر يا سمو الأميرة و أنا أرفض ذلك بشدة.

قالت سارة راجية: أتوسل إليك ساعدينا على الذهاب خارجا و إيجاد الرجل الذي حدثتني عنه، سنذهب و نعود بسرعة إذا فشلنا في إيجاده.

- هذا خطير يا سمو الأميرة و ممنوع بشدة كذلك، إذا خرجنا دون حرس و تعرف علينا أحد من العامة أو النخاسين فسنكون في ورطة.

- أرجوك إنه من أجل ألكس أريده أن يكون طبيعيا.

ردت صوفيا: لقد أجرينا حوارا بسيطا و بدا طبيعيا للغاية.

”لنذهب إلى الخارج يا صوفيا. قال ألكس مفاجئا إياهما“.

إتسعت عيناهما في دهشة و رددت سارة فرحة: أرأيتي؟ حتى ألكس يرغب في ذلك.

- الأمر ليس أنني لا أريد المساعدة أو تحقيق رغبتكما و لكن ذلك سيكون خطيرا للغاية.

بعد إصرار كبير من الولدين إستسلمت صوفيا و ساعدتهما على التنكر و التسلل خارجا. تجولوا دون حرس في الأزقة الضيقة، و سببت العيون المحدقة بهم القلق للخادمة.

سلكوا طريقا فرعية لتجنب الإزدحام بينما خفق قلب صوفيا في خوف متواصل، هذان الطفلان أميران، إنهما أبناء الملك، إخراجهما هكذا دون علمه و دون حماية عقابه الموت مقطوع الرأس. فكرت أن من سيقوم بخطفهما سيطلب فدية ملئ القصر ذهبا و لابد و أن مناجم الجنوب العاقرة لن تكفي لذلك أبدا.

كان الوَلدانِ كالوِلدان الآخرين إرتدوا ثياب مهلهلة، الخروج بثياب الأمراء بدون حرس لم تكن فكرة جيدة، السير في الأحياء الفقيرة بثياب كتلك ستجعل قدرهما يسودّ.

ساروا في عجلة في الحي الفقير، كانت صوفيا تراقبهما و الطريقَ في آن واحد، تعرف الأزقة الضيقة الملتوية بشكل جيد و كأنها كانت هنا من قبل، بينما من المعروف أن الخادمات و المحضيات يتم اختيارهم من العائلات المتوسطة حيث يحصلن على معاش التقاعد بعد ذلك و اللائي يرافقن الأمراء و الأميرات هم الأكثر حظا و بعضهن ينتهي بهم الأمر على فراش أبناء النبلاء.

- لنسر معا في حذر و انتظام. قالت الخادمة.

أجابت الأميرة: أجل بالتأكيد! أليس كذلك يا ألكس؟...ألكس؟؟

إلتفتت الأميرة و خادمتها لتكتشفا في هلع أن ألكس قد اختفى، و لم يكن الصراخ حلا، إزدحم الناس فجأة و راحتا تركضان في هلوسة.

كانت صوفيا متقطعة الأنفاس و تائهة تماما، و لاشك أنها تورطت أكثر من اللازم في هذا المأزق، إذا وصل هذا الأمر إلى الملك فحياتها قد انتهت، ماذا عن الهرب؟ الذي كان يمنعها من الهرب هو ما أخرجها من القصر رفقة الولدين، شيئ دفين من الماضي يطفو على سطح الحاضر ليرسم معالم المستقبل.

ألكس...... ألكس؟ صاحتا بقوة و بصوت عال فاقد للأمل، و كأنه اختفى أو ابتلعته الأرض، ترقرقت الدموع في عيني ساره و بكت بينما تقول بصوت ضعيف: لا تلعب معنا أرجوك يا ألكس!

وقف رجل قريبا من المشهد حيث تجمع الناس حولهما و شاعت غمغمة بينهم؛ ”هذه المرأة فقدت ابنها“... إنهما غريبتان عن هذا المكان! كان من السهل تميز الغرباء هنا.

نظرت الخادمة نحو الرجل الذي لوح لها بيده و أشار عليها أن تسلك الطريق نحوه في ذاك الإتجاه و هذا ما فعلته، بعث ذلك بعض الأمل في قلبها و أمسكت يد ساره و جرتها معها مبعدة الناس بيد قوية رشيقة و مريبة.

تبعته بينما سار في غير عجلة، كانت الطريق مألوفة لها و الرجل كذلك، غطى نفسه برداء رمادي غريب و علا رأسه غطاء يخفي ملامحه بينما شق الأزقة في رشاقة.

