تحذير ليونارد.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
باكلوند، القسم الشمالي..
غطت غيوم الليل شديد السواد القمر القرمزي. لم يكن هناك سوى مصابيح شوارع على جانبي الطريق ينبعث منها ضوء خافت، ينير الطريق أمامك وأبواب المنازل المجاورة.
كان صندوق بريد 7 شارع بينستر يختبئ بصمت في التقاطع بين الضوء والظلام، يستحم في نسيم بارد ينفجر من الجانب كما لو كان في سبات.
في هذه اللحظة، خرجت فجأة من قمه الصحف والفواتير والرسائل من مختلف الأشخاص المجهولين.
بدت هذه الأشياء وكأنها تُجر بيد غير مرئية وهي تطفو في الجو قبل أن تطير باتجاه الباب وتدخل من خلال فجوة.
داخل المنزل، في الردهة، إنتشرت الصحف تلقائيًا بينما إنقلبت بسرعة. بعد ذلك، تم تركهم بشكل عرضي على الكرسي، مكدسين فوق الصحف الأخرى.
استمرت الفواتير والرسائل في الطيران إلى غرفة المعيشة، مع توقف الأول بسرعة. مع بضع اهتزازات، طافوا على سطح طاولة القهوة واصطفوا. تمت إزالة مظاريف تلك الأخيرة، وسرعان ما كُشفت الرسائل التي لا تحتوي على مغلفات، لتظهر نفسها في الجو.
بعد فترة، طار جزء من هذه الرسائل على رف في مكتب الطابق الأول. هرع البعض إلى المقص لمساعدتها في قطع نفسه. ثم اندفعوا بشكل منظم إلى الحمام وألقوا في المرحاض.
ووش!
تم ضغط التدفق الميكانيكي للمرحاض تلقائيًا، مما أدى إلى غسل بقايا الورق في المجاري.
عاد 7 شارع بينستر إلى طبيعته، وكان صمته مطابقًا لمنزل غير مأهول.
القارة الجنوبية. شرقي بالام. مدينة كولاين.
كان ليونارد ميتشل، الذي وصل لتوه، يستريح في مسكن رتبته كنيسة الليل الدائم المحلية.
فجأة، ظهر ذلك الصوت المسن قليلا في ذهنه:
“شقي، لديك رسالة مهمة.”
“اي رسالة؟” بينما سأل ليونارد بهدوء، كان لديه بالفعل تخمين.
لإرسال رسالة مهمة بالبريد إلى 7 شارع بينستر دون الاهتمام بأنه مأهول بالسكان، لم يكن هناك سوى شخص واحد، لا، شخصان: كلاين موريتي ودواين دانتيس.
أما لماذا لا يزال بإمكان الرجل العجوز المسمى باليز زوراريست قراءة الرسائل المرسلة إلى 7 شارع بينستر على الرغم من البحر الهائج ونصف القارة الشمالية التي تفصل بينهما، لم يكن لدى ليونارد سوى تخمين أو اثنين. كان هذا لأنه ساعد الرجل العجوز في إمساك شبح من قبل.
فيما يتعلق بهذا، كانت نظريته:
‘استخدم الرجل العجوز بالتأكيد دودة وقت للتطفل على هذا الشبح، جاعلاً منه عينيه وأذنيه وفمه في شمال القارة.’
في تلك اللحظة، رد باليز زوراريست على سؤاله.
“إنها من كلاين موريتي. قال أنه بينما كان دواين دانتيس متجهًا إلى القارة الجنوبية، اكتشف آثار إنس زانغويل في جزيرة وايبوينت في البحر الهائج.”
صمت ليونارد على الفور بينما قتح فمه بشكل واسع. ومع ذلك، لم يقل كلمة واحدة.
بعد فترة طويلة، تمتم بصوت أجش قليلاً، “كما هو متوقع، لم ينس الحاجة إلى الانتقام…”
“ماذا افعل؟”
“ما الذي يمكنك أن تفعله؟ أنت بالتسلسل 6 فقط. حتى لو لم يحمل إنس زانغويل 0.08، فإنك لا تزال تفتقر إلى المؤهلات للانتقام منه. يحتاج فقط إلى الكشف عن شكل المخلوق الأسطوري الخاص به ليجعلك تخسر السيطرة وتصبح مجنونًا. فرصك في الانتقام صفرية! هذا هو التغيير النوعي الذي تجلبه الآلوهية”. قال باليز زوراريست برزانة لحد ما.
توقف قبل أن يضحك.
“لحسن الحظ، تفهم نفسك بطريقة أفضل من ذي قبل. في الماضي، كنت بالتأكيد ستقول إنك ستبلغ الكنيسة بأخبار إنس زانغويل وتنضم إلى الفريق لملاحقته. والآن، عليك أن تسأل ما تستطيع فعله.”
