وقف كعادته يلمع الكؤوس و زجاجات النبيذ فوق المنضددة الرئيسة في حانته في وقت مبكر من اليوم، كان يبدو سعيدا و هو يدندن في مرح و جاب بعينيه أركان الحانة العتيقة، إعتاد أن يستقبل الجنود من دورية الليلة الماضية، أغلبهم يريدون الشرب بشكل مسرف، لم تكن حانته كبيرة المتسع بل كانت تكفيه لخدمة عدد محدود من الزبائن مع وجود حجرة مخفية في الخلف لا يعرف بشأنها إلا القليل، إنها مقره السري للمراهنات و عقد الصفقات إضافة إلى حلبة المصارعة التي كان يديرها بجوار الحانة.

راح يفكر أنها قد تكون آخر أيامه هنا، لقد تعب من تنظيم النزالات و تعب من الجنود المستبدين و من الأهالي الحاقدين، لكن التفكير فيما حدث له في الماضي كان يأجج عواطفه إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يضع قناع البلاهة و العته حتى لا يثير الريبة، فما كان يخطط له منذ زمن طوي على وشك أن يتحقق.


إندفع من الباب رجلان أحدهما كان من معارفه و الآخر كان رجلا ضخم الجثة جدا و من الواضح أنه كان مصارعا فمن غير المصارعين يملك مثل هذه القامات الضخمة. تبادل النظرات مع الرجل الذي يعرفه ثم أشار عليهما بولوج الحجرة الخلفية التي كانت شاغرة.

إتجه إلى المدخل و فتح الباب و ألقى نظرة سريعة إلى الخارج يمنة و يسرة، إطمأن فلم يكن هنالك من أحد يراقبه و لا حتى الجنود المعتاد مكوثهم على قارعة الطريق، سحب نفسه إلى الداخل برشاقة و أحكم إغلاقه للباب، وضع الكراسي فوق الطاولات و رتب المكان كما يجب و اتجه نحو ضيفيه بعد أن رسم أكثر الابتسامات شؤما على وجهه، بدت كأنها ابتسامة ثعبان ماكر ستلجب حتف الكثيرين معها.


فتح فمه ليخاطب الرجلين بتودد مصطنع كبير كما لو أنه يشرف على سقاية الملك بنفسه: ما هو طلبكما أيها السيدان؟

قال الذي يبدو كالمصارعين: برميل من أجود ما لديك من الشراب. و ضرب بيده على الطاولة و أردف: على حساب المحل.

قال صاحب الحانة مخاطبا الرجل الآخر: و أنت يا سيد بيلبو ما طلبك؟

- زجاجة من نبيذ المزرعة الأسود و طبق من حساء اليخنة منزلية الصنع إذا أمكن.

ستكون طلباتكما حاضرة قريبا. أجاب صاحب الحانة و طفق مسرعا لعمله.


قامة قصيرة و رأس شبه أصلع و عضلات بارزة لا تمنع جسده من خفة الحركة مع عينين مظلمتين كأحلك ليالي الشتاء وجسم ممتلئ و دهاء كبير مكنه من جعل حانته مركزا سريا للمراهنات و تنظيم النزالات بعيدا عن أعين جنود روز، و إن كان هذا ظاهريا للعيان فقط، فقد كان الجنود يعلمون بأفاعيله و يتركونه على هواه مقابل خدمات خاصة تليق بالفرسان المقدسين خدام المعبد، لقد كان أعينهم التي يبصرون بها و آذانهم التي يسمعون بها، لمعرفته الكبيرة بأهالي ساوثپارك، ثم إنه يبيع لزبانئه ما يسكرهم و بعد ذلك يتفنن في استخراج المعلومات منهم إن أراد، و لا ضير أنه كان يبيعها للجنود بأثمان مناسبة له يحددها بنفسه أو بضمان الحماية تحت الظروف الطارئة.

في الخارج إصطبغت السماء بسواد قاتم تماما كالمعطف الذي ارتداه جيري. هذا هو يوم النزال المنشود كان ينبغي أن يتوجه إلى حلبة المصارعة المكشوفة قبل أي أحد آخر، لِيبدو أنه في كامل استعداده و لياقته، سيذهب هناك ليمرن عضلاته و يسمح لكتله اللحمية السميكة كجذوع الأشجار اليابسة بأن تتمدد و تستعرض مرونتها، لقد فاز بالفعل بأكثر من مئة نزال من قبل ضد مصارعين جبابرة آتين من كل أنحاء الماذرلاند و هذا بالفعل ما ينبغي أن يشكل حافزا له و لكن قبل كل شيئ موقف شقيقه الأكبر من هذا النزال و من طريقته في محاولة تحقيق العدالة شكل له عائقا نفسيا.

