_بعد الأحداث الأخيرة التي حدثت مع الثلاثي آندرو وإيميلي وليونارد.
_سكون ثقيل خيم على القاعة الكبرى في قصر آل لورينزو، طاولة طويلة رجال بأعين باردة وأحاديث تدور حول صفقات للسلاح القادمة وكأنها مجرد أعمال تجارية لاعلاقة لها بالموت ولكن وسط ذلك الجمود كان آندرو يشعر بشيء سينفجر داخله شعور صامت صار لايحتمل .
_وقف فجأة قاطعا لحديث والده الذي كان يتحدث عن تفاصيل شحنة جديدة من الأسلحة
"لن أكون جزءا من هذا بعد اليوم " قالها بصوت واضح
_ساد صمت مفاجئ، العيون إلتفت نحوه بذهول ووالده حدق فيه كمن لم يفهم مايسمع
"ماذا قلت؟! "
سأل ببطء بنبرة مشحونة بتحذير والتفاجؤ
_تقدم آندرو بخطوتين، كل كلمة منه كانت تثقل الهواء :
"لقد تعبت من هذه الحياة.. حياة لاتعرف سوى الجريمة والدماء أريد حياة عادية، بدون قتل وخوف وبدون أوامر "
_نهض السيد ألبرتو وحدق في إبنه كما لو أنه يراه لأول مرة ثم قال ببرود :
"هذا العالم ليس لعبة، آندرو وُلِدت دي لورينزو وستموت دي لورينزو لا مهرب من دمك "
_لكن آندرو بدون تردد:
"بل هناك مهرب.. وانا إخترته، لن أكون مثلكم حتى لو دفعت الثمن "
_ثارت عاصفة من النظرات، لكن آندرو لم ينتظر أحدا إستدار وغادر القاعة، وخلفه تعالى صوت والده غاضبا :
"إن خرجت فلن تعود لن تكون واحدا منا بعد الآن أفهمت؟"
_لم يلتفت لم يتوقف، قلبه كان ينبض بحرية لأول مرة، ربما كان ذلك بداية حرب.
_خرج آندرو من القاعة بخطى ثابتة لكن ما إن إبتعد عن الباب حتى بدأ جسده يبرد وقف عند شرفة تطل على الحديقة الخلفية حيث الأشجار العالية تخفي السماء خلفها، كما تخفي عائلته الضوء عن حياته.
_أسند يديه على الدرابزين الحديدي وتنهد بعمق .
"هل فعلت الصواب؟ " سأل نفسه وهو يحدق في الأفق الرمادي.
_لقد تحدى والده وتحدى كل شيء تربى عليه كان يعرف أن التمرد على آل لورينزو ليس كتمرد إبن على أبيه بل هو تمرد على منظمة كاملة من السلطة والدم لكنه كان متعبا، متعبا من كونه مجرد ترس في آلة لا ترحم.
_لكن سرعان ماعادت صورة إيميلي إلى ذهنه، ملامحها، ضحكتها نظرتها التي لم تخف منه أبدا، رغم أنها رأت فيه مالم يراه أحد.
"من أجلها... ومن أجل نفسي علي أن أستمر "
_كان يعلم أن القادم أصعب وأن عائلته لن تتركه يمضي بسلام مع من يحب لكن قلبه لم يرتجف لقد إتخذ قراره.... ومهما كلفه لن يتراجع.
_رفع رأسه إلى سماء وقال :
"لن أكون وحشا مثلهم لن أسمح للظلام بإبتلاعي مجددا "
_ثم إستدار وغادر الشرفة نحو مصير لا يعلمه لكنه هو من إختاره.