بعد السير لفتره توقف جاك ونظر لريسان الذي كان ينتظره سأل بهدوء"هل انت بخير؟!"
ابتسم ريسان واجاب"اجل…"بعد لحظة صمت اطلق تنهيده بينما تم استبدال ابتسامته بوجه حزين مرير"في الواقع لا ليست بخير"
ربت جاك على كتفه متفهمًا"ريسان خذ وقتك لتفكير وتقبل الآمر سأمنحك أجازه بقدر ما تريد عندما تكون مستعد عد للعمل"
ابتسم ريسان بمراره ولم يرفض"شكرًا جاك ساحتاج لذلك"
أومأ له جاك بهدوء بينما شاهده وهو يختفي في وميض وضع يديه في جيبه واكمل سيره
-رنين رنين
رنت ساعته بنغمة تنبيه..
……..
قصر لوسيفر…
سعل ميراك بوجه شاحب بشده كان يستلقي في حضن تيا بخمول و إرهاق بادي على وجهه
كانت تيا تربت على رأسه وهي تنظر له بأعين حزينه رفعت رأسها لرين و ميرك الذين يقفان أمامها"أين جاك؟!"
كان ميرك يتحدث بنفاذ صبر وقلق"لقد راسلته انه قادم"
كان رين يلمس جبين ميراك لفحصه هز رأسه بعجز"ان حرارة جسده تنخفض بشكل ينذر بالخطر"
كان ميراك ينظر لهم بأعين ضبابية دامعه تحدث بصوت ضعيف"أريد رؤية ابي قبل…سعال،،سعال"
تحدثت تيا بنبرة حزينه و ابتسامة خافته وهي تهمس له بلطف"جاك في طريقه سيصل قريبًا"
في تلك اللحظة حدث أنفجار خارج القصر بصوت مدوي تبعه اهتزاز في الأرض
تمسكت تيا بميراك واحتضنته حتى اختفى الاهتزاز رفعت رأسها على عجل"ماذا مالذي يحدث؟!"
كان لدى ميرك اعين حاده بينما اندفع لاخارج"انه هجوم"صرخ بصوت عالي"لياخذ الجميع اماكنهم مينا اعتني بميراك تيا رين لنذهب"
توجهت مينا على عجل وأخذت ميراك الذي يعبس من الألم في حضنها همست له"اصمد ميراك"
تيا مع وحوشها السحرية و رين مع قاذفات السحر انضموا للمعركه التي تدور في الخارج
مع الاهتزازات بين الحين والاخر في الارض و الاصوات العالية للانفجارات
لم يكن الوضع مناسبًا لهم اختصوا الارانيا في التجسس و جمع المعلومات ولم يكن هناك الكثير منهم مقاتلي الخط الأمامي
على عكس أعدائهم المجهولين حيث ان معظمهم مهاجمين و محاربين مباشرين
وضع ميراك يده الصغيرة على فمه و سعل بقوه لفتره ابعد يده التي تلطخت بالدماء الحمراء تاركًا خط رقيق ينساب من جانب فمه مع ابتسامة خافته و حزينه أدرك'اه! اناأموت يبدوا انني في النهايه تجربة فاشلة لم تعش سوا عدت أيام، في هذه الحالة لما لا استخدم ما تبقى من حياتي لحماية هاؤلاء الاشخاص الذين يعتز بهم ابي؟!'
مع انفجار اخر انكمشت مينا بينما تمسكت بميراك و جعلت نفسها كدرع"لا تقلق لن اسمح لاحد ان يلمسك"
دفعها ميراك برقه بينما جلس"انا بخير الان مينا شكرًا لاعتنائك بي و لعبك معي في الايام السابقه"
رمشت مينا في الشكر المفاجئ من الطفل كما لو شعرت بشيء مخفي"ميراك؟!"
دارت الرياح و صنعت اجنحه على ظهره مع ابتسامته الخافته ترك مينا خلفه و حلق خارج القصر
كان حديقة قصر لوسيفر في فوضى تامه بسبب المعارك التي تحصل وشاهد بوضوح الارانيا يتعرضون لضغط
مد يده في الهواء بينما كانت عينيه تتوهج باللون الازرق الجوهري مع بشره شاحبه و شعر بلاتيني رفرف مع الهواء بحرية
قام بصب كامل المانا في جسده و أستدعاء الكروم التي هاجمت الأعداء مع شفرات الرياح القويه و السريعه التي تدافعت من كل مكان
وشيئًا فشيئًا حصلت جماعة الارانيا على اليد العليا في القتال
ابتهج ميرك وتمتم"جاك"
نظر حوله باحثًا عن موقع جاك كما فعل البقية ولاكن تصلبت وجيههم لرؤيتهم ميراك و ليس جاك
صرخوا اليه بقلق"ميراك ماذا تفعل عد لداخل"
ولاكن ميراك تجاهلهم و استمر بمهاجمة الاعداء كان يرغب بقتل الشخص الذي يقودهم ليمنح البقية فرصة ولاكن جفونه باتت اثقل واغلق عينيه فقد قوته بينما شعر بوعيه بدآ يختفي كانت لديه فكره واحده'اتمنى لو رأيت ابي لمره اخيره'
"ميراك؟!…"
شعر ميراك بأحدهم يحتضن جسده الساقط عندما اجبر عينيه على ان تفتح كان امامه صوره ضبابيه لشخصية بشعر بلاتيني أدرك فورً ونادا بصوت ضعيفا"ابي"
تحرك جاك الذي تلقى رسالة ميرك بسرعه و استطاع الوصول خلال عشر دقائق باستخدام اجنحة الرياح بأقصى سرعه و كان معه ميديل و جيسي
فور و صوله وقعت عيني جاك على الشكل الصغير الذي تلاشت اجنحته وكان يسقط للأرض اسرع اليه واحتضنه بينما خفق قلبه برعب"لماذا فعلت ذلك اخبرتك الا تقاتل!"