فتحت ساره فمها الذي غزته دموعها المنهمرة قائلة: إلى أين يا صوفيا؟

أطبقت الخادمة شفتيها و لم تقل شيئا بينما ارتجف قلبها في هلع، خوفها في تلك اللحظة على ألكس كان أكبر من خوفها على نفسها و إن تراءت لها لمحات مستقبلية حيث علق رأسها على خازوق في مدخل القلعة، كان خوف أمّ على صغيرها.

توقف الرجل و سلك معبرا ضيقا إلى اليمين يتسع لعبور شخص واحد ذي حجم متوسط، كانت البيوت و الأرضية مشيدة من نوع حجر واحد، أزقة قديمة مهترئة حتى في قلب العاصمة رغم أن الملك أمر بهدم هذه الأحياء على رؤوس ساكنيها الذين اعترضوا على هذا القرار حيث أنهم لن ينالو تعويضا على ذلك. في نهاية الطريق الضيقة فتح الرجل بابا و دخل إلى ما يشبه البيت المهجور و تقفت الفتاتان آثاره و صولا إلى داخل المبنى، دخلتا في حذر، كانت ساره تشعر بخوف كبير، إصرارها على الخروج أدى إلى اختفاء شقيقها الأصغر، إذا حدث له مكروه فإن الملك لن يعفو عنها أبدا.

كان المكان مظلما و مهجورا، أثار الغبار المتواجد سعالهما، كأن المكان يشبه المعمل القديم بينما صاحت ساره في أمل:

ألكس! هل أنت هنا؟ أجبني أرجوك! هيا لنعد.

أجابها صوت الرجل الذي كان مألوفا لسمع صوفيا: ألكس سيمكث هنا لبعض الوقت يا سمو الأميرة.

عرف كونها أميرة رغم تنكرهم بشكل جيد كما أن أبناء الملك لم يعتادوا مغادرة القصر كثيرا و شكلهم يكاذ يكون مجهولا لعامة الناس إضافة إلى أن التنكر في الثياب القديمة سيزيل أي فرصة لأن يتعرف عليهما أحد من العامة لكن صوفيا لم تستنكر ذلك.

أضاء الرجل شعلة. بدت قوارير منتشرة على مناضد محيطة بهم و كتب قديمة غزتها الأتربة و الغبار مرصوصة على الرفوف بينما شيدت العناكب بيوتا في كل جانب. قال الرجل بصوت مرحب: لم أرك منذ مدة طويلة جدا يا أختاه!

تساءلت ساره في نفسها: «هل يعرفان بعضهما؟ هل هما إخوة؟»

قالت صوفيا في هلع: ألكس؟

- إنه بخير يغط في نوم هادئ و عميق، لقد صدأت فطنتك يا أختاه لم تدركي أنه منذ أن وطأت أقدامكم الأرض خارج القصر تتبعتكم الأعين، كان علي أن أقودكم بنفسي إلى هنا لم أكن لأخاطر.

- أين أخي؟ سألت سارة.

- كما قلت منذ قليل إنه يغط في نوم هانئ.

فتحت الخادمة فمها لتقول: دلنا عليه فنحن راحلون.

- ليس قبل أن تفعلوا ما جئتم لفعله.

أجابت الخادمة في حزم: لقد تغير رأينا حيال ذلك.
- و ماذا لو رفضت إعادة ألكس إليكم؟ هل ستظهرين حقيقتك أمام أميرة القصر؟ هل ستنكثين بالعهد و القسم الذي أقسمته؟

شعرت ساره بالغرابة من هذا الحديث و أدركت نوعا ما أن صوفيا ليست مجرد خادمة عادية أو ربما ليست خادمة أصلا، تساءلت في نفسها بينما يراودها الخوف و القلق على أخيها ألكس «أي حقيقة هذه التي يتكلم عنها الرجل و أي قسم ذاك؟»

أجابت صوفيا برباطة جأش كالتي يملكها المحاربون: لقد تخلى عني الهانترز منذ دهر لما عساهم يهتمون إذا نقضت العهد اللعين؟ أعد إلينا الولد و سنرحل في سلام.

- الهانترز لا يتخلون عن بعضهم أبدا، كل ما حدث معك كان جزءا من الواجب الذي أقسمتي على أن تقومي به و لم يكن ليصح غير ذلك، النظر إلى الماضي لن يفيد.

