" السيد فرنكو . ألم تقل ان القرية ذات جوى جميل و مشمس ، انا حتى لا أرى شيء بسبب كثافة الضباب " تكلم هشيما بالقليل من خيبث الأمل


" هذا غريب ، لم تكن هكذا أخر مرى التي زرتها " حك فرنكو لحيته بحيرة


" أخي . الناس هنا يشعروني بعدم الراحة " قالت أوليفيا و هي تتمسك في قميص أخيها


لم يكن يتوهم ... كانت القرية مغمورة بضباب حرفياً ، مند دخولهم منطقة المحيط بالقرية كان هناك الكثير من الضباب الذي حل فجئ من لا مكان الذي حجب أشعة الشمس ... حتى تصرفات أهل القرية لم تكن اقل غرابة ، كانو يسرون بعشوائية و هم يحملون أدوات التنقيب ، بعضهم كانو ينظرون إلى هشيما و الأخرين بعيون ميت ، مع الجوى المكتئب الذي تعطيه نوافد و ابواب المنازل المغلقة ... لم يكن لهشيما سوى إحساس بعدم الأمان


' تبدو القرية بنسبة لي قرية زومبي على ان تكون قرية عادية ، يجب ان أخرج من هنا حالا ... لدي شعور سيئ بخصوص هذه القرية '


" سيد فرنكو دعنا نذهب بعد تسلم البضائع مباشرة ، هذا المكان ليس مريح بالمرة " تكلم هشيما و هو يراقب الموقف


" يا فتى ، أنا أيضاً لدي نفس الشعور ... لا تقلق مكان التسليم قريب من هنا ... أنظر ها هو دا " أشار فرنكو الى مكان ليس بعيد عنهم ، كان يبدو مثل الحانة ، مع لافت معلقة مكتوب حانة 'الصخر الصغير' ، دفع فرنكو الباب و هو يحمل صندوق من البضائع ، أتبعه كل من هشيما و أوليفيا المتشبكة بإحكام في أكمام أخيها


نظر هشيما الى المكان كان يبدو كحانت مهجورة ، لولآ وجود نادلة شابة ورائ البار و ثلاث أشخاص يجلسون بعبائات تخفي مظهرهم ، عندما تمعن فيهم جيدا لاحظ أنهم كانو يرتدون نوع من الدروع الخفيفة و سيوف مزخرفة برمز شمس ذهبية على ما يبدو ، عندها شعر شخص منهم بنظراته رفع رأسه و حدق في هشيما ، لم يستمر هشيما في النظر و أبعد عينيه و سار الى فرنكو


" هؤلاء الأشخاص أنهم من الكنيسة " همس فاوست


" الكنيسة ؟ و ماذا في ذلك حتى و لو كانو أشخاص مطلوبين هذا ليس من شئني " تمتم هشيما و هو غير مهتم


" نعم لديك وجهة نظر ، لولم تكن متعاقد مع شيطان مثلا ... اه دقيقة انت حقا متعاقد مع واحد ، و هذا الشيطان هو انا ! يا ذكي " تكلم فاوست بسخرية


" هل أرمي الخاتم ؟ " قال هشيما


" لا تقلق انا الآن أخفي حظوري ، لن يلاحظو و جودي " اجاب فاوست بقناعة


" إذا كنت حق تخفي وجودك جيدا ... لماذا واحد منهم يتجه إلينا الآن " سأل هشيما بدعر


" لا يمكن ... هل تمكنو من ملاحظتي بهذه السرعة ، أهرب يا فتى ! اذ لم تكن تريد ان تقتل أمام أختك " قال فاوست بسرعة


إستدار هشيما و حاول الإتجاه إلى الباب وهو يمسك بأوليفيا من يدها ، لكن لسوء الحظ أوقفه صوت إمراة

" أعذرني لكن ما هذا الذي ترتديه ؟ "


