دعت الزوجة زوجها وذكرته بدعاء السفر ودعت هي الأخرى ربها بأن يعود إليها سالما غانما . سافر الزوج ليباشر عمله، وأثناء سفر الزوج أصيبت الزوجة بمرض خطير شوه وجهها وافقدها جمالها الخلاب، اقترب موعد رجوع الزوج وزجته لم تخبره بعد بمرضها. وكلما اقترب موعد عودته خافت الزوجة من أن يراها زوجها وقد فقدت زوجها وظنت انه سيكرهها ويتركها ولكن ليس بيدها شئ . وجاء يوم عودة الزوج ووصل فعلا ودق جرس الباب، فرحت الزوجة لعودة حبيبها ولكن قلقها كان اكبر، أغمضت الزوجة عينيها وفتحت الباب وعندما رآها زوجها احتضنها بشدة وبكى واخبرها بأنة تعرض لحادث فقد فيه بصره. نزل الخبر كالصاعقة على الزوجة وحزنت على زوجها كثيرا لما أصابه، ولكنها من ناحية أخرى فرحت لأنه لن يراها بعد أن شوه المرض وجهها فحمدت ربها كثيرا . أكمل الزوجين حياتهما بنفس درجة السعادة التي كانوا يعيشونها قبل مرض الزوجة وحادث الزوج ومرت الأيام. ولكن في احد الأيام تعبت الزوجة كثيرا فاخبر الزوج احد الجيران ليذهب معهم إلى المستشفى ولكن في الطريق أصيبت الزوجة بسكتة قلبية وتوفيت في الحال. حزن الزوج كثيرا لفراق حبيبته ورفيفة دربه، وأثناء مراسم الدفن والعزاء كان الزوج يبكى بشدة وكان احد الحضور يراقبه بشدة لأنه يعلم بقصة الحب الرائعة التي كان يعيشها الزوجين. وبعد ساعات انتهت مراسم الدفن والعزاء سار الزوج في طريقه ليذهب إلى منزله فاسرع إليه ذلك الرجل الذي يراقبه متعجبا. وقال له كيف ستمشى وحدك وانت لا ترى انتظر سأوصلك إلى منزلك، قال له الزوج ولكنى استطيع الرؤية بشكل جيد جدا لقد تظاهرت بالعمى عندما رأيت زوجتي لكى لا اجرح مشاعرها ولكى لا تفقد ثقتها بنفسها كيف لا وقد كانت لزوجة والأخت والأم والحبيبة وخشيت أن تصاب بالإحباط فتظاهرت بالعمى. ♕ هذا هو الحب الحقيقي ♕