الفهد العاشق: الجزء ١ - الفصل ٢
فى اليوم التالى
منذ ان استيقظت تولان من النوم وهبطت من منزلها وهى تبحث عن عمل فعلى الرغم من انها حاصله على بكالوريوس تجاره الا ان كل الوظائف الجيده تطلب شرط ان يكون لدى المتقدم خمسة اعوام خبره لذلك اخذت تتنقل من شركه لاخرى حتى تجد ضالتها ولكن الحظ لم يكن حليفها وبعد ان ارهقها البحث اتجهت الى المستشفى لتطمئن على الحاج راضي وبالفعل وصلت الى المستشفى ودخلت غرفته وجدته كما تجده دائما يصلى حتى وهو فى اشد المرض الا انه لم يترك الصلاه ويقوم بتأديتها فى موعدها فأبتسمت واتجهت الى مسجد المستشفى لتؤدى صلاة الظهر وبعد ان انتهت اتجهت مره اخرى الى غرفه الحاج راضى فوجدته ينتظرها
تولان:بأبتسامه:الجميل عامل ايه النهارده
راضى :بأبتسامه واهنه:الحمد لله يا بنتى عامله ايه النهارده
تولان:الحمد لله.... اتغديت ولا لسه
راضى:لا لسه اصلى مليش نفس ...كمان شويه اكل
تولان: بأبتسامه:خلاص ماشى ايه رايك نقرأ الورد بتاع النهارده
راضى:بتعب:ماشى يا بنتى يلا بينا
اخرجت تولان مصحفها من حقيبتها وفتحته واخذت ترتل بصوت خفيض وراضى يرتل معها مما فى ذاكرته فلقد كان راضى قبل أن يمرض امام مسجد واكرمه الله تعالى بحفظ القران كاملا
فى فيلا محمد
استيقظ محمد من نومه على اصوات شجار قادمه من خارج غرفته فتأفف فى ملل واعتدل على الفراش وهو يسب ويلعن واتجه الى خارج الغرفه وجد زوجته وابنته يتشاجران
محمد:بصوت مرتفع:فيه ايه على الصبح ايه الزعيق ده
فيفى:بنتك الهانم لسه راجعه الصبح وعايزه تنزل تانى
هدير:وفيها ايه يعنى انا رايحه النادى ومن امتى يا مامى بتقوليلى على الخروج لا
فيفى:لا مفيش نزول كفايه اوى انك بايته بره من امبارح وكمان انا عامله حفله بكره وعايزاكى تكونى فيها شكلك مرتاح مش مرهقه من السهر
هدير: بتصميم:ماشى يا مامى بس بردوا هروح النادى ولما ارجع هبقى اقعد ارتاح فى البيت
محمد:خلاص يا فيفى سيبيها براحتها بقى ...ونظر الى ابنته...يلا يا دو يا حبيبتي روحى النادى بس ارجعى بدرى علشان ترتاحى قبل حفله مامى
هدير:بدلال وهى تقبله:ميرسى يا احلى بابى من الدنيا كلها ...يلا see you Later
وابتعدت عنهم بينما نظرت فيفى الى محمد بحنق وقالت
فيفى:دا بدل ما تقولها اسمعى كلام مامتك تنصرها عليا
محمد:بتأفف:يوووه بقولك ايه مش انتى اللى كنتى بتقولي ليا متخنقش البنت خليها تعيش حياتها... على العموم انا هروح اكمل نوم
وتركها تنظر اليه بحنق واتجه الى غرفته واستلقى على فراشه ليذهب فى النوم مره اخرى
!!!هدير :الابنه الصغرى لمحمد مدلله والدها فاسده الى اقصى حد تفعل ما تريد ولا تهتم سوا بالموضه والمكياج !!!!!
فى شركه فهد
كان فهد يجلس فى مكتبه عندما دخل عليه رجل يبدوا على وجهه التجهم وعندما رآه فهد وقف واتجه إليه
فهد:وهو يحتضنه:أسر كنت فين يا راجل عاش من شافك..اسبوع بحاله مشوفكش فيه
أسر:ازيك يا فهد عامل ايه...كنت مشغول والله
فهد:الحمد لله انت عامل ايه ...شكلك مش عاجبني
أسر:ابدا ..بص يا فهد انا كنت عايز اقول لك على حاجه كدا ...
