فى المستشفى


كان أسر يخرج من غرفه زمرده عندما تقدم منه فهد ووقف امامه


فهد :هى عامله ايه دلوقتى


أسر:بحزن:لسه هتفوق بكره الصبح ...الحيوان اللى ضربها مبهدلها خالص ملامحها مش باينه من كتر الضرب وشها كله كدمات وجروح ..انا حاسس أنى هنفجر من قادر استحمل


فهد:وهو يربت على كتفه:أهدى يا أسر ..سعيد بيقول أن باب المطبخ مكسور يبقى اكيد اللى دخل عليها دخل من المطبخ


أسر:بأنهيار:مقدرتش احميها يا فهد ...كانت جوه بيتى ومقدرتش احميها ...انا مش قادر اتصور هى كانت خايفه ازاى واد ايه اتألمت من الضرب انا مش عارف ...


قاطعه فهد وهو يجذبه من ياقة بذلته بعنف وينظر فى عينيه


فهد:بغضب: بقولك ايه مش وقت انهيار خالص ... مراتك محتاجلك تقف جنبها..محتاجه قوتك.. اكيد هتفوق منهاره من اللى حصل معاها ...انت تحمد ربنا أنه ملحقش يعمل معاها حاجه ..والله اعلم ايه اللى منعه ..ودلوقتى مش وقت انك تقعد تفكر ايه اللى حصل وتنهار لا دلوقتى قدامنا حاجتين لازم نعملها..اولا لازم تقف جنب مراتك لغايه لما تنسى اللى حصل معاها ...ثانى حاجه اننا لازم نعرف مين اللى عمل كدا ونعرفه هو بيتعامل مع مين ..فاهمنى يا اسر


أسر:وهو يحرك رأسه بالايجاب :ايوه فاهمك يا فهد ...اهم حاجه دلوقتى أن انها تفوق وتبقى كويسه انا مش طالب غير كدا ...تبقى بس كويسه


فهد: وهو يربت على كتفه:متقلقش أن شاء الله خير ...هتفوق وتبقى كويسه اهم حاجه دلوقتى يلا نروح على الفيلا عندى وبكره الصبح نرجع هنا


أسر:لا انا مش هقدر اسيبها...انا هستنى معاها....روح انت ارتاح وشكرا بجد ليك


فهد:ايه الهبل ده بتشكرنى على ايه انا معملتش حاجه ...انت اخويا يا اسر وعلى العموم انا هستنى معاك علشان...


أسر:مقاطعا: لا انت لازم تروح ...وابقى تعالى بكره بعد الشركه .... مينفعش احنا الاتنين منروحش الشركه بكره كفايه الفرع اللى انا فيه


فهد:لا متقلقش انا هبعت حد من عندى يأخد باله من الشغل ...وهجيلك بكره تمام تصبح على خير


أسر:تمام ...تصبح على خير


خرج فهد من الشركه يتبعه حراسه الشخصيين بينما وقف أسر ينظر إلى غرفه زمرده ويفكر فى مستقبلهم معا


فى اليوم التالى


هبطت تولان من منزلها واتجهت إلى عملها كالعاده وعندما وصلت قامت بتبديل ملابسها وبدأت عملها عندما لاحظت أن طارق يجلس على الطاوله التى تقوم بخدمتها لم تعيره اى اهتمام وعاملته كشخص غريب


تولان:حضرتك تحب تطلب ايه يا افندم


طارق:ياااه ..مين ابله تولان ..ايه أسر بيه طردك انتى كمان ولا ايه


تولان:بلامبالاه:حضرتك مقولتش تطلب ايه


طارق:وهو ينظر اليها بخبث:لا ماهو اللى انا عايزه مينفعش اخده منك هنا لازم نكون على انفراد


