تغيير الهدف.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
في بحر الضباب، الذي لم تغمره الحرب، بدأت المستقبل ببطء في الإبحار باتجاه البحر الهائج وسط قافلة من السفن.
لم يكن لدى أدميرالة النجوم كاتليا الكثير لتفعله مؤخرًا. كل ما كان عليها أن تفعله هو انتظار رد نظام الزاهد موسى على طلبها. وبينما كانت تتجول على سطح السفينة، استمتعت بضوء الشمس الذي سطع عبر الضباب الرقيق.
بمسحة من نظرتها، رأت فرانك لي.
كان هذا الزميل الأول لللمستقبل، ثاني أهم شخص في قراصنة النجوم، يرتدي سروالًا أزرق فاتح وقميصًا أبيض مع الأزرار العلوية غير مغلقة، كاشفاً عن شعر صدره البني الكثيف. كان مثل دب عملاق إنساني.
وقف عند مقدمة القارب ناظرا في المسافة. لم يكن معروف ما الذي كان يفكر فيه، لكنه بدا مكتئب لحد ما.
تباطأت كاتليا قسريًا قليلاً بينما استدارت لدخول المقصورة.
“قبطانة!” لاحظها فرانك ونظر إليها بترقب، كما لو كان ينتظر من أدميرالة النجوم هذه الإجابة على أسئلته.
توقفت شخصية كاتليا مؤقتًا وهي تعدل النظارات الثقيلة على أنفها وسألت بطريقة تبدو عرضية، “ما الذي تشعر بالحيرة تجاهه؟”
فكر فرانك في كيفية صياغة سؤاله وأجاب بطريقة جادة، “أنا أعيد تقييم الاختراعات والإبداعات التي صنعتها على مر السنين.”
“…ما هي أرائك؟” سألت كاتليا بشكل تعاوني.
أومأ فرانك برأسه وقال في حزن، “هناك أمور كثيرة يجب أن أعيد النظر فيها.”
“الشيء الأكثر أهمية هو أن الأشياء التي قمت بصنعها لا تزال تفتقد أهم شيء.”
كانت كاتليا في حيرة، لكنها لم تتمنى أن تسأل أكثر. في النهاية، ما زالت قد تمسكت بفكرة تحمل المسؤولية عن جميع أفراد الطاقم في المستقبل. لقد فكرت وقالت: "ما هي؟"
أصبح تعبير فرانك جدي على الفور.
“كلهم يفتقرون إلى النفوس!”
“إنه لأمر جيد أنه ليس للشعير والعنب والفطر أي أرواح…” نصحت كاتليا دون وعي قبل أن تقول، “هذا ليس شيئًا يمكنك الانخراط فيه الآن. أنت بالتسلسل 5 درويد فقط.”
أضاءت عينا فرانك عندما سمع ذلك وهو ينفجر، “لقد فهمت!”
عبست كاتليا بشكل غير إرادي.
“فهمت ماذا؟”
لم يعد فرانك مكتئبًا بعد الأن.
“أنا أفهم المشكلة. إنها، ما أريد صنعه قد تجاوز حدود قدرات الدرويد.”
“لذلك، أيتها القبطانة، لن أكون درويد بعد الآن. أريد أن أصبح خيميائيًا قديمًا!”
كان هذا هو التسلسل 4 من مسار الزارع، نقطة البداية لنصف إله.
تجمد تعبير كاتليا لبضع ثوانٍ قبل أن تتخذ وضعية القبطان ونصف إله. أومأت برأسها وقالت، “وجود هدف هو شيء جيد، لكن عليك أن تفهم مدى صعوبة ذلك.”
تحت هذه الكلمات، أرادت منه ألا يحمل أي آمال وألا يأخذ هذا الهدف على محمل الجد.
أومأ فرانك لي برأسه بشدة بعد تلقيه “التشجيع”.
“سأبذل قصارى جهدي!”
لمنع فرانك لي من التصرف بتهور، قررت كاتليا أن تأخذ تقدم الأمر في يديها.
“سأساعدك أيضًا”.
عندما يحين الوقت، حتى لو كان لديها أي تقدم، يمكنها إخبار فرانك لي بأنها حاولت دون جدوى.
كان فرانك سعيدًا جدًا بينما شكر القبطانة من أعماق قلبه قبل المتابعة، “سأكتب أيضًا إلى جيرمان سبارو وأطلب منه المساعدة."
“إنه صديقي العزيز!”
ما لم يكن فرانك يعرفه هو أن الرسائل التي كتبها خلال نصف العام الماضي قد مرت بعملية معقدة إلى حد ما:
ذهبت الرسالة إلى الرسول قبل تسليمها إلى فورس. سوف تقوم فورس بنقلها إلى جيرمان سبارو أو طلب مساعدة السيد الأحمق في تجمع التاروت.
