_مرت ساعات الليل ببطء، لكنها لم تكن عادية آندرو لم يستطع النوم يجلس على الكرسي الجلدي أمام المدفأة، يتأمل اللهب بنظرات غارقة في التفكير جسده متعب، يده تنزف قليلا لكنه لم يعرها إهتماما لم يكن الدم مايشغله بل كانت هي(إيميلي) .
_تلك الفتاة التي إقتحمت عالمه بهدوء،و عبثت بداخله بفوضى لم يعرفها من قبل، كانت ماتزال في الغرفة مستلقية على الأريكة نائمة بسلام كأنها تعرف المكان منذ سنوات.
_"إيميلي"تمتم بإسمها وكأنه يختبر طعمه على لسانه.
_كان قد إلتقى المئات من النساء الجميلات والمغريات من الاتي يعرفن تماما كيف يصطدن الرجال أمثاله، لكن هي لم تكن واحدة منهن... كانت مختلفة.
_حرة، وقحة أحيانا ، لكن فيها براءة لم يفهم كيف نجت من هذا العالم القذر إستيقظت إيميلي مع أول خيوط الفجر، فوجدته هناك جالسا يراقبها بصمت "هل كنت تراقبني طوال الليل؟ " سألت وهي تفرك عينيها. "أنا لا أثق بأحد " أجاب دون تغيير نبرته الجافة
_إبتسمت "هذا ليس جوابا... لكن لابأس، أعذرك، أنا غريبة .. دخلت بيتك بلا دعوة، ورقصت في صالونك كما لو أني في منزلي. أعترف، أنا لا أقاوم المتعة.
_لم يجب فقط حدق بها، ثم قال بصوت منخفض. "أنتِ مجنونة... لكن خطيرة " "أنا؟!"
"نعم لأنك تمنكت من التسلل إلي دون أن أشعر ولأكون صريحا هذا أكثر مايخيفني "
_صمتت، ولمعت عيناها، كانت كلمات صغيرة. لكنها بالنسبة إليها.... أكثر إعتراف رومانسي سمعته في حياتها.
"هل أعجبك رقصي؟ " سألت بخفة، لكن عيناها كانتا جادتين.
_نظر إليها طويلا، ثم قال: "أعجبني صمتك وأنتي ترقصين وكأنك تصارعين شيطانا داخلك.... شعرت أنني لست الوحيد ".
_تقدمت نحوه، وقفت أمامه، وقالت : " أنا لا أعرف من تكون، لكني أشعر بك، هناك شيء فيك يؤلمني.... كأنك تعيش وسط نار وتبتسم كأنك لاتحترق.
_خفض بصره للحظة، كانت كلماتها تخترقه، تحفر شيئا داخله لم يلمسه أحد.
_ثم رفع عينيه، وقال : "أنتِ لاتعرفين عني شيئا يا إيميلي، أنا لست رجلا جيدا، عائلتي ليست ككل العائلات أنا أنتمي لعالم مظلم. مكان لايرحم ولايعرف الحب".
_إقتربت منه أكثر لم تتراجع، لم ترتبك وضعت يدها الناعمة برفق على يده المجروحة وقالت بصوت خافت : " ربما جاء الوقت...... ليعرف الحب طريقه إلى ذلك العالم، حتى الظلام يحتاج نوراً أليس كذلك؟ "
_لحظة مرت، ثم أخرى وفيها تحرك شيء داخل آندرو. شيء لم يكن دما ولا غضبا..... بل نبض جديد .
_لكن قبل أن يتكلم، رن هاتفه فجأة.
_نظر إليه ورأى إسم أحد رجاله يظهر على الشاشة أدار وجهه عنها وأجابه.
"نعم؟! "
"سيدي لقد تم رصد تحرك مشبوه قرب المنزل. أحد رجال العائلة الروسية ربما كان يراقبك، هل ترغب بأن ندخل؟! "
_أغلق الهاتف دون رد ثم نظر إليها "عليكِ ان ترحلي، الآن إيميلي "
_رفعت حاجبها " لِمَ؟! "
"لأن الخطر يقترب وانا لا أريدك ان تتأذي "
"وهل تعتقد أني خائفة؟ " قالتها بثبات .
_إقترب منها، أمسك وجهها بيديه لأول مرة نظراته إخترقتها وصوته خرج مزيجا من رجاءٍ وتهديد :
"إيميلي... لاتفهميني خطأ هذا ليس ضعفا لكن حين يقترب الخطر، لا أحد يبقى سالما وانا لا أريد ان تكوني ضحيته الأولى "
وقالت وهي تلمس خده بلطف : "أنت أول رجل يجعلني أشعر أنني أريد أن أبقى ".
_ثم إستدارت نحو الباب ببطء، لكنها إلتفتت عند العتبة وهمسته : " حين تريدني.... سأكون هنا، فقط لا تتأخر لأن قلبي لا ينتظر طويلا "
_تركته مع صمته، وحرارة في قلبه لم يعرفها من قبل هكذا أُشعلت الشرارة الأولى {شرارة الحب والخطر }