كان خروجه الباكر إلى الحلبة و التمرن قبل النزال طريقته في تجاوز هذا العائق و تجنب التفكير فيه، كل ما يجب أن يفعله هو التركيز على هدفه الأسمى المصطبِغ بصبغة النزال، ألا و هو الإنتقام لموت أبيه لكن لابد و أن يعرج على حانة الساحرة أولا.

كان الرجل الضخم يملأ القدح الكبيرة و يتناول الشراب بشره بينما راح بيلبو يغير على طعامه بتأن و راقبهما صاحب الحانة بصبر إلى أن قال مخاطبا الرجل الضخم: أتعرف من خصمك أيها السيد؟
ناده كرانغ. قال بيلبو و هو يمسح فمه بظهر يده من أثر الحساء.

أعاد صاحب الحانة صياغة سؤاله مرة أخرى و قال: هل سمعت باسم جيري من قبل يا سيد كرانغ؟ أراهن أنك فعلت باعتبارك مصارعا محترفا.

قال كرانغ الذي شغر ثلاثة مقاعدة بسبب حجمه الضخم: لم أسمع به لكنني سأسحقه أيا كان.

قال بيلبو و هو يطمئن صاحب الحانة: لا تقلق يا "پول" كرانغ هو المصارع المتوج في "كينغزدور" و قد هزم ثلة من المقاتلين فلا تخف فوزه مضمون.

لم يعر پول كلامه أي اهتمام و خاطب المصارع كرانغ بقوله: أريد منك شيئا واحدا فقط قم باستفزازه بقدر ما تستطيع و يمكنك الخسارة في المقابل، استمتعا بوقتكما رجاءا.

و أتم كلامه و نهض من مقعده و لم يبد أنه يعلق آمالا على كرانغ بل كان غرضه شيئا آخر.

عاد إلى إكمال عمله بعد أن أعاد فتح باب محله. خرج بيلبو من الحجرة و هو يتجشأ قائلا: تعد أفضل حساء يخنة في الوجود يا پول.

طلباتكما على حساب المحل. أجابه پول دون أن ينظر إليه.

سأله بيلبو: لماذا طلبت مني أن أجلب مصارعا إذا كنت تملك واحدا؟ ألم يعد يكسبك المال كما كان يفعل من قبل؟

جيري؟ إنه صندوق ادخاري الجميل الذي لا ينفذ، كنزي الغالي، المصارع العملاق الذي دائما أضع أكبر رهان عليه، لكن بشكل أو بآخر لن أفعل ذلك بعد الآن.

سأله بيلبو: ما الذي تخطط له؟ أتعرف كم خاطرت لكي أحضر لك طلبك؟

ستصلك حصة الأرباح كما اتفقنا، غير مسموح بالأسئلة.

هل هم رؤساءك؟ لم تعتد إخفاء المعلومات عني هكذا.

الأمر مختلف هذه المرة، ليس مسموحا لي بالإفصاح عن المزيد، مصارعك سيخسر هذا لا نقاش فيه، رغم أنه يبدو قويا إلا أنه أحمق بجهله لخصمه و هذا خطأ قاتل لا يغتفر.

إفعل ما يحلو لك يا پول ما دمت ستفي بحصة أرباحي كاملة.

إبتسم پول و قال: لك ذلك لكن عليك أن تسلمني ما طلبت منك أولا.

سأفعل عندما أتسلم المال هذا هو مبدئي، خذ و هات.

إندفع جيري من الباب في هذه اللحظات و راقبه بيلبو بينما كان يقترب و أخذ يميزه، "أقصر بقليل من كرانغ و أقل حجما منه أيضا يبدو متينا و متمرسا، ذراعاه صلبتان و خفيفتان، قبضتاه صغيرتان و قويتان" لا يبدو قويا إلى تلك الدرجة، تساءل بيلبو في نفسه: لماذا قد يجزم پول بفوز هذا الغلام على كرانغ قبل أن يتصارعا حتى؟ و إذا كان الأمر كما يقول لماذا سيتوقف عن المراهنة عليه؟ هل امتلأت جيوبه بالمال إلى هذا الحد؟ غريب.