دفعت كاتليا نظارتها السميكة مرةً أخرى، ودون كلمة أخرى، استدارت ودخلت المقصورة.
عادت إلى كابينة القبطان. قبل أن تفكر في ما حدث للتو، رأت رسالة على المكتب الذي به آلة السدس النحاسية.
كانت كاتليا مسرورة. متجاهلةً استخدام قوى التجاوز الخاصة بها، سارت بسرعة والتقطت الرسالة وفتحتها.
كان من برناديت. بعد تبادل بعض المجاملات البسيطة، كتبت:
“إذا كنتِ متفرغة في أي وقت، يمكنك القدوم إلى لا تشا بتخفي.”
كانت لا تشا جزيرة مخفية إلى حد ما في بحر الضباب. أخفت قصر ملكة الغوامض، معروفة أيضًا باسم “مدينة الزمرد”.
كررت كاتليا الجملة عدة مرات قبل أن تلتف زوايا فمها بشكل لا إرادي.
…
باكلوند، القسم الغربي، داخل فيلا عائلة أودورا.
قابل إملين وايت مرة أخرى البارون في منتصف العمر، السانغوين المحترم، كوزمي أودورا.
“ماذا قال اللورد نيبس؟” تحكم إملين في عواطفه، وحاول بذل قصارى جهده ليبدو أقل حماسًا.
نظر كوزمي إلى عيون إملين الحمراء الساطعة وقال: “لقد أرادني فقط أن أخبرك أن عرق الدم بأكمله لا يحتوي على أي خصائص تجاوز إيرل زائدة. لا يمكنك إلا انتظار موت إيرل حالي بسبب الشيخوخة أو حادث، ثم تركهم لميراثهم”.
بالمقارنة مع البشر، كان لدى عرق الدم عمر طويل. حتى بدون لقب نبيل، يمكن أن يعيش المواطن العادي لحوالي الثلاثمائة عام. في ظل هذه الظروف، يمكن أن يتراكموا ببطء ويحتلوا كل مستوى، مما يمنع أي فائض في خصائص التجاوز.
لذلك، لم يكن من السهل على الأشخاص العاديين التقدم إلى البارون أو أن يصبحوا فيسكونت. إما أنهم انتظروا موت النبلاء الحاليين، أو أنهم سيحصلون عليها من مصادر خارجية. وإلا، فسيتعين عليهم تقديم مساهمات كافية والحصول على الميراث الثمين.
مقارنةً بالتسلسلين الأولين، كان من الأصعب أن يصبح الفيسكونت إيرل. كان هذا لأن كونك سانغوين إيرل سيعني أنك نصف إله، ويمكنك أن تعيش بسهولة لأكثر من ألف عام. كان على أحفادهم الفيسكونتات أن يمروا عبر أجيال قبل أن يتمكنوا من انتظار فرصة وفاة إيرل.
ولهذا السبب بالتحديد، طالما كان هناك شغر في منصب إيرل، فسيتم توزيعه على الفور ولن تكون “مخزنة”.
لخصائص البارون و الفيسكونت، كانت موجودة في خزينة عرق الدم في شكل مكونات تجاوز و تحف أثرية، لكن الأرقام كانت قليلة ومتباعدة. كان لابد من إدارة كل منح بصرامة. لم يكن هناك حقًا أي خصائص إضافية للإيرل.
كانت هذه الإجابة ضمن توقعات إملين. نظر إلى البارون كوزمي وأومأ برأسه قليلاً.
“بعبارة أخرى، ما دام أي كونت سيموت، سيكون دوري؟”
“لا.” هز كوزمي رأسه. “على الرغم من أنك ساهمت كثيرًا، إلا أنك لم تصل إلى المركز الأول في قائمة الانتظار بعد.”
“ما هو ترتيبي؟” عبس إملين أولاً قبل أن يريح حاجبيه لمنع شغفه من الظهور.
سعل كوزمي ونظف حنجرته.
“الثاني عشر.”
‘… قد لا يحدث هذا حتى عندما تصل نهاية العالم… بما أن السلف قد *أوكلت* إليّ المهمة المهمة المتمثلة في إنقاذ العرق، فلماذا لم *ترتب* كل هذه الأمور؟ لقد تم هضم جرعة الباحث القرمزي خاصتي منذ شهور… هل يمكن أن يكون ذلك اختبارًا آخر؟’ فكر إملين في نفسه بصمت لبضع ثوانٍ قبل أن يسأل بعناية، “إذا حصلت على خاصية إيرل من مصادر خارجي، فهل سيساعدني العرق في إعداد الطقس؟”
“بالطبع!” زفر كوزمي وقال.
لم يبقى إملين أكثر من ذلك. غادر فيلا أودورا واستقل عربة إلى مقر إقامته.
