قضت تولان ليلتها فى الصلاه والدعاء أن يهديها الله إلى الطريق السليم فهى لا تعرف هل تكمل عملها فى شركه أسر التى علمت بالامس انها ملك لفهد ام تترك العمل بها ولكن هداها تفكيرها على ترك العمل فهى لن تستطيع أن تعمل فى شركه تعلم جيدا من هو مالكها ولكن أيضا لا تستطيع ترك العمل هكذا فقد كان تعامل أسر معها فى قمة الاحترام واخيرا قررت أن تتجه إلى شركة أسر لتقوم بتسليمه استقالتها حتى تكون قد بادلته الاحترام الذى يستحقه ....وبالفعل ارتدت ملابسها واتجهت إلى الشركه وهى مقتنعه بخطوتها التاليه


فى شقه أسر


استيقظ أسر من نومه بعد ليله طويله من الأرق ودخل ليغتسل ...كان يقف تحت رذاذ المياه والى الان لا يستطيع اخراج صوت بكاء زمرده من أذنيه..هو يعلم أنه قد فعل الصواب ولكن لماذا يشعر أن قلبه تمزق من اجلها ...حاول ابعاد الأفكار السيئه عن رأسه وخرج من دورة المياه وارتدى ملابسه وخرج من الغرفه ...كان أول ما لاحظه أن الشموع ومظاهر الاحتفال التى كانت بالامس ليست موجوده فتيقن أن زمرده قد ازالتهم واتجه ببصره إلى المطبخ فوجده فارغ ولكن طعام إفطاره موضوع على طاوله المطبخ ...علم انها لا تريد ان تحتك معه ولكن على الرغم من ذلك قامت بتحضير الافطار له ...اتجه إلى الطاوله وجلس عليها ولكن ما أن تناول اول ملعقه حتى شعر أنه لن يستطيع تناول اى شئ فوقف واتجه مسرعا الى الخارج واتجه إلى شركته


فى فيلا محمد الاسيوطى


كانت مظاهر العزاء واضحه على الفيلا فقد كان أسر يجلس بين الرجال وتفكيره فى المسئوليه التى تركها والده على كتفيه وقرر أن يحضر زوجته وطفله الى هنا لأنه لن يستطيع أن يترك والدته وشقيقته بمفردهم هنا او يترك زوجته وطفله بمفردهم هناك


بينما كانت فيفى تجلس فى مجلس النساء وبجوارها هدير التى كانت تبكى بحرقه ولكن فيفى كان عقلها بعيد كل البعد عن المكان الذى تجلس فيه فقد حدثها المحامى بالامس عن أمر كانت غافله عنه وهو أن إعلان الوراثه يجب أن يذكر فيه اسم تولان الابنه البكريه لمحمد الاسيوطى وسينتج عن ذلك أن تأخذ تولان ميراثها الشرعى من والدها وهذا ما لم تسمح به فيفى ابدا لذلك طلبت من المحامى أن يأجل كل الإجراءات ....نظرت حولها إلى وجوه النساء الحزينه وابتسمت بداخلها بسخريه فأخيرا تحقق لها ما تريد فمنذ أن تعرفت على محمد الاسيوطى فى الملهى الليلى الذى كانت تعمل به راقصه وهى تحلم بالثراء فتزوجت منه على الرغم من أنها لا تحبه ولكن المال يبيح كل شئ ..اغمضت عينيها وهى تحلم بالاموال الطائله التى أصبحت اخيرا ملك لها بمفردها دون أن يكون عليها رقيب.... ولكن اولا يجب أن تتخلص من تولان حتى تحصل على ما تريد


فى مكتب فهد


كان أسر يتحدث مع فهد الذى يبدوا على وجهه الحنق الشديد


أسر:والله حاولت معاها يا فهد بس هى مرضتش وكانت جايه الشركه مخصوص علشان تدينى الاستقالة بنفسها


فهد:بخيره:طيب هى استقالت ليه علشان موضوع طارق ولا علشان عرفت ان الشركه بتاعتى


أسر:وهو يحرك رأسه:والله انا سألتها بس هى مرضتش تتكلم وقالتلى انها مش عايزه تتكلم في اى موضوع