نظرت له تولان بأشمئزاز وتجاهلت كلماته وابتعدت عن طاولته واتجهت الطاوله أخرى وقامت بأخذ طلباتهم واتجهت إلى المطبخ وهى تشعر بالاشمئزاز من نظرات طارق وكلماته الحقيره ولكنها أبعدت تلك الأفكار عن راسها واخذت الطلبات لتقوم بتقديمها الى أصحابها وعندما خرجت وجدت أن طارق لم يعد موجود على طاولته فتنهدت بأرتياح ...ما لا تعلمه أن رجال فهد عند رحيلها اقتربوا من طارق وحملوه إلى الخارج والقوه على الطريق كما تلقى القاذورات


فى المستشفى


فى غرفه زمرده


فتحت زمرده عينيها بتعب شعرت للحظات أن عينيها لا تستجيب لها ولكن بعد عدة محاولات اطاعتها عينيها وفتحتها بصعوبه وشعرت بأن جسدها بالكامل يؤلمها وتذكرت ما حدث أخذت تبكى بهدوء فى البدايه ثم ارتفعت شهقاتها فأنتبه لها أسر الذى كان ينام على المقعد المجاور لفراشها فهب واقفا وانحنى عليها


أسر:حمد الله على السلامه يا زمرده...أرجوكى متعيطيش انتى كويسه


زمرده:ببكاء:هو..هو..انا مقدرتش امنعه.. ضربنى جامد ...انا...


وضع أسر إصبعه على فمها ونظر اليها بحنان وقال


أسر:بهدوء:اهدى ...محصلش حاجه ..ملمسكيش انتى كويسه ..صدقينى انتى ذى ما انتى


نظرت اليه زمرده وانخرطت فى نوبه بكاء ارتجف لها جسدها بالكامل فأنحنى أسر اكثر اليها وادخل ذراعيه اسفل ظهرها واحتضنها الى صدره بحرص حتى لا تتألم واخذت ترتجف وتبكى حتى هدأت شهقاتها فأبعدها أسر قليلا عنها وقال


أسر:انا هنادى الدكتور علشان يطمنى عليكى ماشى


اتجه اسر مسرعا الى الخارج بينما اخذت زمردة تنظر الى السقف ودموعها تنحدر الى جانبى وجهها وهي تتذكر كل ما حدث لها وما قاله رمضان لها وما أخبره به رجب وهى تشعر انها انتهكت اكثر من مره ...قطع


شرودها ودخول الطبيب ومعه ممرضتان إلى الغرفه وانتظر أسر فى الخارج وهو يتحرك بعصبيه حتى خرج الطبيب من الغرفه فتقدم منه أسر مسرعا


أسر:طمنى يا دكتور مراتى عامله ايه


الطبيب:المؤشرات الحيويه بتاعتها سليمه الحمد لله ...بس ..بس للأسف جالها شلل نصفي فى الجزء السفلي فى جسمها


نظر اسر بذهول الى الطبيب وهو لا يصدق ما يسمعه فتنهد وسأل الطبيب بخفوت


أسر:انت مش قولت انها كويسه ...امال الشلل ده من ايه


الطبيب:الشرخ اللى فى الجمجمه احنا مكناش عارفين نتيجته هتكون ايه وللأسف كانت نتيجته شلل نصفي بس حالتها مش صعبه وليها علاج متوفر فى مصر وجلسات علاج طبيعى بس اهم حاجه الحاله النفسيه ...لازم تكون مرتاحه نفسيا علشان تتقبل العلاج وتقدر ترجع لطبيعتها تانى


أسر:يااارب ...شكرا يا دكتور ...طيب انا ينفع ادخلها دلوقتى


الطبيب:ايوه طبعا وياريت تحاول تهديها علشان العصبيه والحزن غلط عليها


أسر:حاضر..متقلقش ...بعد اذن حضرتك


ترك أسر الطبيب واتجه إلى داخل غرفه زمرده وجدها تنظر الى النافذه وتبكى فاتجه اليها بهدوء وجلس بجوارها على الفراش واحتضن كفها بين كفيه


أسر:مالك بتعيطى ليه


ورده:يعنى مش عارف بعيط ليه ...الدكتور مقالش ليك انى اتشليت


أسر:بهدوء:قالى ...بس قال كمان أن العلاج موجود فى مصر وان الحاله مش صعبه وان شاء الله هتبقى كويسه


