9 - عودة إلى البيت Back home

دان: عودة إلى البيت.

خرج البخار كثيفا مع أنفاس الرجال و الخيول على حد سواء مع هواء الصباح البارد، كان دان قد استدعى رجاله في اليوم السابق لمرافقته في موكب فحتما الجنود المنتشرون سيلحظونه و سيكون تذكيرا لهم أن ساوثپارك لازالت لأصحابها و أن آل تريكستار لازالو هنا.

أمر دان قيم الخيول أن يجهز حصانه، إنه متجه لمعقله في مزرعة والده الراحل، مزرعة العائلة، المكان الوحيد الذي ينادى فيه دان ب "اللورد" على مسمع الجميع، هناك حيث يقيم إبنه الوحيد ذو السبعة أعوام "جيريس" مع شقيقته "نيسا" و جدته "باربا" بالٱضافة إلى الخدم و القيمين على المزرعة.


إمتطى دان حصانه الحربي الضخم الذي كان في الأصل حصان والده و شاهدا على يوم وفاته إذ مات بسهم غادر في القلب و هو يمتطيه.

-ممررا يده على رأسه يهدأه- و قد اكتسى بالفرو و الجلد و أضحى يشبه قائد الجيش في طلعته المهيبة إذ بدت قوائم الحصان كجذوع سميكة ذات حوافر ضخمة يمتد منها بعض البياض الهجين المختلط بتراب و طين خفيف و حمل دان معه سيفه العظيم، سيف توارثته الأجيال في عائلته جيلا بعد جيل، مصنوعا من معدن "التريكستار" أقوى المعادن التي عرفها البشر في كل المذرلاند، مطروقا بشعلة من النار المقدسة من مصدرها الأصلي في "لوست فاين".


" الأمطار لم تتوقف منذ الصباح الباكر ".


هز دان رأسه نحو السماء و قطرات المطر تسقط على وجهه مباشرة و تختفي فور ملامستها لِجلد وجهه الدافئ، بدت السماء كئيبة كيوم مقتل والده، و انتصبت شعيرات عنقه ما إن تذكر تلك الحادثة المؤلمة لقد كانت في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنين بعد أن سقطت دفاعات المدينة أمام حصار جيوش روز الطاغية.

إلتمعت عيناه الزرقاوين تحت قلنسوة معطفه الجلدي الثقيل المزين بالفرو، و هز دان حصانه العظيم فارتفعت قائمتاه الأماميتان فصار أشبه بالملك الغازي المتفاخر بانتصاره المحقق و أمر أتباعه بالإنطلاق من بعده، متجها نحو مزرعة العائلة التي تبعد أميال قليلة و كلما زادت سرعة حصانه زاد وقع الرياح التي تصطدم بصدره، رياح باردة قاتمة.


حملق دان في السماء التي يزاداد سوادها مع مرور الطريق و كأنه متجه نحو مكان يسوده الليل و قال بصوت غير مسموع تقريبا: ما كل هذه الكآبة في الجو؟ إنها تفسد مزاجي كدعابات جيري الثقيلة تماما ثقل جسمه المليئ بالشحوم.


غمغم تابعه "دورغ" الذي لحق به مُجيبا: معك حق يا سيدي ، و لكنها ليست شحوما بل كتلا من اللحم الصلب كجذوع الشجر القديمة اليابسة.


قال دان غير مكترث بإجابة تابعه : لا فرق! مادام لايستعمل قوته في ما ينفع.


سار الرجال طيلة الطريق في خط واحد، مع فارق بسيط عن سيدهم المتقدم، هؤلاء هم الرجال الأوفياء الذين خدموا أباه سابقا و ها هم يخدمونه الآن، دورغ كان كالصديق له، لقد تربى معه و يشاركه نفس الكدر فوابل السهام الذي أصاب السيد والده أصاب والد دورغ أيضا الذي كان مرافقه.