فهد:قول يا أسر قلقتنى فيه ايه
أسر:فاكر المشروع اللى قولتلك عليه قبل كدا ...المشروع اللى كنت داخلين فيه شركاء مع رجل اعمال تانى
فهد:ايوه فاكره طبعا ماله
أسر:الراجل نصب علينا واخد الفلوس وخسرها كلها على القمار
فهد:وهو يقف:انت بتقول ايه يا اسر ....مين يجرأ يعمل كدا وهو عارف كويس هو بيتعامل مع مين
أسر:انا مش عارف هو ازاى طلع غبى كدا ولعب بالفلوس بتاعتنا اللى معاه بس انا لما عرفت روحتله وواجهته لقيته بيتهرب من كل حاجه
فهد:بأنفعال:يعنى ايه بيتهرب ...هو مش عارف انا مين ولا ممكن اعمل فيه ايه
أسر:الغلطه غلطتى يا فهد انا كان لازم اتحرى عنه اكتر بس كل رجال الاعمال اللى حواليه شكروا فيه اوى علشان كدا اتشجعت وشاركته بس محدش فيهم قالى أنه بتاع ترابيزه
فهد:وهو يتحرك فى مكتبه بغضب:انا الفلوس متهمنيش مهما كان عددها المهم عندى أنه ازاى يعرف أن انا شريكه ورغم كدا يغامر بفلوسى على الترابيزه
أسر:وهو يربت على كتفه:انا بوعدك ارجعلك فلوسك انا بس حبيت انك تكون فى الصوره علشان عارف اد ايه هتدايق لو عرفت من بره... وكمان انا كدا كدا رايحله النهارده المكان اللى بيقعد فيه علشان احذره تحذير نهائى قبل ما اتصرف معاه
فهد:انا بس مش هكون فى الصوره .....لا من النهارده التعامل هيبقى بينى وبينه مباشره ...انا هأجى معاك وانا اللى هتصرف
أسر:بذهول:تيجى معايا فين ..انت عارف لو اى صحفى شم خبر انك كنت فى مكان ذى ده ايه كميه الإشاعات اللى هتطلع عليك
فهد:بصوت قوى:ميهمنيش...مش فهد وهدان اللى واحد ذى ده يأخد فلوسه ويخسرها على الترابيه
أسر:بأستسلام:حاضر يا فهد تعالى معايا بس علشان خاطرى ابقى سيبنى انا اتكلم معاه الاول
فهد:وهو يربت على كتفه:حاضر يا أسر، حاضر!!!
أسر:شاب فى منتصف الثلاثينات طويل القامه عريض الكتفين قمحاوى البشره بشعر قصير وعينان بنيتان ...هو وفهد اصدقاء منذ اكثر من عشرون عام ..لم يفترقوا ابدا وهو الوحيد الذى يفهم فهد من نظرة عينيه !!!
فى النادى
كانت هدير تجلس مع اصدقائها الفاسدون يخططون لقضاء سهرتهم فى احدى النوادى الليلية وكانوا فتاتين وشاب
هدير:بس انا للأسف مش هقدر اجى معاكوا مامى عامله بارتى ولازم احضرها
احدى الفتايات:مش لازم تحضريها يا دو
هدير:مش هينفع I'm sorry...خلوها بكره بقى يا صافى
صافى:يعنى مصممه ما تقولها حاجه يا ياسر
ياسر:صافى عندها حق يا دو خليكى معانا ونفضى لمامتك السهره هتحلو بيكى
هدير:لا مش هقدر يا ياسر كفايه انى قضيت معاك امبارح ..مش هينفع اطلع النهارده كمان
الفتاه الاخرى:خلاص نسيبك النهارده بس تطلعى معانا بكره السخنه
هدير:خلاص تمام يا سالى بكره نروح السخنه ... ووقفت...انا همشى بقى بدل ما مامى تعملها مشكله
ياسر:وهو يقبلها:ماشى يا روحى ابقى كلمينى بالليل
هدير:اوك يا بيبى بااااااى
وتركتهم وذهبت إلى سيارتها لتنطلق عائدة الى الفيلا
فى اليوم التالى
فى المستشفى
كانت تولان تتجه الى غرفه الحاج راضى عندما قابلها الطبيب المختص بحالته
تولان: السلام عليكم..اهلا دكتور عثمان ...بابا راضى عامل ايه النهارده
عثمان:بتعاطف:انتى انسانه مؤمنه بربنا يا انسه تولان ..البقاء لله
تولان:بدموع:حضرتك بتقول ايه ....انا سيباه امبارح كويس ومكنش فيه حاجه
عثمان:انتى عارفه أن المرض كان فى مراحله الاخيره....والوفاه كانت بعد الفجر ...البقاء لله
تولان:وهى تبكى:ونعمه بالله ...انا لله وانا اليه راجعون....طيب ايه الاجراءات اللى مفروض اعملها دلوقتى
عثمان:بتعاطف:انا عملت كل اللازم وان شاء الله هيتدفن النهارده بعد العصر
تولان:وهى تجفف وجهها:الف شكر لحضرتك تعبتك معانا
عثمان:متقوليش كدا الحاج راضى الله يرحمه كان ذى والدى بالظبط
تولان:ربنا يرحمه ...بعد اذنك
وتركته واتجهت إلى المسجد ودخلته وتوضأت وبدأت تصلى ودموعها تتسابق على وجهها
يتبع