الفصل الثاني - عالم لاستوس.
"مرحبا" قالت الشخصية المقنعة التي كانت ترتدي رداء أسود أمامي بأدب كتاجر متمرس، نظرت حولي محاولا تحديد موقعي الحالي، كان هذا المكان أبيض تماما بدون أي تلميح لنقص أو شائبة، و يبدوا أنه يمتد لما لا نهاية - أو أبعد من ما تستطيع عيناي تحديده.
"إذا سمحت، هل يمكنك القدوم إلى هنا؟" قالت الشخصية ذات الرداء مرة أخرى، أطعت أمرها بدون أي تفكير ثان و عبرت الأمتار القليلة التي كانت تفصل بيننا، ربما بسبب الخمول و الإرتباك الذي لا أزال أشعر به؟
قالت الشخصية ذات الرداء بينما يبدوا أنها تبتسم تحت القناع و عبائة الرداء بصوت بارد "شكرا لكونك متعاونا جدا، ربما تكون قد أدركت الأمر بالفعل و لكنك لست في كونك العادي بعد الأن، هذا المكان يدعى الفراغ، فضاء خاص ينتهي الأمر ببعض الأرواح فيه، قد يكون هذا المكان أقرب شيء للآخرة ستكون فيه، مما يعني: أنت ميت."
بينما كانت الشخصية المقنعة تتكلم، عاد بعض الوضوح لذهني و كان بإمكاني تذكر كل ما حدث و كأنه البارحة (على الرغم من أنه كان قبل لحظات، إستعارة غبية للكلمات) قلت ببعض السخرية في صوتي " لقد رميت نفسي أمام تلك الحافلة المسرعة، في يوم تخرجي، من أجل إنقاذ غبي ما، ياله من فعل إيثار، لم أعرف أنني أملك هذا داخلي"
"ولا أنا" إستجابت الشخصية المقنعة لكلامي "و الأن بينما يبدوا أنك تفهم الموقف الذي أنت فيه، سأكمل شرحي، هذا هو الفراغ، بعد خارج الزمان و المكان تنتهي داخله الأرواح ذات تراكم كرمي معين، هنا سيتم تحديد ما الذي سيحصل لك"
مدت الشخصية ذراعها للجانب و إعوج الفضاء في ذلك الجانب فظهرت عجلة كبيرة في ذلك المكان من الفراغ "كما قلت سابقا، هنا سيتم تحديد ما الذي سيحصل لك، هذه هي عجلة المصير و هي ما ستقوم بدور هذا التحديد."
نظرت للعجلة ولاحظت الكثير من الأسماء، منها ما تعرفت عليها و منها ما لا أعرفها، كانت هناك الأرض، و أماكن من الأساطير القديمة "مثل أسغارد، مدينة السماء، أوليمبوس؟ أنا أكره زيوس!"
"لا تخف، من غير المرجح أن تذهب لأي من تلك الأماكن، لا أعتقد أنك محظوظ بما فيه الكفاية" قالت الشخصية المقنعة، هل يستطيع قراءة أفكاري؟ يبدوا أنهه يعرف ما كنت أفكر به و قال "لا، لقد قلت تلك الأسماء بصوت عال، لا احتاج أن اكون متخاطر لسماعك."
"إسمح لي أن أقدم لك عرضا نادرا، أنا قديم، أنا قديم و قوي جدا و أنت لا تستطيع فعل أي شيء، و لكن إذا قمت بإعطائي الكارما الخاصة بك، سأقوم بإرسالك لعالم من إختيارك، و بما أنني أشعر بالكرم هذا اليوم، سأتركك تحتفظ بذكريات حياتك السابقة أيضا"
نظرت لعجلة المصير بينما سمعت عرضه و تذكرت كل تلك الروايات الرذيئة التي كنت أقرئها بدل المراجعة من أجل الإمتحانات، حيث تلتقي الشخصية الرئيسية بكيان ما يمنحها أمنيات و يرسلها للتناسخ حيث تعيش حياة سهلة و تصبح قوية بشكل سريع و يجمع حوله حريم من نوع ما.
