فى شقه أسر
اخذت زمرده تنظر لأسر بذهول فهى لا تصدق ما سمعته اذنيها هل بالفعل قال ما سمعته أم أن ابراهيم قد صدمها على رأسها فصارت تحلم وهى مستيقظه
زمرده:بذهول:انت قولت ايه
أسر:بأبتسامه:قولت انا هتجوزك ....مش اخوكى اهم حاجه عنده الفلوس انا هديله اللى هو عايزه فى مقابل انى اتجوزك
زمرده :طيب وهتعمل كدا ليه ...انت ايه ذنبك تخسر فلوسك
أسر:مش هخسر فلوسى ولا حاجه ...وكمان انا عايز اسأعدك انتى مش عايزه ولا ايه ....ولا انتى عايزه تتجوزى رمضان ده
زمرده:بتسرع:لا طبعا اتجوزك انت احسن
ادركت زمرده ما قالت فأشتعل وجهها احمرارا ونظرت إلى الاسفل بينما ابتسم أسر وقال
أسر:محاولاً تغيير الحوار : تقدرى تقومى تقفى
زمرده:بخجل:ايوه اقدر بس ليه
أسر:لا ابدا عايزك تيجى معايا شقتكم علشان تغيرى هدومك علشان نروح المستشفى
زمرده:بخوف: المستشفى ليه هو فيه حاجه
أسر:انتى مش حاسه بنفسك ولا ايه انتى وشك كله متشلفط...واكيد جسمك مليان كدمات
نظرت زمرده مره اخرى الى الاسفل ولكن هذه المره لم تكن خجلا ولكن كانت خزياً مما فعله شقيقها معها ...شعر أسر أنه كان حادا مع زمرده فحاول أن يهدئ الوضع
أسر:بهدوء: انا اسف لو ضايقتك...علشان خاطرى قومى غيرى هدومك
زمرده:بخوف: انا خايفه اروح يكون ابراهيم رجع من بره
أسر:لا متخافيش انا معاكى مش هيقدر يعملك حاجه
حركت زمرده رأسها بالايجاب وهبطت من الفراش وكان يبدوا على وجهها الالم فى كل خطوه تخطيها فشعر أسر وكأن دمائه أصبحت تغلى بداخل عروقه ولكن حاول تهدئه أنفاسه الثائره حتى لا تفزع منه زمرده فيكفى ما رأته وقاسته اليوم من شقيقها
وبالفعل فى خلال لحظات كان يقف فى المطبخ الخاص بشقه زمرده ينتظرها حتى تنتهى ولكنه رأى ابراهيم الذى فتح باب الشقه ودخل اليها واتجه إلى الغرفه الموجود بها زمرده فأسرع أسر خلفه حتى لا يمسها بسوء
كانت زمرده قد انتهت من تبديل ملابسها وخرجت من دورة المياه وكانت تبحث عن حذائها عندما لاحظت دخول ابراهيم الغرفه فتراجعت إلى الخلف وهى تشعر بالرعب منه وخاصه أنه كان ينظر إليه بحده
ابراهيم:رايحه فين يا عروسه ...المأذون جاى فى السكه
شعرت زمرده أن الغرفه تميل بها ولكنها تماسكت وقالت
زمرده:مأذون ايه ده انا مش هتجوز رمضان يا ابراهيم
ابراهيم:وهو يتقدم منها مهددا:انا مش بأخد رأيك يا روح امك انا ببلغك
زمرده:بقوه زائفه :وانا بقولك مش هتجوزه يا ابراهيم مهما عملت
ابراهيم:وهو يتقدم منها بتهديد:شكلك عايزه تتروقى تانى دا انا هطلع....
كان ابراهيم يتقدم من زمرده مهددا ككل مره يهددها بها قبل أن ينهال عليها ضرباً ولكن قبل أن يصل لها وقف امامه الرجل الذى رأه سابقا أمام الشقه
ابراهيم:بذهول:انت مين يا جدع انت وايه اللى جابك هنا
أسر:ببرود:انا مين دا شئ ميخصكش ...إنما جاى هنا ليه ...جاى علشان مراتى ...مهو انا هتجوز زمرده
ابراهيم :وهو ينظر لزمرده:مين دا يا بنت ال....انتى بتقابلى رجاله من ورايا يا بنت ال...
