3 - الفصل الثالث - أكاديمية السحر.

الفصل الثالث - أكاديمية السحر.

قمت بروتيني الصباحي الذي يتكون من الإفطار و ممارسة مهارات الكتابة و القراءة مع الخدم، و تعلم الأداب الصحيحة و تدريب ركوب الخيل، لم قال أن حياة النبيلة سهلة؟ نعم نعم بالمقارنة مع القرويين و عامة الناس تحت سلطتي (سلطة والدي) الذي يجب عليهم الإستيقاظ في الصباح الباكر من أجل العمل في الحقل، القيام بالأعمال الشاقة التي تجعل أيديهم قاسية، و تشوه عظام أقدامهم من كثرة الوقوف عليها، و ما إلى ذلك من أعراض الأعمال الشاقة، كما انه، من لا يحب ركوب الحصان؟!

و لكن بجدية، بصرف النظر عن أنشطتي المعتادة، لو لم أقم بزيارة للتجول في القرية (نشاط أنا لست معجبا به) يمكنني عمليات البقاء في القصر كامل اليوم، كان القصر يقع داخل أسورة القرية، التي كانت مبنية من أجل حمايتنا و القرية من الحيوانات في الليل، و إذا سائت الأمور، من أجل إبقاء وحوش الليل في الخارج بينما نحن في الداخل.

كانت البارونية هي القرية و الأراضي الزراعية التابعة لها و جزء من الغابة، كانت هذه هي بارونيتنا، بارونية آل هاستينغس، و أنا إدوارد فون هاستينغس إبن ريتشارد فون هاستينغس، مقدر لي تمثيل العائلة في المستقبل لذلك حرص والداي على تلقيني كل شيء من الأداب إلى اللغة، لا يمكنك الحصول على وريث غير مأدب أو وريث أمي.

"الأمر بخير يا والدتي، كل شيء سيسير على ما يرام!" قلت للسيدة النبيلة التي كانت أمامي، كنا حاليا نقف أمام القصر بجانب العربة التي ستصطحبني لمدينة بانيو، في ما يبدوا أنني كنت أودع والدتي، لم يكن السيد هاستينغس يرى في اي مكان قريب، من المحتمل أنه يتظاهر أنه منشغل في عمله و لكنه لن يخدعني! أنا اعرف أنه فقط لا يستطيع التعامل مع أي نوع من الوداع!

"آمل ذلك عزيزي" قالت "تذكر، غالبية رفاقك في الأكاديمية سيكونون من عائلات نبيلة او غالبية، البعض قد يكون إبن بعض السحرة حتى! لذلك إصنع بعض الأصدقاء"

إبتسمت بينما فكرت أنها كانت تفكر مثل بعض الرأسماليين في عالمي السابق "بالطبع أمي بالطبع، أنا أحتاج للذهاب الأن و إلا لن أصل للمدينة في الوقت المناسب"

"وداعا عزيزي!" قالت والدتي بينما سحبتني في عناق قصير عانقها فيه قبل أن ننفصل و أدخل في العربة التي كان يقودها السائق، جورين، بينما كان هناك حارسين بجانبه من أجل حماية العربة في الطريق الذي قد يتخذ بضعة ساعات.

"أسرع جورين، يجب علينا الوصول للمدينة قبل أن تعبر الشمس ساعتين بعد منتصف النهار" قلت له بينما فكرت أنه يجب علينا الوصول للمدينة قبل ٢ بعد منتصف النهار، لا أريد حقا أن أضطر لقضاء الليلة في فندق رخيص ما، قام والدي بإعطائي خمسة و عشرين قطعة ذهبية و سيرسل لي نفس المبلغ شهريا، بالنسبة لشاب في عمري فيمكنني العيش بهذا المبلغ -في المدينة- إذا إستهلكت الحد الأدنى، أو أسوأ هو الا اجد حتى مكان للمبيت، و هذا سيكون خطيرا في شوارع المدينة.

أفضل قضاء الليل في سكن الطلبة في الأكاديمية، حيث سأقضي السنوات القليلة المقبلة، بما أنني أنتمي لعائلة نبيلة فالأكاديمية لن تستطيع رفضي على عكس من لا ينتمي لخلفية غير نبيلة، لا تنظروا إلي هكذا فالأرستقراطية تعمل بهذه الطريقة، البعض يملك مزايا أكثر من الأخر.

بيدأت النظر عبر حافة نافذة العربة التي كانت مغطاة بغطاء أحمر يمنع أشعة الشمس الخارجية من الدخول، نظري يعبر الطريق الذي كنا نمر عبره مسرعين، بصرف النظر عن أصوات العربة و صهيل الأحصنة كان كل شيء هادئ، تأملت هذا الجو، فقط هدوء و عزلة، أحببت هذا...