نظرت له زمرده نظره لم يفهمها وقالت


زمرده:انا عايزه اطلب منك طلب وياريت تنفذه ليا


أسر:طلب ايه اؤمرينى


ورده:وهى تنظر بعيدا عن عينيه :طلقنى


نظر لها أسر بذهول ثم نهض واتجه إلى النافذه ثم عاد إليها مره اخرى


أسر:انتى بتقولى ايه ...انتى اتجننتى


ورده:ببكاء:لا متجننتش انت اتجوزتنى وقعدتنى فى بيتك وانا عمرى ما هنسى اللى انت عملته معايا وجميلك ده هيفضل فى رقبتى طول العمر بس انت ملكش ذنب انك تفضل متجوزنى وانا كدا


أسر:بلاش جنان ....طلاق مش هطلقك فهمانى ولا لا


زمرده:ببكاء:ليه ...مش هتطلقنى ليه ...انت مش قولتلى انى ضيفه عندك مش انت اللى قولت كدا ...انا بقى مش عايزه اقعد عندك اكتر من كدا ...سيبنى امشى بقى ارجوك


تقدم منها أسر ووقف بجانب فراشها وقال


أسر:اديكى قولتيها انا مش هسيبك الا لما تمشى قبل كدا لا


أنهى حديثه واتجه مسرعا الى خارج الغرفه وهو يشعر أن غضبه قد وصل إلى أقصاه بينما انخرطت زمرده فى نوبه بكاء حاده اضطر معها الطبيب أن يعطيها حقنه مهدئه


فى شركه فهد


كان أسر يجلس امام فهد فى مكتبه يبدوا على وجهه الوجوم بينما ينظر إليه فهد بتفكير


فهد:ممكن افهم انت بتعمل ايه هنا دلوقتى


أسر:مش عارف يا فهد كلامها خلانى مش شايف إدامى بقى انا بعد ما أقرر انى اعيش معاها حياتى ونبنى انا وهى اسره تقوم هى تقولى طلقنى ..ليه .. انا مش فاهم حاجه


فهد:اللى انا فهمته منك يا اسر انها لسه زعلانه من كلامك من الاول ودلوقتى مش عايزه تكون حمل زياده عليك وخصوصا انها بقت مشلوله


أسر:وهو يقف:بس انا مش هسيبها لو على موتى استحاله أسيبها مهما حصل


فهد:طيب اهدى انت بس الانفعال دلوقتى ملوش اى لازمه ...بص انت طبعا بتقول أن قعدتها فى المستشفى ملهاش لازمه يبقى هاتها وتعالى الفيلا عندى ونجيب ليها ممرضه تتابع معاها الادويه اللى المفروض تأخدها لانك مينفعش ترجع بيها الشقه علشان متفتكرش اللى حصل فيها


أسر:لا ملوش لزوم انا هشوف شقه تانيه فى اقرب فرصه


فهد:ايه الهبل اللى انت بتقوله ده وانا ايه وانت ايه اللى انا قولته هيتنفذ قولت ايه بقى


ربت أسر على كتف فهد وقال بأمتنان


أسر:شكرا يا فهد ...


فهد:بطل هبل وروح يلا لمراتك وحاول تعرف مين اللى عمل كدا


أسر:حاضر ...انا هروح ليها اهو ادعيلى انت بس ربنا يحنن قلبها عليا


فهد:هههههه ...حاضر هدعيلك


ترك أسر مكتب فهد واتجه مسرعا الى المشفى وهو يدعوا الله أن تكون زمرده قد غيرت تفكيرها بالنسبه لموضوع طلاقهم فهو لا يستطيع أن يتخيل حياته بدونها


فى فيلا احمد


كانت روما تجلس فى الحديقه وهى تحمل ادم بين ذراعيها عندما تقدمت منها هدير وجلست على مقربه منها تتحدث فى الهاتف وعندما انتهت نظرت الى روما يتفحص شديد


هدير:بسخريه:وانتى بقى يا روما كنتى عايشه فى ملجأ ليه يتيمه ولا لقيطه


روما:بحزن:لا يتيمه ...اللى ماتوا وانا صغيره


هدير:ااااه ...وشوفتى احمد اخويا فين على كدا


روما:احنا مع بعض فى نفس الكليه ...هو انتى فى كليه ايه


هدير:مش مهم انا فى ايه احنا بنتكلم عليكى دلوقتى ..عارفه ماما ممكن تعمل فيكى ايه مش بعيد تخلص منك انتى واللى على ايدك ده


روما:بخوف:انتى بتقولى ايه ...


