الفصل 40: الساحرة تعتبرك شمسًا
--------
"بانغ——"
دوى انفجار قوي بالخارج.
السحر الناري عالي المستوى أطلق ألعابًا نارية في السماء، تركزت في نقطة واحدة قبل أن تنفجر في ألسنة لهب متألقة. النور الساطع أضاء ظلمة الليل.
في مدينة ألينسون، كان السحرة التابعون للكنائس الثلاث الكبرى—المكرسة لإله النار وإله الحدادين وإلهة الحصاد—يطلقون تعويذات قوية لاستعراض قوة آلهتهم.
في هذا الوقت من العام، تدخل الكنائس في منافسات سرية، تتسابق لجذب المزيد من المؤمنين للعام المقبل.
"بوم!" "بوم!"
الضجيج المدوي الناتج عن الانفجارات السحرية في السماء البعيدة قطع سلسلة أفكار شو شي.
نظر إلى الجانب فرأى الساحرة الصغيرة تجلس بهدوء. كانت تمسك بالعقد والعملات الذهبية بإحكام بين يديها، ووجهها لا يزال خاليًا من التعبيرات كعادتها.
كان السحر في الخارج باهرًا، لدرجة أن ضوءه امتد داخل المنزل، مضيئًا نصف وجنة كريشا الشاحبة، وشعرها الفضي الرمادي الناعم، وأنفها الدقيق، وأصابعها النحيلة وهي تلمس العقد مرارًا.
بدت كريشا متحمسة لارتداء العقد، لكنها لم تكن تعرف كيف. في ماضيها المؤلم المليء بالعذابات، لم تكن العقود سوى أشياء تنظر إليها فقط دون أن تمتلكها.
كانت أصابعها البيضاء الرقيقة تتردد وهي تلمس حلقة العقد. تعاملت معه بشكل أخرق وحذر، خائفة من إتلافه.
حركاتها المترددة وأصابعها المرتجفة أثارت شعورًا بالشفقة في قلب شو شي.
"كريشا، دعيني أساعدك."
"...همم."
أخذ شو شي العقد الأزرق البحري منها وانتقل للوقوف خلفها. أمسك بسلاسل الميثريل في طرفي العقد بعناية ولفها بلطف حول عنقها.
أثناء عمله، لامست أصابعه رقبتها برفق.
كان هذا إحساسًا جديدًا تمامًا بالنسبة لكريشا—يداعب، دافئ، وغريب لكنه مريح. حكّت عنقها بشكل لا إرادي، مصدرةً رنينًا خفيفًا للسلاسل وهي تلامس بشرتها.
عندما أدركت أن هذا قد يعوق شو شي، توقفت عن الحركة ووقفت بلا حراك. ومع شعورها بدفء يديه وهو يرفع شعرها، حبست أنفاسها.
وأخيرًا، مع صوت طفيف للنقر، ثبتت المشبك الفضي، واستقر العقد الأزرق البحري على عنقها.
في الخارج، استمر تساقط الثلج بكثافة، وامتلأ الهواء بالضجيج. لكن في تلك اللحظة، كان كل ما استطاعت كريشا التركيز عليه هو دفء اليدين اللتين ساعدتاها للتو.
شعرت رقبتها بالدفء—دفء غريب لكنه لطيف.
الساحرة كانت حائرة. هذا شعور لم تجربه من قبل.
"ليس سيئًا، ليس سيئًا على الإطلاق"، قال شو شي، متراجعًا خطوة للخلف ليتأمل عمله.
نظر إلى كريشا، وملأ الرضا ملامحه.
"كما توقعت، هذا العقد يناسبك تمامًا"، قال شو شي بصوت مليء بالإعجاب الصادق.
كان الشتاء باردًا وقاسيًا، حتى في ليلة رأس السنة. لكن في تلك اللحظة، شعر شو شي أنه شهد شيئًا جميلًا بما يكفي ليذيب الصقيع.
تدفق شعرها الفضي الرمادي بسلاسة على كتفيها، يغطي جزئيًا عنقها الشاحب. لم تعد ندوب الماضي موجودة، واستبدلت بحضور رقيق وأنيق.
وقفت كريشا برأس منخفض، تمسك بالعقد بكلتا يديها.
اللآلئ الزرقاء العميقة انعكست بإشعاع حلمي، وأضاءت عينيها. وللحظة عابرة، بدا أن نظرتها الخاملة استعادت بريقًا طفيفًا.
