پول: في السجن.

ساد الظلام جاعلا إياه كالأعمى، فتح عينيه ببطئ و شعر برائحة فضيعة ترغم أنفه على تنشقها، لم تكن هناك نافذة أو فتحة أو منفذ هواء يكسر هذا العبق كريه الرائحة، لوهلة بدت أطرافه مخدرة و شعر بوزنه مضاعفا حيث لم يستطع الحراك و قدمه السليمة مقيدة بسلسلة إلى الجدار، لم يعلم كم لبث مستلقيا هنا بغير وعي و لم تسعفه ذاكرته في التعرف على معالم وضعه الراهن كل ما تذكر رؤيته كان الجدران الحجرية ذات الملمس القشري و الباب الخشبي ذا اللون الرمادي المدعم و المقبض الحديدي الأسود المغطى بلون الصدء المتآكل، لم يحرك ساعدا بل لم يرغب و لم يستطع، كان كتفه قد اشتعل بحرارة وشعر برأس السهم المكسور يلدغه و مشط قدمه مهشم ملفوف بخرقة بالية علق بها سواد تفوح منه رائحة الغائط، أما فخذه فقد استقر فيه رأس السهم بعد أن كسره أحد الجنود تاركا إياه عالقا في شيئ من عضلٍ و دم.


نبضت جروحه ألما مع كل حركة بسيطة، جسده يشع بحرارة أصابته ببعض من الحمى و الهلوسة جعلت نبض قلبه يتسارع، دوار رهيب قد استوطن رأسه، الرائحة التي لا تحتمل سببت له الغثيان و ظلمة المكان لفته كاللحد، سواء فتح عينيه أو أغلقهما لا فارق...


لكن مع كل ذلك صور تعود به إلى الوراء قد بدأت بالظهور أمام عينيه، شخص أصلع شبه بدين في الحانة يسقيه شرابا، ثم حلبة و رجل ضخم الجثة، حشد من الناس و أصوات حوافر الخيول... ذاكرته بدأت تعود و الصور بدأت تتضح في رأسه، لقد كان هذا الصباح مع پول في الحانة قبل أن يتجه لحلبة النزال الأخير... هل كان هذا الصباح فعلا؟ أم منذ أيام!


لم يكن هناك أي منفذ للضوء، لم يعرف أهو ليل أم نهار، الصور بدأت ترتبط ببعضها و تتضح لكن الدوار الذي لا يحتمل قد لازمه، لم يقو على الكلام و قد جف حلقه و لم يسمع أي صوت منذ أن استعاد وعيه، لم يتحرك و لم يرى شيئا من شدة السواد، كأن عيناه لم تعودا تعملان.

شيئا فشيئ تذكر الأمر برمته، تذكر ما حدث و طفا وجها أخيه و السيد والده أمامه في الظلام، كان ليبكي بسرور كلما فكر بأبيه، بيوم مقتله، ببلل المطر على شعره و هو يحملق في جثته السابحة في بركة من الدم الأحمر القاني، لكن حزنه قد تجمد و حل محله غضب أعماه عن نصح أخيه له، تساءل: أين هو؟ ماذا يفعل؟ أعلم بشأنه أم لم يعلم؟ أجند الرجال للبحث عنه و إجلائه؟ لربما فعل و لكن لم يجده، لربما نقله الجنود إلى جزيرة نائية أو ألقوه في أحد سجون العاصمة العاصمة... لا هذا احتمال ضعيف هو ليس في العاصمة، إنه بالنسبة لكلاب المغتصب قذارة لا تستحق أن تضع قدما في العاصمة، شعور بالخجل قد تغمده... الثور الهائج قد وقع في الأسر، لطالما تسبب في المتاعب لشقيقه الأكبر.

”متى ستكبر؟“ صورة أخيه المحلقة في الظلام الأسود تخاطبه.

لقد فقد عقله أو كاد...

لم تكن جراحه تؤلمه كثيرا عندما يظل ساكنا تماما فحاول ألا يتحرك قدر المستطاع، جعله سكونه يشعر ببرودة ممزوجة بقشعريرة تسري في جسده أخرج ذلك العرق البارد من مسامه و أعاد إليه الشعور بأطرافه و ثقله الطبيعي و الجروح صارت تنبض في موضعها بدلا من أن تنبض أطرافه كلها بالحرارة و الألم.