هدير:بقول الحقيقه ...اوعى تفتكرى انها هتسمحلك انك تأخدى منها أسر وتقولك وماله اتفضلى لا طبعا ..انتى متعرفيش ماما ومتعرفنيش احنا نقدر نمحيكى من على وش الارض بسهوله جدا


وقفت روما وتظاهرات بالشجاعة على الرغم من أن جسدها بالكامل يرتجف واتجهت بعيدا عن هدير واتجهت إلى غرفتها وهاتفت احمد


روما:بأرتجاف:الو ايوه يا احمد انت فين دلوقتى


احمد:ايوه يا حبيبتي انا مع باسم المحامى بدور على اى ورق يوصلنى لاختى ...بس انتى مالك صوتك ماله


روما:مفيش يا حبيبي..انا كويسه انت بس وحشتنى


احمد:وانتى كمان واحشتينى اوى يا حبيبتي....هخلص وارجع على طول أن شاء الله


روما:أن شاء الله يا حبيبي مع السلامه


احمد:بوسيلى ادم ...مع السلامه يا حبيبتي


اعجغلقت روما الهاتف مع احمد وجلست على الفراش بجوار ادم النائم وهى تفكر فيما سمعته من هدير وتشعر بالرعب على حياتها وحياة طفلها


فى المساء


فى المستشفى


وصل فهد الى المستشفى ووجد أسر يجلس خارج غرفه زمرده فأتجه إليه وجلس بجواره


فهد:قاعد بره ليه ...هى مراتك نايمه


أسر:لا مش نايمه بس كل ما تشوفنى تقعد تعيط والدكتور قال إن كدا غلط عليها


فهد:وهو يربت على كتفه:معلش يا أسر استحمل اللى هى شافته مش شويه ....انت بردوا معرفتش مين اللى عمل كدا


أسر:لا لسه بس هعرف ووقتها مش هسيبه ...هقتله


فهد:طيب اهدى ويلا بينا نروح للدكتور علشان نشوف هنطلعها من المستشفى امتى


أسر:انا سألته قالى فى اى وقت بس اهم حاجه الراحه النفسيه


فهد:يبقى كدا الموضوع اتحل احنا بكره نأخدها على الفيلا عندى ونقعد معاها ممرضه ونجبلها كمان مرافقه تقعد معاها تسليها


أسر:والله فكره ....وشرد قليلا ثم قال...انت تعرف اى حاجه عن تولان


توتر فهد وظهر توتره على وجهه ثم قال


فهد:ابدا ...انا بس عرفت انها بتشتغل دلوقتى فى مطعم


أسر:بجد ...طيب ايه رأيك نجيبها تقعد مع زمرده وانا متأكد انهم هيبقوا صحاب بسرعه


فهد:بأبتسامه:والله فكره تحفه ..جدع يا اسر ...ابقى كلمها وخد رأيها


أسر:بأبتسامه:هكلمها بكره أن شاء الله...وبخبث...بس انت فرحت كده ليه


فهد:وهو يصطنع الجديه:انا غلطان انى فرحت علشان موضوعك اتحل انا ماشى مع السلامه


أسر:بضحكه: ههههه...ماشى مع السلامه بس لينا قاعده مع بعض


نظر اسر الى فهد الذى يبتعد عنه واعاد بصره إلى باب غرفه زمرده وتمهد بحزن وعاد الى مقعده وجلس عليه واغمض عينيه

2020/09/02 · 424 مشاهدة · 1644 كلمة
نادي الروايات - 2025