في مكان أخر بضبط في غرفة شقيق بطلتنا عبد الله و هو يحدث أخاه سيف الدين الذي اقتحم غرفة شقيقه وأغلق الباب مسرعا وراءه و هم في الساعة الرابعة فجرا وحصل كالآتي :

عبد الله باستغراب: خير إن شاء الله ما الذي جعلك تأتي لي في هذا الوقت ليست من عاداتك أن تأتي ماذا حدث لك؟

سيف الدين بوجه شاحب : ماذا أفعل أنت لا تعرف ما رأيت ... ننننسمة هيي هيي هي ...

عبد الله و القلق يساوره على شقيقته الكبرى : خير مابها نسمة تكلم ماذا حدث لها ؟

سيف الدين وهو بدأ على ملامحه الرعب :أنت لا تعرف أني كنت نازل إلى شقة أمي و البنات لأرى نسمة تدخل المطبخ فكنت أريد تحدث معها و طلب النقود منها لكنني ص صدمة عندما وجدتها اختفت مرة واحدة و كأنني لم أرها بتاتا

عبد الله بسخرية و عدم تصديق لكلام شقيقه : بجد برافوا عليك على ما يبدوا أن حمار الليل ضربك على رأسك لتأتني في هذا و الوقت و أنت تخرف صَحْصِحْ معي و استهدي بالله

سيف الدين مقاطعا لأخيه و هو يزمجر من ضيق بسبب سخرية شقيقه :لا لا لا أنا متأكد رأيتها لما لا تصدقني

عبد الله بتنهيدة طويلة و عدم تصديق : حسنا هل رأيتها ونور الغرفة أو المطبخ مفتوح أو مغلق

سيف الدين و هو مازال تحت تأتير صدمة مارأى : نونور كان مقفول فقط ضوء الأباجورة التي في الرواق و المطبخ التي كانت تعطي قليق من النور إضافة إلى القمر المنير ضوءه الذي يشع من نوافذ الشقة لما؟ سألت

عبد الله باستنفار من أخيه: هل رأيت كنت تتخيل إذاََ لأنك كنت تريد رؤيتها لذا تخيلتها و بعدما أفقت من خيالك صدمت من إختفاءها هل فهمت ؟