شعر بحكة في كتفه و استحالت مواضع الإصابة إلى لحم ساخن من جديد، لم يكن ليسمع شيئا غير صوت أنفاسه المحترقة كنار تنين تخرج من بين مناخيره، راح يحدق في الهواء المظلم و يتخيل الأشياء كي لا يفقد وعيه و لاحت له صور من نزالاته و كيف كانت قوته مصدر فخر له... الثور الهائج جيري الذي يخشاه أشجع المحاربين، تذكر من هزمهم، تذكر أوجههم و بعض أسمائهم، كل ذلك حتى يبقي على بعض من وعيه، يقول لنفسه أن أخاه قد شق الريح على ظهر حصانه الأسود الضخم ذي الجدائل الطويلة السوداء سواد الليل الحالك ليبحث عنه، تذكر حين كسر المشط الخاص بحصان أخيه، مشط ذو مسكة ذهبية مزخرفة كان هدية له من زوجته الراحلة ما أثار غضبه الشديد عليه.


أكثر فأكثر وجد نفسه يفكر في والده مرة أخرى، رآه طويلا و سيما قويا كما كان في ريعان شبابه، قد أحكم يدعه على سيفه ذو اللمعة على نصله المصقول، مرتديا درعه ذي الحلقات المعدنية الرنانة و معطفه الذهبي، و على رأسه استقرت خودته العظيمة، يجلس على صهوة حصانه كملك من عصر الأبطال... نظر إليه و رآى عينيه الزرقاوين المميزة للعائلة صافيتين كانعكاس زُرقة سماءٍ صيفية صافية على بحيرة عذبة... قال يكلم خيال أبيه بصوت جاف: لقد خذلتك يا أبتِ، لقد تركتهم يقتلونك. سمعه خيال أبيه فأجابه: يا لك من ثور عنيد، كان عليك أن تلازم أخاك، هل قادك العناد إلى ما أردت؟ هل رأيت أين أفضى بك عناد الثور الهائج؟ هل كنت لأشعر بالرضى و أنت تفعل هذا مدعيا أنك تنتقم لموتي؟


كان جيري يطرح على نفسه هذه الأسئلة على لسان خيال أبيه الذي اختفى من أمامه ليدرك أنه كان يحدق في اللاشيئ طيلة الوقت...


كانت عيناه شبه مغمضتين و الشقوق قد غزت شفتيه جاعلة إياها تبدو كأرض جرداء قاحلة تطلب الماء عندما سمع صوت خطوات في الرواق، كان محموما و الألم يغازله بشدة، حتى بدا له أنها هلوسة أخرى تراوده، لكن الباب اندفع بشيئ من الفضاضة التي رمي بها في هذا المكان سابقا و مع انفتاحه أطلق صريرا مزعجا و تحرك المقبض ليصدر هو الآخر صوتا، سمح ذلك ببلوغ بعض من الضوء إليه فأطبق عينيه ليتجنب إيلامه لهما، وضع له السجان خرقة من القماش مبللة بالماء البارد في يده و قال بصوت مألوف: إختر ما يناسبك أعتصر الماء في فمك و أنهي ظماك، أو أضعها موضع الحر و أريحك من بعض الألم.


لم يكن جيري ليفكر، لقد تعايش مع الألم بالفعل، لكن الظمأ قد يقتله، مازال يريد أن يرى أخاه و يعتذر منه... قال بصوت مبحوح: أريد أن أشرب.


إنتزع السجان الخرقة من يده و اعتصرها فراح الماء يسيل منها و هو يحاول أن يضع فمه موضع سيلانه و تعمد السجان أن يحرك يديه ليضيع بعض الماء الذي انسكب على الأرض مطيلا في عذابه...

- ماذا حدث! سأل و هو يعرف الإجابة و لكنه يريد استنطاق السجان.

- لم يحدث شيئ بعد، لكنه سيحدث إذا لم تعرف كيف تدير الأمور بعد الآن.