ميراك الذي وضع ابتسامة مبتهجه ضعيفه تحدث"انا سعيد..لأنني استطعت رؤيتك مره أخيره انا لا أملك ندم الان"
ارتجف جسد جاك دون وعي 'لا ندم' كانت كلمات ميراك تشبه كلمات روكسان حينما فقدها و ذلك أرعبه ليوقف التفكير بذلك كان يركز على قتل الاعداء بينما تحدث"اصمد عندك ستكون بخير"
صرخت ميديل بغضب بينما فجرت هاله قاتله"ايها الاوغاد ساقتلكم جميعًا"
هاجم بقية الارانيا معًا بعد انقلاب الكفه اندفع الاعداء للهروب
هبط جاك للارض بهدوء وهو يفحص ميراك الشاحب رفع رأسه و صرخ"نحتاج عناية طبيه عاجله هنا"
كان صوت ميراك ضعيفًا و يصبح خافتًا مع مرور الوقت"ليس هناك حاجة جسدي ينهار بالفعل"
شعر جاك بالمرارة و السخط الحزن و الألم جال في خاطره فكره واحده'اه! هذا يحدث مجددًا كما لو ان العالم يلعب علي مزحه سخيفه'
اقتربت ميديل و البقية ولم يملكوا ما يقولوه كانت حالة ميراك واضحه 'لقد كان يحتضر بالفعل'
توهجت عيني جاك بلون جوهري براق بينما رقصت حوله اضواء ذهبيه و فضيه همس بخفوت مع ابتسامة مريره كما لو يكافح البكاء و دموعه تناثرت في الهواء وتلاشت"الامريختلف عن السابق استطيع حماية روحك وإعادة توجييها لعالم اخر ثم سآتي لاجدك…."
قاطعه ميراك بابتسامه خافته"لا انا وانت كلانا يعلم انني وحش آلتهم العشرات من الارواح لينموا"
هز جاك رأسه بينما عانق جسد ميراك بحزن"لا يهم ماذا تكون انت ابني طفلي الوحيد و ستكون دومًا الوحيد بالنسبه لي"
ابتسم ميراك انهمرت دموعه بينما تحول شعره للأبيض"انا سعيد ان ابي يظن ذلك"
شعر جاك بالاختناق كما لو انه يغرق في عمق المحيط فجأة حتى الهواء أصبح صعبًا لتنفسه ولكنه تحدث بإبتسامه"ميراك والدك اسف لانه لم يفي بوعده"
كان ميراك يبتسم بخفوت تمتم مع اخر أنفاسه"لابأس ابي كل شيء سيكون بخير"
مع ابتسامة جميله و بريئة خرزات من الدموع عاقلة برموشه بينما يده التي ارتفعت لتلمس خد جاك لم يسعفها الوقت لم تصل، سقطت مع صوت رقيق لاصتدامها بالأرض، بينما تلاشى الضوء في عينيه و وباتت خاليه من الحياه
ارجتف جسد جاك وهو يتحضن ميراك دون اصدار صوت او بكاء ظل جالسًا فقط بينما يحتضن الجسد الصغير الميت
انهارت تيا أرضًا ببكاء وهي تغطي وجهها
غطت ميديل فمها بينما تسللت دموع من عينيها
احتضنها جيسي بألم
انزل ميرك رأسه بينما جلس رين بجانب تيا ربما مواساتها او ربما لمواساة نفسه
دون انكار ميراك وعلى الرغم انها ايام بسيطة فقط قضاها معهم الا انه كان يشبه شمس دافئة جلبت الفرح و العفوية لحياتهم لا يهم ماذا كان، بالنسبه لهم ميراك كان ابن جاك و فرد مهم من عائلتهم والان هذا الفرد الغالي و العزيز فارق الحياه
تاركًا فراغًا خلفه…
تمتم جاك بخفوت بأعين دامعه"في النهايه كنت اشبه بسراب حقًا ميراك لو علمت لم اكن لأمنحك مثل هذا الاسم ربما عندها…كنت لتبقى حي"
اقتربت ميديل لجاك ببطء جلست بجانبه وهي تعانقه وتعانق جسد ميراك البارد بين يديه همست بصوت متألم"آسفه من أجلك جاك"
آخذ جيسي جانبه الاخر بعناق تمتم بكلمات اعتذار و اسف حزينه كذلك
يقال ان العناق يخفف الحزن ولاكن جاك لم يشعر ان حزنه اخف على العكس في كل لحظة تمر تولد جحيم من السخط و الحزن داخل قلبه
هل كان كثير ان يملك علاقة صادقة دون خسارتها؟!…