ورده:بدموع: اخرس انا اشرف منك ومن مليون واحد زيك
ابراهيم :وهو يحاول الفتك بها: انا مش هسيبك موتك على ايدى النهارده
أسر:وهو يقف امامها:لو بس لمستها هكسرلك جسمك كله مش هخلى فيك عظمه سليمه
ابراهيم. : انتى فاكره أنه هيحميكى منى
أسر: ايوه هحميها منك ومن مليون واحد ذيك
ابراهيم:بأنفعال:بقولك ايه يا جدع انت البت دى مخطوبه وخطيبها جايب المأذون وجاى فى السكه.. اتفضل امشى بالذوق احسن ليك
أسر:ببرود :والله كويس أن المأذون جاى ..حتى يكتب كتابى انا وزمرده
ابراهيم:انت بتخرف بتقول ايه يا عم انت
أسر:ببرود:انت واخد مهر كام من رمضان ده
ابراهيم:بأستهزاء:اشمعنا ...هتدينى اد ما هو ادانى ولا ايه
أسر:ببرود وثقه:هديك اربع أضعاف اللى هو اداهولك مهما كان
نظر ابراهيم الى أسر بذهول كأنه لا يصدق أذنيه ثم تهللت اساريره فرحا وابتسم وقال
ابراهيم:والله رمضان ادانى مهر ١٠٠ الف جنيه
زمرده:بذهول:انت كداب هو رمضان معاه نص المبلغ ده حتى دا ...
أسر:مقاطعا: تمام وانا عند كلامى هديك اربع أضعافه
وقفت زمرده مذهوله من ما قاله أسر بينما كان يبدوا على ابراهيم السعاده
ابراهيم:ماشى الف مبروك ....بس انت مقولتليش اسمك ايه
أسر:بأستهزاء:ياااه انت لسه فاكر تسألنى عن اسمى على العموم اسمى أسر الطحاوى
ابراهيم:اهلا بيك يا اسر بيه ..تعالى معايا بقى أوضة الانتريه نستنى المأذون مع بعض
أسر:بسخريه:طيب وصاحبك اللى مع المأذون
ابراهيم:بلامبالاه:مفيهاش حاجه هنعمل ايه يعنى كل حاجه قسمه ونصيب
نظر أسر الى ابراهيم بسخريه واتجه معه الى خارج الغرفه بينما جلست زمرده على الفراش مذهولا مما حدث وتفكر كيف ستتمكن من رد هذا المبلغ لأسر
فى الشاليه
كان احمد يجلس مع والديه على الشرفه عندما رن هاتفه المحمول فتهللت اساريره ووقف وابتعد عنهم
احمد:بسعاده:الو....ايوه يا روما عامله ايه
روما:الحمد لله يا حبيبي...انت عامل ايه واحشتنى
احمد:انتى اكتر والله....عايز اشوفك اوى
روما:وانا كمان والله ...انت وحشتنى جامد رغم انك سايبنى امبارح بس
احمد:على عينى يا حبيبتي وانتى عارفه ...انا جيت المره دى علشان امهد لأهلى موضوع جوازنا
روما:بقلق:تفتكر ممكن يخلوك تطلقنى يا احمد
احمد:بأنفعال:انتى مجنونه لا طبعا...وكمان انا لا يمكن اسيبك مهما حصل انتى مراتى وام ابنى...انا بحبك يا روما ..ومقدرش ابعد عنك
روما:ربنا يخليك ليا يا حبيبي...انا هسيبك بقى علشان ادم شكله صحى من النوم
احمد:ماشى يا حبيبتي بوسيهولى وقوليله بابى بيحبك
روما:من عنيا حاضر يا حبيبي...I love you
احمد:I love you too