بدأت أذنه تتعرف على هذا الصوت، إنه صوت خسيس إعتاد أن يسمعه في الحانة التي يتردد عليه غالبا و أي صوت قد يسمعه أكثر من صوت مالك الحانة نفسه، جسد ممتلأ و رأس شبه أصلع، قال مشيحا بنظره نحوه فبدت صورته مشوهة كطيف في الصحراء: پول؟ أهذا أنت؟ هل هذه هلوسة؟ كلا الماء الذي سُقيته قد أنعش فمي و رد إلي روحي.. هذا حقيقي!

- لقد حانت ساعة العدالة يا تريكستار.

- ما الذي تعنيه؟ كيف وصلتَ إلى هنا؟
ما هاذا المكا.. أخي! أخي! ما الذي أخر أخي؟

- أعتقد أنك تعلم أنك رجل ميت يا جيري.

- لما عساك تقول شيئا كهذا؟ ألسنا شركاء؟ ألست هنا لتخلصني؟

كان جيري غبيا ليعتقد أو يفكر في ذلك أجاب پول بسخرية: شركاء؟ أخلصك؟ أحقا ما تقول؟ أنظر الآن لقد جعلتني أتأثر و لكن دعني أسمع أنينك. و ضغط على جرح كتفه فتدفق الدم من وسط العفن ما جعل جيري يطلق صراخا مصحوبا بألم شديد...


- آااااااااه .. أيها الوغد! أكان هذا برمته من صنعك؟ قال متألما.


- بل من صنعك يا تريكستار، يبدو أن بعض النبيذ الذي سقيتك إياه في الحانة ذلك اليوم قد أثر فيك و جعلك تعترف ببعض الأشياء المهمة، أصبحت تساوي الكثير و لم أعتقد أنك ستجعلني أجني أكثر من أي وقت مضى، لم تتوقع مني أن أفوت فرصة كهذه صحيح؟


سأل جيري بدهشة ارتسمت على وجهه الذي ظل بدون ملامح للفترة الماضية من الزمن: أقلت ذلك اليوم؟ كم مر من الوقت؟

- ثلاثة أيام.

- و أين نحن؟

أجاب پول: زنزانة تحت معقل ساوث بارك الشمالي الذي يضم حصن الجنود المقدسين و أنا سجانك اليوم.

كان هذا معقل الفرسان المقدسين خدام المعبد، جنود الكاتالا و فرعها العسكري و قد استولى عليه الجنود إبان الغزو.

أضاف پول: لابد و أنك تنتظر خبرا من أخيك! المسكين لقد شرع بالبحث عنك بنفسه لكن لا فائدة و حتى أنه اشتبك مع الجنود إنه حقا شجاع لكن غبي، سمة مميزة ل آل تريكستار، حتى والدك آخر لوردات العائلة سار إلى حتفه و هو يعلم.


إهتز جيري من مكانه فور أن سمع الكلام عن والده، تراجع پول إلى الخلف لوهلة بدا أنه استعاد لمسة من قوته الجسدية الهائجة فكاد أن يقتلع السلسلة من الجدار، مرت محاولته يائسة فتيقن پول من عجزه و راح يضغط جرح كتفه مستمتعا بأنين الألم الذي يخرج من بين أسنان جيري التي راح يضغطها محاولا إجبار الألم على التراجع، قال بصوت غارق في الأنين و الأنفاس الحارة المتسارعة: أخخخ... إياك أن تذكر والدي بفمك القذر الغادر أيها الأصلع اللعين، لطالما بدوت غريبا غادرا و لعينا.


- و أنت لطالما بدوت غبيا أحمقا و من السهل التلاعب بك و التأثير عليك.
قالها و هو يغرس أصابعه في الجرح يبحث عن رأس السهم المعدني ليخرجه... و أضاف: شجاعة أخيك ستسرع حتفك، ستموت معتقدا أنك البطل هنا...

قاطعه جيري بصوت مترنح قائلا: ما هدفك من كل هذا؟ من تخدم يا پول اللعين؟

بدا پول مستمتعا بالسؤال و هو يجيب: العدالة يا تريكستار.

إرتسمت إبتسامة خفيفة غريبة على شفتي پول و أضاف بنبرة سوداوية: من الواضح أنك لا تعي الأمر و لا تهتم، أنا لا أفعل هذا من أجل متعة زائلة، أنا أريد أن أحقق العدالة، عدالة الآلهة...