كان دورغ ينتمي إلى عائلة من أبناء عمومة عائلة تريكستار، إنها عائلة "كومبوستار"، هو الإبن الوحيد للعائلة، كان شابا وسيما في العشرينات من عمره رشيقا نحيفا ذو عينين زرقاوين، و أخته "ليزا" كانت زوجة دان قبل أنت تموت بالوباء في ذلك العام المشؤوم، ممتطيا فرسه الأقل حجما مرتديا حذاءاً جلديا أسودًا طويل العنق، و سروالا أسود من الصوف و قفازين من الفرو مع معطف أنيق يعكس مذى ارتياح معيشته مع شيئ من النبرة المتعالية هذا وريث عائلة كومبوستار.


توقفت الخيول عند بوابة المزرعة. كان الخدم قد حضروا لاستقبال سيدهم جدته "باربا" و أخته الليدي "نيسا" و بين يديها إبنه "جيريس" ذو السبعة أعوام، رئيس الخدم و قيِّم المزرعة السير "أُغوستو" إضافة إلى رئيس الحرس "ريمون" ، الكل وقف مبتسما مهللا لقدومه .

أمر دان تابعه دورغ و بقية الرجال أن يأخذوا الأحصنة إلى الحضيرة و يعتنوا بها هناك.

تقدم السير أوغوستو و أمسك رباط الحصان ممهدا لسيده النزول من على ظهره. كان رجلا قد شارف على السبعين، أشيب الراس حليق الوجه صافي الملامح شاحب البشرة، ذو قامة حربية مستقيمة، لم تمنعه سنواته الطويلة مطلقا من خفة الحركة، قد خدم بالفعل ثلاثة أجيال من هذه العائلة و أدرك الجيل الرابع بحيث صار جزءا منهم، قال مُرحبا بسيده بنبرة الأب لابنه معانقا إياه: أخيرا ها أنت تتذكر ديارك و أهلك.


- لا لم أتذكر لأنني لم أنس قط.

لم تستطع الليدي نيسا السيطرة على ابن أخيها الصغير الذي ركض نحو أبيه لمعانقته، حمل الأب إبنه مقبلا و مداعبا إياه و قد ضمه إلى صدره: كيف حال البطل الصغير؟ لقد صرت أثقل من ذي قبل، أراهن أنك قد أهملت تدريبك الخاص، لن تستطيع أن تهزمني كما وعدتني يا "جيري الصغير ".


- لا و لكنني أريد أن تصبح لدي عضلات كالتي لدى العم جيري.

أجاب الإبن محاولا أن يبدو أكبر من عمره.

أعاد هذا الحديث إلى دان التفكير بأخيه، و لكنه تجاهله من أجل إبنه و البقية.


تقدم رئيس الحرس السير ريمون مرحبا بعودة سيده قائلا بعينين واثقتين: تسعدنا عودتك يا سيدي، إنني في خدمتك في حال احتجت أي شيئ و أُحب أن أُعلمك أن كل شيئ تحت السيطرة.


- شكرا يا ريمون أعلم أنه يمكنني الإعتماد عليك و على رجالك المخلصين و أثق أن الوضع تحت سيطرتك الكاملة.

كان ريمون واحدا من الرجال الذين أنقذهم والد دان قبل بضع سنين عندما كان محتجزا على وشك أن يُنقل مع مجموعة ةأخرى من الرجال الواقعين في الأسر إلى العاصمة لتُنفذ عليهم عدالة الملك، لكن السيد والده قد أغار على الدورية التي كانت تنقلهم فقضى عليها و حررهم فأقسموا له بحيواتهم ردا لهاذا الجميل العظيم و نذروها خدمة له و لأهله و قد كان في ما مضى صائد جوائز و عمل في تأمين القوافل الذاهبة و العائدة من و إلى الشمال و الشرق فكان احتكاكه بدين الشرقيين الجديد فنبذ وراءه دين الوثنية و لهذا تم القبض عليه في المقام الأول.