اغلق احمد هاتفه وشرد فى روما التى تعرف عليها منذ عامين وتزوجوا العام الماضى والان لديهم ادم ذو الثلاث اشهر ..اغمض عينيه وتنهد فقد أتى إلى مصر حتى يستطيع اخبار أهله بزواجه من روما ...اتى وهو يعلم أنهم سيعارضون هذا الزواج بسبب ان روما قد تربت فى ملجأ منذ صغرها ...نظر احمد الى والديه الذين يتحدثون ويمرحون وقرر أن يفاتحهم فى موضوعه عندما يرى أن الفرصه سانحه
فى شقة أسر
كان أسر يجلس مع فهد الذى أتى ما أن هاتفه أسر حتى يكون شاهد على عقد زواجه وبالفعل تم عقد القران بين نظرات حانقه من رمضان ونظرات سعيده طامعه من ابراهيم وفى النهايه اخد أسر زمرده معه الى شقته وها هو يجلس مع فهد ويتحدث معه
فهد:بسعاده:مبروك يا عريس ...الف مبروك يا حبيبي
أسر:الله يبارك فيك يا فهد عقبالك
فهد:مغيراً لمجرى الحديث:انت بقى تأخدلك اسبوع ولا اتنين اجازه من الشركه وانا هكلم مراد المحامى ياخد مكانك لغايه لما ترجع و كمان يقابل تولان اللى هتروح الشركه بكره
أسر:لا طبعا انا مش هأخد اجازات ...انا رايح الشركه بكره الصبح
فهد:ازاى يعنى ...هنسيب عروسك وتروح الشركه هو ده كلام عاقلين
أسر:بص يا فهد الجوازه دى مش ذى ما انت فاهم الجوازه دى انقاذ لزمرده من اخوها مش علشان اى حاجه تانيه
فهد:يعنى ايه مش فاهم
أسر:يعنى انا زمرده بالنسبه ليا اختى وعمرى ما هبصلها كزوجه ابدا
فهد:بعدم فهم:ليه يعنى ..وانت كنت اتجوزتها ليه من الاول مدام مش عجباك
أسر:الموضوع مش موضوع مش عجبانى...الموضوع فرق السن اللى بينا أنا اكبر منها ب ١٨ سنه يعنى اد عمرها مرتين ...ازاى اظلمها فى جوازه مش متوافقه ذى دى انا لو كنت اتجوزت بدرى كنت جبت بنت فى سنها
فهد:بخبث:يعنى افهم من كلامك انك مش هتلمسها
أسر:بنفى:لا طبعا ...هى هتفضل عندى فى حمايا لغايه لما ائمن مستقبلها بعد كدا أطلقها
فهد:بذهول:وليه ده كله وانت مالك بيها
أسر:بشرود:شفت فيها امى الله يرحمها لما جدى غصب عليها تتجوز واحد بعد ابويا الله يرحمه..انا لغاية دلوقتى لسه فاكر صوتها وهى بتعيط وتقوله انها مش عايزه تتجوز بعد بابا وانها هتموت نفسها لو هو غصبها على الجوازه دى ..بس هو مسمعتش ليها وجوزها لابن صاحبه وفعلا تانى يوم رمت نفسها من الشباك وماتت ..انا مش عايز زمرده تعمل زيها ..مش عايز قسوة اخوها تجبرها انها تنتحر ...عرفت بقى اتجوزتها ليه
تنهد فهد بحزن على صديقه فكلا منهم لديه فى داخله حزن عميق يحاول اخفاءه عن أعين الآخرين ..ثم وضع كفه على كتف أسر وقال
فهد:اللى انت عايزه اعمله بس اهم حاجه متزعلش نفسك
أسر:بأبتسامه :حاضر متقلقش وشكرا ليك انك جيت لما طلبتك
فهد:انت اهبل يا أسر انت اخويا ...ووقف وقال..انا همشى انا بقى وابقى كلمنى بكره لو تولان جاتلك المكتب ...مع السلامه
أسر:تمام ...مع السلامه