تصافح جيري و پول مصافحة ودودة ثم قال جيري يطلب الشراب: المعتاد.

- حاضر أيها اللورد تريكستار الصغير.

سمع بيلبو كيف نادى پول جيري باللورد تريكستار الصغير فرفع حاجبيه في دهشة و قال بتوتر: تريكستار؟

نظر إليه پول و سأل: هل من خطب؟

لا! لا شيئ لا عليك سأغادر الآن و الباقي سأتركه لك.

أومأ پول إيجابا بعينيه و بعدها انصرف بيلبو في حال سبيله.

أفرغ پول الشراب في قدح مصارعه المفضل لكن جيري كان يمتنع عن الشرب حتى سأله صاحب الحانة: أمن خطب بك أيها القوي؟ أما عاد هذا النوع من الشراب يعجبك؟

ليس كذلك، هذه شراب المزرعة من كروم ضيعة آل تريكستار أعتقد أنه الأفضل دائما.
أجل العائلة التي أسست هذا المكان برمته و أنجبت خطا طويلا من الورثة وصولا إليك أيا الشاب القوي. لكننا لم نعد نتوصل كثيرا بهذا النبيذ لم تعد المزرعة تنتج الكثير بعد إقدام الجنود إلى إحراق مساحات الكروم، لقد أفسد ذلك تجارتي حقا، تبا لهم.

بدا جيري شارد الذهن للغاية ما دفع پول لسؤاله: أراك تائه التفكير أيها البطل ، هل هناك ما يشغل تفكيرك قبل النزال النهائي؟

أخرج پول زجاجة شراب كبيرة و وضعها أمام جيري، و كأنه يهيئ لاستجواب أو ما شابه، قد يحصل على زلة لسان لكنه حرص على أن يبدو الأمر عفويا.

سأل پول جيري بوجه مزين بابتسامة و قد ارتسمت على تقاسيمه وداعته المصطنعة المعتادة: هذا شراب جديد كنت أود اختباره و هذه الزجاجة هي أول عينة يمكنك أن تكون أول من يجربها.

- لا رغبة لي بالشراب.

- لماذا أتيت إلى هنا إذا؟ ينبغي أن تكون في الحلبة في هذا الوقت.

أجاب جيري بعد أن صمت لوهلة مبعد قدح الشراب بأطراف أصابعه: سأذهب لأقتل الملك بعد الفوز بهذا النزال.

إنفجر پول ضاحكا و قال في صخب مقهقها: يا لك من شخص غريب اليوم، عن ماذا تتحدث بحق المصارعة.

- هذا ليس مزاحا، سأفعل ذلك لأنتقم!


- تنتقم؟ تساءل پول: ماذا تقصد؟ أليس هدفك أن تصبح بطلا تهتف باسمه جماهير البلاد و يشاهده الملك الموقر بنفسه؟ إنه أعظم شرف.

- شرف؟ ما هو الشرف في ذلك؟

قال پول ضاحكا: يالك من رجل! في حياتي المليئة بتنظيم النزالات لم أر مثلك أبدا، هل أنت غبي أم ماذا؟ المصارعة رياضة ذائعة الصيت لدى الأغنياء و الجماهير تهتف باسم مصارعها المحبوب و تخلد إسمه في تاريخ الأقوياء و من ذلك يكسب المصارعون شهرتهم و ثروتهم بل إن ذلك حلم كل صبي في هذا العصر، لكن القليل من يحظون بشرف أن يصبحو مصارعين محترفين و الشرف الأكبر هو أن ترفه عن ملك البلاد بنفسه.

رد جيري مزمجرا: أرفه عن قاتل أبي!

إهدأ! لا عنف في الحانة.

بدا ل جيري أن پول يستدرجه بكلامه ليفصح أكثر لكن مع ذلك لم يمتنع عن الإجابة و الإدلاء و قال: أي بطل و أي بلاد و أي ملك هذا الذي أفخر بتسليته؟ لقد مرت ثلاث سنوات على غزوهم لنا و اغتيال والدي بحجة واهية، أليس الجميع يولدون أحرارا؟

توضحت الفكرة في رأس پول، جيري لا يفكر في البطولة و الشهرة و شرف خدمة الملك إنه يفكر في منفذ له من هذا الحصار الذي لا يحتمل غالبا يفكر في الإنتقام من المتسببين في موت والده، إن صح شيئ كهذا فقد يتقاضى مكافئة تغنيه عن كل المال الذي يكسبه من المراهنات علاوة على ذلك سيصبح مقربا أكثر من قادة الجنود، كل هذه الأفكار تسارعت في رأس پول لوهلة معا ابتسامة غير واعية ارتسمت على محياه و قال: لتسددك الآلهة.