سيف الدين يحاول تقبل كلام أخيه فكلامه منطقي : ربما معك حق في كلامك يا عبدو ( أختصار ل عبد الله ) أيها الصغير قالها وهو يمرر أصابع يده على خصلات شعر أخيه ليزمجر هو الأخر بغضب مصطنع و هو يقول : أنت هو الصغير أما أنا فأصبحت رجلا يعتمد عليه يا أخي الكبير ذو العقل الصغير قال جملته الأخيرة و هو يدفع يد أخيه و يخرج لسانه له ..ليضحك سيف على مشاكسات أخيه ليصاحبه أخيه الضحك و يصمتان على أذان الفجر لينهظا الاتنان لتوضئ كل منهما و يتجهان معا بعدما قاما باستدعاء محمد (أخاهم الصغير و توءم ) ليتجهو نحو المسجد ليؤدون فرضهم به جماعة مع رجال الحي

~~~~لنعد عند نسمة و هي نائمة في حضن حكيمة و ليث في جناحهما بالقصر الخاص ب العائلة في مملكة الجن

تتململ نسمة و هي تفتح عينيها المتورمتين من شدة البكاء البارحة و لا تتذكر حتى متى غفت و استسلمت للنوم لتجد نفسها في حضني أمها حكيمة أما أباها ليث فهو غير موجود

حكيمة وهي تشدد من حضنها لصغيرتها و كيف لا و هي من ربتها منذ ولادتها "

هذا سر أخر فبطلتنا لم تكن تعلم به لكن يوم ولادتها كان صعبا على أمها أُميَّة فهي ولدت في أنصاص الليل بينما والدها في مهة خارج البلاد و لم يكن هناك من يتكلف بأمها إلا حكيمة التي و ضعها الله في طريقهما للتتصف في هيأت إنسان و تساعد أميَّةو تأخدها إلا المستشفى من أجل أن تلد وتضع مولودتها التي لم تكن غير نسمة بطلتنا لكن أميَّة لم يسعدها خبر إنجابها لفتاة و ليس فتى لتدخل في أزمة عصبية أدت لدخولها إلى غيبوبة ذامت لشهرين أما من اعتنى بالصغيرة فكانت جدتها أمُّ أبيها ابراهيم الحاجَّة فاطمة الزهراء و التي كانت برفقتها صديقتها رحمة و ابنتها حكيمة وهنا أخدت حكيمة عهدا على نفسها بانها سترعا تلك الصغيرة على أنها ابنتها طرفة كبدها و لم تكن تعلم بأنها ستتبناها هي وزوجها لتصبح ابنتها قانونياََ بعد أن يتم تأمينها عليها ."

لتخاطبها بطلتنا بصوت خافت مبحوح : صباح الخير ماما حكيمة كم الساعة الآن ؟

حكيمة بصوت حنون : صباح الخير حبيبتي ، هذه السابعة إلا ربع صباحاََ

لتتململ نسمة و هي تقبل وجنتي أمها حكيمة و تتسلل من أحضانها لتدخل إلى الحمام و تتوضئ لتأديت فرضها ومباشرة مهام يومها فاليوم ذكرى وفاة حبيبها الأول و هي كالعادة في هذا اليوم بذات لديها الكثير و الكثير من المهمات والتي تكون كالآتي :

أولا: الاشراف على تحظير مأدبة للفقراء و المساكين صدقة على روح أبيها

ثانيا : توزيع مبلغ مالي على دور الأيتام بالمدينة و شراء لليتاما الهدايا التي تكون عبارة عن ملابس و ألعاب و أدوات مدرسية

ثالثا : الاجتماع مع أمها أميَّة و إخوتها محمد سيف الدين و أسماء و عبد الله و توأمين هبة و محمد من أجل الذهاب جميعا إلى المقابر لزيارة قبر أبيها و الترحم عليه

رابعا و أخيرا : إقامة مأدبة عشاء لأهل الحي جالبةً الشيوخ لتلاوة القرءان الكريم و ترديد أياته ترحما على روح أبيها و جميع المسلمين

بعد تأديت فرضها نادتها الجدة رحمة من أجل تناول الفطور لمباشرة يومها بنشاط ، و على طاولة الإفطار بالقصر كانت كل العائلة مجتمعة يتناولون وجبتهم في هدوء إلا أن كسره صقر مخاطبا نسمة

صقر (ابن سلوى و منير الأصغر): نسمة أخبريني متى ستسافرين من أجل تدريب الخاص بدفعة كلية الشرطة التي تسجلتي بها في الثلاث سنوات الماضية فلقد تخرجتي من كلية الطب في السنة الماضية و أنت الآن طبيبة عسكرية برتبة عسكري الأول

نسمة وهي قد تناست الموضوع بسبب ضغوط العمل في الأيام الأخيرة: يا ألله لقد نسيت الأمر تماما أوه ماعلينا التدريب على ما أخبرونا سيكون في مقتبل الشهر القادم إن شاء الله