رغم أنه تلاشى سريعًا، إلا أن شو شي اعتز بتلك اللحظة الوجيزة من التألق.
شعر بفخر يغمره. ساحرتي جميلة جدًا.
"كيف تشعرين، كريشا؟ هل أعجبك؟" سأل بلطف.
أومأت الفتاة برفق. "أعجبني."
ثم، بصوت ناعم، أضافت: "شكرًا لك."
[المترجم: sauron]
...
كانت الساعة متأخرة، نهاية ليلة رأس السنة.
بعد أن أعطاها العقد والنقود المحظوظة، غادر شو شي المطبخ وتوجه إلى مكتبه للتأمل. خطط لتعزيز قوته الروحية قبل النوم.
بعد أن تُركت وحدها، جلست كريشا في حالة ذهول لفترة طويلة، ضائعة في أفكارها المضطربة.
عندما استعادت وعيها، وجدت نفسها في غرفتها، والأطباق قد تم تنظيفها ووضعها في أماكنها.
جالسة على السرير، احتضنت ركبتيها وبقيت بلا حراك لفترة طويلة.
"هدية..." "لدي أيضًا... هديتي الخاصة..."
ترددت كلماتها الناعمة في الغرفة الهادئة، خالية من أي مشاعر.
حتى الآن، لا تزال كريشا تشعر بأنها غير مستحقة لتلقي الهدايا أو المودة. كانت ترى نفسها كشيء—يمكن التخلص منه، بلا قيمة، غير جدير باللطف.
الأشياء يجب أن تعرف مكانها.
لا ينبغي أن تتوقع ما لا يخصها.
لكن شو شي أخبرها أن تقبل الهدية، لذلك لم تستطع الرفض.
ضمت كريشا العقد الأزرق الداكن إلى صدرها. كانت عيناها غائمتين بالارتباك، لكنهما ارتجفتا قليلًا وكأنهما تحملان بصيصًا هشًا من الأمل.
لقد أحبته... أحبته حقًا.
لكن الأفكار أثقلت كاهلها، وأصبحت أكثر قمعًا وإزعاجًا. لكنها لم تستطع فهمها.
بالنسبة لساحرة فقدت مشاعرها، فهم مثل هذه الأحاسيس كان مهمة مستحيلة.
لكن الأمر لم يكن مهمًا.
كان لدى كريشا طريقتها الخاصة للتعامل مع الأمور. لم تكن بحاجة لفهم هذه المشاعر أو التخلص منها. كل ما كانت بحاجة إليه هو البقاء بجانب شو شي، متبعةً كلماته وأفعاله.
...
لفتت أشعة الشمس المتدفقة عبر نافذتها انتباهها.
فقط حينها أدركت أنها جلست في غرفتها طوال الليل دون أن تلاحظ مرور الوقت.
كان اليوم الأول من العام الجديد.
الشمس كانت أكثر إشراقًا من أي وقت مضى. دفؤها الساطع اخترق الستائر، ووقع على الفتاة الشيطانية وهي جالسة بصمت—تمامًا كما فعل وصول شو شي منذ شهرين.
"الشكر للشمس العظيمة."
"ليحمنا إله الشمس إلى الأبد."
في الخارج، خرج سكان مدينة ألينسون من منازلهم، يصلّون للشمس في أول أيام العام الجديد. كانوا يأملون في حماية إله الشمس في الأيام القادمة.
الشمس...
خفضت كريشا رأسها ودفنت وجهها في ركبتيها. وفي همس بالكاد مسموع، تمتمت:
"شكرًا للشمس..."
لكن امتنانها لم يكن موجهًا لإله الشمس.
كان موجهًا إلى "الشمس" التي دخلت عالمها، وانتشلتها من اليأس، وأحضرت لها النور والأمل.
شمسها.
الشخص الذي سمع صرخاتها الصامتة طلبًا للمساعدة. الشخص الذي مدّ لها يده بالدفء واللطف.
ذلك الدفء... تلك المحبة...
كانت محفورة بعمق في قلب الساحرة، لا يمكن محوها.
لهذا السبب، ستعيش الساحرة من أجل "شمسها".
وإن فقدت يومًا ذلك الضوء اللطيف، تلك النظرة التي رأت وجودها، فإنها ستفقد سبب وجودها...
وستسقط في هاوية تخشاها هي نفسها.
==================
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا }