2 - تاريخ أبوكسيسوس The history of Epoxysus


تاريخ أبوكسيسوس The history of Epoxysus

القوارب التي حطت على الضفاف الشرقية كانت بقيادة (أبوكسيسوس) الشخص الذي قاد أتباعه بعناية سيد الحكمة (هيسيود) و خلد إسمه بإلحاقه بالجزيرة التي اكتشفها.

سميت (أبوكسيسوس) على إسم الرجل الذي قاد أتباعه إليها بعد العاصفة التي أهلكت أكثر من نصف البشر أو هكذا ظن الذين نجوا.

في مكان ما (ألسايدن) سيد الغضب و الإنتقام كان يتربص بالبشر و أعلن الحرب عليهم سلفا كونهم جنسا وضيعا منبوذا من جزيرة الأسياد.

وجد البشر الأوائل الذين استوطنوا في أبوكسيسوس السهول الواسعة و الأراضي الخصبة ففضلوا الزراعة و الإستقرار و عدم الإستكشاف.

إمتطوا الخيول و برعوا في القتال تحسبا لمواجهة وشيكة أخرى مع سيد الحرب ألسايدن.

مع مرور الوقت أصبحوا يعرفون ب (ملوك الخيل) أو (الهكيوس).

إنقسم الهكيوس إلى عشائر و كان أشهرها (الهاكاس) التي كانت بقيادة أبوكسيسوس نفسه.

تزوج أبوكسيسوس من أخته (أنوكسونامو) اقتداءا بالأسياد الذين انحدر منهم البشر (إيبريديت) و (أفروديت).

بعد سطوة عشيرة الهاكاس على أغلب عشائر الهكيوس الأخرى قرر بعض من هذه الأخيرة ترك الأراضي السهلية الخصبة المسماة (كيبارتيس) و الاستكشاف في القارة ليكون مصيرهم مختلفا رافضين لسطوة جزء من البشر عليهم.

و في هذا الجزء من التاريخ بدأ عصر الإستيطان في هذه القارة و شهد تعمير البشر لها.

في هذه الحقبة توفي أبوكسيسوس و خلفه إبنه (ميراكسيس) الذي راح أبعد من خطيئة الأسياد و أنجب من أمه أنوكسونامو و يقال أن له مئات الزوجات لكن أولاده أصحاب الدم النقي المنحدر من الأسياد كما كان يزعم كانوا من أمه فقط.

على الصعيد الآخر تأسست المدن الحرة في الأرجاء: (ساكايتا) ، (فروسكا) ، (يشيل) و (ليالومين) كانت أول المدن التي ازدهرت بفضل التجارة و الزراعة و الصيد و اكتشاف المعادن.

بينما ازدهرت المدن الحرة فضل الهاكاس البقاء في السهول التي أصبحت تسيل لعاب قادة هذه المدن كونها تقع على مساحة كبيرة إحتكرها الهاكاس لأنفسهم و هذا ما اعتبره الكثيرون غير عادل.

بدأ قادة المدن الحرة التخطيط لغزو كيبارتيس و لكن كل على حدى.

من جهة أخرى الهاكاس كانوا بارعين للغاية في القتال الذي كان بالنسبة لهم مقدسا فحسب اعتقادهم سيأتي اليوم الذي سيتواجهون فيه مع (ألسايدن) من جديد.

الحملات على كيبارتيس بدأت و تواجه الهكيوس بقيادة عشيرة الهاكاس و على رأسهم ميراكسيس مع جيش منظم بشكل جيد كان يقوده القائد (سيرين كوكو) سيد (ليالومين) في (معركة السهل الذهبي) و كانت أعداد الهكيوس محدودة و رغم ذلك انتصروا و دحروا جيش ليالومين.

بعد الهزيمة و جر أذيال الخيبة عاد (سيرين كوكو) و رجاله المتبقون إلى معقلهم في (ليالومين) و بعد ذلك تم دراسة الوضع.

إقترح البعض عليه أن يتحالف مع المدن الأخرى التي كانت تستعد هي الأخرى لشن حملاتها الخاصة على كيبارتيس لكنه فضل التريث لأنه لن يستفيد كثيرا طالما جيشه قد أصبح أضعف مما كان عليه سابقا.

الحملة التالية شنها (ريدموت) قائد واحدة من أقوى و أشهر المدن المتحضرة، إنها (ساكايتا) المدينة المزدهرة.

كانت هذه المدينة معروفة بموانئها الغانمة و مناجم الفضة و المعدن و كان فيها عائلات قوية و غنية و طبقة العاملين لكن الحياة كانت رغيدة بالفعل إنها المدينة الوحيدة التي ورثت حب الإبحار و امتلكت أسطول سفنها الخاص و انحدر منها لاحقا قادة البخر الأسطوريون.

شن (ريدموت) حملته معتقدا أنه سيستفيد من إضعاف (سيرين كوكو) و جيشه للهكيوس لكنهم تفاجأوا بجيش منظم هذه المرة و بمعنويات مرتفعة أدت لانسحابهم قبل إعلان الهزيمة.

سقطت جيوش مدينتين عظيمتين و شعر قادة المدن الأخرى بالخطر هؤلاء الهكيوس و على رأسهم الهاكاس قد أصبحوا صداعا و لابد من التخلص منهم لهذا ربما قد حان الوقت للعمل معا قبل أن يقرر هؤلاء الهمج الذين يدعون أنهم ملوك الخيل الهجوم عليهم و غزوهم.

قرر (سيرين كوكو) أنه قد حان الوقت للخطوة التالية، كان رافضا تماما لفكرة التحالف و قرر غزو (ساكايتا) التي انهار جيشها. تواجه الجيشان و بفضل خيانة قادة الجيش ل (ريدموت) و تحالفهم مع (سيرين كوكو) انهزم جيش (ساكايتا) و نجح رجال (ليالومين) في الزحف على المدينة و ارتكاب المجازر فيها و استعباد أهلها و كان هذا الغزو بمثابة بداية عصر العبيد في أبوكسيسوس.

من عرفوا بقادة البحر قد أبحروا فارين من مذابح سيرين كوكو و أتباعه و الذي أصبح يعرف باسم (سكلافوس) بمعنى (المُستعبِد) و أدى سقوط (ساكايتا) في تراجع بقية المدن عن غزو (كيبارتيس) خوفا من الهجوم المباغت ل (سكلافوس) عليهم.

لاحقا ازدهرت تجارة الرق في القارة و تحولت ساكايتا من مدينة حضارية إلى ما قد يعرف بأكبر مدينة عبيد في العالم في تلك الحقبة و قرر (سكلافوس) أنه لابد من محاولة غزو (كيبارتيس) مجددا لهذا أنشأ ما يعرف بجيش العبيد المخصيين ( لاتوس تينيبروسوس ).

غدا هذا الجيش الأقوى في كل أبوكسيسوس و انطلق في رحلة الغزو الكبرى لأراضي (كيبارتيس) و قبل ذلك قام بالزحف على (ميزو) ، (آلاس) و (دراكون) المدن التي كانت متحالفة مع (يشيل) و (فروسكا) بهدف ضرب (ليالومين) و اسقاطها.

إستعد الهكيوس للمواجهة مع ( لاتوس تينيبروسوس ) العبيد الذين لا يعرفون الخوف و في معركة سميت ب باب الملوك و بلغتهم القديمة ( بورتا نادا / تاجافوريس دوري ) إنهزم لأول مرة جيش الهكيوس و قتل قائد الهاكاس ميراكسيس و انحصر جيشه متراجعا إلى الخلف متنازلا على مساحة كبيرة من أراضيه السهلية لصالح (سكلافوس) و جيشه.

خلف (هوكيس الأول) ميراكسيس في قيادة عشيرة الهاكاس الذين اختفوا عن الأنظار في هذه الحقبة. بعد هذا ضعف نفوذ عشيرة الهاكاس حيث أن كثيرا من العشائر الأخرى قدمت فروض الطاعة ل (سكلافوس) بينما رفض الهاكاس ذلك و تمسكوا بفخرهم كونهم أحرارا و لا يمكن استعبادهم لكن هذا لم يمنع خسارتهم لنفوذهم و أراضيهم حيث تم طردهم إلى الجبال.

لم يتوقف (سكلافوس) عند هذا الحد فقد أصبحت أغلب أراضي (أبوكسيسوس) ملكا له و نصب نفسه ملكا و أصبحت أطماعه في ما وراء البحار و فكر في استغلال ما بقي من أسطول قادة البحر التابع لساكايتا و الإبحار نحو الجنوب لاستكشاف العالم و ربما اللحاق بالفارين و إبادتهم و استعد لذلك لمدة ثلاث سنوات تلقى خلالها فروض الطاعة من قادة بقية المدن و أصبح يعرف بالإمبراطور.

و أبحر بالفعل و لكنه ترك إبنه
(ساكريستان الأول) ليخلفه في حكم الإمبراطورية و لم يكن يعلم أن هذه بداية النهاية لحقبة دامت عقدين من الزمن.

_________________________________

معلومات متوفرة حاليا:

يخشى الهاكاس من الإبحار لأنهم يعتقدون أن ألسايدين ينتظهرهم في البحر ليغرقهم كما حاول أن يفعل أول مرة.

2019/07/03 · 440 مشاهدة · 980 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024