"أيها السيد الصغير!" شخص ما ناداني "أيها السيد الصغير! لقد إقتربنا من البوابة لقد حان موعد إستيقاظك"

"أه..كم الساعة الأن؟" قلت بينما إستيقظتُ بسرعة، لابد ان النوم إستغرقني في الطريق، بينما كنت أرتب ستراي و ردائي قال الحارس الذي كان يتحدث معي عبر النافذة الصغيرة القابلة للفتح و العلق بين داخل العربة و مقدمة العربة "لا أعرف و لكنه لم يمر أكثر من ساعة و نصف على منتصف النهار، لم تتجاوز موعدك أيها السيد الصغير."

"عمل جيد" قلت بينما توقف الحارس عن التحدث معي و أغلق النافذة، بعد فترة قصيرة من إيقاظي، توقفت العربة و سمعت السائق جورين يتكلم مع ما يبدوا حراس البوابة، الذين تركوا العربة تمر بعد رؤية ختم العائلة.

عندما دخلت العربة المدينة، لم أستطع إلا حك أنفي بشكل غير شعوري بسبب تعرضي للرائحة غير المألوفة لبراز و مخلفات الأحصنة و البهائم بالقرب من مدخل المدينة، و قلت لجورين أن يسرع و يوصلني أمام بوابة الأكاديمية، قد أكون أتصرف بشكل لين، و لكنني لا اعتقد أن شم رائحة براز الحمير و البغال و الخيول جزء مهم من القسوة!!

و بالفعل، عند طلبي يبدوا أن جورين أسرع عبر أزقة المدينة و أوصلني أمام مبنى كبير يقع بين المناطق السكنية لأجود العامة (كما يسميهم جورين) و المناطق التجارية، نزلت من العربة و لاحظت أن الهواء في هذه المنطقة أنظف بكثير، إستدرت نحو سائقي "لقد قمت بعمل جيد جورين سأتأكد من مدحك بعض الشيء في حالة قمت بمراسلة والدي."

"لا داعي أيها السيد الصغير كنت أقوم فقط بعملي!" قال جورين بينما كان يبتسم، إبسمت و قلت الوداع "حتى تجمعنا الريح معا مجددا" قالها هو ايضا و غادر بعربته، يجب عليه الراحة قليلا قبل العودة للبارونية، كانت 'حتى تجمعنا الريح مجددا' مجرد قولة في هذا العالم تعني لنلتقي مرة أخرى في المستقبل.

قمت بالدخول للمبنى عبر البوابة الرئيسية فقط لأرى العديد من الشباب في نفس عمري او أكبر في ساحة هذا المبنى، لقد وصلت قبل نصف ساعة من بدء التسجيل في الأكاديمية، كان يمكنني رؤية الأطفال من جميع الطبقات الإجتماعية في هذه الساعة، من النبلاء إلى من يبدوا أنهم أطفال بعض التجار إلى من يملك فقط ملابس أفضل من عامة الناس.

تم غمري بثرثرة هؤلاء الأطفال و الشباب، حيث كانوا مجتمعين في مجموعات، إنهم بالفعل يشكلون أحزاب؟ ما الفائدة؟ و لكن سرعان ما تذكرت ما قالته لي أمي، تشكيل بعض الأصدقاء المهمين أو كسب صالحهم سيعود بالنفع و الفائدة في المستقبل، لابد أن عائلاتهم منحتهم نفس النصيحة.

كانت أكاديمية أشوورث للسحر أفضل أكاديمية في المقاطعة، و ربما حتى في المقاطعات المجاورة، لذلك لم يكن من الغريب تجمع الكثير من الأشخاص من طبقات إجتماعية مختلفة، على الرغم من أنني أتساءل، هل معظم هؤلاء الأسياد الصغار هنا من أجل التجربة الإجتماعية وليس تعلم السحر حقا؟ أو ربما أبائهم أرسلوهم هنا من أجل فرصة النضج بشكل أسرع و التكيف مع أجواء المدينة، حتى لو كان هؤلاء الأطفال جادون في تعلم السحر (وهم ليسوا كذلك) ألن يتولوا أعمال عائلتهم بعد سنوات قليلة، و لن تكون المعرفة التي كسبوها هنا إلا بعض الإنجاز الذاتي أو الحماية المستقلة؟

فكرت في التحدث مع شخص ما، و لكنني أعدلت عن هذا، و إعتمدت على الإستماع للمحادثات التي يتم إجرائها بالفعل من أجل جمع المعلومات، على ما يبدوا أن العاملين في هذه الأكاديمية يعدون بعض الأكشاك التي سيتم إستعمالها لمرحلة التسجيل، و التي ستعمل على إقصاء بعض هؤلاء الأطفال الذين لا ينتمون للطبقة الأرستقراطية، النبلاء هنا يتوجب عليهم المرور عبر نفس الإجراءات كالباقي فقط كإحتراز إشكالي، الأمر غير عادل بالطبع، و لكنني لم أصمم النظام.