أراد ليونارد الرد عدة مرات، لكنه في النهاية لم يقل كلمة واحدة.
تابع باليز زواريست“ما يمكنك فعله الآن هو إعطاء كلاين موريتي بعض المعلومات. انتظر حتى يعاود مراسلتك. ثم، بناءً على الترتيبات المكتوبة، قدم المساعدة اللازمة.”
“إذن لا يوجد أعذار لإبلاغ موقع إنس زانغويل للكنيسة؟” سأل ليونارد بشدة، متفاجئًا إلى حد ما.
ضحك باليز زوراريست وقال، “لا تسرع. افعل ذلك في اللحظة الحرجة.”
“على الرغم من أن 0.08 تتمتع بالتسبب في وفاة مالكها، إلا أنها لا ترغب في أن يتم ختمها أكثر. طالما أبلغت موقع إنس زانغويل للكنيسة وتبدأ في مطاردة، فسوف تعلم بذلك على الفور وتتخذ الترتيبات اللازمة.”
“فيما يتعلق بهذا، عليك تحذير كلاين موريتي.”
تفاجأ ليونارد للحظة بينما سأل، “أيها الرجل العجوز، يبدو أنك تعرف 0.08 جيدًا.”
لم يكن ذلك واضحا في الماضي!
ضحك صوت باليز المسن قليلاً.
“بالطبع أنا كذلك. خلال الحقبة الرابعة، تسببت 0.08 في وفاة ملاك.”
“لا يمكنني إخبارك كثيرًا لأنه بمجرد أن تعرف عنها، ستعرف عنك أيضًا. وكلما زادت معرفتك بها، زاد احتمال أن تصبح شخصية في قصصها.”
توصل ليونارد إلى إدراك فعلي لرعب 0.08 من كلمات العجوز الغامضة. لقد تجاوز هذا بالفعل الغموض الذي كان يعرفه!
بعد بعض التفكير، سأل ليونارد بشكل معتاد، “إذًا كيف يجب أن ألمح إلى كلاين موريتي دون إخبار 0.08؟ أو أنه حتى لو كان يعرف، ستكون معرفة سطحية للغاية، مما يجعلني متفرجًا في القصة…”
تمامًا بينما قال ذلك، شبَّك ليونارد يديه وعض أسنانه. دون انتظار رد العجوز، تابع، “تلميح غير مباشر؟ سأقول له أنني لن أبلغ موقع إنس زانغويل للكنيسة مؤقتًا… أعتقد أنه يجب أن يكون قادرًا على فهم أن هناك مشكلة بناءً على الموقف. سوف يفهم أننا بحاجة إلى توخي الحذر الشديد، وحتى إذا فشل في تفسير ذلك، فإنه لمنظمته السرية أعضاء يفهمون الحقبة الرابعة جيدًا بما يكفي لتقديم المساعدة له.”
“أيضًا، مجرد كتابة الجملة ،’بمجرد أن تعرف عنها، ستعرف عنك أيضًا’، دون ذكر 0.08 يجب أن يكون كافي لكلاين لتخمين ما يشير إليه هذا…”
بعد أن انتهى باليز زوراريست من الاستماع، ضحك وقال: “البشر سينمون تحت الضغط فقط.”
زفر ليونارد وجلس. لقد وجد قلمًا وورقة وكتب أفكاره.
بعد ذلك، أقام طقسًا في أعقاب ذلك واستدعى رسول جيرمان سبارو.
…
البحر الهائج، جزيرة وايبوينت. على سفينة رست في المرفأ.
لم يكن الكثير من السياح ينزلون. كانوا متجمعين في كابينة الطابق السفلي، في انتظار الوصول إلى القارة الجنوبية لبدء حياة مليئة بالأمل.
لقد بذلوا جهدًا كبيرًا لتوفير أجرة رحلة سفينة استغرقت بضعة أيام قصيرة. كانوا من لوين وقد كان بينهم أولئك الذين أجبروا على تحمل مثل هذه المخاطر.
كلاين، الذي كان يتصرف كرجل الأعمال دواين دانتيس، لم يكن مثلهم. عاش في مقصورة فسيحة ونظيفة من الدرجة الأولى يمكن وصفها بأنها فاخرة. تحت ضوء الشموع، فتح الرسالة التي سلمتها راينيت تينكير لتوها.