فهد:وهو يقف ويتجه إلى النافذه:انا مش عارف البنت دى بتفكر ازاى بقى فيه واحده عاقله فى الدنيا دى كلها تسيب شغل المرتب بتاعه يعيشها ملكه


أسر:اللى انا عرفته عن تولان فى الفتره القصيره جدا اللى اشتغالتها معايا ان كرامتها اول شئ ... علشان كدا مكنتش مستغرب لما قدمت الاستقالة بتاعتها النهارده لانى كنت متوقع الموضوع ده ....وبخبث...وكمان انت عملت اللى عليك معاها شاغل بالك بيها ليه هى حره


فهد:وهو ينظر اليه بحنق:مش شاغل نفسى ولا حاجه انا كل الحكايه كنت عايز اساعدها مش اكتر من كدا


أسر:يبقى خلاص انت عملت اللى عليك وهى حره بقى


أنهى أسر حديثه وهو يقف


فهد:انت رايح فين ...راجع الشركه ولا مروح


أسر:لا مروح انا منمتس امبارح كويس وعايز اروح ارتاح شويه


فهد:وهو ينظر مليا الى وجه أسر:مالك يا اسر وشك باين عليه الارهاق فعلا ايه اللى حصل


أسر:انا مش قادر اتكلم دلوقتى صدقنى لما اقدر اتكلم هحكيلك على كل حاجه


فهد:ماشى يا أسر ...انا مش هضغط عليك


أسر:شكرا يا فهد....مع السلامه


خرج أسر من الغرفه بينما اتجه فهد الى مكتبه وقام بالاتصال برقم معين


فهد:الو ايوه انا فهد وهدان ....اهلا بيك كنت عايزك تبعتلى اتنين بادى جارد عندى الشركه.. ايوه بس لازم تكون ضامنهم ومش مهم الفلوس .. تمام وانا هستنى منك تليفون ...ماشى مع السلامه


اغلق فهد هاتفه وشرد قليلا فيما ينوى أن يفعله فليس هو من يسقط دفاعاته بتلك السهولة


بعد مرور شهران


تحركت الحياه سريعاً بالنسبه للبعض وبطئاً بالنسبه للأخر فمنهم من وجد ما يريد ومنهم من لم يجده


بعد أن قدمت تولان استقالتها من شركه فهد بحثت كثيرا عن عمل حتى وجدت وظيفه فى مطعم راقى فقبلتها بسبب حاجاتها إلى المال فمنذ أن ذهبت الى فيلا والدها ولم تستطع مقابلته وقام رجال فهد بخطفها وهى لا تريد الذهاب الى هناك مره اخرى فقد ادركت ان والدها لا يريد أن يكون له اى صله بها


منذ ان اخبر أسر زمرده انها مجرد ضيفه فى منزله وهى تعامله على هذا الوضع فأحضر له الطعام وتنظيف له المنزل وتجهز له الثياب ولكنها لا تتحدث معه فدائما تبتعد عن الغرفه الموجود بها وتجلس فى غرفتها ولا تخرج منها


اصبح أسر لا يستطيع التركيز فى عمله أو النوم منذ أن ألقى على مسامع زمرده ما قاله فهو يشعر بالحيره بسبب تعاملها معه فعندما يعود من العمل يجد الطعام الساخن موضوع على الطاوله ولكنها فى غرفتها ولا تخرج منها الا عندما يذهب الى الشركه فى الصباح ..ولا يعرف لماذا يشعر بالحنق والترفيه فى الذهاب إلى غرفتها وللقيام بتكسير ذلك الباب اللعين الذى تختفى خلفه ولكن يهدئ نفسه ويردد أن ذلك فى مصلحتهم معا


قام احمد بترتيب كل شئ حتى يحضر زوجته وطفله الى القاهره وما أخر مجيئهم انتظار احمد أن تهدأ الأوضاع فى الفيلا حتى يحضرهم ...وكان يقوم لتمهيد الوضع لوالدته وهدير ولكن لم يخبرهم الى الان بأنه سيحضر زوجته