هل هو سيىء لهذه الدرجه ليتم حرمانه من الاشخاص الذين يحبهم دون قيود؟!…
ام هو من يجلب مصير الموت لكل من يقترب منه؟!…
كانت تلك اسئلة تقفز في عقله بين اللحظة و الاخرى ولم يجد اجابه لها
تركته ميديل و جيسي وابتعدوا عنه مدركين انه يحتاج لقضاء وقت بمفرده
تحدثت ميديل بخفوت"لنذهب"
بعد ان أصبح جاك وحده جعل الكروم تشكل سريرًا منخفضًا من الورود المتنوعه وانزل جثة ميراك عليها برقه و لطف مسح الدماء من وجهه و يديه الصغير بقلب متألم وأعين دامعه متألمه وعندما إنتهى جعله ذلك يبدوا كما لو كان نائمًا كانت يديه على بطنه بينما يحمل تعبير مسالم و مرتاح، كان من الصعب تصديق انه مات
احتضن جاك قدميه لصدره و دفن رأسه فيها
بين اللحظة و الأخرى يمكن سماع صوت بكاء خافت ويصاحبه ارتجاف خفيف لجسد جاك
تصادم البرق و الرعد في السماء مع تجمع الغيوم السوداء و بدأ المطر بالهطول كما لو يشارك حزن جاك
لم تبتل جثة ميراك لان جاك صنع حاجزًا من الرياح حول السرير بينما ترك نفسه ينقع تحت ضربات المطر البارد
***
في قصر استيل…
كان ريسان يجلس بهدوء امام كيرا كان قد اخبرها الحقيقة و وضح لها ما فعله والدها منذ سنوات
كان ذلك خيارًا أتخذه ظن انه لابأس بمحاولة التفاهم معها كونها لم يكن لها يد بالأمر
كانت كيرا مصدومة وغير مصدقة في البداية ولاكن برؤية طريقة تعامل شقيقها الاكبر مع موهبة الجليد كان بشكل واضح اكثر تميزًا منها كانت موهبه تليق به اكثر منها
حتى عندما خسرت موهبتها جزء ما فيها صدق و تصرف كما لو كان ذلك هو قدرها 'غير مستيقظه' ولاكنها استمرت بانكار ذلك ولاكن الان يبدوا لها كل شيء منطقي
جزء منها شعر بالذنب لصراخ بجاك ولاكن جزء منها لازال منزعج منه لفعل هذا بها
مع صوت الرنين الصغير لساعه نظر ريسان لساعته ثم تصلب وجهه بصدمه وظل ينظر لمحتوى الرساله غير قادر على الاستيعاب
كيرا التي لاحظت تغيره سألت بهدوء"ما الخطب؟!"
نظر لها ريسان بأعين ضائعه دون وعي تمتم"ميراك…"
حثته كيرا ليكمل"ميراك؟! مابه؟!"
اجاب ريسان بنبرة غريبه منكره"هو.. لقد مات"
وسعت كيرا عينيها بصدمه"ماذا؟!…"
شرح ريسان بينما وقف بعجله"انه..كان هناك هجوم على القصر ميراك مات خلاله"
وقفت كيرا وامسكت يده بإصرار"مهلًا اخي سآتي معك يجب ان نكون مع جاك في مثل هذا الوقت"
نظر لها ريسان للحظة ثم أومأ"تمام"
إنتزعت كيرا معطفها و لحقت بريسان بينما تراسل البقية من ساعتها لتعلمهم بهذه الاخبار المفجعه
***
جاك لم يعرف كم من الوقت مضى كان جسده يتجمد و وصل لحد انه لم يعد يشعر بالبرد تحولت شفتيه لزرقه
بينما كان شعره البلاتيني يلتصق على وجهه و يخفي عينيه المحمره مع قطرات المطر التي اختلطت بدموعه التي لم تتوقف رافعًا رأسه لسماء الداكنه كما لو يبحث عن شيء
في النهايه رسم ابتسامة خافته مع أعين فاتره و مشاعر مخدره وتمتم
"من الذهل ان القلب لا يصدر صوتًا عندما يكسر…"
كانت الاحاسيس و المشاعر التي تراود جاك حاليًا تشبه الغرق بعمق كلما كافح اكثر غرق اكثر كما لو انها العشرات من الايادي تمتد من القاع لتسحبه للأسفل
في مرحله ما جزء منه أراد الاستلام
ولاكن كيف له ان يستسلم؟!…
وقف جاك بهدوء فكر بينما يغمض عينيه وسمح للمطر بغسل دموعه 'علي المضي قدمًا فقط سأستمر'
~~~~~~~~~~~~
قراءة ممتعة