‘لن يتم إبلاغ موقع إنس زانغويل للكنيسة في الوقت الحالي… ليونارد، على الرغم من أن مصدر المعلومة قد يعرضه لخطر معين، إلا أنه ليس من المستحيل عليه القيام بذلك… ألم ينضم إلى القفازات الحمر للبحث عن إنتقام؟ هذا يعني أن لديه سببًا يمنعه من دق ناقوس الخطر على إنس زانغويل…’ بينما فكر كلاين، واصل قراءة بقية الرسالة: “بمجرد أن تعرف عنها، ستعرف عنك أيضًا”.
فجأة، صاح كلاين، لقد وجد الوصف مألوفًا إلى حد ما!
‘هذا مشابه جدًا لنظام ناسك الشفق. أي ذكر له سيعرف… إذن، 0.08 تحفة أثرية مختومة لمسار المتفرج؟ ليونارد لا يخبر الكنيسة بهذا الأمر لأنه يعاق من قبل هذا. هل يرغب في انتظار فرصة أفضل؟ من المحتمل أن يكون هذا شيئًا أخبره له الجد في جسده…’ أومأ كلاين برأسه، وشعر بالامتنان لأنه لم يطلب المساعدة من ريينت تينيكر منذ لحظات.
كان ذلك سيشكل نفس الخطورة على الآنسة رسول.
‘علاوة على ذلك، والأهم من هذا كله، أنني لم أقم بأي استعدادات. إذا كنت سأعتمد فقط على مساعد أقوم بتعيينه، فهناك فرصة كبيرة جدا أن يتم اكتشاف خطتي من قبل 0.08 في وقت مبكر. سيتم بعد ذلك إنشاء سلسلة من الصدف، مما ينتج عنه ترتيب مستهدف…’ تنهد كلاين بصمت وشعر أنه بحاجة إلى القيام بشيء ما، لكنه كان في حيرة بشأن كيفية البدء.
من زاوية تحسين قوته، كان الحصول على المكونات المقابلة للمشؤوم الأغرب و نهاب العالم الروحي اعتمد على الطلب اللاحق لزعيم مدينة الفضة والمدة التي يمكن أن تتلقى بها الآنسة الساحر الإحداثيات الدقيقة من معلمها. كانت هذه كلها تعتمد على عوامل خارجية لم يكن لدى كلاين وسيلة لتعجيلها.
الشيء الوحيد الذي يمكنه فعله هو بذل قصارى جهده لهضم جرعة المتحكم في الدمى في أسرع وقت ممكن.
وبعد الانتهاء من معظم مبادئ التمثيل، كان التنفيذ الفعلي أكثر أهمية.
لذلك، اعتقد كلاين أنه بحاجة إلى الحصول على دميتين في فترة زمنية قصيرة.
لقد كان يؤخر ذلك من قبل لأنه لم يكن لديه أي أهداف جيدة. لقد نشأ ذلك من كونه في باكلوند مع الخدم من حوله. كان من الصعب للغاية إخفاء وجودهم ما لم يكونوا دمى متحركة خاصة. والآن، كان تقريبًا في القارة الجنوبية. قرر أنه طالما حدد هدفًا شريرًا يستحق المشنقة، فإنه سيحوله أولاً إلى دمية متحركة حتى يحصل على بديل أفضل!
‘ربما سيؤدي استخدام دمية عادية لإكمال مهمة صعبة إلى حد ما إلى تسريع عملية الهضم… هيه، لقد انخفضت مقاييسي للدمى المتحركة إلى أدنى مستوياتها. كل ما تحتاج إلى معرفته هو الدوتانية. بهذه الطريقة، لست مضطرًا لتوظيف مترجم؛ فبعد كل شيء، يمكنني مشاركة حواسهم…’ اتخذ كلاين قرارًا سريعًا وخطط للكتابة إلى ليونارد ميتشل بعد أن تكون لديه خطة أكثر تقدمًا.
…
شرقي بالام مدينة كولاين.
حمل كلاين أمتعته وصعد إلى الرصيف، ولمس الأرض في القارة الجنوبية.
لقد نظر إلى المسافة في المدينة التي بنيت على المدرجات. قال لنفسه بصمت، ‘يجب أن يكون لدي دميتان عندما أغادر هذا المكان.’
وقبل ذلك، كان لديه شيء واحد ليفعله. كان من المفترض أن يفقد تتبع “التابعين” الذين رتبهم الجيش.
كان السادة بارعين في كونهم جواسيس، لكن بالنسبة لكلاين، كانا ساطعين مثل اليراعات في الليل. كان هذا لأنه، بغض النظر عن مدى تنكرهم جيدًا، كان بإمكان كلاين استخدام قدرة ملاحظة عديم الوجه خاصته وذاكرته عن السمات الجسدية للإنسان وينظر ليتعرف عليهم في لمحة.
~~~~~~~~~~