التهى فهد فى عمله كالمعتاد ولم يمهل نفسه وقت للتفكير فى تولان ولكن لم يستطيع أن يبتعد نهائيا فقد قام بتعيين اثنان من الحراس الشخصيين حتى يقوموا بحمايتها ويرسلون له التقارير اليوميه بما يحدث فى يومها ..ولكن عندما يجلس بمفرده قليلا لا يجد مبرر واحد لما يفعله فتاره يقنع نفسه أن ما يفعله هو فقط رد لدينها فى رقبته ...وتاره أخرى يقنع نفسه أن ما يفعله هو نتيجة ان تصرفات تولان وشخصيتها تشبه كثيرا نهى وتذكره بها


قامت فيفى بالاتفاق مع احد رجال محمد الاسيوطى أن يقوم بالتخلص من تولان لانها لا تستطيع أن تأخر إجراءات الميراث اكثر من ذلك.. وقامت بالاتصال بالرجل الذى يبحث عن زوجة احمد وامراه بالعوده الى مصر فبحثه لم يأتي بأى نتيجه الى الان


!!!عادت هدير لحياه المجون التى تحياها ولكن ما يكدر صفو حياتها هى تحكمات احمد التى لا تنتهى فلقد أصبح يعدل على كل ما ترتديه أو تفعله


فى شقه أسر


كانت زمرده تحضر الطعام لأسر وتضعه على الطاوله فلقد اقترب موعد عودته من الخارج واخذت تسرع فى عملها فهى لا تريد أن تختلط به فما قاله سابقا يكفى وعندما أوشكت على الانتهاء سمعت صوت قادم من خارج المطبخ على الدرج ولكنها لم تعيره اى اهتمام وعادت إلى عملها وحينما كانت تخرج من المطبخ تفاجأت بتهشم باب المطبخ بدفعه واحده فصرخت عاليا والتفتت الى الباب المحطم لتجد رمضان صديق ابراهيم يقف بداخل المطبخ وينظر إليها بطريقه أوقفت الدماء فى عروقها فتراجعت بذعر إلى الخلف ولكن قبل أن تصل إلى باب الشقه وصل اليها رمضان وحملها على كتفه وهى تصرخ وتحاول الهبوط فقامت بعض كتفه ليتركها لكنه ألقاها أرضا مما جعلها تتألم بشده من قوة السقطه على ظهرها


رمضان :بصوت كالفحيح:بقى انا حتت بت ذيك ترفضنى ..وعلشان مين علشان حتت عيل ذى جوزك ده


زمرده:ببكاء:انت اتجننت اطلع بره حالا


رمضان:بضحكه:هههههههه اطلع بره لا ضحكتينى يا بت انا استنيت كتير اوى علشان تكونى ليا بس انتى اتجوزت رجب اللى كان بييجى يقعد معايا ويحكيلى اد ايه انتى ناعمه وجميله لغايه لما قتلته


شهقت زمرده بصوت عالى وحاولت الوقوف ولكنه ضربها بقدمه فى صدرها فوقعت أرضا مره اخرى ليكمل هو حديثه


رمضان:ايوه قتلته علشان اوصلك ولما عدتك تخلص واخوكى يوافق تقومى تلفى على راجل تانى يتمتع بيكى وانا لا ...مستحيل انا اللى اخرنى عن المجى ليكى انى كان مقبوض عليا ولسه طالع من الحبس طازه وجتلك جرى


زمرده: ببكاء:حرام عليك ...انت عايز منى ايه


جذب رمضان ذراعها وقربها إليه حتى شعرت بأنفاسه تلفح وجهها فأذداد بكائها خوفا ورعبا منه ولكن عندما تحدث ايقنت أن كل مخاوفها تجسدت أمامها الان فقد قال


رمضان:من اول ما شفتك وانا بتخيلك وانتى معايا وفى حضنى وجه دلوقتى الوقت اللى اخد فيه منك كل اللى انا عايزه ومش بمزاجك لا غصب عنك


انفجرت زمرده فى البكاء وهى تحاول التخلص من قبضته فلا مقارنه بين قوتهما واخذت تصرخ عندما بدأ يقبلها ويتلمس جسدها وعندما جرحت وجهه بأظافرها اخذ رجب قطعه ديكور وقعت أرضا وضربها على رأسها لتسقط غائبه عن الوعى بينما ابتسم رمضان بمكر واخذ يجردها من ملابسها لينهل منها ما يريد

2020/09/02 · 457 مشاهدة · 1398 كلمة
نادي الروايات - 2025