منذ أن أعلنت فينابوتر الحرب على لوين، لم يذهب أبدًا إلى كنيسة الحصاد. كان قد سمع من النجم فقط أن الباب قد حطم وسرقت أشياء كثيرة. لقد أصبحت مكانًا للمشردين.
أما الأب أوترافسكي، فقد أمضى نصف شهر في زنزانة خلف بوابة تشانيس. قضى باقي الشهر في غرفة بالطابق العلوي لكاتدرائية القديس صموئيل، مع رئيس أساقفة باكلوند بالغرفة المجاورة. هذا الترتيب تكرر مرارا وتكرارا.
كان هذا لأنهم كانوا قلقين من أنه إذا بقي الأب أوترافسكي خلف بوابة تشانيس لفترة طويلة من الزمن، فسوف يعاني من ضرر لا يمكن إصلاحه. في ظل هذا الوضع المتوتر، كانت كنيسة الليل الدائم ترغب في ترك بعض الوقت الاحتياطي حتى يتمكنوا من استغلال هذه الفرصة للتعبير عن حسن نيتهم وبدء المفاوضات.
على الرغم من أن إملين لم يكن مؤمنًا بالليل الدائم، وحتى أنه كان يكره الكاتدرائية إلى حد ما، فقد ذهب إلى كاتدرائية القديس صموئيل مرتين في الشهر لزيارة الأب أوترافسكي.
‘أين يمكنني الحصول على خاصية إيرل…’ إملين، الذي شعر أنه تخلف ولربما لن يكون قادرًا على تحمل مسؤولية إنقاذ عرقه، نظر إلى الشوارع القاتمة بينما كان يفكر بجدية في كل الاحتمالات.
سرعان ما كانت لديه بعض الأفكار.
‘كانت السيدة الناسك قد ذكرت من قبل أن قديس الظلام، قديس نظام الشفق، قد رعى ملك شامان. هذا يتوافق مع خاصية إيرل. إذا كان بإمكاني اصطياد هذا النصف إله من مسار الراعي مثل قديس الأسرار، فسيتم حل المشكلة…’
‘ومع ذلك، بعد الدرس السابق، ربما لن يقع قديس الظلام في الفخ بهذه السهولة…’
‘هناك أيضًا إمكانية لجذب ملك ملائكة مباشرةً…’
كان هذا شيئًا ناقشه الجميع في نادي التاروت. كان الاستنتاج أنهم كانوا يهاجمون نظام الشفق خلال العام الماضي، لذلك كان من الأفضل عدم استفزازهم أكثر.
ماعدى عن امتلاك قديس الظلام لخاصية التسلسل 4 الملك الشامان، لم يكن بإمكان إملين وايت التفكير إلا في خيار واحد آخر:
مدرسة روز للفكر!
سواء كان ذلك مصاصي الدماء الاصطناعيين من مدرسة الحياة للفكر أو عابدي القمر البدائي الذين كانوا موجودين في الأصل في القارة الجنوبية، كانوا الآن جزءًا من مدرسة روز للفكر.
بالطبع، كان هناك بالتأكيد بعض الأشخاص الذين طلبوا بالحرية. لم ينضموا إلى أي منظمة حتى الآن، لكن إما أنهم لم يكونوا في تسلسلا عليا، أو لم يكن لديهم معلومات كافية لتسريبها.
عند التفكير في مدرسة روز للفكر، تذكر إملين شخصًا على الفور.
‘ماريك!’
لقد مثل ماريك فصيل الاعتدال في مدرسة روز للفكر. كان الفصيل الذي قاوم شجرة الرغبة الأم.
‘يبدو أنهم يريدون أيضًا أنهم الحصول على شيء من مدرسة روز للفكر. ربما يمكنني التعاون معهم…’ أومأ إملين برأسه قليلاً.
…
تجمع عدد من سكان مدينة القمر بقلق عند المدخل، ووجهوا أنظارهم إلى الشرق من وقت لآخر.
كانوا أقارب الأشخاص الذين قادهم رئيس الكهنة سابقا. كانوا أيضًا ممثلين لمعظم الناس في مدينة القمر.
أخيرًا، مع وميض النيران، قرب رئيس الكهنة نيم روس ورفاقه من مدينة القمر.
تقدم رجل ونظر إلى أخته. لفد لاحظ أنه كان لا يزال هناك آثار دموع على وجهها.
هذه المقيمة في مدينة القمر، والتي لم تكن مشوهة، إستطاعت أن تشعر بنظرة أخيها. لم تستطع إلا أن تفتح فمها، والدموع تنهمر على وجهها.
“الإله، الإله هنا ليخلصنا…” بدأت تبكي. لقد كانت صرخة حزينة وحَرة بينما أطلقت مشاعرها.