_كانت الساعات تمر ببطء والقلق يسري في عروق آندرو كسُم لا علاج له، منذ رحيل إيميلي شعر بفراغ غريب وكأن صوتها قد ترك صدى في أرجاء القصر يتكرر في كل غرفة.
_لكنه لم يكن يملك وقت التفكير بها الآن، هناك خطر حقيقي يقترب.
_جلس يفكر في غرفة الإجتماعات أمام خريطة مفصلة لمناطق نفوذ عائلته حوله ثلاث رجال، أحدهم حليفه القديم رفائيل والثاني أحد المساعدين المخلصين روبن والثالث إبن عمه ليونارد.
_كانوا يناقشون تحركات غريبة لوحظت مؤخرا في الأطراف الجنوبية من المدينة حيث كانت السيطرة لعائلته، تحركات غير معتادة هادئة أكثر من اللازم لكنها منظمة وكأن أحدهم يعرف متى وأين يضرب.
"لايمكن ان تكون العائلة الروسية فقط خلف هذا. " قال رفائيل وهو يشير لإحدى النقاط.
" أشعر أن هناك من يزودهم بالمعلومات من الداخل.
_آندرو لم يتكلم فقط أومأ برأسه، كان حدسه قد بدأ يهمس له بشيء مرعب :
"الخيانة ليست دائما من الأعداء أحيانا تأتي من العائلة ".
_في المساء تلقى آندرو رسالة من شخص مجهول. مجرد صورة.... فيها وجه إيميلي ملتقطة من بعيد دون أن تدري، وتحتها عبارة تقول " هل ستخسرها كما خسرت كل شيء؟ "
"من إلتقط هذه الصورة؟! "
"من يجرؤ على هذا؟ "
_بدأ يتسائل بغضب عما يحدث هنا هل إكتشف أحدهم أنها تقترب منه؟ هل يعرف هذا الشخص من تكون فعلا؟!.
_في تلك الليلة ذهب بنفسه إلى مستودع المعلومات السري لعائلته، حيث تُخزن أجهزة المراقبة والتسجيل. كان وحده يراجع شيئا محددا :
من كان يعرف بوجود إيميلي؟
_دخل نظام الكاميرات بدأ يرجع الزمن إلى الوراء لحظة بلحظة، رآها تدخل القصر، ترقص.... ثم رآه يدخل، يراقبها ثم شيء ما لفت إنتباهه.
_الكاميرا الخارجية إلتقطت صورة لشخص يقف عند زاوية الشارع المقابل تكبير للصورة :
"ليوونارد؟! " تفاجأ آندرو مما رأى.
_الصدمة لم تكن فقط في رؤيته، بل في تذكره لحديث قديم دار بينه وبين ليونارد قبل أشهر
"أنت لاتصلح لقيادة العائلة يا آندرو، أنت ضعيف إنساني أكثر من اللازم ستجلب لنا الدمار"
"وما الحل؟ برأيك أن تقودها أنت؟! "
"لمَ لا؟ نحن نعيش في عالم لا يعترف بالقلوب الرحيمة والحب... فقط بالدماء "
_وقتها لم يأخذ كلامه على محمل الجد، ظنه مجرد طيش لاغير لكن الآن أصبح كل شيء واضحا.
_في الصباح ذهب آندرو إلى الحي الشعبي حيث تسكن إيميلي، لم يخبر أحدا أراد أن يراها بنفسه أن يحذرها... لكنه لم يجدها.
_كان الباب مفتوحا المكان مقلوب رأسا على عقب آثار صراع زجاج مكسور رائحة غريبة.... رائحة الخيانة.
_وعلى الأرض وجد ورقة ممزقة نصفها يقول : "إما أن تختارها أو تختار عائلتك "
_عاد آندرو إلى القصر كعاصفة دخل إلى غرفة الإجتماعات ووجد ليونارد يحتسي كأس نبيذ أحمر .
"أين هي؟ " قالها آندرو بصوت منخفض... مخيف
_ليونارد لم يجب فقط إبتسم ... نظرة هادئة شيطانية.
"اوه هل بدأت تشعر؟ تلك الرجفة التي تصيبك حين تحب؟ إنها جميلة لكنها قاتلة "
"أين هي "
"في مكان لن تصل إليه إن بقيت القائد، عليك أن تختار بين القوة والحب "
_تقدم منه آندرو قبض على ياقة قميصه ورفعه عن الكرسي . "إذا لم يصلك هذا بوضوح.. فأنا لم أعد أختار بين القوة والحب.. بل سأجمعهما وأدمرك أفهمت؟! "
_وهكذا إنكشف العدو الخفي، لم يكن روسيا ولا من الغرباء بل كان من دمه.
_بعد عدة ساعات أتى أحد حراس آندرو "سيدي لقد عرفنا أين يتمركزون "
"هيا نذهب "
_في موجة من الغضب والعشق، إقتحم آندرو مخبأ ليونارد المدجج بالحراس يخطوا بثبات كالعاصفة وعيناه لاتريان سوى إيميلي المقيدة وسط الغرفة برصاص صامت وحركة دقيقة اسقط الحراس واحدا تلو الآخر حتى وصل إليها وفك قيودها وهمس لها :
"لن أدع أحدا يؤذيك بعد الآن "
_حين واجه ليونارد لم يقتله بل أبرحه ضربا أمام رجاله، وتركه مهانا مكسورا قائلا :
"الخيانة لا تستحق الموت بل تستحق أن تعيش تحت وطأة الندم والخذلان والخجل "
_خرج آندرو ممسكا بيد إيميلي منتصرا ليس على عدوه فقط بل حتى على ماضيه المظلم .