- لو كان لها وجود لما حدث كل هذا الهراء. قال جيري.


- أوافقك الرأي لهذا أحرص على إتمام كل شيى بنفسي.


- إذا، إذا كان هذا كله من تدبيرك فما الذي تخطط لأن تفعله بي ما علاقتي بالأمر؟

أمسك پول برأس السهم الذي استخرجه من كتف جيري بأطراف أصابعه(رأس معدني مذبب) و راح ينكل بجثته، يحفر ثقوبا في لحمه و يرسم خطوطا و دوائر على جلده مسيلا قدرا كبيرا من دماء جيري و مطربا سمعه صراخه الذي ملأ المكان...


- آاااااااه لا!! توقفففف!!

- أجل أصرخ حتى يسمعك شقيقك و يأتي لإنقاذك ، أصرخ بينما أقص عليك قصتي، أمسكه من مؤخرة عنقه و شرع في حديثه: قبل أن أصبح ساقيا في الحانة كنت تاجر توابل معروف و لي أصدقاء كثر و معارف في شتى البقاع في المدن الحرة، في قارة العبيد و قلاع النبلاء في القارة الأم، كانت لي زوجة جميلة أحببتها شديد الحب و أنجبت منها طفلين رائعين إبني "غوستاف" و ابنتي "ماري الصغيرة" و كنا على موعد مع استقبال وليد جديد و قبل الغزو بأشهر معدودة كان عدد من معارفي في الشرق و الشمال و كذا المدن الحرة قد اقترحوا علي أن أرحل من المكان... أقمت هنا لبضعة أشهر لأنه كان علي أن أوصل بضاعة التوابل فأنا من يوصل الطلبيات إلى زبائني، كنت عائدا من ضيعة تريكستار في تلك الليلة المشؤومة بعد أن أنهيت عملي مع والدك الذي استقبلني بحفاوة ذلك اليوم وقد بدا لي شخصا موقرا بالفعل و يستحق الإحترام.

قاطعه جيري بصوت يئن: أجل لقد كان كذلك.