و بالفعل، بعد ما يقارب عشرين دقيقة من وصولي بدأ المختبرين في إجراء الإختبار، التسجيل؟ لمجموعة من أربعة، كل طفل في كشك منفصل، كان الأطفال يخرجون من الجهة الأخرى من الأكشاك لكي لا يسربوا معلومات الإختبار للأخرين، لم يمر وقت طويل قبل أن ينادي علي أحد العاملين من أجل دخول الكشك، و هذا الذي فعلته.

"مرحبا" قال المختبر (؟) الذي كان يجلس في مكتب داخل الكشك "سيد هاستينغس، المرجوا الجلوس"

قمت بما قال و جلست على الكرسي أمام مكتبه، قام بدفع كرة كرستالية تظهر دخان متوهجا نحوي "قم بلمسها لبضعة ثوان" قمت بفعل ما قالته و لمست الكرة الكرستالية و تجمع الدخان المتوهج داخلها في شكل بيضوي، قال " حساسية الطاقة السحرية فوق المتوسط، ليس سيئا"

"الأن، قياس موهبتك في السحر" قال المختبر بينما سحب الكرة الكرستالية و دفع أنبوب به خمس دقات "سيقوم هذا الأنبوب بقياس موهبتك في السحر، المستويات ١ و ٢ تعني في الغالب ان موهبتك في السحر أقل من المتوسط، بينما المستوى ٣ يعني أنك تملك القابلية على ممارسة السحر، المستوى ٤ يعني أنك موهوب في السحر، بينما لم يتم السماع عن أي شخص في المستوى ٥ في عقود إلا أن هذا يعني أنك عبقري"

"فقط إلمس الأنبوب لبضعة ثوان و سيقوم الجهاز بالغرض" قال بعد أن أنهى شرحه، لمست الأنبوب و بعض بضعة ثوان توهجت كل من المستويات ١ و ٢ و ٣ بينما توهج المستوى ٤ بضعف للحظة قبل أن ينطفئ.

"المستوى ٣" قال المختبر بينما يبدوا أنه يكتبها في الورقة بين يديه "الأن، سوف أسألك بعض الأسئلة و يمكنك أن تجيب عليهم بأي طريقة تريد، أو حتى الرفض، و لكن أرجوا ان تجيب من وجهة نظرك."

عند سماعه تسائلت ما إذا كان هذا إختبار ما للشخصية، شيء مشابه للإختبار النفسي في حياتي السابقة، فكرت قليلا و قررت أن أجيب على أسئلتهم بصراحة...في حدود معينة.

"كيف تعتقد أنك وصلت لهذه الغرفة؟" فكرت للحظة في سؤاله قبل أن ألتفت و أشير لمدخل الكشك "لقد وصلت عبر ذلك المدخل." و يبدوا أنه يكون أجوبتي في الورقة التي لم أكن أستطيع رؤية محتوياتها.

"كيف تشعر الأن؟ لماذا تشعر هكذا؟" سألني و مجددا أخذت ثانية لأجيب "أشعر بالتعب، رحلة مستعجلة و مملة متعبة بالنسبة لشخص في عمري"

"ماذا تملك في جيبك؟"

"بعض المال"

بعد بعض الأسئلة النموذجية الأخرى لاحظت أن نوع الأسئلة قد إزداد تعقيدا، حيث أن الإجابة على أسئلته إزداد صعوبة.

"ماذا تريد من الحياة؟ ما الذي يجعل الحياة تستحق العيش؟"

فكرت قليلا في السؤال الذي طرحه، بدون وعي، حككت حاجبي بينما كنت أفكر "أعتقد...أعتقد أن غالبية الناس لا يفكرون، في سبب عيشهم، أبدا! و لكن إذا كان علي إعطاء إجابة معينة...أعتقد أن الشيء الذي يجعل الحياة تستحق العيش هو الفرصة، الفرصة لإكتشاف ذلك الهدف الذي يجعل من الحياة تستحق العيش."

عند سماع إجابتي، رفع المختبر حاجبه قبل أن يكون إجابتي مجددا، لم أستطع إلا أن أسئل "هل كانت هذه الإجابة جيدة؟" و لكنه أجابتي بشكل مبهم "أفضل من غالبية الأخرين."

إستمر المختبر في سؤالي بعض الأسئلة الأخرى و بعد أن أكمل ١٥ سؤال قام بإعطائي مفتاح غرفتي في منعج الطلبة و دلني نحو الجدار الذي كان يظهر جداولنا الزمنية.

----------

الفصل من كتابتي و كل الحقوق تعود لي :)

هل أكتب أرك أكاديمي صغير (الأحداث ستكون غير مهمة مستقبلا) أو هل أتخطاه؟ بعض التفاعل حول هذا.

2021/07/18 · 135 مشاهدة · 1610 كلمة
نادي الروايات - 2025