تقدمت السيدتان لإلقاء التحية على سيدهما، رب البيت و قائد العائلة؛ أخته الليدي نيسا التي بلغت الثانية و العشرين منذ قمرين، الفتاة الرقيقة و الجميلة ذات عيني اللوزتين و البشرة البيضاء، كان السير وايمار قد خطبها لابنه "روبن" صديق دان مرتين و لكن دان لم يقبل به عريسا لها رغم كونه صديقه حتى اعترفت نيسا بنفسها بحبها له و أنها ترغب في أن تكون زوجته و أنه يبادلها ذلك فلم يشأ أن يعترض طريق سعادة أخته الصغيرة الوحيدة و ها هي تنتظر عودة محبوبها من سفره الطويل إلى الجنوب حيث يعمل في مناجم الذهب التابعة ل "الرايز راوخ" كما أخبرهم لإتمام مراسم عقد القران و إقامة الزفاف الذي سبق و تم تحديد موعده.


رائحة السيد والده لم تختفي كليا من الوجود فجدته الليدي باربا لا تزال تحافظ على صحتها رغم تجاوزها الثمانين، وجه متغصن رسمت ملامحه تشققات و مسام بارزة يروي حكايات الدهر و أعين تلمع كالصوان المصقول و صوتها الذي لازال يحافظ على نغمه المتناسق.

إن الغياب الطويل كان من عادات أبيك و صار من عاداتك أيضا.
قالت مستقبلة حفيدها الذي تفخر به محتضنة إياه.

بادلها دان التحية و احتضنها بالمثل مقبلا رأسها مؤديا فروض البر بمن هم أكبر منه عمرا و أسبق منه تعميرا.


أين تركت أخاك جيري ، سمعت أنه قد صار كالجبل ، لكن ذرة منه لا تحمل شيئا من الحنين لجدته، يال أحفاد اليوم.

قالتها بنبرة تحسر غير جادة .


ضحك دان على هذا القول لكن ذلك لم يمنع القلق من الظهور على وجهه و علق مجيبا: يا ترى هل قدمنا لكِ ذهبا فقلت أريد فضة!

كناية على أنها لم تفرح بلقائه بقدر ما حزنت على غياب أخيه.


دخل الجميع البيت بعد مراسم الإستقبال المطولة هذه و شرع جيري الصغير يقص على والده مغامراته التي خاضها في غيابه محاولا تقمص صورة البطل و الرجل الناضج لنيل إعجاب أبيه الذي خلع وجه البرود و ارتدى وجه المودة.

أراد دان أن يستمع لروايات صبيِّه بشغف لكن الجدة لم تشأ أن يزعج الإبن أباه و فضلت استراحة حفيدها من تعب المسير.

كعادته و في كل زيارة له إلى بيت العائلة و بعد لقاء الأحياء لابد له من لقاء الأموات، إنه لا يتخلى عن هذه العادة أبدا. حمل دان مشكاة و انطلق إلى السرداب المشيد أسفل البيت العتيق الذي بدا كأن سنوات الدهر قد هزت أركانه، نزل عبر السلالم الحجرية الضيقة، كان هذا المكان في ما مضى ملجأ عند الكوارث و الحروب، شاهدا على إيواء جنودٍ كتبوا عصر الأبطال بدمائهم، لازلت قصصهم تروى على ضوء نار المساء، أما الآن فهو مقبرة العائلة، دُفِن هنا جده و والده و زوجته و يعتزم ألا يتخلى عن هذا التقليد حين موته.

تحركت الظلال و تمايلت بضوء المشكاة و ظلمة السرداب تحتويه، كانت الثوابيت الحجرية الثلاثة التي تحتوي قبور أحبائه قد بُسطت أمامه، تقدم في وقار و ذكر الموت، كان هذا جزءا من ترانيم عائلته، أن تذكر الموت حين تراه، ألا تجعل قوتك مصدرا لغرورك، كان من شعارات عائلته "شجاع كالسيف حكيم كالموت" أي لك قوة السيف في جلب الموت لأعدائك و حكمة الموت في اختيار من تصيبهم به. لم يشأ أن يطيل بقاءه فدموعه قد رقرقت بين أجفانه، أخذ الموت والده و في نفس العام المشؤوم توفيت زوجته التي أحبها من كل قلبه بالداء، في ذلك الوقت ظل الناس ظلت يرددون أن الأمر مفتعل، خدام المعبد هم من أحضروا الموت إلى "بلج" ضيعة آل تريكستار.



أثناء حكم أبيه ل "ساوث پارك" كان آل تريكستار أغنى العائلات و أنبلها، هم أول من استوطن في بلج، المكان الذي اتخذوه أرضا و مقرا لهم. كانت أراضي العائلة في بلج قبل غزو "روز" مترامية الأطراف؛ جنات و عيون و حدائق بهيجة نضرة، أشجار و نخيل انتشرت ظلالها فوق الجداول الرقراقة، حقول الزهور الفوَّاحة و شذى الورود الحريف، التلال الخضراء و السهول المفروشة و البيوت المشيدة من الحجارة و الخشب الأسود، زهور في كل مكان و الأسواق تعج بالباعة و الأطعمة، النبيذ الصيفي المخلوط بالعسل و رحيق الزهور الذهبية و رائحة التوابل ذات التجارة المزدهرة، العيش رغيد و الناس سعداء بحياتهم البسيطة و عرفت ساوث بارك في تلك الحقبة أزهى أيامها و كان أل تريكستار يمتازون بالكرم و لم يبد عليهم الكبر، كل الناس يحترمونهم و ينزلونهم المنازل المُوَقرة. كانت أعظم ثرواتهم منجم "معدن التريكستار" حيث استمدت العائلة إسمها منه منذ قدوم الأجداد قبل مئات السنين.. الأمور تغيرت الآن فالعائلة لم يعد لديها أكثر من هذا البيت و هذه المزرعة المحيطة به و نشاطات تجارة التوابل و المعدن شبه متوقفة... الأراضي تم مصادرتها و مُنح أغلبها للوردات المقاطعات و قادة الفيالق التابعة لروز، الحقول أُحرقت و الجداول أصبحت مستنقعات، الشمس لم يعد يغريها هذا المكان و امتنعت عن إرسال أشعتها الذهبية، جو كئيب قد طغى على هذه الأرض، أما منجم المعدن فقد صار بين يدي "الرايز راوخ"....


عبر السلالم صعودا من جديد و مرر يده على الجدار المشيد من الطوب و الحجارة السوداء و علقت بيده بعض من رطوبته، بعض الحراشف قد تحدت قسوة الطوب و اخترقته. أغلق خلفه الباب الخشبي الثقيل، كان من الصعب تحريكه رغم ذهن السير أغوستو لإطرافه بالزيت قبل مجيئه فهو يعلم أن السرداب هو مزار دان المقدس الذي لا يتخلى عنه في كل زيارة له.


و بالحديث عن ذلك فقد كانت آخر زيارة له قبل ثلاثة أشهر حيث قرر أن يبقى بمفرده في البلدة ليفكر ببعض الأمور، الأمور التي ينبغي أن يقوم بها، لم يعد بمقدور عائلته التحمل لقد شارفت على الإفلاس و مع تحكم روز بمستودعات التوابل لم يبقى لهم أي شيئ ليكسبو به قوتهم، آل تريكستار كانوا تجارا و رجال أعمال بالفطرة و لم يمنعهم ذلك من ممارسة الزراعة لكن الآن هيهات، لم يحصدوا حبة قمح منذ عامين، باختصار لأن الأراضي سلبت منهم و خرجت عن سيطرتهم.

شعر بدفئ البيت و أراد أن يرتاح لم يمر نصف اليوم بعد و لكن الجو بالخارج قد عاد لصقيعه القديم ، جلس أما مدفأة البيت المشيدة من الحجارة السوداء ، حجارة جميلة كالرخام ، يُؤتى بها من المناجم في الشمال .

أحضرت له جدته الليدي باربا شرابا ساخنا و غطاءا من الصوف و الوبر لكي يقي نفسه من البرد المتسلل من الشقق بين الحجارة المكونة لجدران البيت و جلست قبالته.... يتأملان النار تلتهم الحطب بشره و إنعكاس نورها قد تخلل إلى أعينهما الزرقاء المميزة للعائلة حتى بدت كبلورات الزمرد الأزرق المصقولة، قالت جدته بحدس نسوي عالٍ لم يفارقه حنان الأم: هل لي أن أعرف ما يشغل بالك يا عزيزا على قلب جدتك؟

- يشغلني كل شيئ ! أجاب مرتميا في حضنها الآمن.

قالت مربتة على شعره الناعم الذي تفوح منه رائحة زيتية أشبه بالرحيق: لعلك تعبت من حمل عبئ هذه العائلة المختلف أفرادها، كل فرد فيها يلزمه عناية خاصة حتى أنك لم تجد وقتا لنفسك.


علم أنها تلمح للشيئ الذي اعتاد أن يسمعه منها في الأشهر القليلة الماضية حيث أصبحت تحثه على اتخاذ زوجة أخرى الأمر الذي رفضه كلية إحتراما لذكرى زوجته الراحلة.

أجاب بعينين حزينتين: إنني متحسر على ضياع إرث والدي، لم أستطع أن أحافظ عليه من بطش كلاب المغتصب*.

- لكنني لا أحب أن أراك في هذه الحال يا دانديريون. -و قلَّ ما كانت تناديه باسمه كاملا-.

- أذكر أنكِ كنتِ تفسرين أحلام أبي أليس كذلك! هل لازلت تفلحين في ذلك؟


- أجل! مع أنني لم أقم بذلك من مدة ليست بالقصيرة، إلا أنني قد تعلمت التأويل من أمي الراحلة و لا ينبغي أن أنسى ذلك، هلم إلي بما رأيت.

قال ساحبا نفسه من حضنها كأنه يخرج من الأمان إلى رعب في نفسه و أشبك يديه و أخفض رأسه: لقد رأيت في حلمي أن أخي جيري يُطعم الغربان بينما كنت واقفا أشاهده يفعل ذلك و يداي تتلاعبان بقطعة ذهبية من النقد ثم سقطت من يدي فعجزت عن التقاطها، جيريس أيضا كان معي و لم يرد أن يلتقطها. و أنهى كلامه و رفع نظره إليها فبدا انعكاس النار في عينيه كانعكاس شعاع الشمس على صفحة الماء الزرقاء العذبة.

كانت الغربان في الحكايا القديمة ترمز للموت أو لقدومه، كل الملوك الذين حلموا بالغربان قد هلكوا....


تنهدت الجدة تنهيدة طويلة حتى سمع صوت الهواء الخارج من مناخيرها و أطالت الصمت، جعله ذلك يسحب نظره فانطفأ الشعاع في عينيه.

لم يكسر تعويذة الصمت إلا طرق شديد العنف على الباب، أحدهم قد جاء يترجاه أن يمنع وقوع عدالة الملك...

يُتبع


_______________،،_،،_،،_،،______________


معلومات متوفرة حاليا :


* : يقصد بالمغتصب "الملك" و بكلابه " اللوردات" و قادة الفيالق الذين يستوطنون في أرضهم.

الرايز راوخ "Raiz Rauch" : مؤسسة ذات نفوذ سياسي واسع و سلطة مالية كبيرة.


2019/07/14 · 342 مشاهدة · 2226 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024