كان جليا لپول أن جيري يضغط على أسنانه في اشمئزاز من هذه العبارة، و مع كل هرائه عن مولد الناس أحرارا بدأ يفترض صحة نظريته، أيعقل أن جيري مرتد أيضا؟ إن جزاء من يرتد عن دين الآلهة هو الموت مفصول الرأس وسط الساحة العامة على مرأى حشد من الناس يشهدون عدالة الملك على يد جلاده المخلص، لكن صوتا في نفسه يقول: لنترك هذا الحمل الوديع يتجول بالقرب من حما الأسد و نرى مايحدث.


بعد ساعات قليلة احتشد جمع من الناس حول حلبة النزال النهائي بين الثور الهائج جيري و غريمه كرانغ بطل كينغزدور، الذي لم يخسر نزالا منذ غزو روز للشمال حتى أنه كان هناك و خدم في جيش الملك، إنه جندي قد خدم مع الفرسان المقدسين قبل كل شيئ، جسده الضخم سمح له باحتراف المصارعة، ليس بالطويل و لا بالقصير، نحتت السنين عضلاته كنحت الماء على الصخر، رشيق الحركة تسلح بسيف و درع يغطي صدره و أسدل خوذته على وجهه فلا يراه إلا خصومه الذين أوشكوا على تجرع الهزيمة من قبله. أما جيري فقد ارتدى نعله طويل العنق و سرواله القصير الذي يشبه التنورة المعدنية و سترته المعدنية تحت قميص جلدي خفيف و اعتلت رأسه خوذته التي يعتبرها تميمة حظه فقد كانت للسيد والده من قبل. راخ يمرن عضلاته بينما يستعرض قوته أما الملأ رغم ذلك لم يشعر بالارتياح، ظل يتفحص أطرافه و يمرن ذراعيه و قدميه غير آبه بمنافسه الذي كان هو يصتعرض نفسه و يستعد في صخب.

لم تبد كمباراة نهائية قط، فعادة ما كان جيري يملأ المكان بصراخه المتحمس و كل من في المكان يضحك و يقهقه و يحتسي الشراب الذي يوزعه پول بالمجان لرواد حانته الأوفياء و يأخذ بضع سنتات من الأقل ترددا على حانته أما في هذا النزال فصمت المكان لا يوحي بأنه نزال يضم أقوى الوحوش البشرية، حتى پول تأخر عند موعد قدومه المعتاد، فقبل كل شيى هو سيد الحلبة الذي يعلن عن النزال و يعلن بدء المراهنات، وسط غمغمة الحضور بشأن من سيفوز سُمع صهيلٌ و وقع حوافر الخيول قادمة في اتجاه المكان، لم يأبه أحد بذلك ، فحتى لو كان الجنود هم القادمين فالمعلوم أن پول قد أمن النزال مسبقا بدفع جزء من الأرباح لهم، اسطفت الخيول في خط واحد و ترجل قائد الجنود ممسكا زمام حصانه قائلا: لقد انتهى هذا النزال قبل أن يبدأ.


أجاب أحد الحضور: إنها حلبة پول أيها السير.

- و إن يكن، نحن لا نكترث إن كانت له أو لغيره، لم يعد هناك اتفاق يحميه و لقد قررنا إنهاء النزال.

- من قرر ذلك؟ قال جيري و تابع كلامه: حتى صديقي هنا -مشيرا بإصبعه لمنافسه- لن يعجبه هذا الأمر كونه قطع كل هذه المسافة من أجل لاشيئ.


وسط كل هذه الجلبة كان هناك من يراقب بين الحضور في صمت حتى جيري قد عرفه حين رآه، إنه أحد أتباع دان قد جاء ليكون عينيه في هذا النزال و يحول دون وقوع مكروه مدعما بعدد من الرجال قد تخفو كمراهنين لكي لا يجلبو انتباه أحد.