نظرت نحو الشخصية المقنعة و قلت "هل يمكنني الحصول على قدرة خاصة؟" و لكنه حطم أمالي بسرعة "لا تدفع حظك لهذه الدرجة، لا تساومني، لا يمكنني إعطائك قدرة خاصة و حتى لو كان بإمكاني لن أقوم بهذا لأن ثمنك لا يستحق."
"حسنا، أنا أقبل عرضك." قلت بينما قررت الإنتخاذ بنصيحته، ليس كل ما تقرأه في مواقع الروايات على الإنترنت حقيقي!
"جيد جدا، الأن قل لي ما هي وجهتك لكي ننتهي من هذا"
"أريد الذهاب إلى..." كنت على وشك القول عندما قاطعني "جيد جدا، أرجوا منك الموت سريعا لكي تحترق روحك في الجحيم، و حتى تتمكن شياطين الهاوية من أن تتغدى على روحك، أتمنى أن لا تحصل على أي مقدار من السعادة في حياتك المثيرة للشفقة"
"تبا لك أيضا، سأجدك أيها اللعين، و عندها سيجب عليك التفكير في عذر لائق" قلت بينما أدركت أنه تم خداعي، و أن الكائن أمامي ليس كائن جيدا.
"تمنى، و بالمناسبة لن تتذكر أي شيء حول هذا البعد" قال قبل أن تتلاشى رؤيتي مع وعي.
——————————————————
تم إيقاظي هذا الصباح من قبل الخادمات اللتين قامتا بتلبيسي ملابسي المعتادة، لو قارنناها بالأرض، فهذا لباس مشابه لما كان نبلاء العصور الوسطى يرتدون، هذا ليس غريبا لأنني نبيل، بارون بشكل أكثر تحديد.
بعد إنقاذي صديقي من الموت (مما تسبب لي بالموت بدوري) إستفقت في هذا العالم كمولود جديد، سكان هذا العالم يدعون هذا العالم عالم لاستوس، و الذي يعني في اللغة الشائعة العالم العادي او العالم الفاني، كنت في الإمبراطورية الكارولينجية، واحدة من أكبر الممالك البشرية في هذا العالم، و لقد كانت مملكة إقطاعية تعمل عن طريق نظام نبلاء طبقي.
كبارون، كان بإمكاني الوصول للعديد من المزايا مثل اللباس الجيد، و العيش الكريم، و القدرة على النوم ببطن ممتلئ، و الحق في التعلم، في هذا العالم، التعليم الشامل لم يكن موجودا، لذلك كان من النادر أن يتمكن عامة الناس من القراءة و الكتابة.
لقد كنت في الثانية عشر من عمري فقط، لذلك بالنسبة لشخص من الأرض الحديثة، كان نوع اللباس الذي أرتديه ليبدوا غريبا، مشابه لنوع الالبسة التي ترتديها الشخصيات في ألعاب تقمص الأدوار، و لكن عند مقارنة نفسي مع الأطفال و الشباب في بارونيتنا، أكون شاكرا من اجل رتبتي النبيلة.
بعد تأمل نفسي في المرأة قمت بغسل وجهي بماء بارد و تنضيف أسناني يخليط يتكون من ماء و ملح و بول ذائب مني، اعتاد الروم في القدم على استخدام بول الإنسان والحيوان كغسول للفم لتبييض أسنانهم. الشيء هو أنه يعمل بالفعل.
يحتوي بولنا على الأمونيا ، وهي مركب من النيتروجين والهيدروجين ، القادر على العمل كعامل تطهير، الأمونيا هي أحد المكونات في منتجات التنظيف الأكثر فائدة للزجاج والخزف والفولاذ المقاوم للصدأ والتخلص من الأوساخ المخبوزة من الفرن ، على سبيل المثال.
هل هذا مقزز؟ نعم، الخيار الأخر هو أن أترك أسناني تصبح مقززة بنفسها و في النهاية ستتأكل، بعض القرويين في بارونيتنا يثيرون إشمئزازي بأسنانهم، لذلك فهذا شر واحب.
اليوم كان يوم مميز، حيث سيتم إصطحابي لمدينة بانيو خارج بارونيتنا (التي كانت تتكون من قرية و أراضي زراعية) من أجل إجراء إختبار أكاديمية أشوورث للسحر، في حالة نجاحي سأدرس السحر في الأكاديمية للسنين الأربع القادمة.