' تبا لقد لاحظة الخاتم ، هل يجب ان اقاتل او اطلب الرحمة ؟ ' وضع هشيما يده في جيبه مخفي الخاتم وهو يجيب " هل يمكن ان اساعدك بشيء ؟ "


عندما استدار رأى وجه أمراة ذو جمال باهر ، مع أعين رمادية عميقة كأنا روحه قد تبتلع في اي لحظة ... مع تلميح من البرودة في وجهها كان مثل لوحة فنية لا تقدر بثمن


" يلا هذا الجمال البارد " خرجة هذه الكلمات من فمه بدون شعور ، و سقطة في مسامع المرأة ، طرق عليها تغيرات طفيفة لم يكن هشيما لينتبه لها ثم عادت بوجه باردة مجددا


" هذه القلادة حول رقبتك من أين حصلت عليه " وهي تشير بيدها الى القلادة التي حول رقبة هشيما


' أووه ... أنها تتكلم عن القلادة ، هذا مطمئن لم تلاحظ الخاتم و فاوست '


" اه تقصدين هذه القلادة ، عثرت عليها في أحد الأزقة ، لماذا هل أعجبك ؟ " خدش هشيما رأسه


" لا ، انه فقط يليق بك "


" شكرا على ما أظن " و هو يقول بستغراب ، إنسحبت المرأة و عادة الى مقعدها مع المجموعة ، لم يفهم هشيما تقريب ما حصل


' لماذا ذهبت هكذا ، لا الأهم لماذا جائت في المقام الاول ... 'يليق بك' من أجل ان تقول هذا فقط ؟ '


" أخي أظن أنها معجب بك ، كما هو متوقع من أخي الكبير " أعطت أوليفيا إبهام لهشيما الذي مازال يحاول تحليل الموقف الذي حصل


" ذلك الجمال البارد ، معجب بي ؟ " هز رأسه محاول نسيان الموقف


ثم أتجه الى فرنكو الذي كان يتكلم مع النادلة ، سمع شئ الذي أكد على شعوره سيئ


" تقولين من الخطر أن نخرج من القرية و الجوى هكذا ، لماذا ؟ " سأل فرنكو


" إن كل من خرج من القرية في هذا الضباب تاه و لم يعد ، أنا أسف لكن من الأفضل أن تبقو هنا ريثما يزول الضباب " تكلمة النادلة و هي تعطي كأس بيرى لفرنكو


" مند متى و الضباب موجود في هذه القرية ؟ " سأل هشيما بصوت ضعيف و هو يخشى من الإجاب التي ستأتي


' أرجو ان لا يكون أكثر من اربعة ايام فقط ، ارجو ان لا يكون أكثر اربعة ايام ...' وهو يدعو بكل إخلاص في قلبه


" لقد كان لمدة شهر تقريب "


"..."


تلك الكلمات كانت مثل الحجر الذي سقط في البئر بنسبة لهشيما ، تراجع تعبيرات وجهه و فكر


' كما توقعة نحن في مشكلة كبيرة الآن ، هذا ما يحدث في أفلام الرعب ... ضباب محيط بالقرية اكثر من أسابيع ، أناس يبدون مثل الأموات ، وأخيرا أعضاء من الكنيسة الذين يتواجدون بصدفة هنا ... تبا كيف أوقعة نفسي في هذه الورطة'


" أيها الآنسة أعطني كأس كبير من عصير برتقال ، و إبدئي في سرد كل ماحصل في هذا الشهر " و هو يضع بقوة عملت نحاسية فوق البار


" يا فتى لما تبدو جاد ، جرب كأس من البير أنه منعش حقا " تكلم فرنكو و هو يشرب نصف الكوب تقريبا


" أحب عصير البرتقال أكثر " اجاب هشيما


' يجب أن أحافظ على تركيز عقلي ، الحمقى فقط من سيثملون و هم يعلمون بهذا الموقف ... تسك انا حتى لا أتحمل الكحول '

2020/11/14 · 693 مشاهدة · 1005 كلمة
🍎FATEH-20A
نادي الروايات - 2024