إنه السير وايمار قيم الخيول، الذي يخدم آل تريكستار منذ أن كان طول جيري لا يتجاوز خصره.

أعطى السير وايمار الإشارة السرية لرجاله للإستعداد، عائلة تريكستار العريقة مستعدة لتبادر بهذه الخطوة ضد جنود روز حتى، لكن مع استمرار غياب پول عن المكان شعر وايمار بالريبة، إنه نزال نهائي سيدر عليه الكثير من المال فما الذي جعله يتخلف عنه ثم إن الجنود قد جاؤوا ليغلقو حلبته و هو الذي كان يدود عنها ضدهم في المقام الأول.


هز قائد الجنود رأسه نحو جيري و قال: هل أفهم من كلامك أنك معترض؟


- أنا لا أهتم بما تفهمه أيها السير، أنا أريد أن أذهب إلى جينيسيس و لا أرى أن هناك ما سيمنعني.


- بل أنت ممنوع من أن تطأ قدمك أرضا خارج حدود هذه المدينة بحكم انتمائك لآل تريكستار.

أمر القائد جنوده بالترجل و استلال سيوفيهم و اتخاذ وضع الإستعداد، ما أخرج وايمار و رجاله قبالتهم، كل طرف ينتظر أن يبادر الطرف الآخر بأول حركة في هذه الرقصة تحت سماء ٍلم تتوقف أمطارها، وسط ذهول الحضور من هذا التطور السريع للأحداث تكلم السير وايمار بصوت ملأ صداه المكان قائلا: أيها السير الشاب فل تسحب جنودك و لتحقن دماء الحضور، أنت تبدو شابا و نحن نريد الحفاظ على حيواتنا، لا أحد يريد أن يفقد رأسه و يمكننا تسوية الأمور في هدوء.

رد جيري بنبرته المستخفة المتحدية المعتادة و قد وجد متعةً في تحدي الجنود: دعه يا سير وايمار إنه لا يدري من يخاطب.


سحب السير قائد الجنود سيفه و وضعه بشكل عمودي أمام وجهه، بدا أنه سيؤدي قسما من نوع ما أو يتلو خطابا: باسم إليوت سليل عائلة دي روز ملك روز و حاميها و سليل الملوك الأوائل موحد الأراضي الغازي قاهر الأعداء و المرتدين حامي الدين و خادم الآلهة، باسم راشفورد جندي فخور من الشمال أعلن تنفيذ عدالة الملك على المدعو جيري تريكستار بتهمة الإرتداد عن دين الملك و التحالف و التخطيط لما يضر الملك و مصالح أمته.


- اللعنة على الملك اللعنة على آلهتك، أيها الشمالي الحقير أنتم تستحقون ما يحدث لكم. أجاب جيري.

إستعد وايمار و جنوده، و وسط النسيم البارد الذي يداعب خصلات شعره و اشتبك الطرفان بعد أن أعطى كل قائد الأمر لأتباعه بالهجوم، الجميع شهد قول جيري في حق الملك و بينما تأهب جيري فوجئ بسيف غريمه يغرس في مشط قدمه مثبتا إياه في مكانه، لقد ركع من أول ضربة، إلتف خلفه ليرى وجه غريمه كرانغ و قال: أيها اللقيط الغادر لابد و أنك سئمت من حمل رأسك بين كتفيك، سأتأكد من إزاحة هذا العبئ الثقيل.

و نهض قائما و سحب السيف و بضربة خاطفة شق عنق غريمه و تطايرت الدماء على وجهه، تدحرجت رأسه ناحية قدمه فركلها بقوة جعلتها ترتفع و تضرب وجه قائد الجنود موقعة إياه، تراجع الطرفان و على وقع اصطكاك السيوف قال السير وايمار: لازال بإمكاننا تسوية الأمور، لا نريد إراقة الدماء.

- لا أعتقد ذلك.. أجاب السير قائد الجنود و أمر أحد الرماة فأصاب جيري بسهم في كتفه تبعه سهم آخر في فخذه و أسقط رام آخر متخف ثلاثة من رجال السير وايمار و لم يعد هناك ما يمنعهم من تنفيذ عدالة الملك...

____________________________________

معلومات متوفرة حاليا:

المصارعة: نزالات للتباري بمختلف الأسلحة و الدروع أو بالإعتماد على القوة البدنية.

2019/07/12 · 357 مشاهدة · 2534 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024