بدا هذا الحديث غريبا للأميرة الصغيرة التي راحت تتفحص المكان بحثا عن ألكس، كما لو أنهما يتحدثان بلغة مختلفة، عن ماذا يتحدثون يا ترى؟ منهم الهانترز؟

قال الرجل: ألكس سيكون "صيادا" رائعا، في النهاية هذا هو المغزى من وجوده.

- لا تمزح معنا أيها السيد. قالت ساره مستجمعة كل شجاعتها رغم الهلع و أردفت: أخي لن يكون مثلكم أبدا، أخي ألكس س...
غلبتها دموعها المنهمرة و رغم ذلك أكملت: أخي ألكس سيصبح طبيعيا ذات يوم، و سيكون ملكا عظيما أيضا، هذا ما أريده أن يحصل.

قال الرجل: و أنا أيضا أريد ذلك يا سمو الأميرة. ثم أردف و هو يوجه نظره نحو الخادمة صوفيا: الملك العظيم يخرج من رحم امرأة عظيمة و مكافحة أليس كذلك؟

ردت ساره: أمي ملكة عظيمة و امرأة رائعة و أبي كذلك و كذلك سيكون ألكس و سأدعمه حتى يكون.

- كلام جميل و مأثر للغاية يخرج منك أيتها الصغيرة رغم أنني لست متأكدا من صحته أبدا.

قاطعته صوفيا بشراسة: إياك أن تجرأ على العبث معها، أنا أحذرك.

ضيق الرجل عينيه و قال بينما نزع الغطاء عن وجهه: هل تذكرين هذا الوجه؟

أجابت صوفيا: سفين.

- أجل! إنه أنا سفين، آخر الهانترز الذين سترينهم و بالمناسبة هم يرسلون تحيتهم لك، كل الرجال يجب أن يموتوا.

- أنت لن تفعل! ليس أمامها، دعني أعيد الولدين و سأسلم نفسي.

- أو! ليس أنا من سيفعل بل حرس الملك، لكن قبل ذلك يجب أن تعلموا أن ألكس لا يملك أية مشاعر، لقد خلق بدون مشاعر لهذا هو غريب إنه لا يجيد التعاطف لا يعرف الخوف و لا يعلم ما هو الأمل و لا الطموح إذا سقط فلن يحاول و لن يكون لذلك أي فرق عن كونه واقفا و إذا انبطح فلن تداس كرامته طفل كهذا سيكون خطيرا إذا كبر و لم يتم توجيهه بالشكل الصحيح و إعادته شيئ مستبعد.

لا تختبر صبري. قالت صوفيا و أردفت أعده إلينا و ستضمن سلامتك و أعدك بتسليم نفسي.


لا تستطيعين تسليم شيئ لا تملكينه، مهمتك في الأساس كانت إحضار ألكس إلينا لكنك كنت رافضة للأمر رغبتك كانت كبيرة في معرفة خطبه و اعتقدت أن العجوز الذي كان يقطن هنا لازال موجودا، لكن حتى الهانترز لهم تاريخ صلاحية ولابد أن يتم استبدالهم و هذا بالضبط ما حدث مع الصيدلي العجوز و ما سيحدث معك.

تجاهلت ساره هذا الكلام الذي بدا أنه غريب للغاية و قالت في قلق: أتوسل إليك أعد ألكس فلا ذنب له.

لكم ذلك. قال الرجل ثم تابع مخاطبا صوفيا: صوفيا أنت هدفي اليوم لقد تم تقرير عملية استخلافك.

قالت صوفيا برقة: لا أريد كلمة أخرى لنرحل.

سحبتا الصبي بأنفاس متلاحقة و همتا بالخروج لتسطع في عينيهما أشعة الشمس المنعكسة من دروع حديدية لرجال طوقوا المكان موجهين حرابا ذات رؤوس مدببة بدت كما لو أنها رؤوس ثعابين تستعد للانقضاض عليهم و نهش لحومهم، حسبت ساره أن الرجال هنا ليقبضوا على الرجل الذي تركوه خلفهم و قد توسطهم قائد الحرس اللورد تانيس، لكنهم قبضوا على صوفيا و مزقوا جزءا من ملابسها بينما كانت تقاوم في عنف رغم ذلك حدت من قوتها بسبب خوفها على ألكس بينما سقطت الأميرة مخدرة و لم تفتح عينيها إلا و قد رأت رأس صوفيا على خازوق وسط ساحة القلعة.


_________________________________


معلومات متوفرة حاليا:

الهانترز: The Hunters، الصيادون

2019/07/14 · 370 مشاهدة · 2162 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024