لتردف هناء(زوجة مصطفى ابن سلوى و منير )ممازحة : نَسومْ أخبريني كيف استطعتي تجميع الكثيرمن سنوات الدراسية لدى البعض في سنوات قليلة لديك و أن تتخرجي بامتياز في كل كلية تدخلينها و ماتزالين تدرُسين مجال تصميم الأزياء و المجوهرات التي دخلتي إلى جامعته السنة الماضية كما و أنك ما شاء الله عليك تتقنين الفرنسية و الإسبانية و الإنجليزية و الألمانية و الإطالية و الصينية و الكورية و مستواكي مقبول في الروسية و التركية و اليابانية و الهندية و العبرية أما اللغة العربية و الأمازيغية فأنت قد تمكنتي منهما ببراعة و هذا شيء مذهل من جميع النواحي و الجوانب فأنت معجزة متجسدة حقا هيا بالله عليك اخبيريني بالحقيقة و سر تميزك الدائم على غيرك فالفضول يأكلني

معاذ (ابن مُهاب و دَنا ) مؤيداََ لها : معك حق هناء هيا يا نسمة افشي سر تفردك و تميزك لنا ولا تخافي لن نحسدك .. ليغمز لها بعينه

لتتصاعد قهقهات كل من في القصر

لتجيبهم نسمة بين ضحكاتها ب غرور مصطنع : باطبع أنا متميزة فأنا و أعوذ بالله من قول الأنا أكون نسمة ابراهيم أحمد ناصر و ابنة ليث محمد منصور ومن لا يعرفني حفيدة الجدة رحمة و الحاجَّة فاطمة الزهراء ناصر أذكى الأذكياء و سري أني أكون نفسي و ليس شخص آخر غير نفسي

لتتحدث سلوى و هي تمنع نفسها من الاستمرار في الضحك لرحمة:إحم ماما هل رأيتي نتيجة دلالك لها أنت و أختي حكيمة و زوجها أخي ليث لقد اغترت بنفسها و صعد غرورها إلى عنان السماء

رحمة ببرود مصطنع : هي حفيدتي الصغرى و ابنة ابنتي الصغرى لها كامل الحق و السلطة لكي تغتر هي فقط تحتاج لاشارة بإصبعها و كل ما تريد سيحضر أمامها بدون مجهود

مُهاب بابتسامة : أمي معها حق حبيبة خالِها لديها الحرية لتفعل ما تريد أليس كذالك يا نَسومْ

نسمة و هي تخفي دموعها الممتنة و الشاكرة لله على هذا العطاء : معك حق يا خالو مُهاب و شكراً لكم كثيراً .. قالت جملتها الأخيرة و هي تضع يدها على يد الجدة و تقبلها ..

لتكمل نسمة كلامها بابتسامة: ها من منكم سيعيدني إلى الأرض لكَيْ أباشر عملي فأنا لدي الكثير و الكثير من المهام اليوم

ليجيبها منير و ليث و حكيمة و دَنا (زوجة مُهاب) بصوت واحد : أنا سأذهب معك ..

لتتعالا ضحِكات الجميع مرة أخرى

لترد نسمة و هي تضحك : ههه .. إحم حسنا جميعكم سيحصلون على هذا الشرف لأننا سنذهب جميعا نحن الخمسة ولكن عليكم مساعدتي في مهامي لن تذهبوا لمشاهدتي فقط و أنا أعمل مفهوم ..

ليجيبها الرباعي بصوت واحد : مفهوم سيدتي .. لينهضوا من مجالسهم و يتوجهون إلى بوابة القصر لتتبعهم نسمة وتمسك بيد حكيمة و دَنا وليختفوا في ثواني و يظهرون مرة أخرى في غرفة نسمة في شقة البنات في العمارة و كان الوقت أنذاك الثامنة و عشر دقائق صباحاً لتركها الرجال مع حكيمة و دَنا من أجل تغيير ثيابها و بعد أن غيرتهم توجهوا مع بعضهم إلى الصالون لتجد نسمة شقيقها محمد و توأمُه هبة رفقة سيف وعبد الله لتصبح عليهم و تخبرهم بما هي طلباتهم و حصل كالآتي :

نسمة بابتسامة صادقة و هي تحضن هبة : ها صباح الخير عليكم حبايبي هل تناولتم فطوركم و ماهي متطلباتكم لليوم ..

هبة و هي تبتعد عن حضن شقيقتها : صباح النور .. لا لم نفطر لأن ماما و أسماء لاتزالان نائمتان و الخدم في إجازة الآن لن يأتوا

نسمة بابتسامة : إذن لكم مني فطور مَلَكِي من تحت يدي لأجمل الإخوة في الدنيا ....

ليجيب الإخوة الأربعة : رائع

ليضيف سيف الدين : أختي أريد زيادة في المصروف لأنني لم أعد طفل الابتدائي

عبد الله بحماس : و أنا هاتف حديث جديد و ساعة ذكية إضافية

نسمة بحنان : حسنا أيها مدللين .... أما حبايبي وهوبة و ميدو لماذا لم تخبراني بمرادكما

هبة و محمد معا : نريد سلامتك و قضاء المزيد من الوقت معا بابي نسوم

نسمة بحب : فقط هذا من عيوني الاثنين

......

// هاي أصدقائي هذا يكون الفصل الثالث من روايتي أتمنى أن تمنحوني رأيكم لكي أكمل نشر مع حماس كبير و ثقة //

2024/08/02 · 5 مشاهدة · 1497 كلمة
نادي الروايات - 2024