-إخرس و استمع... حسناً هذا ما ظننته أيضا... كانت ليلة صيفية باردة و القمر بدا منيرا في السماء الصافية و بينما أنا أسير كانت الأفكار تتسارع في رأسي و بدا أنني قد اتخذت قراري بالرحيل رفقة عائلتي إلى "فروسكيت"... وصلت و فتحت الباب، أنار ضوء القمر عتمة المكان، وجدت إبنتي تجلس و قد ضمت ركبتيها إلى جسمها و أمسكتهما بيديها بقوة، جلست في صمت تحدق في الفراغ ناديت عليها؛ ”ما بك يا حلوتي؟“... لم تجب، بدا الأمر غريبا، لقد اعتادت أن تركض إلي حين تراني لكنها الآن جالسة دون حراك، كانت عيناها متسعتان تشعان بضوء القمر، كأنها مصدومة بشيئ ما، شعرت بغرابة فأضأتُ مشكاةً، لكن ما رأيته جعلني أندفع إلى الخلف من هول الصدمة، زوجتي الحامل غارقة في بحر من الدماء طعنت حتى الموت في بطنها و رأسها قد هشم ضربا على الحائط و تبين لاحقا أنها اغتصبت ثم قتلت بوحشية و إبني غوستاف ذو الخمسة أعوام مخنوق بحبل و وجهه الذي اعتاد أن ينافس القمر في جماله قد صار أسود بعد أن تصلبت عروقه، أما إبنتي التي تركت على قيد الحياة فقد اعتزلت الكلام لفترة من شدة صدمتها... لك أن تتخيل ردة فعلي، لا ليس لك ذلك لقد جن جنوني و فطر فؤادي و تجمدت دموعي و شعرت أن قلبي سيتوقف، خرجت مهرولا أبحث في كل مكان عن أحدهم أي أحد... ينقذني من هذا الكابوس... لقد كنا نختار الأسماء في كل ليلة لابننا المنتظر، لماذا ما ذنبنا؟ لم أجد أحدا و لم أعرف الفاعل، لكن أحد القاطنين بالجوار أخبرني أنه قد رأى بعض الرجال التابعين لميروسلاف تريكساتر كانوا خارجين من الحانة لتوهم و علامات السكر بادية عليهم و قد تجولوا في المكان لبرهة تيقنت فورا أنهم الفاعلون. لم أتلق أي تعاز من آل تريكستار، أو من أبيك المحترم، أو من أخيك... لا أحد، لا أحد تحمل مسؤولية ما حصل لي و لعائلتي، جعل هذا حقدا شديدا يشتعل في صدري أردت الإنتقام لموت أهلي و بسبب نزوة عابرة لرجال والدك فقدتهم جميعا... لكن ما كان يشغلني هو ماري الصغيرة لهذا جبت عديد الأماكن و بعد مئات المحاولات البائسة لجعلها تتحدث مرة أخرى يئست و فكرت أنني لن أسمعها تتحدث ثانية... بعدها و في أحد الأيام جاءني زائر لم أكن أتوقعه... الكاهن الأعضم نيفيريس بنفسه يطرق بابي، عرض علي معالجة ماري الصغيرة فقبلت لكنه اشترط أن أظل في ساوث پارك و أخدم كمخبر لجنود المعبد، فقبلت لإنني كنت أريد لابنتي أن تنطق من جديد، أتعرف ما كان أول ما قالته؟...”أيتها العاهرة اللعينة“ و انفجرت بالبكاء، صعقت لما سمعته... الرجل الذي اغتصب زوجتي ضل ينادها بالعاهرة اللعينة لأنها قاومته، أم أنهم تناوبو عليها؟ لاحقا ماري الصغيرة بدأت تقول بعض الأشياء عن الحادثة، قالت أن غوستاف كان يصرخ بشدة و أحدث جلبة فقام أحد الرجال بخنقه بدم بارد و ضحك عندما علم أنه قد أصبح عاجزا عن التنفس، إعتقد أنها مزحة... إلى أي مدى حياة الآخرين مجرد لعبة في يد من يعتقدون أنهم نبلاء يا تريكستار؟ و الآن أخبرني هل لازلت تعتقد فعلا أنك الوحيد الذي يريد أن الإنتقام؟

ثم أكمل قوله: قررت أن أنتقم بنفسي، لوردات المقاطعات لم يعجبوا بآل تريكستار منذ البداية و بوالدك بالأخص فقرروا التخلص منه و استولوا على معظم أملاك العائلة حتى أنهم نشروا الوباء و هكذا انتشر بالدرجة الأولى و تسبب...


قاطعه جيري قائلا: في موت زوجة أخي ليز، لابد أنك أسهمت في كل هذه الأحداث.


- أجل... بالإضافة إلى أناس آخرين.

قالها بابتسامة شيطانية مستمتعة... ثم أضاف بنبرة توحي أنه يحمل كل ما في هذا العالم من حزن في قلب منفطر: العظيم نيفيريس قال لي مرة أننا نعاني حين نرتكب الخطيئة، أخبرني يا جيري إذا كان هذا صحيحا فلماذا يعاني الأبرياء وحدهم دائما أكثر من غيرهم؟ لماذا من يولدون بدون إسم نبيل و لا يسعفهم الحظ أن يمتلكو منجم ذهب أو معدن أو أي ثروة أخرى بغض النظر عن ماهيتها يتم دهسهم؟ لماذا تعتقدون أيها النبلاء الملاعين أن حيواتكم أهم من حيوات الناس البسطاء؟... تدبر هذا بينما تترقب خلاصك و فكر في أنك ستنتهي دون أن يذكرك أحد رغم كونك نبيلا كرأس معلق على حازوق و لا حتى شقيقك سيقدر على إنقاذك، في النهاية هذه نار الإنتقام التي أحرقتني و لقد حان الوقت لأن يشعر غيري بما شعرت به، هذه النار ستجلب معها عدالة الملك.

يُتبع

___________________________________


معلومات متوفرة حاليا:

فروسكيت: و تعرف أيضا بالمدينة الحرة فروسكا ، و هي مدينة من المدن الواقعة في قارة العبيد.

2019/07/14 · 336 مشاهدة · 2406 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024