بعد أن رحل فهد تنهد أسر بأرهاق ونظر الى غرفته التى تحتلها زمرده الان ثم اتجه الى غرفه الضيوف والقى بجسده على الفراش ليذهب فى نوم عميق فقد كان يومه مرهقا حقا ..ولكنه لم يعلم أن زمرده كانت تنتظره فى الغرفه حتى يأتي إليها وعندما تأخر خرجت تبحث عنه حتى وجدته غارق فى النوم فى غرفه الضيوف قامت بتغطيته وخرجت من الغرفه على أطراف اصابعها واتجهت إلى غرفه أسر وأخرجت لها منامه قطنيه من الحقيبه الخاصه بها ودخلت إلى دورة المياه حتى تبدل ملابسها وعندما انتهت اتجهت إلى الفراش لتذهب هى ايضا فى نوم عميق
فى اليوم التالى
وصلت تولان الى الشركه التى أخذت عنوانها من سعاد وكانت ترتجف بداخلها أن لا يقبل بها مالك الشركه بسبب عدم خبرتها ولكن شكوكها تبددت عندما قابلت أسر الذى رحب بها وناقشها فى ملابسات عملها
أسر:بصى يا انسه تولان احنا الشغل عندما بيبدأ من الساعه ٩ الصبح للساعه ٤ العصر وهتشتغلى أن شاء الله فى مكتب المحاسبه اللى فى الشركه
تولان:بس انا معنديش خبره فى المجال ده
أسر:أن شاء الله تتعلمى معانا ...والمرتب هيكون.. وقال مبلغ جعل تولان تنظر إليه لاول مره منذ أن دخلت إلى الغرفه ولاحظ الذهول المرتسم على ملامحها فمنع ابتسامته من الظهور على وجهه
اسر:دلوقتى اتفضلى معايا اوريكى مكتبك اللى هتشتغلى فيه
تولان:حاضر ....شكرا بجد لحضرتك
وبالفعل اتجهت معه الى المكتب الذى ستعمل به وعندما جلست على المكتب الخاص بها الموجود فى غرفه يوجد بها ثلاث مكاتب آخرين ابتسمت وحمدت الله على نعمته
اما بالنسبه لأسر فقد عاد الى مكتبه وهو مذهولا من تولان فقد أخبره فهد أنها يبدوا عليها التدين ولكنه لم يكن يتصور انها هكذا فهى لم تنظر إليه سوا مره واحده عندما ذكر لها راتبها الشهرى وعندما دخلت إلى الغرفه تركت باب الغرفه مفتوحا وتأكد أن ما أنقذها من مخالب رجال فهد هو تدينها وثقتها فى الله...شرد قليلا فى ماحدث عندما استيقظ فقد لاحظ الغطاء الموضوع عليه فعلم أن زمرده هى من وضعته وعندما خرج من الغرفه وجدها فى المطبخ تحضر وجبة الإفطار فذهب إلى غرفته وانتهى من ارتداء ملابسه وخرج إلى زمرده التى كانت ترتدى برموده باللون البمبى مرسوم على صدرها ميكى ماوس فابتسم بداخله فهى حقا طفله وآفاق من شروده على صوت هاتفه فوجده فهد
أسر:ايوه يا باشا عامل ايه
فهد:الحمد لله...هاه طمنى جات ولا لا
أسر:بأبتسامه:ايوه جت ...وعرفتها هتشتغل ايه وقولتلها على المرتب وكله تمام
فهد:تمام شغلتها مع الاستاذ عبد المجيد
أسر:لا شغلتها فى فريق طارق ...علشان تفهم الشغل من أوله
فهد:بضيق:يعنى ملقتش غير طارق ...انت عارف أنه ممكن يضايقها
أسر:لا متقلقش انا متأكد انها لا يمكن تسمح لحد أنه يتطاول معاها ....وعلى العموم انا عينى هتكون عليها على طول
فهد:تمام ماشى ...انا هسيبك بقى علشان عندى اجتماع
أسر:تمام مع السلامه